من اروع ماكتب ملهمي بعد الله ((برق))

[اوراق الخريف]

(برق) هو اللقب الذي أخترته لزوجي كي أنشر له هنا وهو كاتب رائع (ماشاء الله تبارك الله) وتستهويه كتابة الروايات الحزينة وهذه إحدى روائعة ليس والله لأنه زوجي ولكن أريد قرأة هذه الرواية وإعطائي رأيكم بصراحة لأني احاول أن أقنعه بأن ينشر رواياته ولكنه لم يتحمس للفكره فقترحت أن انشر له هنا وأن يسمع الرأي المحايد



((وداعاً بني ............. لن أستطيع مداعبتك بعد اليوم))

وداعاً بني فلن أستطيع مداعبتك بعد اليوم


* أحداث هذه القصة واقعية

* مكانها مدينة الرياض

* زمانها وقعت في يوم الثلاثاء الموافق 14 / 11 / 1424


هذه القصة وقعت لشخص أعرفه شخصيا وأترككم مع صاحب القصة ليرويها لكم ........................
يقول صاحبي (( .... كنت أحلم كما يحلم كل شاب وشابة بذلك المستقبل الذي طالما تعمقت العقول بالتفكير فيه .... كنت بالأمس أحلم واليوم أصبحت أتمنى أن يرزقني الله بتلك الزوجة الطاهرة التي طالما دعوت الله ان يجعلها معينه لي على الخير والفلاح في الدنيا والآخره .... وما أن فتحت عيناي لأصحو من تلك الأمنيات حتى رزقني الله بتلك الزوجة التي طالما أعانتني على الخير وطاعة الله .... وبعدها رزقني الله بطفل أسميته "محمد" وقد كان نور عيني .... ونبض قلبي .... وبعدها رزقني الله بمولوده كأنها القمر في تمامه .... والنهر في صفائه ... وقد أسميتها "غلا" ومع مرور الأيام أنتقلت من منزلي القديم الى منزل آخر قمت بأستئجاره لقربه من مقر عملي ....كنت أنظر الى أبنائي وكأني أنظر الى الحياة بأسرها وكنت ألبي كل أحتياجاتهم بلا تردد خاصة عندما أيقنت أنني لن أستطيع رفض رغباتهم مهما كانت .... ومع مرور السنين كنت أرى أبني "محمد" ينتظرني مع اخته "غلا" كل يوم عند قدومي من العمل عند مدخل كراج السيارة ويرحبون بي .... يا الله مأروع تلك اللحظات وأنا أرى "محمد" قد أبتهج بربيعه الرابع وأبنتي ألغالية "غلا" كانت في ذلك الوقت قد رسمت خريفها الثاني وقد أمتزجت برآئتها مع حبها لأخيها "محمد".... وأنا الآن أسطر لكم هذه الأحرف ومازلت أذكر أنني في تلك الأيام ألماضية كنت أمنع أبني "محمد" من أن يلامس أحرف جهازي الشخصي (الكيبورد) لكي لايصيبها بأي ضرر وقد كان يهمس في أذني (أبي أكتب لي ((((( أحبك بابا ))))) على الشاشة وقد كنت البي طلبه بلا تردد )
وكان أبني "محمد" يلاعب أخته "غلا" في كل وقت ويضحي بالكثير لأجلها وكان يعطيها كل مايملك حتى لو كان ثمينا على قلبه........... كنت أداعبهم كل يوم .... بل كل ساعة .... بل كل لحظة .... كنت أتلقى أتصال شبه يومي من هاتف زوجتي المحمول وإذا به أبني "محمد" وإذا به يقول( بابا أشتري لنا ألحلوى ) .... ولا أنسى أنني كنت يوماً من الأيام قادماً إلى البيت ورأيت أبني "محمد" ومعه قلم وقد لطخ جدار المنزل برسومات غير مفهومه وقد فهمت منها أنه يقصد بتلك ألرسومات عبارة ( هذا بيتنا ) ونظرا لصغر سنه لم يستطيع إيصال تلك الرسومات للعالم بأسره !!! فقمت بضربه ضرباً مبرحاً لقيامه بذلك واخذ يبكي ... ويبكي .... حتى نام ............. وبعدها ندمت على ضربي له وخاصة بعد أن رأيت أخته ألصغيره "غلا" تبكي معه لمحبتها له .... وبعد أن افاق من نومه أتاني وقبلني مع أخته بتلك ألقبلات البريئة وكأن شيئاً لم يحدث وأخذ يضم أخته غلا ويقبلها ويعطيها ( لعبة سيارة الجيب المفضله لديه) التي لاأستطيع أن أنساها .... يا الله.... يا الله.... يا الله مااروع تلك أللحظات وكم تمنيت أن زمانها قد توقف ولو لبعض الوقت .... وفي يوم من الأيام كنت في عملي وعند الساعة العاشرة صباحا تلقيت أتصالا من هاتف زوجتي المحمول وإذا بها تصرخ وتقول (منزلنا يحترق وابني "محمد" بداخل إحدى غرفه) فإذا بي افقد توازني من هول ماسمعت وما ان أستعدت بعض توازني حتى ذهبت مسرعاً للسيارة وما ان قمت بتشغيل السيارة حتى رأيت إحدى ألعاب إبني محمد على المقعد الأمامي .... يا الله .... يا الله .... كان بالأمس بجانبي في مقعد السيارة هو وأخته "غلا" وكنا نتبادل الضحكات .... والآن .... وماذا بعد الآن ؟ ؟ ؟ هو في وسط الحريق .... هاهي دموع عيناي تسابق كل ماأستطيع أسترجاعة من مواقف ماضية .... وما أن وصلت المنزل حتى رأيت فرقه من الدفاع المدني امام منزلي والدخان يتصاعد من نوافذ المنزل .... كم كنت أتمنى أن يكون هذا كابوساً وان لايكون حقيقة وما ان نزلت من السيارة وانا ادفع نفسي بما تبقى لي من قواي وإذا بي أرى زوجتي وأبنتي "غلا" يبكون وبعدها بلحظات رأيت احد رجال الإطفاء وهو يحمل قلبي الصغير وهو مغطى بغطاء أبيض لا أستطيع نسيانه ما حييت .... ولم أرى سوى يد أبني الصغير خارجة من تحت الغطاء وكأنها تقول (( وداعا ياأبي فلن أراك بعد اليوم .... وداعاً ياأمي فلن أراك بعد اليوم .... وداعاً أختي الغاليه فلن أستطيع أن ألاعبك بعد اليوم )) رحماك يارب .... رحماك يارب .... أحقاً رحل "محمد" أحقاً رحل قلبي النابض ... أحقاً لن أستطيع مداعبتك بعد اليوم .... أحقاً سأفتقد ذلك الصوت .... وبعدها أيقنت وآمنت بقضاء الله وقدره .... وداعاً "محمد" وكما عودتك دائماً ان أفي بوعدي لك وأن أكتب على هذه الشاشة ((أحبك بابا)) .... وهاهو جدار المنزل برسوماته يذكرني بما أردت ان توصله لي ولكني لم أفهم حينها وها أنا أفهم الآن .... وهاهي سيارة الجيب الصغيرة يا "محمد" وحيدة وقد أفتقدت صاحبها .... وهاهي أختك الصغيرة "غلا" تفتقد قبلتك وحظنك .... وهاهي أمك تتسابق دمعاتها مع كل زاوية من زوايا غرفتك .... وها أنا ذا أفتقد "محمد" الذي رحل وبقي حبه الذي لم ولن يرحل ))

وأختم هذه القصة بأن أدعو الله بأن يجمعنا بمحمد في مستقر رحمته ونعيم جناته


وووووووووووووووووووووداعاً محمد وداعاً (أحبك بابا)





في إنتظار ردودكم


اوراق الخريف