إلهي.. يا منبع جميع الأنوار
ترى من نحب حينما ننظر إلى بعضنا البعض..؟!
و هل نحب إلا نورك أنت
فكيف يا إلهي تضل بنا الأودية و تتفرق بنا السكك و نخرج من اسمك إلى أسمائنا فنسجن أنفسنا
و يخيل إلينا أننا بلغنا المنتهى و ما بلغنا إلا لمس الغلاف و تحسس المحارة أما اللؤلؤ داخل المحارة.. و النور المغيب في شغاف القلوب و السر المودع في العيون فليس لنا منه إلا حظ القرب و المطالعة و الاستشراف من بعد حيث لا وصال و لا اتصال و لا انفصال و لا نوال.. و إنما في الذروة من الاحساس.. يأتي ذلك الإغماء.. و تلك الغيبوبة الصاحية
و لا سر إلا سرك و إن تعددت الأسماء و تنوعت المفاتن و اختلفت الوجوه.
إنما هو أنت وحدك المحبوب أينما توجه قلب محب.. و أنت وحدك المعبود أينما توجهت نظرات عابد.
و أنت وحدك الرزاق و إن تعددت الأيدي التي تعطي.
إنما تستمد جميع المصابيح نورها من نورك.
و لكن العطاء في الأصل منك و الجمال منك و النور منك.
سبحانك لا شريك لك.
سبحانك و الحمد لك.
سبحانك والحب لك.
يارب.. سألتك باسمك الرحمن الرحيم أن تنقذني من عيني فلا تريني الأشياء إلا بعينك أنت و تنقذني من يدي فلا تأخذني بيدي بل بيدك أنت تجمعني بها على من أحب عند موقع رضاك.. فهناك الحب الحق... و أنت الوحيد الذي توثق جميع الاختيارات و تبارك كل الحريات.. و أنت الحب و منك الحب و بك الحب.
أنت الحق و الحقيقة.
و ما عدا ذلك أضرحة و نحاس و خشب و صلصال و حجارة و أهداب و عيون و محاجر و أوثان تسجد لأوثان.
لا تدعني يا إلهي في الظلمة ألثم الحجارة و أعانق الصلصال و أعبد الوثن.
بشفة الشيطان لثمت هذه الأشياء و ظننت أنها شفتي و بذراعي الشيطان عانقت و ظننت أنهما ذراعاي.
استحلفتك بقوتك
و أقسمت باقتدارك إلا جعلت لي مخرجا من ظلمتي إلى نوري و من نوري إلى نورك
سبحانك...
لا إله إلا أنت
لا إله إلا الله.
للكاتب: مصطفى محمود
بتصرف وتعديل