![](http://areejalnofos.com/pictures/B87DE67E34.jpg)
لو نظرنا للحظة على أنها تاريخ قصير ..بمعنى أن نحررها من كونها جزءاُ من الزمن الوقتي للدقائق والساعات ،،فاللقاء لحظة ،، والفراق لحظة ،، وكم سمعنا بلحظة الأمل ولحظة اليأس .
فاللحظة تاريخ قصير يضم الهيكل البنائي للجسد والروح لذلك الإنسان الذي ولد في لحظة..وسيموت في لحظة..!
قراراتنا، وبداياتنا، ونهاياتنا في تلك اللحظة التي قد يحتقرها الكثير ،، ويقلل من شأنها قصر زمنها ..بل في كثير من الأحيان تكون في حسابها كالصفر على يسار الرقم ،،موجود ولا قيمة له في نظرنا .
احدهم قال لي يوماً " أن اللحظة تعني لي الكثير" يقولها فخور ! وكأنه أدرك بعدما أدرك أنها جزءاً من حياته ، قد تكون تلك اللحظة سببت له متعة ،فأمسى يقدر تلك اللحظة على أنها تاريخ قصير ..يذكرها ...ويذكرها ...إلى أن تمضي الساعات والأيام وقد تمتد لشهور بفضل تلك اللحظة .
فهي ليست جزءاً من الزمن ، بل هي سبب أي زمن ، وبناء للعصور ، وإحياء لسجل الذاكرة .
وهي تلك الآلة الحاسبة التي تحسب بالزيادة لا بالنقصان ،فكل لحظة في حياة أي إنسان تكون ماضياً،، وحاضرا،،ً ومستقبلاً. ماضياً لا يستطيع استرجاعه ، وحاضراً بيده، ومستقبلاً يتطلع إليه.
كل ما هنالك أن الوقت الذي كونته لحظات ما؛ هي كيان لعلم وعمل ،وروح وجسد، وألم وأمل ،ومترادفات عدة في حياة الفرد الذي كثيراً ما استشهد بأمثال العرب ،،وشعارات الشعر في أن الوقت من ذهب، والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ..وغيرها من فنون الأدب والحكم .
وكان الهدف في الثمن وفي القيمة ، ولكن ماذا لو تعاملنا مع الوقت على أنه إن راح دون متعة ،فإنه سيبقى بألمه...؟؟!!
فاللحظة في أثرها ...وهي مسألة رؤية ومنظور ..وتعاطي للقيمة والأثر..
فقد نستنزف لحظات في التفكير والتخطيط ولكن يأتي القرار والتنفيذ في لحظة ، فاستغلالنا للوقت المحسوب بتلك الحاسبة هو الفكر المناسب ، والقرار المناسب والخيار الأمثل.واقصد الاستغلال الايجابي ،لأن اللحظة هي الفرصة الوحيدة التي تأتي دون أن نخطط لها فيجب أن نكون مستعدين لها بتحفز ورضا وقبول لأنه في كثير من الأحيان الرفض لا ينتج عنه إلا ذبول لأوقاتنا المقروءة بعداد العمر الذي كُتب في الأربعين يوما من بداية خلقنا .
كثيراً ما نفقد أدراك وقت اللحظة فنرمز للانتظار بلحظة وقد يستمر الطرف الأخر ينتظر للحظات اختلفت عن مفهوم اللحظة الحقيقي..!!
ولعلي أجد قيمة اللحظة في ذلك الشعار الذي يردده الأطباء" لحظة قد تنقذ نفساً من الموت".
رائعة من روائع / أ ـ أريج المعلم
ومن ارادت رابط موقعها تراسلني على الخاص
اوراق الخريف