العقم الثانوي
يشيع استخدام هذا المصطلح في عيادات علاج تأخر الإنجاب والعقم والمقصود به هو تأخر حدوث الحمل لفترة ما لا تقل عن سنة بعد حدوث الحمل والولادة أو الإجهاض مع عدم استعمال أي موانع للحمل ووجود علاقة زوجية طبيعية. ويشكل حوالي 15- 20% من حالات تأخر الإنجاب وهو شائع الحدوث في أي عمر من فترات خصوبة المرأة.
وبسؤال د. أشرف يونس طبيب أمراض النساء بمراكز د.سمير عباس الطبية أكد أن هناك أسباباً متعددة لحدوث العقم الثانوي وسوف نوجزها كالآتي:
أسباب متعلقة بقنوات فالوب، حيث يشيع انسداد قنوات فالوب إحداهما أو كلاهما وذلك نتيجة الالتهابات التي تحدث في القنوات وتنشأ غالباً عن التهابات في عنق الرحم يسببها ميكروب الكلاميديا أو بعض الميكروبات الأخرى نتيجة الإجهاض وعمليات تنظيف الرحم وخاصة إذا تمت تحت ظروف من عدم التعقيم الجيد أو التهابات ما بعد الولادة وقد يحدث انسداد الأنابيب بعد إجراء بعض العمليات الجراحية مثل القيصريات أو استئصال الحمل خارج الرحم أو استئصال الحمل خارج الرحم أو استئصال أكياس على المبايض أو بعد عملية استئصال الزائدة الدودية.
وهناك أسباب متعلقة بالتبويض أو انتظام الدورة وقد يحدث بعض الضعف في كفاءة المبايض ناتج من استعمال بعض وسائل الحمل مثل الحقن طويلة المفعول أو وجود متلازمة تكيس المبايض بدون استمرار العلاج اللازم لها أو اضطراب المحور الهرموني نتيجة ارتفاع هرمون البرولاكتين (الحليب).
تلعب أيضاً بعض الأمراض مثل بطانة الرحم المهاجرة التي تؤثر في المبايض وكفاءة التبويض سبباً في العقم الثانوي، كما تشكل اضطرابات الجهاز المناعي وتكوين الأجسام المضادة أيضاً سبباً غير مباشر للعقم الثانوي.
وقد أوضح د. أشرف يونس أنه من الأسباب المتعلقة بالرحم وجود التصاقات داخل الرحم ناشئة عن التهابات أو عدوى ما بعد الولادة أو عمليات الكحت وتجريف الرحم بشكل مبالغ فيه بعد حدوث الإجهاض.
ويعتمد تشخيص العقم الثانوي على التاريخ المرضي للزوجين بدقة من حيث عدد مرات حدوث الحمل وهل هو مسبوق بولادة طبيعية أو قيصرية أو الإجهاض أو الحمل خارج الرحم وأيضاً سن الزوجة وفترة تأخر الإنجاب ويمكن تشخيص الأسباب بعدة وسائل منها:
- فحص الهرمونات المسؤولة عن المحور الهرموني (الغدة النخامية - الدرقية - البرولاكتين).
- فحص السائل المنوي للزوج حيث إن حوالي 30% من حالات العقم الثانوي تنشأ عن ضعف معايير السائل المنوي نتيجة للالتهابات المزمنة بالبروستاتا أو القنوات الدافقة للمني أو التعرض لبعض الكيماويات أو دوالي الخصية.
- فحص الموجات فوق الصوتية لقياس حجم المبايض وبطانة الرحم.
- تشخيص أكياس المبايض أو متلازمة تكيس المبيضين.
- الأشعة الصبغية لتحديد سلامة تجويف الرحم وقنوات فالوب.
- عمل المنظار الرحمي ويفيد في تشخيص سلامة تجويف الرحم والزوائد اللحمية والنتوءات الناشئة عن الأورام الليفية ويفيد أيضاً في استئصالها وأخذ خزعة من بطانة الرحم لتشخيص الالتهابات أو التغيرات الهرمونية.
- تستلزم بعض الحالات عمل المنظار الجراحي عن طريق البطن وذلك يفيد في تشخيص الالتصاقات داخل تجويف البطن أو بطانة الرحم المهاجرة، كما يفيد في علاجها في نفس الوقت.
ويعتمد علاج العقم الثانوي على الأسباب المؤدية إليه وأيضاً على عمر الزوجة وطول فترة تأخر الإنجاب.
ومن أهم الوسائل هي استخدام العقاقير المنشطة والمحفزة للتبويض لضمان خروج بويضات ذات نوعية وكفاءة جيدة وتنظيم فترات وطريقة الجماع للزوجين.
كما أن من وسائل الإخصاب المساعد عملية التلقيح الصناعي والتلقيح المجهري ويعتمد التلقيح الصناعي على حقن الحيوانات المنوية بعد تجهيزها داخل الرحم بعد تنشيط المبايض وتحفيزها وتعد نسبة حدوث الحمل من 22 - 25% ويتطلب سلامة قنوات فالوب أو على الأقل إحداها كما يستخدم في حالات ضعف مقاييس السائل المنوي على ألا يقل العدد عن نسبة معينة يحددها الطبيب المعالج كما يفيد أيضا في علاج حالات اختلال الجهاز المناعي.
أما بالنسبة لطريقة الحقن المجهري فيتم اللجوء إليها في حالات الضعف الشديد في السائل المنوي وعدد النطاف أو انسداد قنوات فالوب أو متلازمة تكيس المبايض التي فشل معها تنشيط المبايض مع تنظيم موعد العلاقة الزوجية أو بطانة الرحم المهاجرة أو طول فترةعدم الإنجاب أو تقدم عمر الزوجة وتحقق نسبة نجاح جيدة قد تصل إلى حوالي 40-50% من الحالات.