ذاكرة طفلك مهمة لنجاحه مستقبلاً .. هذه سبل تقويتها

[dr.loly]

ذاكرة طفلك مهمة لنجاحه مستقبلاً .. هذه سبل تقويتها مهارات تقوية ذاكرة الطفل كان عمر "خالد" 9 أشهر عندما اكتشف صرصوراً في غرفة المعيشة، وتمتم لأُمّه بكلام لا معنى له. حملق خالد في الصرصور بعناية، ونظر بدقة إلى سيقانه الخلفية القوية، وقرون استشعاره الطويلة قبل أن تنحيه أُمّه جانباً. بعد أسبوعين جاء جد خالد وجدته، وبمجرد أن دخلا غرفة المعيشة، زحف خالد بأسرع ما يمكنه إلى المكان الذي كان فيه الصرصور وضرب الأرض، وبدا للجميع أنّه يحاول أن يخبر جده وجدته عما شاهده. بعد ذلك بحوالي شهر، عندما بدأ خالد يستخدم بعض الكلمات الحقيقية، كرر هذا المشهد مرّات عديدة، ضارباً المكان نفسه من الأرض قائلاً: "حشرة.. حشرة!". كان المعلوم عن مقدرة الأطفال على التذكر قليلاً جدّاً، إذ كان يعتقد أنّ الأطفال لا يستطيعون تكوين ذاكرة قبل أن يتعلموا الكلام؛ ليصنفوا تجاربهم وينظموها. وكان علماء النفس يؤكدون أن ذكريات الأحداث التي وقعت قبل أن يستطيع الطفل الكلام لا يمكن للطفل تذكرها بعد أن يتعلم الكلام، تماماً مثل الملفات المكتوبة على حاسوب قديم لا يمكن الوصول إليها على حاسوب أحدث. لكن دراسات حديثة عديدة، أثبتت أن طفلك الرضيع يتذكر أكثر مما كنّا نعتقد في السابق، وأنّه يستخدم مهارات ذاكرته الناشئة ليستكشف العالم من حوله. في دراسة أجريت في جامعة أوتاجو في مدينة ديوندين – بنيوزيلاند وجد أنّ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 شهراً قادرين على التقليد الصامت لعرض بسيط رأوه في اليوم السابق. في هذه الدراسة عرض العلماء على الأطفال دمية حيوان يرتدي قفازاً جلدياً، ثم خلعوا القفاز، وقرعوا جرساً مخبئاً في داخل القفاز. وعندما قدموا الدمية نفسها في اليوم التالي للأطفال كانوا قادرين على خلع القفاز، وقرع الجرس بأنفسهم. عندما عرض الباحثون هذه التجربة أمام الأطفال ثلاث مرّات بدلاً من مرّة واحدة، استطاع الأطفال ذوو الأشهر الستة من العمر أن يتذكروا أين الجرس المخبأ. وتؤكد نتائج دراسة قامت بها الدكتورة باتريشيا باور – أستاذة علم النفس المساعدة بجامعة مينوستا في مينابوليس – أنّ الأطفال بمجرد أن يتعلموا الكلام يستطيعون تذكر تجارب وقعت لهم قبل أن يصبحوا متكلمين. في هذه الدراسة تم تعلم الأطفال ذوي السنة الواحدة كيف يركِّبون لعبة صغيرة، ثمّ أحضروا مرّة ثالثة عندما أصبح عمرهم ثلاثة أعوام ونصف العام. في كلتا المرّتين تم إعطاؤهم أجزاء اللعبة دون تعليمات عن كيفية تركيبها. لقد تذكر الأطفال كيف يركبون اللعبة برغم أنهم عندما تعلموا ذلك لأوّل مرّة لم يكونوا قد عرفوا الكلام. وقد بينت هذه الدراسة أنّ الأطفال الذين تذكروا التجربة جيِّداً كانوا ممن تحدثوا لأنفسهم أثناء المهمة، وهمسوا بأشياء مثل: "أين تذهب هذه القطعة؟"، وهكذا فالأطفال يستخدمون الذاكرة ليفهموا العالم من حولهم. ما زال الباحثون لا يفهمون لماذا لا يستطيع معظم البالغين تذكر أحداث وقعت في الطفولة المبكرة (العمر المتوسط لأوّل ذاكرة للشخص هو عمر 3 سنوات ونصف السنة). لكن ليس هناك شك في أنّ المواليد يستوعبون، ويحتفظون بالمعلومات، ويستخدمونها بشكل عملي. في دراسة ما زالت مستمرة يجريها د. مارشال هيث – أستاذ علم النفس بجامعة دنفر – تذكر الأطفال من أعمار شهرين إلى تسعة أشهر صوراً شاهدوها على الشاشة، وكانوا قادرين على إستخدام هذا التذكر في التنبؤ بمكان ظهور هذه الصور مرّة أخرى. يقول د. هيث: "في دراستنا عرضنا صورة على الجانب الأيسر للشاشة تختفي بعد ثوانٍ قليلة، ثمّ فعلنا الشيء نفسه على الجانب الأيمن، وكررنا هذا العمل المتتابع عدة مرّات. إكتشفنا أنّه بين فترة عرض الشرائح كان المواليد ينظرون إلى مكان ظهور الصورة التالية". في دراسة أخرى، اشترك فيها أطفال بين عمر 9 أشهر و3 سنوات، أظهروا مرّات عديدة أنّهم يتذكرون أشياء كأماكن وجود الطعام، وأجهزة البيت وأدواته، وهوية أفراد الأسرة وأصدقائهم، وكيفية تأدية ألعاب جماعية كانوا يلعبونها في الماضي. عندما كانت نورة عمرها 8 أشهر زارتها خالتها، ولعبت معها بتمرير كرة صغيرة للأمام والخلف بين أضلاع كرسي خشبي. وبعد حوالي 5 أشهر، عندما زارتهم الخالة مرّة أخرى، أرادت نورة أن تلعب معها اللعبة نفسها، برغم أنها لم تلعبها منذ زارتهم خالتها آخر مرّة. يقول هيث: "ذاكرة الأطفال لا ترتبط فقط بماضيهم، لكنهم يستخدمونها أيضاً للتحكم في نشاطاتهم، وللتعامل مستقبلاً". ماذا يعني هذا للمستقبل؟ يقول هيث: "إنّه من الممتع أن تعرف ماذا يدور في عقول أطفالنا، وماذا يستطيعون أن يفعلوا". فهذا أمر يجعلك على بينة من إمكانات طفلك، ويمنحك القدرة على التنبؤ بما تستطيع إنجازه إستناداً إلى خبراته السابقة المخزونة في ذاكرته. لكن هناك أيضاً وظائف عملية للذاكرة. يقول هيث: "إنّ الأطفال – كالبالغين – يكونون مستريحين أكثر، عندما يكونون عارفين بما سيحدث لهم في المستقبل". إنّ الأفعال المكررة كالدعاء قبل النوم، أو تحية الصباح يمكن أن تجعل العالم يبدو كمكان أكثر إستقراراً، وألفة، ويعزز قدرة طفلك على أن يتذكر كيف يدور العالم". هل سيتذكر طفلك أي حوادث محددة من السنة الأولى من عمره عندما يكبر؟ ربّما لا. لكن دوام التودد إليه سيساعده على إنشاء شعور بالدفء، والأمان يضع قاعدة راسخة لنمو مهارات التذكر لديه. - قوِّي ذاكرة طفلك: * اجعلي عالم طفلك مستقراً قدر الإمكان. ابدئي الصباح بتغيير الحفاظ ثمّ الإطعام، يليه قُبْلة من أبيه. واحتفظي بأشياء الطفل في مكان ثابت. هذا يساعد الطفل على التعرف على النماذج النمطية في روتين الأعمال اليومية. * تحدثي إلى طفلك، فهو يستوعب ما تقولين. إنّ الأطفال الصغار أكثر قدرة على تذكر تجاربهم إذا ناقشناها معهم سواء في الوقت نفسه، أو فيما بعد. "ماذا شاهدت في بيت مريم هذا الصباح؟ أرنب من الفرو، إنّه ناعم وأبيض أليس كذلك؟ هل أعجبك؟". * كرري الأعمال أمام طفلك ما أمكن. تكرار الألعاب مرّات، أو سماع النشيد أو القصة في مناسبات عديدة سيساعد على تنمية ذاكرة طفلك. * ضعي سلوكيات طفلك وأعماله في سياق يشمل الماضي، والحاضر، والمستقبل. هذا سيساعده على أن يعي الإستمرارية في أحداث حياته، والتنبؤ بما سيحدث بعد ذلك. عندما يخطئ يمكنك أن تقولي: "تذكّر النبتة، لقد اشترينا هذه اللعبة أمس، سنأخذها إلى منزل جدتك غداً، ثمّ سنذهب إلى مكتب البريد". في الحديث عن لعبة ما يمكن أن تعلميه مثلاً كيفية عملها، ومخاطر العبث بها، وسبل المحافظة عليها.

[احتشامي سر جمالي]

راااق لي جداا

جزاك الله خير

مووضووع روووعة

[إحساس إمرأة]

الله يعطيك الف الف عافية ♥

[dr.loly]

نوررتن يا غالياات