اللون يتماهى وحليب السكينة ، دافئ في فم طفلة النجمة ، وضوؤك حلم يتغذى ببرتقالة الصباح ، الشيء الذي لا يمكن أن تتصوره هو أن تقعد الذكرى حبيسة حضنك المشمس .
ولي نهر يداوم عبيره ، نافذة شجني البكر ، سأسكب خوفي في قلبك مداداً لحبر لا ينتهي ، علّك تطوف حولي ، تناغي حماقة كهولة نابتة في حِواري الشديد التأزم .
دافئة كلمات القلب ، واهنة ضلوع الحزن ، يتوقف دمع المكان في عينيك ، وينتقل كقطة تتمسح بجدران الوقت خارج ندمي .
حلم هو هذا الذي يقفز من حياتك إلى حياتي ، لا رابط بينها سوى أمنية تعادل سنين تنام تحت ملاءة الضجر ، رويداً هذا الاقتراب ينادمني كنور يقبّل أطراف أناملي .
بلا وتر أقصد الغيم في حنجرة السواقي ، بلا أنت يحصدني رواة بعيدون ، ولي يمدّون أصواتهم الأخرى ... بلا أنت دفتري يضيق ، وأوراقي تسقط ، كأسماك ميتة على الساحل المقفر ، بلا أنت معدومة بنفسجة الحقل ، أسكن ويرجف حولي المفارقون لغرفة الحياة ، بلا أنت أعيد كتابة اليوم بورق مصفّر كملامح مفزوعة ...
وحدي داخل حديقة النار أشعلها لترتقي عباءات الأفول ، تهذي مطراً متوقفاً على العقارب ، خالية الثواني من انتفاضة الزهر ، من رقصة الضحكة على شفتي الصبية العجولة ، وأنت خيال يسبح بجناحين لامعين ، يعيدني إلى مكاني تماماً وينتظر ، يملّ الانتظار ، تهزمه عواصف ويقتات بزوابع ويبعثر الجليد ، تمر فيه ذئاب تسقط في عتمة اللغة ، تنهبه حتى آخر حرف لا يصرخ ، يلوذ بصمت الهادئين ، يلوذ بي وأنا على حافة الجرح انتظر ، وأصمت ، وأتلو صمتي بقصائد حاسرة لا يسترها سواد اللون ...