العتاب
العتاب يفضفض خفيا الصدور، فهو حديقة للمتحابين ،وثمار المتوادين ،وهو خير نابع من باطن الحقد .
أخي الفاضل سأتطرق لناحيتين من النقاش ألا وهي :
1- العتاب المحمود.
2- العتاب المذموم .
بسم الله نبداء
العتاب المحمود
العتاب المحمود هو ما بني على حقيقة علمت لها سلبيات قد تجنى بحدود دون اكثار ،وهنا اقول من لم يكن العتاب له نبراس لن يحافظ على الصداقة والخلة والاخوة ما دام حيا ،ولنعلم ان العتاب حياة جميلة رائعة بكل معانيها ،فهو يروي الاخوة العطشى كما يروي الماء من العطش ،وتركه مفتاح للهجر وادامته صيانة وحصانة من الهجر ،واذا ذهب العتاب ورحل عن بستان الاخاء ذبلت وروده ،وقل انتاجه ،وفسدت ثماره .
العتاب المذموم
هو مابني على الظن، وما كان سببه غير مقنع بل تافه ،وما كثر من العتب ،وهنا اقول أن كثرته لا تحبذ على النقيض من استحباب وجوده ،فكثرته تورد الضغينه ،وتولد البغض فهو كالدواء إذا استعمل لغير علة ولا حاجة يصبح مميتا لمن يستخدمه فكثرة العتب تميت المحبة والألفة ، فهو أذى في حال استخدامه بكثرة يؤذي به المحب حبيبه والاخ اخاه والصديق صديقة ، فهو يولد الاجتناب وذلك كله في حال استخدامه لأدنى سبب وبدون وثوق أي من مبدئ الظن أو بإلحاح وكثرة
قال بشار ابن برد :
إذا كنت فــــــــــي كل الأمور معاتبا *****صديقك لم تلــــــق الذي لم تعاتبه
فعــــــــــش واحدا أو صل أخاك فإنه***** مقــــــــــــارف ذنب مرة ومجانبه
إذا كنت لم تشرب مرارا على القذى***** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
لك مني فائق الاحترام والتقدير