هذه الايام يكثر عقوق الاولاد بل الاباء من حيث لايشعرون ويظنون أن هذا ربما يكون مناسبا في التربية ومن ذلك دعاء الابوين على ابناءهما
يقول أحدهم
اجتمعنا مرة ، فإذا أحدنا أعمى ، وإذا آخر أعرج ، وإذا ثالث مبتلى ، وهكذا الرابع والخامس .. فقلت : ما بالكم ابتليتم بما أرى ؟
قال أحدهم : كنت أنظر إلى التلفاز .. فجاءتني امي تقول : قم ذاكر دروسك ، فقلت : أفعل .. ثم جاءتني ثانية وأنا على حالي ، فقالت مغضبة : ألم أقل لك أغلق التلفاز يا ولد ؟ فقلت لها : الآن يا أمي الآن .. وفي المرة الثالثة قالت : تعمى عيونك قم أغلق التلفاز وراجع دروسك ، ولم تمر أيام إلا وأنا أشتكي ألماً في عيني ، وبعدها فقدت البصر وأنا ابن العاشرة ...
قال الثاني : أما أنا فكنت لا أجلس عند أبي في البيت إلا نادراً ، ذلك أني كنت مسروراً بالسيارة الجديدة التي اشتراها لي ، فعاتبني في المرة الأولى ثم نهرني في الثانية ، وفي المرة الرابعة قال : عسى تنقلب سيارتك ، وفي ذلك اليوم إذا أنا أراني في قسم العناية المركزة ، لقد انقلبت بي السيارة وخرجت وأنا أعرج .
وتقول فلانة : أما أنا فقد تذمر والدي مني ، فقال : إن كانت الذرية على شاكلتك فلا رزقناهم منك ، ويشاء الله أن أتزوج وإذا بالحمل يتأخر شهراً بل سنة ، ففحصنا أنا وزوجي فإذا هو صحيح معافى وإذا أنا عقيم .
فتوصلنا جميعاً إلى خطورة دعاء الوالدين على الذرية وهذا ما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : { لا تدعو على أنفسكم ، ولا تدعو على أولادكم ولا تدعو على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم } .
هذا وقد بين الله في القرآن الكريم أن دعاء الصالحين كان لأولادهم لا عليهم ..
قال سبحانه وتعالى : { ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما }
وقال عز من قائل : { إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السميع العليم }
وقال : { رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء }
وقال تعالى : { ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون } .
وهذه هي التربية القرآنية الدعاء للذرية والابناء لا الدعاء عليهم
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما