قصة من الواقع المؤلم !

الشوق عطري · 07-02-2010, 02:44 AM

آيات ...

باتت ليلتها مسرورة فرحة وهي تنظرتارة في حقيبتها المدرسية التي جلبها لها والدها وتارة تخرج كراساتها أقلامها وتضعها على الأرض ممعنتاً فيها النظر وعيونها تلالا كأنها الماس ،،فرحا بانجازها الذي تراه انجازا وحلما أنظماهما إلى طلاب المدرسة بعد أن تعودت على رؤيتهم ذاهبين وعائدين أمامها إلى المدرسة حاملين حقائبهم الملونة وبزيهم الموحد والذي كانت تراه كتميز يتميز بهتلاميذ الدراسة عن غيرهم فكم تمنت أن تنظم إلى هذا التميز ,,,

وتحقق حلمها أخيرا وقبلت ...

ما أن أصبح الصباح صباح الحلم ((حلم آيات )) حتى استيقظت من نومها وراحت توقظ أمها لتقول لها :
أمي لقد أصبح الصباح ،،
أمي قومي لكي تلبسيني ،،
أمي قومي لكي تضفري لي ضفائري ،،
أمي ,,أمي ,,أمي

فصحت الأم من نوما متفاجئة من فعل آيات وقالت :
آيات الساعة السادسة صباحا ..!!! فمالك والمدرسة الآن ...

قالت آيات أمي أن لبس ملابسي وتصفيف شعري وفطوري إلا تحسبين له وقتا ..؟؟!!

فتأملت الأم أبنتها وقالت في نفسها ..أنك أول بنت من أبنائي تحب الدراسة إلى هذه الدرجة إن أخوتك في عمرك كانوا يخافون من أول يوم للدراسة وأنتي ...؟؟؟ أرتسمت على محيا الأم بسمه ,

تناولت فطورها ؛
ولبست ملابسها ؛؛
وصففت شعرها ,,

وودعت أمها مسرعة
مع ألسلامه ماما ؛
قالت لها انتظري
آيات إلا تريدني أن أوصلك ؟؟؟

ردت لا يا أمي إن بنت الجيران زهراء سوف تذهب معي ،،

وذهبت آيات ..................
وما أن غاب مرآها عن العين ،،

فأعتصر قلب الأم فزعاً ،،،فجأة ؛وأرادت أن تلبس حجابها وتذهب ورائها ،،
ولم تحس إلا بيد تمسكها ...
إلى أين أنتي ذاهبة يا أم أيمن ؟؟؟

وراء أبنتي لأوصلها إلى مدرستها ..
فارتسمت على وجه الأب علامات الرأفة ورد قائلاً :لاتخافي عليها المدرسة في بداية الزقاق

قالت له ماذا أفعل أنه قلب الأم
فأجابها معذورة لكن عودي نفسك على ذهابها يومياُ ..أعلم أنك متعلقة بها بشدة لأنها آخر أولادك وأعزهم على قلبك ..لكن الصغار يكبرون ... فما تقولين ..؟؟
ساد الصمت هنا في المنزل

بينما آيات ذهبت راكضه إلى بيتصديقتها فوجدت زهراء واقفة منتظرتاً لها أمام باب منزلها
فاستقبلتها بابتسامه فرحة بلقائها ،،
ومشيتا معاً إلى المدرسة ،،
وفي ذروة حلمها وضحكات طفولتها ،،

أحست آيات بأنها كالفراشة تطير في الهواء ولا أحد سيمسك بها لآنها تطير عالياً في حلمها ...

لكنها كانت في الحقيقة تطير نعم تطير ..!!

طارت آيات في الهواء وسقطت مرتاً واحدة على الأرض ...
نعم سقطت آيات وهي متفاجئه مما حدث ووالتي ظنت أنها طارت
لكن طيرانها هذا لم يكن من أثر حلمها ،، نعم طارت في الهواء .. من أثر انفجار دوّى بقرب مدرستها وفي وسط السوق ،،

وسقطت بسقوط آيات حقيبتها وأقلامها فارتسم على محيّا آيات حزن شديد وهي تنظر الى كراساتها التي تطايرت ..ليس لأنها أصيبت بالانفجار الذي حدث ..
بل لأنها رأت حلمها يهوي أمامها وهي عاجزة عن أكماله ...

وعلى زحمة السير وصوت السيارات وصراخ الأطفال ،،
دوى سكوناً تشقعر منه الآبدان ...

نعم أنها سيارة مفخخة والآخر قال أنه حزام ناسف وعلى صوت يقول لا أعرف ماذا حدث ..

وبين هذا وذاك ترامت عيون الواقفين إلى طفله مرمية على جانب الطريق وجبهتها ملطخه بالدماء ..
لكن العجب أنها كانت مرسومه على وجهها ابتسامه لم يعرفوا مغزاها ..؟؟؟

نعم أنها ابتسامة الحلم
أبتسامة طفله التي تغط في نوم عميق لتكمل حلمها

وتشكو إلى بارئها ظلم أولئك الذين لم يرحموا طفولتها

وماتت آيات .. ومات معها حلمها ....
حلم الطفولة الذي لم يكتمل
.................................................. ................

وكم من الأطفال أمثال آيات وزهراء .....علي وأمجد وزينه ونور وهدى وسجاد ورؤى ,,,,
والكثيير غيرهم
فأنتقم اللهم ممن قتل أطفال العراق ولا زال يقتلهم بكل الوسائل والطرق الممكنة والمتاحة

الحزينة لما يجري لأزهاربلدي