الدّعاء هو مخّ العبادة، مَن وُفّق إلى دعاء الله وحده، فقد بُلّغ منزلةً عظيمة، ووُفِّق إلى خيرٍ كثير، فكيف إذا وافق دعاء العبد ربَّه هذه الأيّام المباركة وهو مجتهدٌ صائم، لا شكّ أنّه سيُفتَحُ له بابُ أسبابِ إجابةِ دعائِه على مصراعيه؛ بل كيف إذا وافق دعاؤُه يومَ عرفة، وما أدراك ما دعاءُ يومِ عرفة.
عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما - أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال: ((خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ؛ قال ابن عبد البرّ معلِّقًا على هذا الحديث: "وفيه مِن الفقه، أنّ دعاء يوم عرفة أفضل مِن غيره، و في ذلك دليلٌ على فضل يوم عرفة على غيره، ثمّ قال – رحمه الله: "وفي الحديث أيضًا، دليل على أنّ دعاء يوم عرفة مُجاب كلّه في الأغلب.
فلْيحرِص المسلم على الإكثارِ مِن الدّعاء في هذه الأيّام المباركة، لاسيما سؤاله ربَّه – سبحانه - أنْ يعتقه مِن النّار، فقد قال النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - في حديث سبق ذِكره: ((مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ. وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلائِكَةَ. فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاءِ؟))].
قيام اللّيل:
لا شكّ أنّ قيام اللّيلِ عبادةٌ عظيمةٌ جليلة، يكفي عن وصفِ عظمةِ شأنِها وجلالةِ قدرها قوله - تعـالى - في أهل القيام: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ أَنَاءَ اللّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ، قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ، إِنَّمَا يَتَذَكّرُ أُولُو الألْبَابِ ﴾، ومع دخولِ القيّامِ في عمومِ العمل الصّالح - كما ذكرتُ في شأن بعض العبادات - فقد نُقل عن بعض العلماء تنصيصهم على استحباب قيام ليالي العشر الأوائل مِن ذي الحجّة، مِنهم الإمام الإمام ابن رجب الحنبلي، ورُوي عن سعيد بن جبير قوله: "لا تُطْفِئُوا سرجَكُم لياليَ العشرِ.
وينسحبُ فضل الأيّامِ العشر على لياليها، وإن لم يثبُتْ في فضلِ هذه الأخيرة شيءٌ خاصّ، فـ"الأيّامُ إذا أُطلِقَتْ دخلتْ فيها اللّيالي تبعًا، وكذلك اللّيالي تدخُلُ أيّامُها تبعًا.
وقد أقسَمَ الله تعالى بلياليهِ فقال تعالى: ﴿ وَالفَجْرِ * وَلَيالٍ عَشْرٍ ﴾، وهذا يدلُّ على فضيلَةِ لياليهِ أيضًا.
منقول للفائدهـ..