السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخواتي الفاضلات ابتليت بسن اليأس المبكر منذ أيام الثانوية .. تزوجت .. ثبت أنني عقيم و مبايضي في حالة ضمور
لكن كيف أجزم أنني عقيم و أنا أمة رب العباد الخلاّق هل تعلمون معنى خلاّق .. إنه الذي ينشئ من العدم فلاحاجة لي الى المبايض و ربي يخلق من العدم .. خلق أبي آدم من لا شيء و خلق أمي حواء و أخرجها من ضلعه و خلق عيسى من غير أب ..
إنه الله الذي يحيي العظام و هي رميم .. إنه الرب القدير الذي لا يعجزه شيء في الأرض و لا في السماء الذي اذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون
كيف يوقن الواحد منا بأنه لن ينجب و الغيب لا يعلمه الا علام الغيوب ؟
نعم يبتلينا و لكن رحمته أوسع لنا
رزق زوجة ابراهيم و زوجة زكريا عليهما الصلاة و السلام و هما عجوزتان تجاوزتا سن اليأس بكثير
كيف أجزم أنني لن أنجب و هو يقول : "أدعوني أستجب لكم" فليس بيني و بينه حجاب
كيف و هو يقول : "و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي , وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون"
كيف و هو ينزل في الثلث الأخير من الليل و ينادي "هل من سائل فأعطيه"
كيف و هو يقول "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، و يمددكم بأموال و بنيـــــن، و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا"
كيف و هو يقص علي هذا القصص لأتعظ به : "هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء فنادته الملائكة و هو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى" و أقرب ما يكون العبد الى ربه و هو ساجد
"رب لاتذرني فردا و أنت خير الوارثين فاستجبنا له"
بالله عليكم كيف أقبل بهذا الكلام و ربي حيي يستحي أن يرد يدي عبده صفرا خائبتين ؟ قد يردنا البشر و نحن نترجاهم لكن ملك الملوك غني يرى حاجتنا نحن الفقراء اليه انقطعت بنا السبل و الأسباب الا منه و من رجاءه .. ليس لنا حول و لا قوة الا به ..
ودود يتودد الى عباده وهم يعصونه فكيف و هم يقبلون عليه .. نعم نحن مذنبون و لكن معاصينا لا تضره و ان عبدناه فان عبادتنا لن تزيد في ملكه شيئا .. فنحن الفقراء اليه
جواد كريم لطيف خبير واسع رحمنه وسعت كل شيء و هو أرحم بي من نفسي
وهّاب يهب المسلم و الكافر فكيف وعبده المسلم الذي يدين بما ارتضاه يدعوه بأن يهبه نسمة توحّده ؟
رزاق يرزقنا من دون طلب فكيف و نحن نطلب منه و نرجوه
أخبروني كيف ؟
كيف و كلما دعوت لأخواتي بظهر الغيب قال لي الملك "آمين و لك بالمثل" ؟
أنتظركن