أهلا وسهلا بك إلى منتديات حوامل النسائية. |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا |
|
المـنـتـدى الـعـام لطرح المواضيع العامه التي ليس لها قسم معين |
01-25-2012, 02:23 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
المـنـتـدى الـعـام
عذرا للغابات
عذراً للغابات نقلاً عن مجلة زهرة الخليج للاستاذة احلام مستغانمى لا أعرف عملاً أكثر جرأة من إقدام المرء على نشر كتاب. فإذا كانت الكتابة في حدِّ ذاتها مجازفة، فإن السرعة في إصدار ما نعتقده أدباً أو شعراً تهوّر، لا يُقدم عليه إلاّ من لا يعنيه أن يكون أديباً، بقدر ما يكفيه وضع تلك الصفة على كتاب ليسعد. أما المبدع الحقيقي، فهو إنسان غير آبه بالألقاب، ولا معنيٌّ بوجاهتها. إنه كائن مرعوب بحكم إحساسه الدائم بأنه عابر، وبأن لا شيء سيبقى منه سوى كتاباته. لذا، هو يجازف بتاريخه الأدبيّ في كلّ ورقة تصدر مطبوعة في كتاب، لعلمه أنه سيُحَاسَب عليها كأنه لم يكتب سواها. إنه الذعر الذي جعل "فلوبير" يقضي أياماً بكاملها في صياغة، وإعادة صياغة صفحة واحدة، وجعل "بورخيس" العظيم يزداد تواضُعاً كلّما تقدّمت به الكتابة، حتى إنه صرّح في آخر حياته: "إني أفترض أنّ بلوغي سن الثامنة والثمانين، يؤهلني لكتابة بضعة سطور جديرة بالذكر. أما البقية ففي الإمكان، أن تذهب إلى القِدر.. كما اعتادت جدّتي أن تقول". وقد ذهب بعض كبار الكتّاب، في حمّى ذعرهم، حدّ إحراق مخطوطات قضوا أعواماً في العمل عليها، وأمر البعض بإتلافها، بعد موته خشية صدورها في صيغة تُسيء إلى مكانته الأدبية. في زمن نشهد سقوط هيبة الفن، وسطوة النجومية سهلة المنال، أصبح في إمكان أي شاب عربيّ، تؤهله جرأته وحباله الصوتية لاقتحام شاشتنا، أن يغدو "سوبرستار" الفضائيات، ويختبر فينا قدرته على الزعيق، وقدرتنا على الصبر، ليس عَجَبَاً أن يرافق ذلك موجة جيل يستبيح هيبة الكتابة أيضاً، بعدما أصبح كلُّ مَن يُحسن القراءة مشروع كاتب، وكلُّ مَن هجرته حبيبته شاعراً، ومن حقّه أن يُجرِّب نفسه في رواية، وتفيض بدموعه دواوين الشعر، وهو أيضاً لن يقبل بأقلّ من لقب "سوبر ستار"، ومن أوّل ديوان يرفض أن يُشبَّه بغير نزار! فأخونا لا يعنيه أن تنتهي كتبه مُكدَّسة في المستودعات. هو واثق بعبقريته، ولا صبر له لمنح موهبته ما يلزمها من وقت للنضوج. بربّكُــم، ماذا علينا أن نفعل مع رهط من الكُـتّاب لا يتردّدون في ارتكاب جرائم في حق الشجر قبل البشر، بذريعة إثراء الأدب، مستعدّين إن اقتضى الأمر، لاغتيال غابة من أجل إصدار كتاب لن يقرأه أحد، إلاّ مَن أُرغم من الأصدقاء والأقارب على مباركة جرائمه الأدبية؟ العجيب، إصرار هؤلاء على المزيد من "الإنتاج". لا يثنيهم أن يفوق عدد عناوين كتبهم، عدد قرائهم. فلهم في هذه النكبة فتوى• ففي قلّة انتشارهم وعدم فهم الناس "إبداعهم" دليل على نبوغهم. ذلك أنّ "ما من موهبة تمرُّ بلا عقاب". وإن واجهْتهم بقول هيمنغواي: "الكاتب مَن له قرّاء وليس الذي لديه كتب"، ردّوا عليك مستشهدين بـ"رامبو"، الذي غيّر لغة فرنسا وترك بصماته على الشعر العالمي، الذي لم يطبع من كتابه "فصْل في الجحيم" أكثر من خمسمئة نسخة، وهو أفضل من "مالارميه" الذي لم يتعدَّ أحد دواوينه، في طبعته الأولى، الأربعين نسخة! وإن صادفت "نابغة" من هؤلاء المبدعين، لا تنصحه بتغيير مهنته.. أو بالتريّث قبل نشر كتاب. فهو واثق تماماً بأنه يفوقك موهبة، وينقصك حظاً، وإلاّ لكان أكثر شهرة منك، ما دام قد أصدر من الكتب في سنة، ما لا تُصدره أنت في ثلاثين سنة! وكنتُ قرأتُ أثناء إقامتي في جنوب فرنسا ذات صيف، أنّ جمعاً من الشعراء قرّروا أن يلتقوا جمهور الشعر في غابات الجنوب، ليس فقط بقصد توفير فضاء يليق بجَمَال الشعر، بل أيضاً امتنان منهم للغابات والأشجار، التي توفّر لهم الورق الذي يطبعون عليه أشعارهم. أتمنّى أن تستفيد إحدى وزاراتنا العربية للثقافة من هذه الفكرة. فثمّة أكثر من فائدة في نقل مهرجاناتنا الشعرية ومؤتمراتنا الأدبية إلى الغابات. فقد تُصلح الطبيعة ما أفسدته عادات الضيافة الباذخة، في ولائم القلم، وشراء الذِّمم. ثمّ، قد تكون فرصة، ليقدّم البعض اعتذاراته للغابات، على ما اقترفه في حقها من جرائم أدبية.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
جديد منتدى المـنـتـدى الـعـام |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عذرا........ ياقرة العين .......... عذرا | demah | المنتدى الاسلامي العام | 9 | 05-01-2013 06:19 PM |
عذرا فليس كل الرجال رجال !!!! | demoshka | المـنـتـدى الـعـام | 24 | 02-20-2012 04:26 PM |
عذرا لم يتم العثور على إنســان | ســـدن | المـنـتـدى الـعـام | 20 | 07-04-2010 03:30 PM |