إن وجود فرق أسبوعين في قياس رأس الجنين، أو أي قياس آخر في أعضاء الجنين هو أمر كثير المصادفة، ولا يستدعي الخوف، وهو يبقى ضمن المجال الطبيعي المقبول، ذلك أن الأجنة السليمة تختلف بحجم رأسها مثلما يختلف البشر، فالجمجمة هي جزء من الهيكل العظمي، وهذا الهيكل العظمي يختلف حجمه وشكله كثيرا بين البشر، ويتبع بشكل أساسي عوامل وراثية، فكما أن هنالك أشخاص طويلي القامة أو حجم الرأس لديهم كبير، فهنالك أيضا أطفال يكون حجم الرأس عندهم أكبر من غيرهم، ولعلك إن بحثت قليلا فقد تجدين أن هذه الصفة -أي كبر حجم الجمجمة أو الرأس- هي صفة موجود في عائلتك أو عائلة زوجك، وكل هذا يعتبر من الاختلافات الشكلية الطبيعية التابعة للوراثة.
وأنبه أيضا إلى أن هنالك دوما هامش للخطأ في التصوير التلفزيوني، سواء الخطأ الذي ينجم عن جهاز التصوير نفسه أو الخطأ الذي ينجم عن الشخص الذي يقوم بالتصوير، فالتصوير التلفزيوني يحمل معه دوما هامشا من الخطأ لا يمكن تفاديه، لكن يجب أخذه بعين الاعتبار عند قراءة النتائج.
وعندما يجد الطبيب أو الطبيبة فرقا في قياس حجم رأس الجنين، فإن ما يهمنا هنا هو أمرين:
الأول: التأكد من عدم وجود تشوهات في الرأس –لا قدر الله-.
ثانيا: قياس سرعة نمو الرأس.
وبالنسبة للحالة عندك، فقد تم التأكد من أن الرأس والدماغ سليمين -بإذن الله تعالى-، والمهم الآن هو مقارنة هذا التصوير بتصوير سابق إن وجد، أو بتصوير جديد يتم عمله بعد أسبوعين من تاريخ التصوير الأول، فإن تبين بأن الرأس ينمو بالمعدل الطبيعي، أي في خلال هذين الأسبوعين ازداد حجم رأس الجنين أسبوعين أيضا، فهنا تكون الأمور مطمئنة -إن شاء الله-.
وبوضوح أكثر، بعد مرور أسبوعين على التصوير الأخير، إن تبين بأن حجم الرأس هو 38 أسبوعا بعد أن كان 36 أسبوعا، فإن هذا يعتبر دليلا ممتاز على أن الرأس سليم وطبيعي -إن شاء الله-.
لذلك نصيحتي الآن هي:
1- عمل تخطيط يسمى ctg لقلب الجنين.
2- مقارنة التصوير القديم بتصوير جديد يتم عمله بعد أسبوعين للحكم على سرعة نمو الرأس، فإن تبين بأن كل شيء طبيعي، فلا داعي للقلق، وستكون الأمور على ما يرام -بإذن الله تعالى-.