نعم، التوائم المتماثلة تنشأ عن انقسام المضغة, والأدق تسميتها هنا ب(العلقة), إلى كتلتين متماثلتين تماما من الخلايا, تتطور كل واحدة لتعطي جنينا منفصلا.
والتوائم المتشابهة لا علاقة لها بالوراثة, ولا علاقة لها بالجنس والعرق, ونسبة حدوثها تقريبا واحدة في كل بلاد العالم.
إن سبب حدوث الانقسام بهذا الشكل في المضغة أو العلقة, ما يزال من الأمور المجهولة في علم الجنين الطبي, فلا أحد يعلم لغاية الآن ما الذي يجعل العلقة تنقسم إلى قسمين بهذا الشكل, وصدق الله العظيم حين قال في محكم كتابه الكريم: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).
لكن الشيء المؤكد هو أن هذا الانقسام لا يحدث بسبب عوامل موجودة في رحم المرأة, أو في جهازها التناسلي؛ لأن مثل هذا الانقسام يحدث حتى في المضغ أو العلقات في المختبرات عند عمل عمليات أطفال الأنابيب.
وهنالك دراسة تمت في اليابان, وتم خلالها تصوير عدد من البويضات الملقحة في مختبر أطفال الأنابيب في كل مراحل تكاثرها, أي منذ الإلقاح, ثم تم تصويرها كل دقيقتين, عن طريق جهاز يصور بشكل أتوماتيكي وبدون توقف, وذلك قبل إرجاعها إلى الرحم.
هذه الصور أظهرت بأن المضغ أو العلقات قبل أن تموت أو تضعف, يحدث لبعضها مثل هذا الانقسام, وهذا ما دفع بالعلماء للقول: بأن هذا الانقسام قد يكون بمثابة محاولة تقوم بها المضغة للدفاع عن نفسها, (وكأنها تخبئ خلايا احتياطية لها), فإن نجحت في البقاء على قيد الحياة بإذن الله تعالى, فإن النتيجة ستكون توأما متماثلا, وبالطبع هذه دراسة واحدة فقط وهي ليست كافية لاعتماد هذه النظرية.