الولادة قبل الميعاد ، انواعها واسبابها وعلاجها
الولادة قبل الميعاد ، انواعها واسبابها وعلاجها
الولادة قبل الميعاد ، انواعها واسبابها وعلاجها
\:
نتحدث عن ولادة قبل الميعاد أو ولادة مبكرة كلما حدثت الولادة قبل الأسبوع السابع والثلاثين.
وهذا التعريف يوحي ملاحظات:
الأولى: أن مدة الحمل تحسب بالأسابيع ابتداء من أول يوم لآخر دورة شهرية وبالشهور ابتداء من الإباضة أي بعد 14 يوم من بداية الدورة الدموية.
ثانيا: تكتمل مدة الحمل مع نهاية الأسبوع السابع والثلاثين (وليس مع بدايته).
ثالثا: يجب ضبط عمر الحمل، وتشير معظم الجمعيات الطبية إلى أفضلية الفحص بالأمواج فوق الصوتية خلال الدورة الأولى لما يحيط بتاريخ الحيض من عدم الدقة وبتاريخ الإباضة من تغيرات.
رابعا: هذا التعريف يلغي التعريفات السابقة لتي كانت تدخل فيها وزن الجنين أثناء الولادة لعدم دقته.
خامسا: الولادة المبكرة تشكل خطرا على حياة الجنين (الطفل الخديج) بحيث تكون مسؤولة عن 80 في المائة من مجموع الوفيات التي تقع بعد الحمل وتكون مسؤولة عن 50 في المائة من الإعاقات الجسدية والعقلية التي تقع بسبب الولادة. لكل هذا يجب ضبط الأسباب المؤدية إلى الولادة المبكرة للتنقيب عليها ولمحاولة معالجتها.
نشير كذلك إلى أنه رغم ما هو شائع لنسائنا فليست هناك أفضلية للجنين الذي يولد في الشهر السابع على الجنين الذي يولد في الشهر الثامن بل العكس هو الصحيح وكل يود داخل الرحم قد يزيد من حظوظ الجودة لدى الجنين بنسبة قد تصل إلى 2 في المائة كل يوم.
ما هي أنواعها:
الولادة قبل الأوان نوعان:
النوع الأول ويشكل 20 إلى 25 في المائة وهي الولادة بقرار طبي وتهم الحالات التي تتخوف فيها من استمرار الحمل (مثل تسمم الحمل، مرضى السكري، توقف أو ضعف نمو الجنين، الانفصال المبكر للمشيمة أو التصاق المشيمة غير الطبيعي بالقرب من عنق الرحم…)
وهو قرار قد يتشارك فيه الطبيب المعالج وكذلك طبيب الأطفال لاختيار الوقت المناسب لإخراج الجنين بأقل الأضرار.
أما النوع الثاني الذي يشكل 75 إلى 80 في المائة من الحالات وهي الولادة المبكرة الطبيعية ونذكر كذلك أن نسبة الولادة قبل الأوان قد تصل إلى 7 في المائة من الولادات في حين أن الحالات الإنذارية قد تصل إلى 15-20 في المائة من حالات الحمل وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نجاعة العلاج الذي يؤدي دوره في أكثر من 50 في المائة من الحالات. لكن رغم كل هذا فإن السنوات الأخيرة لم تحمل تغيرات كبيرة من ناحية الأرقام رغم مجهودات التنقيب والمعالجة وترجح أن يكون من بين الأسباب الحمل المتأخر (بعد 35 سنة) وكذلك الحمل المتعدد الأجنة من جراء علاجات العقم.
وماذا عن المضاعفات:
قلنا بأنه مسؤول عن 80 في المائة من حالات وفيات الأجنة و50 في المائة من حالات الإعاقة المصاحبة للحمل وهذا راجع لأن الجنين لم يكتمل نموه ونضجه ويكون معرضا للإصابة بأمراض جسدية وعقلية وأهمها:
متلازمة ضيق التنفس لأن رئتي الطفل تكونا غير ناضجتين بحيث تمنعه من الحصول على ما يكفيه من الأوكسجين، ضعف المناعة والإصابات الميكروبية، نقص الحرارة، مشكلات بالدورة الدموية، مشكلات بالجهاز الهضمي…
وماذا عن الأسباب:
في 60 إلى 70 في المائة قد تكون هناك حالات مسببة لهاته الولادة نذكر منها:
الالتهابات وعلى رأسها التهابات الجهاز البولي وكذلك التهابات المهبل وعنق الرحم الذي يؤدي إلى تمزق الغشاء الأميونوسي والتهابات المشيمة والسائل الأميتوسي مما يلزمنا البحث عنها وخصوصا إذا كانت هناك أعراض محلية، أو وجود أعراض الولادة قبل الأوان أو حين تواجد سوابق للولادة قبل الأوان.
الأمراض المصاحبة للحمل: تسمم الحمل – مرض السكري – فقر الدم – اليرقان المصاحب للحمل.
الأسباب الرجيمية: نذكر منها وجود عيوب خلقية أو علاجية (DES) أو وجود ضعف في عضلات عنق الرحم.
أما فيما يخص الجنين نذكر من بين الأسباب: الحمل المتعدد، التشوهات الخلقية، ضعف نمو الجنين، ومن بين الأسباب المشيمية نذكر وجود المشيمة المتقدمة أو الانفصال المبكر للمشيمة وزيادة كمية السائل الأميتوسي.
أما من ناحية الأسباب المساعدة فهي متعددة ويجب العمل كذلك على التنقيب عليها وتهم:
وجود تاريخ سابق للولادة قبل الميعاد لأن نسبة التكرار تتراوح بين 18 و40 في المائة وتكون في نفس الحادثة السابقة.
وجود فترة قصيرة بين الولادتين (أقل من 12 شهرا).
وجود سوابق لحالات الإجهاض المتعدد وخصوصا إذا تعدت 3 حالات.
وجود علاقة الولادة قبل الأوان مع ضعف الإمكانيات المادية والمعنوية.
وجود علاقة مضبوطة مع التدخين، الكحول والمخدرات الأخرى.
وأخيرا هناك الكثير من الأسباب الغير المعروفة والتي لا نعلم عنها شيئا ولكنها حكمة الله وقضاؤه وتبلغ تلك النسبة حوالي 30 إلى 40 في المائة من الحالات.
ما هي الأعراض:
يثير الانتباه عند المرأة الحامل وجود تقلصات رحيمية مستمرة وقوية، وتبقى المناقشة مفتوحة حول نسبة هاته التقلصات (واحدة كل 10 دقائق في حين لا يأخذ آخرون بعين لاعتبار إلا 2 أو 3 تقلصات كل 10 دقائق).
حوامل
وتكون تلك التقلصات مصحوبة بتغييرات في عنق الرحم حيث يصبح قصيرا، مرنا، يرق سمكه ويبدأ في الانفتاح مع وجود تقدم الجنين.
نذكر كذلك أن هناك حالات تشتكي فيها المرأة من آلام في أسفل الظهر أو أسفل البطن مع إحساس بنزول الجنين كما نشير إلى إمكانية نزول مادة مخاطية تسمى بسدادة عنق الرحم، كما توجد حالات تبدأ بنزول السائل الأسيتوسي مما يزيد من خطورة الحالة.
كيف يتم التشخيص:
حين تواجد تقلصات مستمرة يلجأ الطبيب إلى الفحص المهبلي وذلك للتأكد من وجود هبوط الجنين ووجود تغيرات تهم أسفل الرحم وعنقه.
لكن هذا الفحص لا يكون كافيا إلا في الحالات المتقدمة وفي الحالات دون ذلك تبقى نتائجه ضعيفة وإمكانية التنبؤ بالولادة قبل الأوان غير مضبوطة.
لهذا يلجأ الأطباء إلى فحص عنق الرحم غير الفحص بالصدى المهبلي الذي يعطي نتائج أدق وموضوعية. ويبقى طول عنق الرحم المعيار الأساسي مع اختلاف في ضبط الحد الأدنى لعنق الرحم (20 أو 30 ملمتر) في حين يلجأ بعض الاختصاصيون إلى تصنيف درجة خطر الولادة قبل الأوان عبر هذا المعيار.
وهكذا قد يكون الخطر خفيفا إذا كان طول عنق الرحم يتعدى 26 ملمتر، ويكون متوسطا بين 15 و26 ملمتر فيما يكون الخطر حاد فيما دون ذلك.
ويكون هذا الفحص إلزاميا في حالة وجود عوامل مسببة لهذا الخطر أو وجود تقلصات للرحم خلال الحمل وكذلك حين وجود سوابق للولادة قبل الأوان.
نذكر كذلك إلى أنه ظهر أخيرا تحليلا للمساعدة على ضبط درجة الخطر تسمى « Fibronectine » ولكن الدراسات أثبتت أن قيمتها لا تتعدى قيمة ضبط عنق الرحم بالفحص بالصدى.
بقيت الإشارة كذلك إلى أنه موازاة مع الفحص للتشخيص يقوم الطبيب بفحوصات لمحاولة إظهار السبب وراء هذا الخطر ونذكر هنا البحث عن التعفنات، وتسمم للحمل ووجود المشيمة المتقدمة، وكذلك الحمل المتعدد الأجنة وتشوهات الحمل.
وكيف يتم العلاج:
العلاج يرتكز على 5 محاور:
المحور الأول: هو الراحة التامة في الفراش التي تمكن من علاج 50 في المائة من الحالات.
المحور الثاني: ويتعلق باستعمال العقاقير المضادة لانقباضات الرحم وهي على ثلاثة أنواع، لكن استعمالها يتطلب فحوصات دقيقة للتنقيب عن الحالات المنافية لاستعمالها وينتظر الأطباء بالمغرب “الأتوسيان” المضاد للأسيتوزين لسهولة استعماله ونجاعته في الحالات المستعصية.
المحور الثالث: وتهم علاج الحالات المسببة لهاته التقلصات.
المحور الربع: ويخص عملية ربط عنق الرحم التي لم تعد إلزامية إذ لا تخصص إلا في حالة وجود 3 ولادات قبل الأوان أو وجود حالة أو حالتين من الولادة المبكرة مع وتغيير في طول عنق الرحم خلال الحمل الحالي.
المحور الخامس: ويهم استعمال بعض الأدوية المساعدة على نضج رئتي الجنين لمحاربة متلازمة ضيق التنفس.