سمعت أن الكافيين يؤثر على الخصوبة، فهل هذا صحيح وما هو تأثيره؟
ربما يقلّل الكافيين من فرص حدوث الحمل، حتى لو كنت لا تشربين أو تستهلكين كميات كبيرة من المنبهات، لكن البراهين والأدلة على هذا الأمر غير حاسمة.
وجدت إحدى الدراسات التي تمّ تداولها على نطاق واسع أن تناول ما يزيد على "الكميات المعتدلة" من الكافيين يمكن أن تقلل من احتمال حدوث الحمل بنسبة تصل إلى 27 بالمئة مقارنةً مع النساء اللاتي يتناولن الكافيين بكميات منخفضة. وتعادل الكميات المعتدلة، في هذه الحالة، كوبين من القهوة يومياً أو أربعة أكواب من الشاي أو خمس علب من الكولا، والتي تحتوي تقريباً على 200 ملليغرام. وأظهرت الدراسة أن الاستهلاك ولو بكميات بسيطة قد يعيق حدوث الحمل. فالنساء اللاتي يتناولن فقط من فنجان إلى فنجانين يومياً تنخفض فرصهن في الحمل بنسبة 10 بالمئة.
لكن توصلت دراسات أخرى إلى استنتاجات مختلفة. وجدت إحدى الدراسات أن شرب نصف كوب من الشاي يومياً يضاعف من فرص الحمل في كل دورة شهرية، في حين أن غيره من المشروبات التي تحتوي على الكافيين ليس لديها أي تأثير. وجدت دراسة أخرى أن النساء اللاتي يتناولن من 400 إلى 700 ملليغرام من الكافيين يومياً ترتفع معدلات الحمل لديهن مقارنة بالنساء اللاتي يتناولن كميات قليلة منه، لكن النساء اللاتي يتناولن أكثر من 700 ملليغرام يومياً يستغرقن وقتاً أطول للإخصاب. واقترحت نتائج دراسة استطلاعية أخرى أنه ليس لدى الكافيين أي تأثير على الحمل إذا كانت الكمية التي يتم تناولها أقل من 200 ملليغرام في اليوم الواحد. من الواضح أن الأدلة متناقضة في هذا الأمر. إذاً ما الذي يجب أن تفعلينه؟
بعد استعراض جميع الأدلة المتاحة في العام 2001، خلصت منظمة خدمات المعلومات المتعلقة بالتشوّهات الخلقية ومقرها في الولايات المتحدة وكندا إلى ما يلي: "لا يؤدي استهلاك الكافيين بكميات قليلة إلى معتدلة (أقل من 200 ملليغرام يومياً) إلى تقليل فرص المرأة في الحمل".
إذا كنت تتلقين علاجاً للخصوبة، قد يكون من المفيد تقليل الكمية التي تتناولينها من الكافيين. هناك أدلة أكثر وضوحاً تبيّن أن الكافيين يخفض فرص النجاح لدى النساء اللاتي يحاولن إنجاب طفل باستخدام التقنيات المساعدة على الإنجاب، مثل التلقيح الاصطناعي بتقنية IVF أو تقنية GIFT .
لا يعرف الباحثون حقاً لماذا أو كيف يمكن أن يرتبط تناول كمية عالية من الكافيين بتأخر حدوث الحمل أو العقم. تشير نظرية واحدة إلى أن المنبهات تؤثر على عملية الإباضة بإحداث تغييرات في مستويات الهرمون، وهذا بدوره يعيق الحمل. (وفي المقابل، قد يساعد الكافيين فعلاً في خصوبة الرجال من خلال تحفيز حركة الحيوانات المنوية).
إذا كنت قد حاولت الحمل لعدة أشهر مضت من دون أن تنجحي في ذلك، حاولي الحدّ من الكمية التي تتناولينها من الكافيين الموجود في القهوة، والشاي، والكولا، والكاكاو، خاصة إذا كنت معتادة على تناول أكثر من 200 ملليغرام من الكافيين يومياً. تفيد التوصيات الحالية بالحفاظ على كمية الكافيين ضمن هذه المستويات المنخفضة عندما تصبحين حاملاً، لذلك من الأفضل أن تكتسبي هذه العادة في الوقت الذي تحاولين فيه أن تصبحي حاملاً.
ما هي كمية الكافيين في الأطعمة والمشروبات المفضلة لدي؟
يعتبر الكافيين من المكونات الشائعة في الأطعمة والمشروبات، لذلك يعتبر حصولك على جرعة كبيرة منه أسهل مما قد تعتقدين. فيما يلي دليل سريع، استناداً إلى معلومات مأخوذه من وكالة المعايير الغذائية بالمملكة المتحدة، يوضح كمية الكافيين الموجود في المشروبات المفضلة لديك وألواح الشوكولاته:
- 1 كوب كبير (mug) من القهوة سريعة الذوبان = 100 ملغ
- 1 كوب من القهوة سريعة الذوبان = 75 ملغ
- 1 كوب من القهوة المعدّة بطريقة التخمير = 100 ملغ
- 1 كوب من الشاي = 50 ملغ
- 1 علبة من الكولا = 40 ملغ
- 1 علبة من مشروب "الطاقة" = 80 ملغ
- 1 × 50g لوح شوكولاته سادة = 50 ملغ
- 1 × 50g لوح شوكولاته بالحليب = 25 ملغ
يمكنك أن تلاحظي أنه إذا تناولت كوبين من القهوة وعلبة من مشروب الكولا ولوح واحد من الشوكولاتة في يوم واحد، تكونين بالفعل قد تجاوزت الـ 200 ملغ، وهو الحدّ الموصى به.