دِرآسَهْ عَلْمِيّهْ تُوَضّحْ كَيّفِيّةْ حَيَآةْ النَمَلْ ....ْ

[om aseel]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


::


أفاد باحثون بريطانيون بأنهم توصلوا إلى أول دليل على وجود تعليم لدى الحيوانات. وكشفت دراسة أجراها علماء من جامعة بريستول، على مدى عامين، استخدام النمل تقنية معروفة باسم ركض الترادف، حيث تقود النملة نملة أخرى من العش إلى مصدر الغذاء. ولاحظ البروفسور نايغل فرانكس والباحث توم ريتشاردسون أن ما يحدث في مملكة النمل حالة تعليم حقيقية، حيث تبطئ قائدة النمل المتقدمة السير إذا بعدت المسافة بينها وبين النمل الذي وراءها كثيرا، وحين تضيق المسافة تسرع مجددا.


وللتعليم مزايا، فقد تعلمت النملة التابعة أين يوجد مصدر الغذاء بشكل أسرع. وبعدها تشيع المعلومات عبر مستعمرة النمل، حيث تتم ترقية النمل التابع ليصبح نملا قائدا وتبدأ العملية التعليمية مجددا. والنملة حشرة ذات مخ صغير. والمخ البشري أكبر منها مليون مرة، ومع ذلك (فالله يخلف علينا)!


لاحظت أن لدى النمل منهجا مرتبطا بسوق العمل لديه ولا يهتم كثيرا بالمواد النظرية القائمة على الحفظ وحشو عقول النمل الصغير، كما أنه لا يهدر طاقته بقيم تضخيم الذات وإنهم نمل «لهم الصدر دون العالمين» أو زرع «قيم التعصب» على نمط «ونجهل فوق جهل الجاهلين». كما يحرص النمل على عدم تضييع وقته بتأليف الشعارات، وليس شغوفا بحجب الفكر المتنوع والتوجهات المختلفة والتأليب ضده.


كنت أظن أننا أول الأقوام التي ستهتم بفهم حكمة ممالك النمل، ويتعظ بدروسها لا الغرب، فقد خبرت ووعيت منذ صغري أننا ـ نحن المسلمين والعرب ـ أهل ثقافة ذات علاقة وثيقة بالنمل وتربطنا به علاقة احترام وإعجاب تحث على التأمل في ممالكه وذهنية التفكير لديه والاقتداء بصبره وجديته، فقد أفرد القرآن الكريم سورة كاملة اسمها «النمل» تحمل تلك القصة الطريفة في نظر البشر حين حذرت قائدة النمل جيشها قائلة: «يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم»!


وفي درس المطالعة كنا نحفظ عنوة درس النملة المجتهدة التي ترقى الشجرة وتسقط كل مرة لكنها تتابع من دون يأس حتى تنجح لنعجب بقيم الاجتهاد وعدم اليأس. لكن سرعان ما تغير موقفنا من النملة حين قرأنا درس النملة والجرادة، فرغم أن النملة ذات رؤيا واستراتيجية بعيدة المدى تجعلها تجمع قوتها في الصيف لتحتاط للشتاء، إلا أن إعجابنا كان أكبر بتلك الجرادة التي تغني وتضع رجلا على رجل خاصة أننا نحب التواكل, وليس التوكل على الله وبينهما فرق كبير, وأن الله يرزق من يشاء بغير حساب وينصرنا على من عادانا. ولا شك أن تلك القصة تكشف جذور سر تعلقنا ببرنامج «ستار أكاديمي» من دون البرامج كلها.


لا أستطيع أن ألوم جمهور الجراد اليوم بدون أن أعرج على مناهجنا ومؤسسة تعليمنا الذي أرادنا أن نقتدي بالنمل من دون أن يقتدي هو به، فالنمل لا يعلم أبناءه كما علمونا في المدارس. ل
هذا فإنني كلما قرأت تقريرا عن النمل قلت في سري «يا ليتني نملة»!


::


::