أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات،
بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا
فما هى حساسية الطعام؟ وما هى أعراضها؟
وهل تسبب أغذية معينة الحساسية أكثر من غيرها؟
هل توجد وسائل دقيقة للتشخيص؟
كيف نعالجها؟ وكيف نتعامل مع الإحتياجات الغذائية للطفل المصاب بها؟
يجيب عن هذه الاسئلة الدكتور ياسر نجم في مستشفى الزهراء بدبي :
حساسية الطعام شائعة إلى حد ما..وتختلف نسبة الإصابة بها من منطقة لأخرى.لكن النسب تتراوح ما بين 5 – 10% من الأطفال.
تحدث الحساسية نتيجة نشاط غير طبيعي للجهاز المناعي فيحارب مكونات معينة للطعام بنفس الطريقة التي يحارب بها الجراثيم الضارة.
يعتبر الجهاز المناعي في هذه الحالة تلك المكونات المسببة للحساسية خطرا على الجسم ، فيطلق أدواته لحماية الإنسان منها بمجرد تناول الطفل لها.وفى بعض الأحيان بمجرد لمس الطعام أو حتى استنشاق رائحته ، وتظهر الأعراض على الطفل كنتيجة للصدام بين المكون المسبب للحساسية من جهة والجهاز المناعي من جهة أخرى.
أعراض حساسية الطعام
يوجد نوعان من الحساسية هما :
نوع سريع تظهر أعراضه في الحال خلال دقائق أو بضع ساعات ، ونسميها علمياً التآق،
هذا النوع يأتي على شكل نوبات عند التعرض للطعام المسبب.قد تكون بسيطة، أومجرد طفح جلدى طفيف أو مغص عابر، وقد تكون شديدة الخطورة وتؤدي للوفاة ، لأن أعراضه لا تقتصر على الجهاز الهضمي ، ولكن تمتد أيضا للجهاز التنفسي والدوري وسائر أعضاء الجسم ، فيعاني المصاب من ضيق في التنفس وانتفاخ في الفم والحلق واللسان والبلعوم والحنجرة وأعضاء أخرى وهبوط في ضغط الدم وطفح جلدي.
ويوجد نوع آخر من الحساسية ، النوع البطيء، الذي لا تظهر أعراضه إلا بعد يومين أو ثلاثة، لهذا يسمى الحساسية المتأخرة ، وهذا النوع لا خطورة فيه وتقتصر أعراضه عادة على الجهاز الهضمي: مغص – إسهال – إمساك – قيء – غثيان. وأحيانا يكون أيضا مصحوباً بطفح جلدي ، ولكن شكله يختلف عن الطفح المصاحب للتآق.
هل تسبب أغذية معينة الحساسية أكثر من غيرها؟
قائمة الأغذية التى قد تسبب حساسية ممتدة ولا نهاية لها..لكن سبع أغذية هى الأكثر شيوعا:
اللبن (الحليب) والبيض والقمح والصويا والمكسرات والسمك والفول السوداني.
90% من حالات الحساسية تعود لواحدة من هذه القائمة .
هل توجد وسائل دقيقة للتشخيص؟
تلك هى المشكلة..لأن مكونات ما نتناوله.. خصوصا من الأطعمة الجاهزة والوجبات السريعة والمباعة فى السوبر ماركت عديدة ومركبة وتتدخل فيها عملية التصنيع ، وبالتالي يصعب جدا إختبار كل مكون على حدة، كذلك فى النوع المتأخر من الحساسية لا يوجد اختبار دقيق للخلل المناعي. ولكن فى النوع السريع..وهو ما سميناه بالتأق يوجد إختبار للأجسام المضادة المسببة للحساسية..وبالتالي يمكن قياسها وقياس تفاعلها مع الأغذية أو أية مكونات للطعام يشك أهل الطفل فى تسببها فى حدوث الأعراض.
ولكن يظل أفضل إختبار للحساسية تجاه مكون غذائي معين.هو قوة ملاحظة الأهل ومتابعتهم للطفل.لإكتشاف ما إذا كان حدوث الأعراض مرتبط بتناول أكلات محددة .
مع ذلك..يجب ألا نتسرع فى الإستنتاج لأن حدوث أعراض مرتبطة بالأكل قد يكون نتيجة أمراض أخرى بخلاف الحساسية، مثل الداء الزلاقي والإرتجاع وما يسمى بعدم تحمل الطعام ونقص الإنزيمات وغيرها..والطبيب المختص يستطيع الوصول للتشخيص الصحيح بين تلك الأمراض سواء بالفحص السريري أو الإختبارات .
كيف نعالج حساسية الطعام؟
لا يوجد علاج يشفي بشكل نهائي من حساسية الطعام .ولكن معظم الأطفال يتحسنون منها إلى حد كبير فى سن المراهقة. وتستمر بعد هذه السن الأعراض بشكل أقل مع المرضى الذين يعانون من حساسية شديدة..
الوقاية هي الحل الأمثل للطفل المصاب بالحساسية ، بتجنب المكون الغذائي المسبب لها إذا أمكن التعرف عليه.
وفى الدول المتقدمة تشترط الأجهزة الرقابية على منتجي الأغذية أن يصفوا بدقة كل مكونات السلعة، مع إشارة خاصة ما إذا كانت تحتوى أياً من الأغذية السبعة الشهيرة التي تسبب الحساسية.
تساعد أدوية الحساسية في التخلص من الأعراض المزمنة بشرط أن يداوم المريض على تناولها..أما الحالات السريعة الحادة فتحتاج للعلاج فى المستشفى..وينصح آباء وأمهات الأطفال الذين يعانون من هذا النوع بحمل قلم حقنة (الايبيبن) بشكل دائم.وهو قلم شبيه بأقلام حقن الإنسولين معد خصيصا للإستعمال السهل بواسطة الناس العاديين لإنقاذ المرضى فى حالة حدوث نوبة حساسية سريعة شديدة، كإسعاف أولى قبل الوصول لقسم الطوارىء.
كيف نتعامل مع الإحتياجات الغذائية للطفل المصاب بها؟
يضطر الطفل الذي يعاني من الحساسية لتجنب بعض الأغذية المتسببة فى المرض. والمشكلة أن بعض هذه الأغذية يعتبر مكونا غذائياً أساسياً فى وجبة الطفل..خصوصا أننا نتعامل مع مريض فى حالة نمو، مثل القمح ، والأهم منتجات الألبان .تخيل طفل رضيع لا يستطيع تناول الحليب ومشتقاته..
العلم بفضل الله وجد حلولا لمثل هذه الإشكالية، بتوفير بدائل لها نفس القيمة الغذائية المتوفرة فى الأطعمة الأصلية..وإن كانت أغلى سعرا فى معظم الأحوال. وهنا يأتي دور الحكومات وشركات التأمين الصحي لدعم تكاليف تلك البدائل التى يصفها الأطباء بالتعاون مع أخصائي التغذية.