كيفيه سجود السهو وحكمه وموجباته

مهما كانت درجة إيمان المرء وحسن صلاته وخشوعه في أداءها إلّا أنّه قد يسهو وينسى أداء أمرٍ ما فيها، أو ربّما يساوره الشكّ في ذلك بسبب ضعفٍ في نفسه أو تشتتٍّ في فكره أو بسبب نزغٍ من الشيطان.
وقد يتساءل من تصيبه هذه الحالة: هل يجب علي إعادة الصلاة كاملة؟ الجواب لا، فقد شرع الله لنا سجود السهو لتصحيح وتقويم الخلل. في هذا المقال سنتعرَّف على الحالات التي يجب فيها سجود السهو، وتلك التي تتطلَّب إعادة الصلاة كما سنعرف كيفية أداء سجود السهو والحكمة منه.
●○ سجود السهو، كيفيته وحكمه
عن عبدالله بن مسعود أنّه قال: "صلينا مع رسول الله فإمّا زاد أو نقص فقلنا يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء؟ فقال: لا، فقلنا له الذي صنع، فقال: إنّما أنا بشرٌ مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس، ثمَّ تحول رسول الله فسجد سجدتين".
وبذلك يكون سجود السهو عبارة عن سجدتين متتاليتين في نهاية الصلاة قبل السلام أو بعده يسجدهما المرء إذا أحسَّ بأنّه نسي أمرًا في الصّلاة أو زاد فيها ناسيًا أو غافلًا وليس متعمدًا ويقول فيهما سبحان ربي الأعلى ثلاثًا.
سجود السهو واجب إذا كان في تركِ واجبٍ أو لفعلِ محظور فقد ورد عن النبي أنّه قال: "صلوا كما رأيتموني أصلي" وقد أمر هو بسجود السهو وفعله.
●○ موجبات سجود السهو
- أن يترك المصلي أو يشكّ بأنّه قد ترك سنةً مؤكّدة كالتشهد الأول مثلًا فيجب عليه أن يسجد سجود السهو في نهاية الصلاة.
- الشكّ في عدد الركعات وفي هذه الحالة عليه أن يفترض العدد الأقل ويتمم ركعاته ثمَّ يسجد سجود السهو في نهاية الصلاة.
- أن يؤدي أحد أفعال الصلاة في غير محله كأن يقرأ التشهّد مكان الفاتحة أو العكس.
- الإتيان بركعةٍ زائدة أو التحدّث بكلماتٍ قليلة غير قراءة القرآن سهوًا.
هذه كانت الأمور التي يجب على المصلي فيها أن يسجد سجود السهو، لكن هناك حالات لا تستوجبه مثل نسيان السنّة غير المؤكّدة والنوافل وهناك بعض الحالات تستوجب إتيان الأمر كنسيانه لأحد الأركان الرئيسية، وهناك بعض الحالات التي تبطل الصلاة تمامًا ولا يجوز معها سجود السهو.