ما الذي يمكن أن يسبب الألم أثناء قيامي بالرضاعة الطبيعية؟
ردة الفعل التلقائية لإدرار الحليب (اللبن)
قد تشعرين بالألم في الثديين عند خروج الحليب (اللبن)، ويتسبب في حدوث ردة الفعل التلقائية لإدرار الحليب (اللبن) هرمون يطلق عليه اسم "أوكسيتوسين" كونه يحفّز خلايا العضلة في ثديك على إخراج الحليب (اللبن).
يتحرّر هذا الهرمون حين ترضعين طفلك خلال الأيام القليلة الأولى من ولادته. وبعدها، يعمل مجرد تفكيرك في إرضاع طفلك على تحفيز إطلاق هذا الهرمون. وتجد بعض الأمهات أن الثدي يسرّب الحليب (اللبن) حينذاك.
يختلف الإحساس بردة الفعل التلقائية لإدرار الحليب (اللبن) من أمّ مرضعة إلى أخرى. يشعر بعضهن بوجود خدر (تنميل) بسيط، فيما تشعر أخريات بالضغط القوي أو الألم أو الإنزعاج، وقد لا تشعر الفئة المتبقية بأي شيء على الإطلاق. بمرور الوقت، سوف تعتادين على الرضاعة الطبيعية، بل سيقلّ إدراكك وتنبّهك لها شيئاً فشيئاً.
فائض في إنتاج الحليب (اللبن)
تنتج بعض الأمهات المرضعات الكثير من الحليب (اللبن) وقد يعانين من ألم حاد ومفاجئ (وخز) في عمق الثدي بعد إرضاع الطفل. ويخف هذا الشكل من الألم – مثلما يحدث مع ردة الفعل التلقائية لإدرار الحليب (اللبن) المؤلمة – غالباً في الأشهر الثلاثة الأولى من الرضاعة الطبيعية. إذا تمسّك طفلك بالثدي بإحكام عند كل رضعة، فسيتدفق الحليب (اللبن) بسرعة بناء على احتياجاته.
القلاع (من الفطريات)
يعتبر القلاع من أنواع العدوى الفطرية، وهو مرض يصيب فم طفلك وحلمة الثدي. وتعتبر البيئة الرطبة والدافئة والسكرية في فم طفلك أثناء الرضاعة مكاناً مثالياً لنمو عدوى القلاع.
في بعض الأحيان، قد تدخل عدوى القلاع إلى قنوات الحليب (اللبن)، وهي التي يصل عبرها الحليب إلى الحلمتين، ومتى ما أصيبت بالالتهاب، تصير الرضاعة الطبيعية مؤلمة.
وعلى عكس ألم ردة الفعل التلقائية لإدرار الحليب (اللبن)، يستمر ألم القلاع أثناء قيام طفلك بالرضاعة وتسوء الحالة بعد انتهاء الرضعة. بالرغم من ذلك، ليس من المعتاد أن تصابي بالقلاع في قنوات الحليب (اللبن)، لكن الاحتمال الأكبر أن تطال العدوى حلمتي الثديين.
إذا كنتِ أنتِ أو كان طفلك يعاني من القلاع، فستحتاجين إلى زيارة الطبيبة التي يمكنها علاجكما.
الاحتقان
في الأيام الأولى القليلة بعد ولادة طفلك، سيتدفق الحليب (اللبن) إلى ثدييك، وعندها سوف يزداد ضخّ الدم إليهما أيضاً، مما يجعل الأغشية أو الأنسجة تنتفخ أيضاً. وقد يؤدي ذلك إلى احتقان الثديين والإحساس بسخونتهما وألمهما. تنتفخ خلايا إنتاج (الحليب) اللبن في ثدييك فتصبح ردة الفعل الإرتكاسية لإدراره صعبة. وهذا أمر طبيعي تماماً، وهو الطريقة التي يتبعها جسمك للتأكد من وجود كمية كافية من الحليب (اللبن) لطفلك الرضيع الجديد. بمجرد أن يبدأ صغيرك بالرضاعة، ينظّم الثديان كمية الحليب (اللبن) التي يتم إنتاجها فتختفي مسببات الشكوى لديك.
التهاب الثدي
لو أصبحت منطقة من ثديك حمراء ومتورّمة، فقد تعني أنك مصابة بحالة مؤلمة تعرف باسم التهاب الثدي. وتحدث عند خروج كمية إضافية من الحليب (اللبن) عبر القنوات إلى نسيج (غشاء) الثدي ذاته. وسوف يحمّر لون الثدي ويؤلمك بمجرد لمسه، وربما تشعرين بارتفاع في درجة الحرارة. يمكنك الاستمرار في إرضاع طفلك، ولكن زوري الطبيبة فوراً للعلاج.
ما الذي يمكنني القيام به حيال ألم الثدي؟
إذا تعلمت طرق الاسترخاء خلال دروس ما قبل الولادة، حاولي تذكرها كلما قمتِ بإرضاع طفلك. قد يساعدك هذا على تحمّل الإنزعاج الذي تسبّبه ردة الفعل التلقائية لإدرار الحليب (اللبن).
ولو كان هناك احتقان في الثديين، ربما لن يتمكن طفلك الرضيع من وضع الثدي في فمه بإحكام للرضاعة كما ينبغي. وقد تحتاجي إلى البدء بشفط واستخراج الحليب (اللبن) بيدك بلطف أو بالمضخة إلى أن يصبح طفلك قادراً على التمسّك بالثدي بشكل مريح.
إن تدفّق الحليب بقوة من ثدي فائض به قد يشكّل صعوبة في الرضاعة. إذا ابتعد الطفل عن الحلمة بسبب كثرة تدفق الحليب (اللبن)، فيمكنك محاولة القيام بالتالي:
ضعي طفلك الرضيع على الثدي كالمعتاد.
عندما تشعرين بخروج الحليب (اللبن)، أوقفي الرضاعة بلطف وامسحي الدفقة الأولى بفوطة (منشفة)
دعي طفلك يعود مرة أخرى إلى الرضاعة ويتمسّك جيداً بالثدي عندما يخفّ تدفق الحليب (اللبن) قليلاً
كلما استطاع طفلك الرضاعة من ثديك بشكل صحيح، تخفّ سرعة تدفق الحليب مما يُشعرك حينها بالراحة. ما لم يختفي الألم في ثديك في غضون بضعة أيام قليلة، عليك استشارة الطبيب للتعامل مع الأسباب التي تتطلب علاجاً مثل حالتي القلاع والتهاب الثدي. وفي حال وجدت ان طفلك يجد صعوبة في الرضاعة من ثديك بشكل صحيح ولا يضعه في فمه بإحكام، استشيري طبيبتك.
ما هي الأسباب الأخرى التي يُحتمل أن تسبّب ألم الثدي؟
هناك أمور لا علاقة لها بالرضاعة الطبيعية قد تسبب لكِ الألم، ومن بينها:
عدم ملاءمة مقاس حمّالة الصدر (السوتيان أو bra) الخاصة بالرضاعة ، إذا يجب أن تكون الدرزات (الخياطة) الجانبية فوق أضلاعك وليس فوق ثديك، كما أن الجزء الأمامي من حمّالة الصدر لا يجب أن يكون ضاغطاً بشدة. لو كانت حمّالة الصدر الخاصة بالرضاعة لا تريحك، استفسري عن المقاس المناسب قبل شراء واحدة جديدة.
الآلام التي تسبق الدورة الشهرية. إذا جاءك الحيض وعادت دورتك الشهرية، فقد تشعرين بالألم في الثديين. ينبغي أن يذهب الألم بمجرد بدء الطمث ويغيب لمدة أسبوع أو أسبوعين تاليين، ثم تزداد الطراوة في الثدي والألم بمجرد اللمس بعد الإباضة في مننتصف الدورة الشهرية. وتدرك غالبية النساء أن هذا النمط من الألم يرتبط بالدورة الشهرية.
لدى بعض النساء، تظهر أجزاء في الثدي متورمة بحكم امتلائها بالسائل ويمكن أن تؤلم بمجرد لمسها. وهي حالة لا تستدعي القلق، لكن لو شككت بأنك مصابة بها، قومي بزيارة الطبيبة لاستبعاد أي أسباب أخرى.