
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة متزوجة، رأيت في منامي أن اللثة العلوية يعلوها طبقات من اللحم، وكلما سحبتها نزلت أسناني دون أن تسقط، فقط تنزل وتنضغط، فما تفسير ذلك المنام؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
خيرا رأيت وخيرا يكون، فرؤياك تحذر من الكلام على أرحامك بما يكرهون، فقد يتسبب ذلك في بعدهم عنك ومنع منفعتهم لك، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الغيبة، وتوعد المغتاب بعذاب أليم في الدنيا، وفي القبر، وفي عرصات القيامة، وفي النار.
أما في الدنيا: فالفضيحة، فعن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته).
وأما في القبر: فخمش الوجوه والصدور، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليلة أسري بي مررت بأقوام لهم أظفار من نحاس، يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم».
وأما في عرصات القيامة: فأكل الشخص ميتا، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أكل لحم أخيه في الدنيا، قرب إليه يوم القيامة فيقال له: كله حياً كما أكلته ميتاً، فيأكله ويكلح ويصيح".
وأما في النار: فيأكل لحم نفسه، فعن شفي بن ماتع الأصبحي، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى، يسعون بين الحميم والجحيم، يدعون بالويل والثبور، يقول أهل النار لبعضهم البعض: ما بال هؤلاء قد آذونا على ما بنا من الأذى؟" قال: "فرجل مغلق عليه تابوت من جمر، ورجل يجر أمعاءه، ورجل يسيل فاه قيحاً ودماً، ورجل يأكل لحمه"، قال: "فيقال لصاحب التابوت: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟" قال: "فيقول: إن الأبعد مات وفي عنقه أموال الناس ما يجد لها قضاء أو وفاء، ثم قال للذي يجر أمعاءه: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فقال: إن الأبعد كان لا يبالي أين أصاب البول منه لا يغسله، ثم قال للذي يسيل فاه قيحاً ودماً: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إن الأبعد كان يأكل لحم الناس".
وقانا الله وإياك السوء، وحفظ علينا وعليك ألسنتنا، وشغلنا وإياك بما يرضيه.