العودة إلى الحياة الطبيعية بعد العملية القيصرية تستغرق بعض الوقت.....
فلا بد من إتاحة الوقت الكافي لشفاء الجسد.
ما أجمل الأيام الأولى مع المولود الجديد بعد أن طال انتظار الأم.. ولكن الوضع يختلف تماماً إذا أجريت عملية قيصرية . لأنها عملية كبيرة.
ويصعب معها الموازنه بين دور النقاهة وتلبية حاجات الطفل. وإذا كان لديك صغار آخرون لا يدركون ما أنت فيه. فإن الأمور تزداد تفاقماً .
هل تؤلم؟؟؟؟؟
هناك قلة قليلة من النساء المحظوظات ممن يتعرضن إلى القيصرية بدون الشعور بذلك الألم المبرح. ومع ذلك يرجح أن تحتاج إلى مهدئ بعد العملية . وفي العادة تعطى المرأة حقنة خلال الساعات القليلة الأولى. أو تزاد حقنة الظهر، وربما أعطيت تحميلة مهدئ آلام أيضاً . فاطلبي المهدئ بمجرد أن تشعري ببدء زوال مفعوله. وسوف يتم استخدام قسطرة ( أنبوبة دقيقة ) لإفراغ المثانة. وتزال بعد 24 ساعة
والحقنة التي وضعت للجراحة من الأرجح أن تظل في مكانها بينما يتم مراقبتك بعناية خلال اليوم أو اليومين التاليين.
ويصعب على المرأة التقلب في السرير ، وتنتابها أحياناُ مشاعر الحسرة للعجز عن التحرك أو حتى عن تلقي الطفل الذي طالما انتظرته طويلاً. وتقوم القابلة أو الممرضة بتقديم المساعدة, من تقريب الطفل إليها ، وتغييره وتنظفه.
وعندما تستعدين للعودة إلى المنزل يجب أن يصبح التحكم بالألم سهلا باستخدام الباراسيتامول أو أي مهدئ مشابه مثل ( الايبوبروفين) ومع ذلك ينبغي تجنب منتجات منتجات الأسبرين والكودين في حالة الرضاعة من الثدي، ويحدث بعض النزيف ، تماماً كما يكون بعد الولادة الطبيعية عبر المهبل ، لذا تزودي بكمية من الفوط الصحية المناسبة..
الجروح والغرزات:
لابد أن تحلق المنطقة المحيطة بالجرح قبل العملية إن لم تكن حٌلقت أو نُظفت من قبل ويتم ذلك حتى في العمليات الطارئة لمنع إمكانية دخول أي شعر في الجرح . مما يسبب الإلتهاب
وفي الأيام القليلة الأولى يختفي الجرح تحت الضماد، وعندما يزال يبدو أحمر وملتهباً, وقد توجد خدوش حول الجرح ، ويبدو ارتداء الملابس الداخلية كالبكيني مرة أخرى كالتعذيب. ويشحب الجرح بعد أشهر ويختفي تحت اللباس.
في البداية ينشد الجرح ويؤلم. وقد تشعرين به صلباً ومرتفعاً . وللتخفيف من ذلك يمكنك وضع فوطة دافئة أو قارورة ماء حار ملفوفة بالقماش. ويخف تدريجيا حتى يشفى إن شاء الله ، ومع أن البعض يشعر بالتنمل لعدة أشهر تالية , كما يشعر بالحكة مع عودة نمو الشعر .
وتختلف نوع الغرزات المستخدمة من مستشفى إلى آخر . فبعضها يتحلل وبعضها يزال . والمطلوب الحفاظ على نظافة المنطقة وارتداء ملابس واسعة لا تحتك بالجرح وتهيجه . ومن الآمن تماما الاغتسال مع الحرص على عدم تبلل الجرح قدر الإمكان ، فقط اربتي عليه ليجف , واحرصي على نظافة أي لباس أو فوطة ( صحية ) تكون على اتصال به قدر الإمكان .
ومن الوارد أن يعطى للمرأة المضاد عبر الوريد عند إجراء القيصرية ، ولكن تظل هناك فرص أكبر بحدوث التهاب . فأخبري الطبيبة مباشرة إذا لاحظت ما يشير لحدوث إلتهاب ( كالانتفاخ أو القيح) أو ألم مفاجئ حول الجرح. حيث يحتاج الالتهاب لعلاج سريع.
متى يمكنني العودة إلى المنزل ؟؟؟
إن متوسط المكوث في المستشفى هو 5 أيام ، ولكن يمكن مغادرته عندما تشعرين بالاستعداد لذلك. بعد التأكد من ممارسة الرضاعة الطبيعية وإمكانية التحرك للتصرف في البيت.
ومما يسهل عليك أمورك توفر أسباب الراحة المنزلية ، كالسرير المنخفض ليسهل صعوده وهبوطه، ويمكن للمرأة مزاولة أغلب الأنشطة في بحر ستة أسابيع بعد العملية ، لكن قد يمر عام كامل حتى تشعر مرة أخرى بأن الأمور طبيعية بالكامل..
هل سأتمكن من الرضاعة الطبيعية؟؟؟؟
ليس هناك سبب يدعو من تعرضت للقيصرية إلى التفكير بالإحجام عن الرضاعة الطبيعية ، خصوصا وأنها تعزز عملية الشفاء لأنها تساعد الرحم على التقلص إلى حجمه الطبيعي ..
وعلى كل حال بدون الاستخدام الكامل لعضلات البطن . ستجدين من الصعوبة الجلوس أو النهوض من مكانك. ويكاد يكون من المستحيل حمل طفلك بدون استخدام يديك لدعمك ، لذلك اتخذي جلسة مريحة لك قبل البدء بالإرضاع.
احرصي على تناول مهدئ ألم جيد،فقط كميات صغيرة من المهدئات ستصل إلى حليبك ، فهي من جانب لن تؤذيه ، ومن جانب آخر تصبح الرضاعة بدونها عملية صعبة ومؤلمة.
اطلبي المساعدة: ففي الأيام الأولى اطلبي ممن يمكنه حمل طفلك عنك عندما تريدين تعديل جلستك. وناقشي أية مشاكل مع الممرضة . التي ستزودك بالنصيحة والإرشاد.
جربي الوضعيات : فلابد من التوصل للوضعية التي تشعرين فيها بالثقة في البداية والنهاية . إحدى الطرق المفضلة لدى الكثيرات هي بحمل الطفل على طريقة [حمل حارس المرمى الكرة]
في البداية قد تحتاجين إلى استخدام جبل من الوسائد للدعم . وتفضل بعض النساء الإنبطاح لأنه حتى مع كثرة الوسائد قد يكون صعباً الجلوس بصورة معتدلة في السرير.
ابعدي طفلك عن بطنك في الأيام الأولى .. حاولي جعل جسمه تحت ذراعك ، أو تمددي وهو إلى جانبك ، لتتجنبي تلقي أي رفسات على الجرح.
الجلسة في الكرسي المدعومة جيداً يعتبرها البعض أسهل طريقة للرضاعة.
هناك بعض أسرة الأطفال يمكن تثبيتها على سريرك بحيث ينام الطفل إلى جانبك ويمكنك بسهولة أكبر الإطلال عليه من فوق للرضاعة
المساعــــــــــدة
إذا كان لديك أطفال آخرون بالمنزل فمن الصعب أن يتاح لك وقت كافٍ للشفاء , فإذا أمكن حاولي ترتيب وضعك للحصول على المساعدة بالمنزل مقدماً. من أمك أو إحدى قريباتك أو الخادمه مثلا .. وحتى زوجك في حالة تمكنه من الحصول على إجازة . وفي الأسبوع الأول حاولي حصر الاهتمام بنفسك وبطفلك فقط . وليقم طرف آخر بالتنظيف والطبخ. أو الاعتماد على المطعم لشراء الوجبات..
يجب اجتناب الرفع للأسبوعين الأولين سواءً المشتريات أو حمل الأطفال الآخرين . والحركة عموماً جيدة. وحتى الخروج للمشي الخفيف من دون إجهاد. وستكتشفين أن الأسابيع الأولى بعد العملية بعض أيامها سيكون جيداً وبعضها سيء . فإذا شعرت بالألم فذلك غالباً ما يكون إشارة إلى أنك عملت شيئاً قبل أن يتهيأ جسمك لفعله. فهناك حد معين لما يمكنك عمله. فاستمعي إلى إشارات جسدك..
التحميــــــــم والتغييـــــــــر
يتطلب تحميم طفلك بعض العناية الإضافية . ويمكنك تجنب رفع أو حمل كميات الماء باستخدام حوض التحميم الصغير. أو غسله في المغسل، أو وضع حوض الطفل في الحوض الكبير – ولكن دائماً اتركي أمر إفراغه لشخص آخر. وإذا أردت الاستحمام مع طفلك لتكن وضعيتك مريحة مع دعم ظهرك بوسادة منفوخة . ثم دعي شخصاً آخر يسلمك إياه . فإذا كان تحميمه صعباً عليك في الأيام الأولى . فيمكنك تنظيفه تنظيفاً سريعاً أو غسله بالإسفنجة على بساط بلاستيكي على أرضية الحمام .
وتغيير الحفاظ يتطلب تجهيز كل المستلزمات مسبقاً. ومن الأفضل تخصيص مكانين للتغيير في غرف مختلفة
الاعتناء بغذائك
إن أي عملية بطنية يمكن أن تجعل حركة البطن كسولة وبطيئة نوعاً ما ، مع ميل للإمساك .
إنه أمر تمر به كل إمرأة نفساء ، ولكن للأسف لا أحد يتوقف عنده ليناقشه، رغم ما فيه من حيرة وإرباك , ومن الصعب معالجته إذا كنت تعتمدين على الأطعمة الجاهزة . فحاولي تناول الأطعمة كاملة النخالة والفواكه وشرب كميات جيدة من السوائل لتنتظم حركة البطن..
الجسم والتورم والانتفاخ
ليس من الغريب أن تشعري بالصدمة والإحباط عندما تنظرين لجسمك لأول مرة في مرآة كبيرة بعد العملية ؛ بروز وانتفاخ وترهل وأثر الجراحة
كما قد تشعرين بالغضب عندما تقارنين نفسك بصديقاتك اللاتي ولدن ولادة طبيعية واستعدن رشاقتهن. بينما عليك أن تكافحي للتغلب على ذلك. ومن المهم إتاحة الوقت للجسد ليشفى .
انتظري فحص الأسبوع الثامن قبل بدء التمارين الرياضية . ثم زيدي نشاطك تدريجياً . مع التركيز على البطن . ولا تزيدي جرعة التمرينات بسرعة جداً. فعندما يتعرض الجرح للتمزق يزيد احتمال تلوثه. وبالتالي العودة للمضادات وإطالة فترة الشفاء. فكري على مستوى أبعد. فعودة الجسم إلى شكله السابق غير متوقع خلال أسابيع . بدلاً من ذلك اهتمي بتناول غذاء صحي وممارسة التمارين بصورة معقولة . تمارين الايروبيك كالمشي والسباحة. تساعد على حرق الكيلوغرامات الزائدة بينما تمرينات الحوض ستشد الحوض.
التحدث عن المشكلــــــــــــة
بعد 9 أشهر من الإعداد والتخطيط والحلم بالولادة الطبيعية ، فإن التعرض الاضطراري للقيصرية يمثل صدمة وإحباطاً شديداً للمرأة. ربما ترتاحين من حيث تخلصك من كل الألم والدفع.
فالكثير من الكجربات يقولن [ الولادة القيصرية أسهل وأفضل بكثير من الولادة الطبيعية] ولكن قد تشعرين بالغضب والذنب لأنك لم تلدي ولادة طبيعية . فتحدثي إلى الطبيبة ، لأن فهم الأسباب التي دعت لإجراء العملية سيساعد على تقبلها . وكذلك معرفة ما إذا كنت ستحتاجين للعملية في أي حمل لاحق.
ومع ذلك يظل الشعور العام مكللاً بالابتهاج. فلقد انتهى كل شيء ووصل الطفل بالسلامة .
ســـــــــــــؤال مخيف
هل ستكرر العملية في كل حمل؟؟؟؟
هذا التصور المتداول ليس صحيحا . ففي الحقيقة هناك حوالي 7 من 10 أمهات يتمكن من الولادة بشكل طبيعي في الحمل التالي . وعندما تسألك الطبيبة عن قيصرية سابقة . فلوجود خطر بسيط من احتمال تمزق الجرح. وينصح بالانتظار سنة واحدة على الأقل قبل معاودة الحمل للسماح للجرح بالشفاء شفاءً تاماً .