كم عدد ركعات صلاة التراويح والقيام؟
يُقبل المسلم على الله تعالى بكافّة أنواع العبادات حتى ينال رضاه ويرفع من درجاته، ومن أعظم هذه العبادات عبادة الصلاة التي فُرضت في السماء العليا في أعظم ليلةٍ ليلة الإسراء والمعراج، ومما يزيده فضلًا أنّها أوّل ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة وعليها تُبنى سائر أعماله، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام وعمود هذا الدين الذي تستقيم به حياة العبد، ولا يقتصر العبد المسلم على أداء فرائضه وإنّما يحرص على السنن والنوافل مثل صلاة الوتر والضحى، وفي هذا المقال نتحدّث عن إحدى هذه السنن وهي صلاة التراويح والقيام ونذكر عدد ركعاتها.
تعريف صلاة التراويح والقيام
صلاة القيام هي الصلاة التي يُصلّيها المسلم من الوقت الممتد من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وأكثر وقتٍ يزداد فيه أجر هذه الصلاة هو الثلث الأخير من الليل حينما يتنزّل الله تعالى بعزّته وجلاله إلى الأرض ليُعطي كلّ سائلٍ مسألته.
أمّا صلاة التراويح فهي ذاتها صلاة القيام والتي يُصلّيها المسلم في ليالي شهر رمضان المبارك من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر.
كم عدد ركعات صلاة التراويح والقيام؟
تُعتبر مسألة عدد ركعات صلاة التراويح والقيام من المسائل الخلافيّة بين العلماء في المذاهب المُختلفة والتي تعددت فيها الآراء؛ فقأخذ جمهور من العلماء بالقول الذي يذهب إلى أنّ عدد ركعات القيام هو إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة وذلك بالاستناد إلى الكثير من الأحاديث الواردة عن كيفية صلاة النبي عليه الصلاة والسلام في الليل، وأنّه لم يكن يزيد على هذا العدد في رمضان أو في غيره، وقد كان مذهب الحنفية ممن أخذ بهذا الرأي، فيما ذهب المالكية إلى أنّه عليه الصلاة والسلام كان يُصلّي عشر ركعات للقيام ومن ثُمّ يوتر بواحدة أو يُصلّي ثلاث عشرة ركعة منها ركعة للوتر، فيما ذهب جمهور آخر إلى أنّ عدد ركعات التراويح عشرون ركعة بعشر تسليمات وكان هذا مذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد بالاستناد إلى ما روي عن قيام المسلمين في عهد عُمر بعشرين ركعة، وذهب مالك إلى أنّ ركعات التراويح ستّ وثلاثون ركعة.
وقد ذهب جمهور كبير من العلماء إلى أنّه لا حدّ لركعات القيام والتراويح لعدم ورود نص واضح بأنّه عليه الصلاة والسلام قد حصرها بعدد معيّن وإنّما قال: "صلاة الليل مثنى مثنى"، وقد أنكرت طائفة من العلماء على من زاد في صلاة الليل على إحدى عشرة ركعة واعتبروا فعله هذا من البدع وأنّه بهذا الفعل آثم وعاصٍ، وهناك طائفة أخرى أنكرت فعل من اقتصر في صلاته على إحدى عشرة ركعة واعتبروه بهذا أنّه قد خالف الإجماع