![](http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1379537410_139.jpg)
بسم الله الرحمن الرحيم
أكد الدكتور عبد الله السلمي- الأستاذ المشارك بالمعهد العالي للقضاء بالمملكة العربية السعودية- أنّ المولى عزَّ وجلَّ بيّن أنّ العلاقة بين الرجل والمرأة لا يلزم أن تكون فقط علاقة حب، كما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما سُئل عن هذا " وهل بُنيت كل البيوت على الحب ؟ .
وقال في حديث لبرنامج يستفتونك، الذي تبثه فضائية الرسالة: إن المرأة إذا صبرت على زوجها وهي لا تريده، فلها أن تطلب الطلاق، أو تطلب الخلع، كما قالت إحدى النساء للنبي صلى الله عليه وسلم : " يا رسول الله ثابت بن قيس لا أعيب عليه خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر بعد الإسلام، فقال لها: أتردين عليه حديقته، قالت: نعم، قال: فاقبل الحديقة وطلقها ".
وأضاف، أن المرأة إذا صبرت على زوجها فلها أجر عظيم، ولو لم يأتها من فضل ذلك إلا بقاء كينونة الأسرة، والمحافظة على أولادها، حتى لا يتشتتوا، وعلى المرأة أن تعلم أنها إذا كانت راضية بزوجها، ولكنها تبحث عن زوج آخر كثير المرح، فهي على خطر عظيم، وقد جاء عند النّسائي بسند جيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " المختلعات هن المنافقات " ولكنها إذا صبرت فلها أجر عظيم .
وأضاف، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصَّنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها ادخلي الجنّة من أي أبواب الجنة شئتِ " وهو الحديث الذي يحث المرأة على الصبر على زوجها .
أما الشيخ عبد العزيز بن باز - مفتي السعودية الأسبق رحمه الله – فقد أفتى بأن الزوجين عليهما أن يتحليا بالحلم والرفق، والتواصي بالحق والصبر، وعدم النـزاع، وعدم الطلاق، كما أوصى الجميع بالتعاون على الخير، والتواصي بالخير وعدم المنازعة.
وأوصي الشيخ بن باز، المرأة بالسمع والطاعة لزوجها في المعروف، وأوصى الزوج بالصبر والحلم، وعدم العجلة في الطّلاق، أو الضّرب أو السّب، كما أن كل من الزوجين عليه أن يتحمل، ويستعمل الرفق في كل أموره، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينـزع من شيء إلا شانه). ولأن هذا العمل داخل في قوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [(19) سورة النساء]. وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [(228) سورة البقرة]. فالمشاجرة الدائمة والنـزاع من أسباب الطلاق، وهكذا السب والشتم. فالواجب على كل منهما حفظ اللسان عما لا ينبغي، وحفظ الجوارح عما لا ينبغي، والرفق في الأمور، والحلم والصبر.
ومن جهته قال الشيخ بن العثيمين رحمه الله : إن الزّوجة المضرورة المظلومة، عليها بالصبر والاحتساب، وأخبرها أنها بالصبر واحتساب الأجر من الله تعالى تكون مثابة على ذلك، وأبشرها بأن دوام الحال من المحال، وأنها مع تقوى الله عزَّ وجلَّ والصبر ربما يسخّر الله لها زوجها فيعود ويعدل بينها وبين الزوجة الأخرى" .
وقال: إنه ينبغي للمرأة أن تتسامح مع الزّوج ؛ لأن تسامحها معه أدعى إلى قوة محبته لها، وكلما تسامحت المرأة وصبرت واحتسبت، ولم تنازع الزوج، كان ذلك أدوم لبقائها معه وأعظم أجرًا عند الله سبحانه وتعالى .
كما أوصى الزوجة بالصبر واحتساب الأجر؛ لأن ذلك مما يُنال به الأجر عند الله عزَّ وجلَّ والعاقبة للمتقين، وعدم نزاع الزوج أدوم لمحبته.
أما الشيخ محمد بن صالح المنجد، فقال في فتوى رسمية له: إن الحياة الزوجية لا تخلو من منغصات تحدث بين الحين والآخر، والزوجان الناجحان بإمكانهما التغلب على هذه المشاكل ومعرفة أسبابها، وعلاجها قبل أن تتفاقم .
وأضاف أن الزوجة عليها أن تجتهد في منع حدوث المشاكل ابتداء، وأن تغير انطباع زوجها عنها، وهذا يحتاج إلى صبر ومصابرة، كما ينبغي أن يتم التفاهم بينها وبين زوجها على المصارحة، والاعتذار عند الخطأ، وسرعة الأوبة والرجوع، حتى لا يدعا للشيطان سبيلاً عليهما، وأن يعلم الزوج أن الهجر إنما يُشرع إذا لم تُجْد النصيحة والوعظ، وأن للهجر آدابًا، كما قال تعالى : (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) النساء/34 .
وأشار إلى أنه إذا أخطأت الزوجة ثم اعتذرت وأقرت بخطئها، فليس للزوج أن يعاقبها، بل الواجب عليه أن يعفو ويصفح، وكثرة العتاب والعقاب من أسباب فساد العلاقة، وليس من أسباب إصلاحها .
وأوضح أن الصبر عاقبته الفرج، والزوج العاقل هو من إذا رأى من زوجته الصبر والتّحمل والرغبة في الحياة معه أحبها وأكرمها وحفظ لها هذا الخلق .