كثيراً ما تنتابنا حالات من أوجاع الرأس، إلا أننا -في أغلب الأحيان- قد لا نميل إلى التفكير بالأمر، ويمكن أحياناً أن نكتفي بالأدوية التي تخفِّف الألم، دون أن نحاول التعرّف على السبب.
ويميل الكثير من الأشخاص إلى «تناسي» المشكلة، ويحاولون تحمّلها، دون إدراك أنَّ بعض أوجاع الرأس يمكن أن تكون فعلاً إشارات إلى بعض الأنواع من الأمراض.
ولكن متى تكون آلام الرأس -فعلاً- إشارات إلى وجود «خطر»؟.
يمكن أن تبدو أوجاع الرأس للوهلة الأولى حالة بسيطة، ويمكن أن يعتقد بعض الأشخاص أنها أعراض صحية بسيطة يمكن مواجهتها بالاعتماد على الأدوية المخففة للألم كالباراسيتامول على سبيل المثال.
ويقول الخبراء إنَّ الكثير من الأشخاص لا يمنحون صحتهم الاهتمام الكافي، وفي أغلب الأحيان يهملونها فعلاً.
وأوضحوا أنَّ هناك العديد من الحالات الصحية التي كان من الممكن مواجهتها وتجنّب حدتها، في حال تمَّ التعرف عليها من بدايتها، ولم يتمّ إهمال أعراضها.
ويعتبر الإهمال من أكثر الأمور التي تبطئ عملية معالجة المرض.
ولذلك فمن الضروري ألا تهمل حالاتك الصحية مهما بدت الأعراض التي تعاني منها بسيطة، ومن الأفضل استشارة الطبيب المختص.
وعلى الرغم من أنَّ أوجاع الرأس قد تبدو بسيطة ولا تثير القلق، إلا أنها يمكن أن تكون إشارات إلى وجود مشاكل صحية قد لا ندركها.
ولكن أيُّ الحالات التي تكون أوجاع الرأس فيها خطرة وتشير إلى وجود مشكلة صحية نعاني منها دون أن نعلم؟.
يقول الخبراء: مهما بلغ الألم الناتج عن الصداع، فإنَّ معظم أنواع أوجاع الرأس ليست خطرة، إلا أنها يمكن أن تكون فعلاً خطرة في بعض الحالات.
وقام الخبراء بتحديد الحالات التي يجب عدم إهمال الصداع فيها:
أولاً
هناك بعض الحالات التي قد تزداد فيها حدة الألم، ليصبح منتظماً. وهنا من الأفضل محاولة معرفة الأسباب.
والصداع، الذي يصبح أسوأ خلال ستة أشهر، يكون بحاجة أيضاً إلى استشارة طبية، لاسيما في حال كان يحدث أكثر خلال فترة الصباح أو ترافق مع أعرض عصبية.
ثانياً
في حال ترافق مع حالات أوجاع الرأس القوية أعراضٌ صحية أخرى كالأعراض العصبية، فإنَّ الأمر بحاجة إلى استشارة الطبيب المختص.
ويقصد الخبراء بالأعراض العصبية الشعور بالضعف، أو الشعور بالتخدير، أو حتى الشعور بفقدان الإحساس في جزء معين من أجزاء الجسم أو في جهة واحدة من الجسم، أو عدم القدرة على السيطرة عليه.
ومن الخطر أن يترافق مع حالات أوجاع الرأس صعوبة في الكلام والتحدث.
ويقول الخبراء: يجب مراجعة الطبيب في حال شعر الشخص، إلى جانب آلام الرأس، باضطرابات بصرية أو فقدان في الذاكرة.
ثالثاً
من الحالات التي تشير إلى وجود خطر أن يترافق مع أوجاع الرأس ارتفاعٌ في درجة حرارة الجسم، وانقطاعٌ في النفس، وألم في الحنجرة، وعدم القدرة على تحريك الرقبة أو الإحساس بالألم الشديد لدى تحريكها، أو الإحساس بالغثيان والتقيؤ.. فهي كلها أعراض لمرض السحايا.
رابعاً
من الضروري، في حال بدأ الصداع بعد ضربة تعرَّض لها الرأس -مهما كانت هذه الضربة خفيفة- أن يتمَّ التوجه بالشخص إلى أحد المراكز الطبية للمعاينة.
ويجب عدم إهمال هذه الحالة، لاسيما في حال بدأ الصداع بالازدياد.
خامساً
يقول الخبراء: إنَّ للصداع أشكالا وأنواعاً كثيرة، فقد يكون الصداع متقطعاً أو مستمراً.
وقد يصاب الإنسان بالصداع شهرياً ولمدة تدوم عدة ساعات، أو قد يصاب به أسبوعياً أو يومياً.
وتختلف شدة نوبة أوجاع الرأس بين ألم خفيف وألم معتدل، إلى إحساس بالألم الشديد. وهنا يجب أخذ هذه الحالة بجدية.
سادساً
إنَّ حالة الصداع المتتابع المزمن، الذي يزيد سوءاً بعد السعال أو الإرهاق أو الحركة المفاجئة، لا يجب إهمالها أبداً.