وبمناسبة هذا الموضوع فإني أود تنبيه الحجامين المبتدئين وغير الملمين بمحظورات الحجامة على عدم اعتمادهم فقط على المواضع المبينة والمرقمة على الرسم إلا بعد دراسة على يد اختصاصيين للإلمام بالمحظورات من حيث المواضع وحالة الشخص المرضية والعامة ، وذلك لأن المواضع المبينة على أكثر الرسومات البيانية الخاصة بالحجامة إنما هي مواضع الإبر الصينية ، استعان بها الاختصاصيون لما لها من فوائد من حيث اتصالها بأجزاء الجسم الداخلية والخارجية عن طريق الأعصاب والشرايين المتوغلة في جسم الإنسان ، فلهذا تجد في بعض الرسومات ثلاث مواضع متقاربة ، ولكنها لا تحتاج إلا لكأس واحد فقط ، مما يدلك على أنها مواضع الإبر الصينية .
ولهذا فإن الحجام عندما يقوم بتحجيم شخص ما ، فإنه يحذف بعض المواضع ويضيف أخرى ، حفاظا على صحة المريض .
ولا يصلح بأن يقوم بالحجامة أي شخص بحجة قياس الحجامة المعاصرة اليوم بالحجامة القديمة ، فإنها تختلف عنها بعدة أمور ، ومن أهمها :
1 ) هي أن الحجامة القديمة محدودة في مواضعها القليلة ، أما الحجامة اليوم فإن مواضعها تزيد على مئة موضع ، وذلك لتطور الطب في دراساته المستمرة في تشريح جسم الإنسان من حيث الأعصاب والأوردة والشرايين وخلايا الدماغ وغيرها .
2 ) كثرة الأمراض والأورام في زماننا وخاصة الأمراض المعدية ، فهذا يحتاج إلى دقة في مواضع الحجامة ، واهتمام في تغيير أدواتها وتعقيم مواضعها .
ومع عدم توسع الحجامة قديما كتوسعها اليوم ، إلا أنه كان لها اختصاصيين ، فهذا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عندما أراد الحجامة قال : "يا نافع تبيغ بي الدم فالتمس لي حجاما . . . . . . . . . " صحيح ابن ماجة ، مما يدل على أنه كان للحجامة أناسا معروفين بها .
مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامةوالعافية . اللهم آمين .