أهلا وسهلا بك إلى منتديات حوامل النسائية.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا
العودة   منتديات حوامل النسائية > المنتديات العامة > ملتقى عضوات حوامل

ملتقى عضوات حوامل اهلاً وسهلاً بكن أخواتي عضوات حوامل في هذا الملتقى


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 06-11-2011, 07:50 AM   المشاركة رقم: 111
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




قسم راكان
وقت متأخر من الليل


موضي عادت منذ بعض الوقت
ولكنها تعلم أن راكان سيبات في المجلس
تشعر بضيق غريب لغيابه.. وشعور أشبه باشتياق موجع
ولكنها تخجل أن تتصل وتخبره أنها عادت
ماذا سيقول؟؟ تتعمد إزعاجه.. وقد يكون نام أصلا
ولكنها في ذات الوقت لا تشعر بأي رغبة للنوم
لذا قررت أن تقلب البيت وتقوم بتنظيفه
وتتلهى عن غياب راكان وفي ذات الوقت تستغل غيابه في التنظيف مادام لن يحضر الليلة

ارتدت بيجامة من القطن.. خليط أنيق من اللونين الأحمر والأسود ببنطلون قصير و(بروتيل) (توب) بحمالتين بعد أن أغلقت باب البيت وسحبت المفتاح
حتى لو أراد راكان المجي صباحا لتغيير ملابسه يفتح بمفتاحه
ولولا أنها كانت تعلم يقينا أن راكان لن يأتي الآن
أو كان من المستحيل أن تلبس مثل هذا اللبس الذي يكشف عن إصابة كتفها كاملة
فهي رغم تبسطها في اللبس أمام راكان نوعا ما.. ولكنها أقصى ما لبست بلوزة بدون أكمام
وكانت حريصة تماما ألا تكشف أي جزء من نحرها أو كتفها
كانت تعتقد أن راكان لم يلاحظ ولكنه كان قد لاحظ..
لاحظ تماما أنها تتجنب أن يرى إصابة كتفها

كانت موضي مستغرقة تماما في التنظيف وشعرها مرفوع بفوضى للأعلى
لم تنتبه مطلقا أن هناك عينين تلتهمان مفاتنها بوجع منذ بعض الوقت
كان يقف مبهورا تماما
بل الانبهار وصف أقل بكثير من حالة الذهول اللذيذ التي صابته

(كيف من لمن كان لها كل هذا الحسن أن تخجل به؟؟ وترى في ذاتها نقصا؟
أين هذا النقص؟؟
هل هناك مخلوقة مكتملة كهذه؟؟
وموجعة كهذه؟؟
وفاتنة كهذه؟!!)

راكان يشعر بضيق ما من نفسه
فهو يرى أنها تحرك فيه الرجل بكل الوجع والعنفوان
ولكن أين العاشق؟؟
ولكن أ حقا لم يتحرك العاشق النائم في أبراجه العاجية؟!!
إن كانت لم تحرك فيه إلا الرجل.. مجرد رجل!!.. فلماذا لم يتحرك هذا الرجل أمام مئات النساء بل الآلاف اللاتي عبرن أمام عينيه؟!!
لِـمَ هي فقط من تحركه وتثيره وتذيبه؟!!

راكان شعر بالحرج وهو يتأملها.. شعر كمن يسرق شيئا هو له
لا يعلم كيف يستوي هذا الشعور
ولكن هذا هو ما شعر به
هي حق له.. ولكنه يعلم أنها لا ترضى أن يراها بهذه الصورة
فكأنه يسترق شيئا هو له!!

تنحنح راكان.. وأخيرا
موضي فُجعت وهي تسمع صوت نحنحته الفخمة
كانت تنحني على الرخام تدعكه
ألقت بالاسفنجة من يدها وهي تجذب طرف (التوب) الأمامي لتغطي به صدرها وكتفها المصابة
ولكنها كانت محاولة فاشلة وموجعة لأنها كشفت أكثر ما سترت
لذا قفزت وهي تعود أدراجها للغرفة
كان بود راكان أن يوقفها.. أن يرى إصابتها عن قرب
فمازال حتى الآن لم يستطع رؤيتها بوضوح
يشعر أنه هذه الإصابة تقف بينهما كوحش خبيث مرعب

ولكنه لم يتقدم ولم يوقفها.. خشي أن تعتقد أنه يحاول إعادة ماحدث في دبي
لذا تركها تعود للغرفة
وهو بقي جالسا في الصالة
موضي أغلقت على نفسها باب الغرفة
وبكت بكاء موجعا.. لم يكن عويلا ولا نشيجا
لكنه بكاء روح.. ويا لا قسوة بكاء الروح!!
كان بكاء موغلا في الشفافية والوجع
لأنها اكتشفت أنها كلما حاولت خداع نفسها والتناسي
صفعتها ألامها المتجذرة بصفعة جديدة وكأنها تستكثر عليها هذا الأمان والسعادة بجوار راكان
ستبقى تشعر بالنقص جواره.. ليس تشويه الجسد فقط
ولكنه تشويه أقسى للروح

لم تعلم كم مضى عليها وهي تبكي
حتى سمعت طرقات راكان على الباب وصوته الحازم يصلها: موضي بطلي الباب

همست بصوت حاولت جعله طبيعيا: الحين راكان.. دقيقة بس

استبدلت ملابسها على عجل
وهي تغسل وجهها بماء بارد في محاولة لإخفاء أثار البكاء

ثم فتحت الباب وهي تحاول ألا تنظر ناحيته وتبتسم باصطناع:
آسفة.. طولت عليك

راكان همس بحزم: تعالي موضي أنا انتظرش في الصالة


راكان حين أطالت عليه الغياب علم يقينا أنها تبكي.. ولم يحتمل مطلقا أن تبقى تعاني وحدها.. ولم يحتمل فكرة أنها تبكي
آلمته الفكرة لأبعد حد.. أبعد أبعد حد
يريدها سعيدة كما جعلته سعيدا.. حتى لوكانت سعادته مبتورة وغامضة
فهو الآن سعيد كما لم يكن طوال حياته
قربها بعث فيه روح جديدة مرفرفة.. فلماذا يعود هذا الأثر اللعين ليطل برأسه عليهما ليفسد هشاشة سعادتهما؟!!


موضي تقدمت بخطوات متوترة وجلست قريبا منه

همس بحزم: لا .. جنبي

نهضت بتوتر أكبر وهي تجلس بجواره

همس بحزم حنون: ممكن أعرف ليش البكاء؟؟

موضي تحاول أن تبتسم: من قال لك بكيت؟؟ وليش أبكي أساسا؟؟

راكان مد يده إلى وجهها ليرفعه برقة وهو ينظر لخديها المحمرين كخدي طفلة لفحتها حرارة الصيف وعينيها المحمرتين بوجع
همس بألم مثقل بالرجولة: كل هذا وما بكيتي؟!!
حرام عليش موضي تسوين كذا في نفسش

موضي بشجن: تكفى راكان لا تشغل بالك فيني

راكان بعبق رجولته الخاص: إذا ماشغلت بالي فيش.. من اللي يستحق يشغل بالي؟؟

موضي بحزن: حد يستحق يشغل بالك
ثم أردفت بحزن أشد: راكان أنا ما خدعتك.. قلت لك إن تجربة زواجي الأولى خلتني بقايا امرأة.. ماعاد فيني ثقة في نفسي

راكان باستنكار حقيقي: أنتي بقايا مرة.. موضي أنتي ما تشوفين روحش في المراية
أنتي أكثر من مرة بكثير.. وفيش من الأنوثة والجاذبية والجمال اللي لو قسموه على كل نسوان العالم كفاهم وزاد

موضي بألم: راكان بس تنفخ فيني على الفاضي

راكان بحزم صارم: أنتي وعدتيني تحاولين تنسين كل اللي سواه اللي ما ينذكر

موضي بحزن: هذا أنا أحاول

راكان بذات النبرة الحازمة: والله ماشفتش تحاولين
شايفش مستسلمة لسلبيتش

موضي صمتت.. وراكان بدأ يحس بالغضب لذا تنهد ووقف ليذهب للحمام ليستحم لأنه كان قادما أساسا ليستحم
وهاهو يحتاج للاستحمام فعلا ليبرد أعصابه الثائرة على موضي ومن أجلها




*************************



بيت مشعل بن محمد
غرفة الضيوف في الطابق السفلي التي أعدتها موضي قبل مغادرتها لاستخدام لطيفة
وأحضرت بعض أغراض لطيفة وملابسها من غرفتها.. ورتبتها في الغرفة والحمام
وموضي لم تغادر البيت حتى تأكدت من نوم أبناء شقيقتها في غرفهم
ألمها كثيرا إحساس محمد ومريم المبكر بالقلق
فالاثنان بالذات لم يكونا يريدان مغادرة والدتهما
وهما لا يفتأن يسألانها: يمه أنتي بخير؟؟ أنتي طيبة؟؟ (طيبة= بخير وليست الطيبة المقابلة للشر)

ولا تعلم موضي لِـمَ بدت لها لطيفة مثقلة بالوجع وهي تحتضنهما وتهمس: دامكم طيبين أنا طيبة

والأطفال الأربعة لم يغادروا لطيفة إلا بعد محايلة طويلة من موضي ومعها العنود لأخذهم لغرفهم لتذهب موضي مع البنات والعنود مع الأولاد
بدت المهمة للاثنتان متعبة نوعا ما.. واستغربتا
كيف تستطيع لطيفة أن تحكم سيطرتها على الأربعة في وقت واحد وفي غرفتين مختلفتين؟؟!!

وهاهي لطيفة تتمدد على السرير وتستعد للنوم ولإرخاء جسدها المنهك
وكانت الخادمة التي ستبيت معها تفرش فراشها على الأرض لتنام بقرب لطيفة
لولا أن مشعلا طرق الباب ودخل عليهما
فطوت الخادمة الفراش وخرجت حتى تعود لاحقا حين يخرج سيدها

مشعل اقترب.. ولطيفة اعتدلت جالسة حين رأته دخل
همس مشعل: لا والله ما تقومين خلش مرتاحة

مشعل يشعر بقلق عميق وتوجس متوحش
فمنذ البارحة وهو مع لطيفة في المستشفى وحتى اليوم صباحا
وهي مطلقا لم تعاتبه على ضربه لها الذي أدى إلى فقدانها جنينها
مطلقا لم تذكر الموضوع حتى
كان يتمنى أن تصرخ به تعاتبه.. حتى يتصارحان ويتصافيان.. ولكن هذا لم يحدث
وهذا الشيء بعث توترا موجعا في روحه


همس وهو يجلس جوارها وهي تتمدد نصف تمدد: أشلونش اليوم؟؟

همست بنبرة باردة.. مشبعة ببرودة طبيعية: الحمدلله على كل حال.. ودوام الحال من المحال

همس لها بحنان: مرتاحة؟؟ تبين أجيب لش شي؟؟

ذات النبرة الباردة وهي لا تنظر له مطلقا: سلامتك

همس مشعل بمصارحة أليمة: أدري صعب تسامحيني.. بس حاولي يا قلبي حاولي
لو مهوب عشاني.. عشان عيالنا

لطيفة بنبرة مشبعة بجليد متوحش: مازعلت عشان أرضى.. ولافيه شيء أسامحك عليه

تنهد مشعل بعمق وجرح ما.. جرح جديد يتعمق في قلبه
يستحيل أن تكون هذه لطيفة.. يستحيل
لطيفة شعلة متدفقة من دفء وحنان
هذه ليست أكثر من شبح جليدي

ولكنه يحاول وسيحاول
مد يده يمسح بها على ذراعها العاري الساكن جوارها
لم تكف ذراعها أو تجذبها.. ولكنه شعر كما لو كان يلمس جثة هامدة
برودة لاسعة أرعبته.. ويدها ساكنة تحت كفه بلا ارتعاش بلا اضطراب

حتى في أيام غضبها الأول منه.. وهي تدعي البرود ببراعة هائلة
كان ما أن يقترب منها حتى تبدأ بالارتعاش غصبا عنها
صدّق تمثليتها لفترة.. لكنه اكتشف ثغراتها بعد عدة أيام
وهاهو الآن يحاول إيجاد ثغرة دفء ينفذ منها لروحها
ليعاود العزف على مشاعرها كما اعتاد وبرع

ولكن.. لا ثغرة..
لا ثــــغــــرة!!
لا ثــــــغـــــــــرة!!



#أنفاس_قطر#
.





من مواضيع العاااالي مستواها
0 خبير اقتصادي: أسعار العقارات ستنخفض بنسبة 30 % نهاية العام الجاري
0 ((تردين معرفت الجرام والملي كم يعادل بالكاس والملعقه00ادخلي))
0 الامير عبدالعزيز بن فهد يعد بالعمل على ايقااف مسلسل ((عمر))
0 بناااات ايش اسوي في هذي المشكله
0 خطوط انجليزية بخط اليد
0 (((اروع العبااايااات الخليجيه)))
0 البنااات يتطوعوون في الجيش00
0 ((هنا مسابقة شهر رمضان00لعمل العصير الفريش))
0 غيرمؤلووف00تفضلواا
0 ((عاااده اصبحت معتااااده))
0 سجلي حضووورك بقصيده من ااختيااارك
0 اسباجتي بالمحار
0 [مميز]~~اطباق ام وسونه الرائعه~~
0 توقيف توها في بداية المشوار
0 شاحنات باكستانيه غريبه جدا
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس



قديم 06-11-2011, 07:52 AM   المشاركة رقم: 112
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




ذات الليلة الطويلة
بيت راكان

موضي بقيت في الصالة جالسة يلفها حزنها وأساها ويحيط بروحها إحاطة السوار بالمعصم..
وأكثر ما يضايقها أنها ضايقت راكان.. بل ضيقها كله تحول ليكون من أجله.. ومن أجله فقط!!
توقعت أنه سيعود بعد أن يستحم.. لذا بقيت جالسة لتطيب خاطره.. لتنتزع ضيقه وغضبه
ولكنه لم يعد.. وانتظارها طال
حينما طال انتظارها كثيرا.. توجهت للغرفة بخطوات مترددة
وجدته فرش فراشه وتمدد

آلمها أنه فرش فراشه بنفسه.. فهي من اعتادت على فعل ذلك
وآلمها أكثر أنه نام وهو عاتب عليها.. أو ربما غاضب!!

تنهدت وهي تتوجه للحمام لتغتسل
وتنهد هو تنهيدة أعمق وهو يسمع صوت باب الحمام يُغلَق
فهو تحاشى فتح حوار معها لأنه يخشى أن يثور..وهو يعلم أن ثورته ستكون مرعبة
وهو لا يريد أن يثور عليها.. بل يريد أن يحتويها
ولكن مبالغتها في الضعف والانكسار أصبحت تثير غضبه فعلا لأنه لا يرى مبررا لها
حين عرضت عليه أن يتزوجها قبل أكثر من شهرين وهي تصف نفسها أنها ماعادت تصلح لرجل لا جسديا ولا نفسيا
توقع أنها لابد أصبحت في شبابها امرأة دميمة أو معدومة الجمال أو تعاني من تشويهات حادة.. ومع ذلك وافق أن يتزوجها
ولكنه وجد أمامه وفي عينيه هـو آية من الجمال..رآها معجزة لا تتكرر.. وفتنة خالصة ماحسب أنه قد خُلق على الأرض مثلها
فتنة هزته بكل العنف والحدة.. علمته معنى الاشتياق والرغبة والالتياع بأقصى معانيها
فتنة لا تشبع عيناه من النظر لها بضراعة وإعجاب تجاوز كل مفاهيم الإعجاب!!
ومع كل ذلك بقيت تظن أنها تعاني نقصا ما
فأين هو هذا النقص سوى في عقلها الذي لا يريد التزحزح عن أفكاره؟!!


موضي خرجت من الحمام
توجهت لسريرها وتمددت في الناحية القريبة منه كما اعتادت

دقائق مرت
ثم همست موضي بخفوت: راكان.. (لم تستطع أن تنام.. ولديها أمل أن يكون لم ينم مثلها حتى ترضيه)

راكان رد عليها بخفوت مشابه وهو ينام على جنبه وظهره لها: أنا نايم.. ولا تكلميني

موضي اعتدلت جالسة وهمست برجاء عميق: تكفى راكان ما تزعل علي.. والله العظيم ضايقة علي الوسيعة مع زعلك

راكان بهدوء حازم: دامش مخلية ذا الأثر السخيف التافه بيننا.. بأزعل

صمت عميق استحكم للحظات

وراكان مازال يعتصم بوضعيته وهو يعطيها ظهره.. حتى صدمته نقرات ناعمة على كتفه
التفت ناحيتها
كانت تجلس جواره على الارض بكامل عذوبتها التي تعذبه
جلس احتراما لها.. وهما يتبادلان النظرات العميقة

موضي همست بانكسار موجع وهي تمد يدها لأزرار قميص بيجامتها لتفتحها:
دام شوفته بتريحه.. أنا ما أبي إلا الشيء اللي يريحك

كانت لم تفتح إلا الزر الأول حين امتدت يد راكان لتمسك يدها بقوة ويهتف لها بحزم: لا .. موضي.. لا

ثم تناول كفيها واحتضنهما وهي أنزلت عينيها للاسفل
همس راكان بحنان رجولي: أنا ما أبي أشوفه لمجرد الشوفة
أنا أبي يوم أشوفه ما أشوف نظرة الانكسار ذي
أبي يوم أشوفه.. أشوفه برضاش ولأنش أنتي تشوفينه شيء عادي ما يستلزم تدسينه عني
أنا ماطالبتش بشي يا موضي ولا أبي أضايقش.. بس على الأقل أبي أحس إنه إحنا أصحاب جد وما بيننا حواجز


قال "أصحاب".. ولا يعلم لماذا بدت هذه المرة ثقيلة جدا على لسانه!!
تمنى لو يقول كلمة أخرى..
أخرى تماما!!

نفض رأسه وكأنه ينفض أفكاره..
بينما الأفكار تبقى ملتصقة بجزيئات الرأس مهما اهتز!!



*************************



اليوم التالي
يوم جمعة
صباح الدوحة


بيت محمد بن مشعل
الساعة التاسعة والنصف صباحا
الصالة السفلية


مريم تجلس مع والدتها أمامهما فطور الصباح
العنود نزلت بعد لحظات
سلّمت.. ثم قبلت رأس والدتها ورأس مريم وجلست

أم مشعل بنبرة مقصودة: أشوفش ممسية عندنا اليوم بعد؟؟

العنود بابتسامة مُغتصبة: وبأمسي عندكم الليلة بعد..

أم مشعل بحزم: إذا أنتي حامل وتوحمين ومقروفة من بيتش.. حياش الله بدال الشهر سنة
أي شيء ثاني.. بيتنا يتعذرش.. وقومي لبيت رجّالش

العنود شهقت بصدمة: كذا يمه؟!!

أم مشعل بذات الحزم: إيه كذا..
المرة العاقلة تحل مشاكلها في بيتها.. ولو رجّالها هو الغلطان تعاتبه أو حتى تأدبه وهي عنده..
ما تطلع من بيتها وتشمت الناس فيها وتفضح روحها

العنود وقفت.. وعيناها تتغرغران بالدموع
وهمست بصوت باكٍ: رجعة لبيت فارس ماني براجعة
وإذا بيتش يمه ضايق فيني.. رحت لبيت اخي مشعل

قالت جملتها وركضت للأعلى وهي تنشج وتسف دموعها

مريم تنهدت وهي تهمس لأمها: يمه قسيتي عليها واجد

أم مشعل بألم: لو علي يامريم أنتي أكثر وحدة عارفة إنه العنود غلاها غير..
هي حشاشتي (الحشاشة=آخر العنقود) ..
ويوم جبتها ناصر عمره 8 سنين وأنا متشفقة عليها (متشفقة=تتمناها)
وأنتي عارفة إنه حتى المرض مرضت يوم تزوجت وراحت.. وأفرح ماعلي تقعد عندي وماتفارقني..
لكني ما أبي أكبّر رأسها على رجّالها
فارس رجّال مهيب معينه مثله.. أدري إنه فيه ثقل شوي.. لكن حلات الرجّال بثقله.. وهي لازم تعوّد على طبايع رجّالها

مريم تقف لتذهب للعنود وتهمس برقة: بس بعد يمه مهوب كذا.. لأنش ما بعد تعرفين وش بينها وبين رجّالها
هي إن شاء الله بترجع بس عطيها وقت


مريم تصعد للطابق العلوي بخطوات ثابتة هادئة حتى وصلت لغرفة العنود
طرقت الباب بخفة
ثم دخلت
كما توقعت: كانت العنود تبكي
مشت حتى وصلت السرير ثم جلست جوار جسدها الممدد لتمسح عليها وتهمس بحنان خالص:
بس يا قلبي.. أمي تبي مصلحتش

العنود بين شهقاتها: أمي عمرها ما كانت قاسية كذا
تقسى علي.. وعشان فارس؟!

مريم صمتت فهي تعرف العنود جيدا ومادامت بدأت بالبكاء فهي لن تتوقف حتى تنهي طاقة البكاء لديها وتهدأ

مضت فترة من الزمن والعنود تبكي ومريم تمسح على شعرها حتى هدأت
حينها رفعت رأسها وهمست بصوت مبحوح من أثر البكاء:
ممكن خدمة مريم؟؟

مريم بحنان مرح: بالعادة يقولون عيوني لش.. أنا بأقول أذانيي لش.. لأنها هي اللي مقام العيون عندي

العنود بخجل: أنا سألت أم فارس البارحة عن تلفوني قالت ما تدري
أنا خليته في الغرفة عند فارس
تكفين كلمي فارس خليه ينزله عند أمه تحت.. وأرسلي سونيا تجيبه

مريم بنبرة مقصودة: اخذي التلفون وكلميه

العنود بعتب: مريم تستهبلين علي؟!!
ثم أردفت برجاء: تكفين مريم تكفين
أبي تلفوني.. عندي كويز يوم الأحد وما أدري وش اللي داخل معنا لأني ماحضرت محاضرة أمس الخميس.. أبي اتصل في البنات

مريم تنهدت: زين ظنش فارس صحا من نومه؟؟

العنود بعفوية: عمره ما تأخر في النوم يوم الجمعة.. على ثقل نومه إلا إنه يقوم بدري

العنود بترت جملتها وهي تشعر بغصة كبيرة تتجمع في حلقها وهي تشعر برغبة حادة للعودة للبكاء
كيف هو حاضر في مخيلتها حتى بعاداته التي رسخت بتلقائية في فكرها!!

مريم تشعر بها تماما.. تشعر بألمها ووجيعتها
تتمنى لو كانت تستطيع حمل بعض آلام صغيرتها المثقلة بوجعها الشفاف
ما اعتادت على الألم ولطالما كانت مريم تحاول احتواءها واحتواء وجعها
فلماذا فشلت يافارس؟؟ لماذا؟؟!!

مريم تناولت هاتفها واتصلت به
ولكن مالم تعلمه العنود أن عادات راسخة قد تتغير في يومين
حينما يأتيها ماهو أقوى من رسوخها
ففارس لم ينم مطلقا خلال اليومين الماضيين
حتى انهار جسده من الإرهاق ونام بعد صلاة الفجر
لذا حينما رن هاتفه كان مايزال نائما
رن الهاتف مطولا وهو لم يشعر به

ولكنه نهض من نومه على الرنة الأخيرة والتقط الهاتف دون أن ينظر للاسم وهمس بنعاس غاضب: نعم

مريم باحترام: الله ينعم عليك

فارس حين سمع صوت مريم تحفزت حواسه كلها وهو يقفز جالسا
لأنه علم أن مريم لن تتصل إلاَّ من أجل العنود
وآه من العنود.. ومن كل ما يخصُّ العنود!!

همس باحترام: هلا والله ببنت محمد.. السموحة يأخيش ماشفت اسمش

مريم برزانة: مسموح طال عمرك في الطاعة
أشلونك فارس؟؟

فارس بهدوء راقٍ: طيب طاب حالش... بشريني منش؟؟

مريم بهدوء: يسرك الحال
ثم أردفت لتنهي سلسلة السلامات التي يتحرق كلاهما لإنهائها:
ممكن خدمة ولا عليك أمر؟؟

فارس شعر بتحفز لم يظهر في صوته الهادئ الواثق: آمري

مريم بذوق: تلفون العنود عندك في الغرفة يا ليت تخليه عند الوالدة تحت وبتجي سواقتي تاخذه

فارس تنهد تنهيدة لم تتجاوز أعماقه.. ثم همس بحزم: وليش العنود ما اتصلت تطلبه مني؟!!
يعني عشان زعلانة مني.. حتى من الكلام بتقاطعني ؟؟
أشلون بنتفاهم زين؟؟ بالحمام الزاجل؟!!

مريم ابتسمت: لا تعقدها يا ابن الحلال
عطها وقت

فارس بصراحة وثقة: ما أبي أعطيها وقت يامريم.. أبيها ترجع

العنود تهمس لمريم التي تراها تبتسم.. وحوار بدا لها غامضا بدأ يدور: "مريم وش يقول لش؟"

مريم تشير لها أن تصبر وتهمس لفارس برزانة: فارس مافيه شيء ينحل بذا الطريقة
لازم تراضيها

فارس بحزم: إذا رجعت لبيتها راضيتها.. قبل كذا لا..

مريم تنهدت: بأقول لها..

فارس بحزم صارم يخفي وراءه أملا شاسعا: عطيني إياها أكلمها

مريم همست للعنود: فارس يبي يكلمش

العنود برفض حازم وصل لمسامع فارس: مستحيل.. ما أبي أكلمه

قبل أن ترد عليه مريم همس فارس بنفس نبرته الحازمة: خلاص مريم خلي سواقتش تجي
أنا رايح للصلاة وبأخلي التلفون عند أمي


حينما أنهى الاتصال
همست مريم للعنود بخفوت: يقول لش ارجعي لبيتش وعقب بيراضيش

العنود بغيظ رقيق: أمانة عليش شفتي واحد مقفل مثل هذا؟!!
أنا أعرف الرضاوة قبل الرجعة
وهذا يبيني أرضى وأرجع بدون هو ما يتنازل وينزل من برجه العالي
خليه يولي يامريم

مريم بحنان: فكري ياقلبي فكري..المسائل ماتحل بذا الطريقة وأنتي عارفة إنش تحبينه

تنهدت العنود: الحياة الزوجية تحتاج شيء أكثر من الحب
تحتاج التفاهم والاحتواء أكثر
ثم أردفت: خلينا الحين من ذا السالفة.. أنا بأقوم أتسبح
قولي لسونيا إذا راحت تجيب تلفوني.. تستأذن أم فارس وتجيب كل الكتب والأوراق اللي على مكتبي وفي أدراجه ..أبي أدرس



على الطرف الآخر
حينما أنهى فارس الاتصال مع مريم
نهض ليبحث عن هاتف العنود واتصل به ليرى أين مكانه..
كان يرن ولكنه لا يسمع صوته
ثم وجده على ناحيتها التي كانت تنام عليها وكان مكتوم الصوت
وكان اسمه مازال يضيء على الشاشة
"فــارس قـلـبـي"

شعر بألم عميق ينتاب روحه.. فهو حتى لم يعرف بماذا كانت تحفظ اسمه في هاتفها
فهو لم يسبق أن فتش في هاتفها مطلقا
فهو مع شدة غيرتها عليها
لم يكن مطلقا يخطر له أن يشك فيها أو أن يفتش في هاتفها
فهي عنده كانت فوق كل الشبهات
أطهر من الطهر
حمامة بيضاء عذبة مثقلة بالطهارة
كم كان سعيدا ومحلقا بها ومعها!!

(آه.. يا أميرة قلبي أنتِ وحمامتي البيضاء
يابهجة أيامي.. ياخارطة عشقي ومسامات روحي النازفة ولهاً
أي جريمة ارتكبتها بحق نفسي قبل أن ارتكبها بحقكِ؟!!
حبيبتي لا تطيلي أيام عذابي
ماعاد بي صبر
يومان مرا كأنهما قرنان متطاولان وجعا وألما ويأسا
الشمس تشرق باهتة لأنها لا تشرق على محياكِ
والنسيم يمر متثاقلا لأنه لا يحمل رائحة عطرك
عودي إليَ حبيبتي.. عودي إليَ
عودي إلى حبيبكِ المتغطرس المتكبر
فهكذا هو فارس الذائب في غرامكِ!!
هكذا خُلقت!!
فلا تحاولي كسري)

فارس تنهد وهو يعود للهاتف في يده والذي أخذته ذكرى صاحبته إلى عوالم أخرى
عوالم مثقلة بالشوق اللا متناهي..
فتح الهاتف.. كان هناك عدد من الاتصالات لم يُرد عليها
من أشقائها وصديقاتها
وكان على الشاشة تذكيرا لورقة عمل لأحد مقرراتها
فتح فارس التقويم
كان على التقويم تحديد دقيق لأيام دورتها الشهرية خلال الشهرين الماضيين
ثم لأيام التبويض بدايتها ونهايتها
كانت العنود تخطط (بإذن الله ومشيئته) للحمل بأمل عميق
ولكنه جاء بقسوته لينسف كل أحلامها ويفسد كل ماهو جميل بينهما

تنهد بعمق موجع لاسع.. بصق وجعه نزفا وهو يتوجه للحمام ليستحم
حينما انتهى وارتدى ملابسه تناول الهاتف بحرص وهو يحتضنه في كفه بحنو وكأنه يحتضن بعض رائحة العنود
أعطاه لوالدته في الأسفل ثم توجه للمسجد


حينما عاد بعد الغداء في المجلس
جلس مع والدته قليلا ثم توجه لغرفته
عاد بعد أقل من دقيقة وهو يهمس بغضب حاد: يمه وين كتب العنود؟؟

أمه ببعض حزن لأنها عرفت ما أغضبه: عطيتهم سواقة أختها لأنها جات تبيهم
البنية تبي تدرس دورسها

تنهد فارس بحزن عميق..موغل في روحه المثقلة بالوجع
روحه ماعادت تحتمل.. فأي هم جديد هذا؟!!
اليوم أخذت كتبها.. سحبت بعضا من عبقها من حياته
ما يدريه أنها غدا لن تأخذ ملابسها وبقية أغراضها
لتتركه محروما حتى من رائحتها التي تصبره على بعض غيابها
ولتعطيه بذلك إشارة نهائية إنها لن تعود



*********************



ذات يوم الجمعة
الساعة التاسعة والنصف صباحا
بيت مشعل بن محمد


لطيفة تصحو من نومها على مداعبة جود لخدها
ابتسمت بعمق وهي ترى وجه صغيرتها وابتسامتها البريئة
ولكن ابتسامتها تحولت لكدر عفوي وهي ترى مشعلا يقف بجوار سريرها
رغم تضايق مشعل من تغير وجهها حين رأته..
لكنه استمر في ابتسامته وهو يهمس بعمق حنون عامر بعبق رجولة خاصّ: صباح الخير حبيبتي

همست بذات النبرة المحايدة التي باتت نبرتها معه مؤخرا: صباح النور

مشعل بحنان: أشلونش اليوم ياقلبي؟؟

لطيفة بهدوء: الحمدلله

مشعل بهدوء حانٍ: ترا عمتي أم مشعل هنا من الساعة سبع جابت لش ريوق.. وسبحت جود وعبودي
ومشطت شعر مريم عقب ماخلتها تسبح
وقعدت ورا حمود لين سبح ولبس.. وتوها راحت الحين

حينها ابتسمت لطيفة بشفافية: فديت قلبها.. وليه ماصحتني؟ وإلا قعدت؟؟

مشعل ابتسم بعمق لعودة ابتسامتها: تقول بترجع بس تبي تشوف أخوانش وجدتي أول

عادت لطيفة للكدر وابتسامتها للاختفاء ولكنها قربت جود منها وهي تحتضنها بحنان وشجن كبيرين

مشعل جلس جوارهما واحتضن الاثنتين
لم تمنعه من احتضانها لكنها في ذات الوقت لم تتجاوب معه

شعور كريه ومؤذٍ وجارح ومتوحش لأبعد حد
كما لو كنت تحتضن تمثالا.. لا يشعر بدفء أحضانك
تمثال خالٍ من الحياة والدفء والتدفق الإنساني

أكثر ما كان يفتن مشعل في لطيفة هو ذوبانها بين يديه
كانت تنصهر بعذوبة في أحضانه
ولكنها الآن تبدو كما لو كانت مخلوقا مجردا من أي إحساس معه بالذات
لأنه يرى لطيفة الطبيعية المتدفقة مع كل أحبابها عداه

"أحبابها؟!!"

هم أحبابها..
و هــو ماذا؟؟!!



************************



بيت محمد بن مشعل
غرفة ناصر ومشاعل
الساعة 10 صباحا


"أسبانيا"
همس عذب خافت

ناصر يفتح عينيه ويبتسم بشفافية وهو يرى وجه مشاعل القريب منه
وهي تتمدد جواره على بطنها وترفع جزئها العلوي استنادا على كوعيها وذراعيها
وتهمس له من قرب

يهمس بنعاس: يالله صباح خير..الناس يقولون صباح الخير
وإلا قوم ياحبيبي
وانتي مقومتني بأسبانيا

مشاعل بدلال رقيق: أبي أسافر أسبانيا

ناصر يبتسم وهو يضع كفيه تحت رأسه: وش معنى؟؟

مشاعل بعذوبة: ماجيتها قبل وحابة أشوفها

ناصر بخبث رقيق: وغيرها ماله من الحب نصيب؟؟

مشاعل بمودة دافئة: غيرها الحب كله له

ناصر بتمثيل مصطنع لطيف: إيه كلام في كلام..

مشاعل مالت عليه وطبعت على وجهه عدة قبلات رقيقة ثم همست بخجل: مهوب كلام بس

ناصر بانشراح ودود: آه يا قلبي..
وش أفطرتي اليوم الصبح؟؟ كل يوم لازم تاكلينه

مشاعل برقة: مابعد أفطرت.. ليه أنا تعودت افطر قبلك؟!!
ثم أكملت بمرح لطيف: وبعدين هذا شغل تمسيح حق سفرة أسبانيا

ناصر يلقي بالغطاء ليجلس وهو يهمس بمرح: صدق إن كيدهن عظيم

ثم مد يده لتحت السرير ليتناول ساقه.. مشاعل أمسكت بيده وهي تحتضن ظهره ثم تهمس عند إذنه برقة: أنا وش قلت؟؟
هذي مهمتي أنا

ناصر احتضن ذراعيها المحيطتين بصدره بقوة وحنان..
ثم أفلتها وهو يبتسم: زين ياصاحبة المهمات الصعبة.. قومي خلصيني
عشان أسبح وأروح لصلاة الجمعة



**************************




مرت أيام ستة على الأحداث الماضية
ومازال الوضع على ماهو عليه كل الجبهات
عدا جبهة ناصر ومشاعل اللذين سافرا قبل ثلاثة أيام إلى أسبانيا بعد انجاز الفيزا على أن يعودا قبل موعد زواج مريم
وكان وضعهما أكثر من رائع مودة وتفاهما وحبا
بالتأكيد مازالت مشاعل خجولة ولكنه الخجل الأنثوي الرقيق الذي بات يفتن ناصر ويراه يميز شخصيتها العذبة
وناصر بات يعرف كيف يتعامل معها تماما وكيف يحتوي خجلها بحنانه ومرحه
وهي من ناحيتها باتت شديدة التعلق به وتحكم سيطرتها على حياته وقلبه في ذات الوقت الذي برع فيه هو في العزف على أوتار قلبها


راكان وموضي وضعهما على ماهو عليه
"أصـــــــــحـــــــــاب"

صحبة عميقة وود متأصل واحترام متبادل
ولكن الوضع بات صعبا على راكان خصوصا
مازال يحكم سيطرته على نفسه
ولكنه لم يتوقع أن قرب موضي جواره سيحيي مشاعر من أي نوع فيه
وهي تقتحم بدون قصد منها كل حصونه لتدكها دكاً

سفره لسنغافورة سيكون الليلة وهو يراه جاء في موعده تماما حتى يبتعد قليلا عن الجو المشحون
ولكنه في ذات الوقت لا يريد الابتعاد عن هذا الجو ولا عنها
بقربها أصبح لحياته معنى آخر ونكهة أخرى أكثر سعادة وحلاوة واختلافا

موضي قررت أن تعود لعملها فور سفر راكان
حتى تلتهي عن غياب راكان عنها
لا تستطيع أن تنكر أنها ستفتقده وستفتقده بشدة
تشعر مع اقتراب موعد سفره بما يشبه الضياع.. شيء يشبه الحرقة والوجع غير المفهومين
لا تعلم ماذا فعل بها راكان.. لكن الأحاسيس التي تعيشها جديدة عليها
ولذيذة.. لذيذة جدا
"أ هكذا تكون المشاعر بين الأصحاب؟!!!!!!!!"



جبهة العقاب والعقاب المضاد
مشعل ولطيفة.. فارس والعنود.. يوسف وباكينام
مازال الحال على ماهو عليه

لطيفة تحسنت بعد يومين وعادت لممارسة حياتها بصورة طبيعية
مع الجميع هي لطيفة التي يعرفها الجميع
عدا مشعل.. هي أنثى أخرى مثقلة بالبرود
تمارس مهامها بطريقة آلية.. فهي عادت لترتيب أغراضه وملابسه والاهتمام بكل ما يخصه.. ولكن بطريقة آلية تماما
يفتقد لمستها الحانية الدافئة إلى حد الوجع المتوحش
لا تناقشه ولا تشاكسه ولا تعانده.. بل لا شيء.. لا شيء إطلاقا
إن أمسك بيدها لن تمنعه.. ولكنه ما أن يمسكها على أمل أن يقرأ على رعشة أناملها عودة حبيبته حتى يعود لإفلاتها
لأن هذه الأنامل الساكنة المسكونة بالجليد ليست أنامل حبيبته!!


فارس والعنود مازال كل منهما في مكانه
ولكن قضيتهما باتت أكثر تعقيدا
العنود أخبرت والدها أن هناك خلافا بينها وبين فارس ولا تريد العودة له
حاول محمد ومعه أبناؤه مشعل وراكان وحتى ناصر قبل سفره إقناعها بالعودة لبيتها
ولكنهم فشلوا مع إصرارها على رأيها ثم انهيارها في البكاء الذي نحر قلب والدها الشيخ وهو يراها تنتحب في حضنه
لذا طلب من أشقائها وقبلها من فارس أن يصبروا عليها قليلا
لأنه لا يستطيع إجبارها على العيش مع فارس إن كانت رافضة للعودة بهذه الصورة الحادة


فارس يعاني بصمت من غيابها..ويعتصم بكبريائه العتيد وإن كان يكاد يجن اشتياقا لها
ومايصبره أنها مطلقا لم تأخذ أي شيء من أغراضها
مازالت كل أغراضها عنده
وهو يتصبر على أمل أنها تركتها لأنها ستعود لها
ولكن مالم يعلمه أن العنود لم تأخذها لأنها لا تحتاجها فعليا
فلديها من الملابس الكثير في غرفتها في بيت أهلها
وهي تشعر بالخجل أن تتوجه لأخذ ملابسها من بيت فارس


يوسف وباكينام
يوسف استأجر له غرفة في سكن طلابي قريب من الجامعة
ولم يعاود الاتصال بباكينام مطلقا
ولكنه يعرف أخبارها من ماريا وسانتياغو
لذا كان إصراره عليها أن تبقى في البيت.. حتى يستطيع الاطمئنان عليها وعلى كل أخبارها
وباكينام خفت كدمة خدها وعادت للجامعة
ولكنها تشعر بألم وحشة متزايد
لأن جدتيها سافرتا اليوم عائدتين كلٌ لبلدها التي لا تحبها ولكنها لا تستغني عنها
صفية لمصر.. وفيكتوريا لبريطانيا
كان بود الجدتين البقاء مع باكينام ولكنهما تعلمان أن حفيدتهما قوية وتعرف كيف تتصرف في حياتها
الجدتان لم تخبرا أحدا بما حدث بين باكينام ويوسف ولا تنويان إخبار أحد
فبما أن باكينام لا تريد أن يتدخل أحدا بينها وبين زوجها فهما لابد أن تستجيبا لطلبها وتحترمانه


ساكنا واشنطن الآخران: مشعل وهيا
وضعهما مستقر ودافئ وربيعي ومنعش
مستغرقان في الدراسة.. والتفاهم بينهما أكثر من مدهش


الصغار..
سلطان الصغير سعيد وغير سعيد.. سعيد لأنه حصل على الكثير من البشارات على تبشيره برجعة مشعل
وغير سعيد لأن مشاعل سافرت وستغيب لفترة يراها طويلة وهو حاقد على ناصر الذي سافر بها


فيصل وفهد أبناء سعد.. يشعرون بالتوجس والترقب
كيف سيكون هذا الوجود الأنثوي في حياتهم؟؟ وهذه الأم الجديدة؟؟
أمهما توفيت وهما صغيران.. فهد بالذات لا يذكرها جيدا
ولم يعرفا لهما أما سوى عمتهما وضحى وجدتهما أم والدتهما قبل أن تتوفى
أو ربما بمعنى أصح لم يعرفا لهما أما وأبا سوى والدهما الذي حاول أن يقوم بالمهمتين معا



***************************





من مواضيع العاااالي مستواها
0 طلب من العاالي مستواها لعضوااات حوامل
0 العااالي تعتذر منكم يالغاليات جدا اسسفه
0 ((تعالوا أخواتي العزيزااات00شاركونااا))
0 أأحلى فساااتين بنااات صغااار
0 ((اول مررره من سجلت في المنتدى)))
0 @أبشركم@
0 الف الف الف مبرووك للمشرفاات الجدد
0 اعتذر لا انشغاالي هذه الفتره
0 (((طرائف بعض العلماء)))
0 ****موضوع مال امه داعي ****
0 بخصوص مسابقة الطبخ والسفره
0 سورة الفاتحة كما لم تسمعها من قبل للحواشي
0 ((اكبر موسوعة اسماءعربيه))
0 قوانيين قسم مواليد من 4-6شهوور
0 بسرعه شوفوهذي
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-11-2011, 07:53 AM   المشاركة رقم: 113
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




واشنطن
الساعة العاشرة والنصف مساء
بيت يوسف


باكينام تدور في البيت.. تشعر بوحشة عميقة
اشتياق عميق لجدتيها
واشتياق موجع.... لـــــه
تتمنى لو تعود للسكن.. ولكنها عاجزة عن التنفيذ ولا تعلم السبب
هل لأنها هنا قريبة من رائحة ذلك المتوحش الكريه؟!!
رغم كل شيء.. وبكل الجنون غير المفهوم: قربها من عبق رائحته يهدئ ألم قلبها ويبعث إحساسا عميقا بالأمان في روحها


قررت أخيرا أن تجلس في في الصالة السفلية وتقرأ لها كتابا
كانت حينا تقرأ وحينا تسرح في عالم أفكارها
ثم
سمعت صوت باب البيت يتحرك
شعرت بالرعب وهي تقفز لتتناول السيخ الذي يقلب به الحطب من المدفأة المطفأة
وتقترب بتحفز من الباب
كانت تقرأ آيات من القرآن الكريم في قلبها وهي تحاول أن تستمد بعض القوة رغم الخوف الشديد الذي تشعر به

فُتح الباب بهدوء وهي شهقت من الرعب وهي ترفع السيخ لتهوي به على رأس اللص المقتحم
لتتفاجأ أن اللص ليس سوى يوسف

باكينام تنهدت براحة وهي تنزل السيخ
ولكنها عادت للتقطيب وهي تهمس بغضب مكتوم: انته جاي ليه؟؟ وفي الوئت ده؟؟

يوسف ينظر لها باستغراب: إيه الاسئبال الغريب ده؟؟

باكينام من بين أسنانها: فزعتني.. كنت فكراك حرامي

يوسف يجيل بصره فيها وفي قميص نومها القصير: وأنتي كنت ناوية تضربي الحرامي وأنتي لابسة كده
ده أنتي كده خطر أكتر من الحرامي

باكينام تراجعت بخجل وهي تنتبه للبسها: ليه كنت عاوزني أئول للحرامي استنى لحد ما أغير ملابسي وأرجع لك

يوسف بهدوء حازم وهو يقول بجدية: ما يهمنيش.. لو كان فيه حرامي بجد
خليه يسرء اللي هو عاوزه بس أنتي ما تطلعيش ئدام أي حد كده

ثم همس بعمق وهو يقترب من أذنها: أنا ما أسمحش لحد يشوف حاجة بتاعتي أنا وبس

باكينام تراجعت بوجل وهي تهمس بحياد: أنته جاي ليه؟؟

يوسف تجاوزها وهو يخلع جاكيته ويلقي به على المقعد: مش هادايئك
محتاج شوية كتب من مكتبي وهامشي

باكينام بنبرة محايدة: الليلة؟؟

يوسف يبتسم: زي ما تحبي.. لو عاوزاني أمشي الليلة هامشي

يوسف فعليا لا يريد شيئا.. لكنه علم من ماريا أن العجوزين سافرتا
لذا قدم يريد الاطمئنان على باكينام فقط

تنهدت باكينام بحزم: آه عاوزاك تمشي الليلة

يوسف قطب حاجبيه ثم همس بحزم مشابه: عشر دئايئ..بس أخد كتبي وأمشي حالا
وبما إن ستاتك مشيو..لما تخرجي مكان ابئي اديني خبر رايحة فين وراجعة امتى.. ولو هتخرجي بالليل أنا اللي أوديكي وأرجعك



******************************



ذات الوقت في الدوحة
ولكن توقيت مختلف
الساعة السابعة والنصف صباحا
بيت مشعل بن محمد


لطيفة تعود لغرفتها بعد ذهاب أولادها لمدارسهم وإنهائها لجولتها الصباحية في أرجاء البيت

كان مشعل يستحم حين دخلت للغرفة
أخرجت ملابسه وعطرتها كما اعتادت ووضعتها في غرفة التبديل..
فعلت ذلك كعادة.. كواجب.. كالتزام اعتادت عليه.. وليس كروح!!

حين خرج مشعل وارتدى ملابسه
وجدها ترتب السرير
اقترب منها ليحتضن ظهرها بقوة حانية وهو يطبع قبلة دافئة على جانب عنقها
لم تتحرك مطلقا ولم تتجاوب.... كما لم تمنعه
تنهد مشعل في داخله بألم محرق يخترم روحه كالجمر.. ولكنه حاول الابتسام وهو يهمس في أذنها:
لطيفة حبيبتي.. ترا مشروع العمرة ما انلغى بس مؤجل شوي لين تطهرين ونروح
وش رايش؟؟

لطيفة بهدوء تام: على راحتك

مضى لها فترة وهي لا تهمس باسمه مطلقا..مــطـــلــــقـــا!!
اسمه غائب تماما في حوارتهما.. وهو بدأ يلاحظ هذا
ولكنه يعلم أن مافعله بحقها ليس بسيطا ولا سهلا
لذا (مــــــازال) يبحث عن العذر لها
وهو مستمر في محاولاته الدؤوبة لإذابة جليدها



*************************



الدوحة
بعد صلاة المغرب

بيت راكان

موضي تغلق حقيبة راكان بعد أن أنهت ترتيب ملابسه وأغراضه بعناية بالغة
بينما كان راكان يقف عند التسريحة ويضع جواز سفره وتذكرته في حقيبة رسمية صغيرة
موضي تتحاشى النظر لراكان
وتشعر أنها على وشك البكاء وهي تتمترس خلف قوة زائفة وتحاول ألا تنظر لناحية راكان حتى لا تتبخر هذه القوة

همست بصوت حاولت جعله طبيعيا: راكان خلصت شنطتك

راكان التفت لها ولاحظ أنها تتلهى بإعادة ترتيب بعض الأشياء في الدولاب
همس بهدوء: موضي تعالي

موضي اقتربت بتردد ودون أن ترفع بصرها إليه
همس لها بلطف: تدرين إنش اليوم من صبح ماحطيتي عينش في عيني
تعاقبيني أنتي؟؟

همست بجزع: لا والله.. بس
ثم صمتت

حينها مد راكان يده لذقنها ورفع وجهها بحنان
لتلتقي عيناها الدامعتان الوجلتان بعينيه الحنونتين العميقتين
وحـيـنـهـا.......... سالت دموعها بصمت
مد راكان كفيه الاثنين ومسح دموعها بحنان مصفى ثم همس برجاء فخم:
موضي لا تبكين واللي يرحم والديش

موضي بمصارحة شفافة وصوتها يختنق: باشتاق لك

راكان بذات الشفافية الموجعة: وأنا باشتاق لش بأكثر

غريبة هذه الشفافية!!..
ومصارحتهما العذبة بمشاعرهما دون ارتباك أو حواجز!!!
ولكن أ ليس الأغرب هو عجزهما عن تصنيف هذه المشاعر وإدخالها في خانتها الفعلية التي تنتمي لها؟!!

همست له بحنان ودموعها مازالت تسيل برقة على خديها: خلي بالك من نفسك.. ونبي ذهبية

همس لها بذات حنانه المصفى: إن شاء الله.. بس ما أبي أروح وأنا آخر شيء أشوفه دموعش.. تكفين

موضي مسحت دموعها وابتسمت: خبرك حن النسوان نحب نسوي أفلام هندية أو ما نرتاح

راكان بفخامة: مافيه في النسوان مثلش.. فلا تحطين نفسش معهم في الخطاب
ولا تقارنين نفسش بحد

انتفضت موضي بخفة وهي تنظر بشجن عميق لراكان
(هل تقصدها ياراكان؟!!
هل تقصدها؟!!
أ حقا لا ترى من تساويني؟!!)

قطع لحظاتهما الخاصة رنين هاتف راكان.. كان مشعل يستعجله وينتظره في الخارج ليوصله للمطار

همس راكان بهدوء: هذا مشعل ينتظرني برا.. ما تبين شيء

موضي تتذكر شيئا: بعد أذنك أبي أستأذنك.. فيه ناس محتاجين مساعدة.. وحدة من صديقاتي قالت لي عنهم..
تقول حالتهم تعبانة تعبانة.. أبي أروح لهم أعطيهم المقسوم..
ماني بنازلة.. بس بأروح مع السواق والخدامة.. عشان أتأكد إن السواق بيعطيهم اللي أنا عطيته كله
أروح؟؟؟

راكان ابتسم بحنان: جعل خيرش واجد والله يكتبه في ميزان حسناتش.. روحي

قالها وهو يمد يده لمحفظته ويستخرج كل مافيها ويمدها لها ويردف: وعطيهم هذي بعد

موضي بهمس متأثر: ماخليت معك شيء

راكان بهدوء عميق: الخير واجد يابنت الحلال.. ولئن شكرتم لأزيدنكم.. الحمد لله وألف شكر

موضي بتأثر: جعل خيرك واجد.. والله يردك سالم غانم


راكان علق حقيبته الرسمية في حقيبة ملابسه وكلاهما من طقم واحد بالغ الفخامة بلونه الأسود اللون الذي قد يمثل راكان بفخامته وغموضه
سحبهما بيد واحدة وهو يتجه للخارج وموضي معه
وتشعر بضيق عميق كما لو كانت روحها تغادرها
تكاد تشعر بألم حقيقي يمزق شرايينها وكأن الدم توقف عن عبور شرايينها احتجاجا على سفر راكان

حين وصل راكان للباب التفت لها وهمس بحنان حازم: خلي بالش من نفسش ولا تقعدين في البيت بروحش.. وأي شيء تبينه دقي علي في أي وقت

ابتسمت له: لا تحاتيني راكان.. الحين بأسكر البيت وبأروح لبيت هلي
وما أبي شيء إلا سلامتك بس

كان راكان على وشك الخروج لكنه عاد بنظرة عميقة مختلفة.. وموضي نظرت له مستفهمة

همس راكان بعمق خرافي: لو بغيت منش شيء.. ممكن ما تسألين ولا تزعلين ولا تحملينه بأي تفسيرات؟؟

موضي باستغراب: وش ذا الطلب الغريب؟؟ بس على العموم عيوني لك

حينها اقترب راكان منها.. اقترب كثيرا
وضع كفه على مؤخرة رأسها بحنو ليقربها منه أكثر
موضي شعرت أن قلبها سيتوقف.. بل ربما توقف وهي تتلقى قبلته التي لم تتوقعها مطلقا
قبلة تشبهه في عمقها وحنانها واختلافها
شعور صادم وثوري وعميق ورائع ومختلف وموجع تبادله الاثنان
لم يستطع أن يسافر دون أن يحمل معه ذكرى تصبره على بعد هذه المرأة التي أصبحت تزحف عبر كل مسامات جسده إلى حد الامتلاء
لم يعد يسأل كيف؟؟ ولماذا؟؟
فهذه المشاعر الثورية أعمق من كل شيء مُتخيل أو كوني أو معقول
شيء يتجاوز الأساطير والخيالات مهما كان كانت عصية على التصديق

ثم كما فاجئها بقبلته... فاجئها بافلاتها برقة
وهو يلوح لها بيده ويخرج ويغلق الباب خلفه
لتنهار موضي على أقرب مقعد
عاجزة عن التنفس
عاجزة عن التخيل
عاجزة عن الاحتمال
أي فيض مشاعر هذا !!
أي فــيــض!!




*************************



بيت عبدالله بن مشعل
بعد ذلك بساعة


"هيه.. هيه أنتي ماتسمعين"

"نعم.. هلا لطيفة"

لطيفة تبتسم: انبح صوتي أدعيش..ياموضي.. ياموضي
ثم أردفت بخبث: اللي ماخذ عقلش.. تو الطيارة ماطارت

موضي بحنين حقيقي لم تحاول أبدا إخفاءه: الله يرده سالم.. كن الدوحة خالية بسلامة أهلها كلهم

لطيفة بنبرة تمثيلية: تارارارااااااااااا.. وانزلوا الستار.. وعاشو في سبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات

موضي تقذفها بإحدى مخدات المقعد الصغيرة: تدرين إنش سخيفة

لطيفة تضحك: مافيه سخيف غيرش.. وعلى طاري الصبيان والبنات خلصينا انتي واختش.. دمكم ثقيل
بأموت أبي بيبي ألاعبه

موضي تبتسم: صدق مشفوحة.. انتظري ست الشهور الراحة اللي عقب التسقيط وعقبه جيبي لش واحد حقش..

لطيفة ترقص حاجبيها وهي تعيش شخصيتها الطبيعية بعيدا عن مشعل: لا يأختي أبي واحد جاهز ألاعبه متى ما كنت رايقة
مهوب في حلقي 24 ساعة

موضي بخجل تحاول اخفائه بالمرح: مشاعل وناصر أول

لطيفة تبتسم: بس أنتي وراكان أكبر

موضي تحاول تغيير الموضوع: زين أنتي وش كنتي تبين؟؟

لطيفة تتنهد: أبيش تروحين معي بكرة السوق.. فيه أغراض كثيرة أبي اشتريها لمريم وأبي مساعدة

موضي بأريحية: حاضرين.. مريم لو تبي عيوني ما تغلى عليها
يالله ياكريم سعد يعرف قيمتها ويسعدها

لطيفة بعمق: أنا والله خايفة عليها.. شايفتها متوترة أكثر من طبيعتها.. بالعادة مريم تتحكم بنفسها عدل

موضي بهمس: ما تنلام.. الموقف صعب على أي وحدة.. أشلون وحدة بوضعها



******************************



ذات الوقت
بيت محمد بن مشعل
غرفة مريم


العنود تقف أمام المرآة وتجرب أحمر شفاه جديد ثم تهمس لمريم:
ترا خلاص حجزت لش وحدة مكياج ووحدة شعر بس شنو شغلهم... خيااااااااال

مريم بهدوء رقيق: ماكان فيه داعي العنود

العنود باستنكار: وليه مافيه داعي.. أنتي عروس
وبعدين أنتي حلوة وتهبلين ولازم سعد يشوفش متعدلة ويعرف إنه انتي عروس صدق
حقه وإلا لأ؟؟

مريم تبتسم: حقه... وصايرة تعرفين تكلمين في الحقوق

العنود تبتسم: أفا عليش.. تربيتش

العنود مازالت تنظر للمرآة.. انتقلت لشعرها تمشطه
وتنظر لطوله
ثم همست لمريم: تدرين مرايم شعري يبي له شوي قص
أبي أقص لي قصة جديدة قبل عرسش

مريم بأمر هادئ: استأذني فارس قبل

العنود باستنكار جزع: نعم؟؟

مريم بذات الهدوء: سمعتيني عدل

العنود بذات الاستنكار الجازع: وليش استأذن حضرة جنابه إن شاء الله

مريم تبتسم: توش تكلمين في الحقوق.. وهذا حقه
أنتي مرته وعلى ذمته

العنود بغيظ: خلاص ما أبي أقصه إذا فيها مكالمة فارس

مريم بذات الابتسامة: والله أنتي غريبة

العنود تبتسم: أنا.. ليش؟؟

مريم بهدوء باسم تهدف لما هو أبعد منه.. أبعد بكثير: الحين أنتي ما تبين ترجعين له..
وفي نفس الوقت لا جبتي سيرة انفصال ولا طلاق ولا شيء
وش يعني؟؟ تبين تقعدين معلقة كذا؟!!

العنود بتوتر خجول: ما أبي أرجع.. بس بعد ما أبي أتطلق..
ما أتخيل نفسي وأنا ماني بمرت فارس
بس رجعة لا لا.. مابي.. أنا هنا مرتاحة من عصبيته

مريم تريد أن تضحك فعلا على غرابة شقيقتها التي تمثل نموذجا لغرابة المحبين
ولكنها اعتصمت بالهدوء وهي تهمس بخبث مُغطى: زين ولو بغى يتزوج.. يخليش على ذمته بعد؟؟

العنود بحزع مفجوع حقيقي: ويش؟؟ يتزوج؟؟

هنا كادت مريم أن تنفجر ضحكا من نبرة أختها المفجوعة ولكنها أكملت بذات الهدوء الخبيث وهي تشدد النبر على كل كلمة:
إيه يتزوج.. أنتي ما تبين ترجعين..
وفارس شاب توه صغير ومزيون..
مزيون زيادة عن اللزوم..
ولازم يحصن نفسه

حينها توجهت العنود للباب وهي تقول لمريم بنبرة غضب انفعالي:
تدرين إنش سخيفة يامريم..
وإن شاء الله سعد ليلة عرسكم يعطيش طراق مثل اللي فارس عطاني
عشان تعرفين تحريني وتحرقين قلبي كذا

ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها بصوت مسموع
حينها انفجرت مريم بالضحك الذي كتمته حتى كادت تنفجر حين كانت العنود معها



*****************************



اليوم التالي
مع آذن الفجر
الدوحة... مكانان مختلفان
غرفة فارس.. غرفة موضي في بيت أهلها



فارس نهض من نومه قبل الآذان بدقائق فتناول هاتفه ليغلق الجرس قبل أن يرن
فتفاجأ بل صُدم وهو يرى اتصالا لم يرد عليه من العنود
شعر بقلق عميق وأمل أعمق
ماذا تريد منه؟؟
ولماذا اتصلت في هذا الوقت المتأخر؟؟
الاتصال كان في الساعة الواحدة وهو كان قد نام وقت الاتصال ولم يصحُ عليه

وطبعا ما يستحيل أن يعلمه
أن العنود من بعد محادثتها مع مريم البارحة وهي تغلي وتغلي وتكاد تشعر ببخار حرائقها يخرج مع مسامات جسدها الذي اشتعل غضبا وغيرة
فهي تثق كثيرا بكلام مريم.. ومريم لن تقول أنه سيتزوج مالم تكن قد سمعت شيئا بهذا الخصوص
(ما لي إلا أسبوع وشوي من طلعت من بيته
بدل ما يراضيني يبي يتزوج الأخ
يمكن الشيخ فارس من أنصار نظرية أدّب النساء بالنساء)

لذا تهورت واتصلت به حينما بلغ غليانها منتهاها
كانت تريد أن تسمع صوته فقط.. فهي تعرف أنه لا يقاوم صوتها
تريد أن تثبت لنفسها سيطرتها عليه وعجزه عن مقاومتها
وتثبت هي لنفسها شيئا..
شـيــئـا مــا!!!

ولكن ما أن رن هاتفه رنة واحدة حتى قطعت الاتصال وهي تشعر بالندم على تهورها
بدا لها تصرفها سخيفا وخاليا من العقلانية
وربما أن هذا ما أرادته مريم.. أن تثبت لها أنها تغار عليه إلى حد التصرفات المجنونة.. كما كان هو يغار عليها إلى حد التصرفات القاسية

لذا حمدت الله أنه لم يرد وحمدت الله أنه لم يعاود الاتصال
وأرجعت ذلك إلى كبريائه العتيد الذي لم يسمح له بالتنازل للاتصال بها..
لتعود للشعور بالحزن لأنه تجاهلها وهي تدور في دائرة مغلقة متناقضة من المشاعر


وهاهي ماتزال نائمة.. لأنها في بيت أهلها تحب أن تصحيها مريم للصلاة لذا لا تنبه هاتفها
رن هاتفها تناولته بنعاس وهي تهمس: وش ذا الإزعاج؟؟

لتتساقط شرايين قلب فارس شريانا شريانا
وصوتها الخرافي يهزه كأعصار استوائي هادر ويقلب كيانه
حتى بعد ما أصبحت العنود زوجته واستماعه واستمتاعه اليومي والدائم لصوتها وبصوتها
ولكن صوتها بقي له ذات السحر الأسطوري الذي يشعر الآن كما لو أنه تضاعف أضعافا موجعة
وخصوصا مع بحة النعاس التي تأسره وتذيبه وتبعثره

ولكنه يبقى ملك التحكم في الأعصاب.. همس بهدوء: صباح الخير

العنود قفزت وهي تكح من الحرج ثم شرقت وهي تسمع الصوت الرجولي الخشن والعميق

فارس ابتسم ابتسامة شاسعة ولكن الابتسامة لم تتسلل لصوته الثابت: سلامات

العنود بحرج: الله يسلمك

فارس بهدوء: أنتو كلكم بخير؟؟

العنود تكاد تبكي من الحرج وهي تسب نفسها على تهورها البارحة: كلنا طيبين

فارس بتساؤل خبيث: زين ليش اتصلتي البارحة؟؟اشتقتي لي؟!!

العنود توشك على البكاء فعلا ووجهها يحمر حرجا وهي تفكر بشيء ما تقوله..
ثم وجدت شيئا غبيا لتقوله: كنت أبي أسالك عن ساعتي اللي وديتها لوكالتها

فارس يرفع حاجبا وينزل آخر: متصلة فيني الساعة وحدة في الليل عشان تسأليني عن ساعتش؟؟

صمتت وهي تكاد تختنق حرجا وخجلا ووجهها يشتعل احمرار وحرارة

فارس تنهد ثم أردف بعمق حازم: العنود خلش من لعب البزارين وارجعي لبيتش

العنود بهمس مختنق: وليش أرجع؟؟

فارس بذات الحزم: لأن المرة مكانها بيتها

العنود بخيبة أمل: وبس؟؟

فارس بثقة: وبس

العنود بألم: زين يافارس وأنا ما أبي أرجع لبيتي عشانه هو مكان المرة
ولاحظ فارس إنه هذا ثاني حوار يصير بيننا عقب ماطلعت بيتك
وأنك ما فكرت تراضيني أو حتى تعتذر عن اللي سويته فيني
وأنا مستحيل أرجع وأنت ما عرفت ولا اعترفت بغلطتك في حقي

فارس بحزم: وأنا قلتها لمريم وقلتها لش.. أراضيش إذا رجعتي لبيتش
المكان اللي زعلتش فيه هو المكان اللي بأراضيش فيه

العنود بحزم مشابه: وأنا آسفة.. ماني براجعة يا فارس



***************************



ذات الوقت
بيت عبدالله بن مشعل
غرفة موضي


كانت موضي تخرج من الحمام وهي تجفف وجهها ويديها بالمنشفة من أثر الوضوء
رن هاتفها.. ركضت له بلهفة لأنها علمت أنه لن يتصل بها أحد في هذا الوقت إلا هو
التقطته لترد بلهفة حقيقية: هلا والله

جاءه صوته العميق مثقلا ببعض إرهاق: هلا بش

موضي بحنان ممزوج بالحنين الغامر: الحمد لله على السلامة.. وبشرني عنك عسى ما تعبت؟؟

راكان بهدوء: الله يسلمش.. والتعب شوي.. الرحلة كانت متعبة شوي

موضي بحنان: خلاص ارتاح لا تنسى البطولة تبدأ بكرة..وانت وعدتني بذهبية

راكان بمودة صافية: زين بسولف معش لين أنام.. تعودت أخر شيء أسمعه قبل أنام صوتش

موضي بتأثر عميق: زين بأصلي الصبح وأنا بأدق عليك



***************************



بعد خمسة أيام
يوم السبت
الدوحة

الساعة التاسعة والنصف صباحا


موضي متخشبة أمام شاشة التلفاز تتنظر انطلاق المباريات اليوم بقلق حاد
فراكان تجاوز التصفيات وسيشارك اليوم في نهايات الفردي
كان تلفزيون قطر ممثلا بقناة الكأس لم ينقل التصفيات الأولى
ولكن مع وصول أحد لاعبين الفريق القطري للنهائيات قرروا نقل النهائيات
طوال الأيام الخمسة الماضية كان راكان يبدأ يومه بصوت موضي وينهيه به
في مكالمات شديدة الطول مشبعة بالمشاعر الدافئة وبرونق الحديث ومتعته
ورغم الفارق الكبير بين توقيت الدوحة وسنغافورة ولكن هذا لم يكن عائقا بينهما وموضي تقلب جدولها اليومي على توقيت سنغافورة
وحمدت الله أن المنافسات اليوم في يوم إجازتها من العمل

كانت المنافسات ستبدأ بعد نصف ساعة لذا هاهي تجلس متخشبة وبيدها كأس من (الكرك)
فوجئت بدخول لطيفة يتبعها أولادها الأربعة
موضي بانزعاج لطيف: وش جايبكم يالمزعجين؟؟ اليوم نهائي راكان
اسحبي شواذيش واطلعي برا

الأطفال الأربعة ركضوا للأعلى
ولطيفة ألقت بحقيبتها على المقعد: نعنبو دار عدوينش حتى السلام ماخليتني أسلم
وبعدين وش نهائي راكان.. أبي أروح أنا وأنتي للسوق.. قومي

موضي برفض استنكاري: وش سوقه أنتي بعد؟؟ أقول لش نهائي راكان تقولين لي سوق؟؟
وبعدين كل يوم كنت أروح معش.. اليوم سوري.. نهائي راكان

لطيفة تضحك: سجليه وشوفيه عقب

موضي تضحك ضحكة تمثيلية: الله يخلف على مشعل اللي أنتي مرته وأمي اللي أنتي أكبر بناتها
قومي طسي روحي للسوق بروحش.. حافظة أسواق قطر مجمع مجمع وشارع شارع وداعوس داعوس
يمكن لو احتاجوا خبير في الأسواق يأخذونش

لطيفة تضحك: الله وأكبر عليش يأم عيون
وش أسوي يوم إنكم كلكم مافيكم فايدة.. لا سوق عرايس نافعين
ولا سوق عيد نافعين.. ولا حتى سوق رمضان نافعين

موضي ترقص حاجبيها: وليش نتعب نفسنا وعندنا وحدة مشفوحة على السوق
وممنونة تسّوق وتشرى لنا وللجيران بعد

لطيفة تبتسم: الشرهة علي مهيب عليش.. وإلا حد يتكلم مع وحدة عقلها في سنغافورة
أنتي وأنتي عقلش في رأسش مامنش فود.. وأشلون لا صار في ديرة ثانية
ثم ألتفتت لطيفة حولها: زين وين أمي وجدتي؟؟

موضي بابتسامة: مسيرين على بيت عمي محمد يتقهوون عندهم

لطيفة تضحك: مسيرين؟؟ وإلا أمي هيا درت بزعل العنود على فارس ورايحة تغسل شراعها.. كل شيء عندها ولا فارس

موضي تضحك: هذا أنتي عارفة سبب الزيارة.. والله يعين العنود عليها
ثم أردفت باهتمام: إلا الشباب وش مزعلهم من بعض؟؟

لطيفة هزت كتفيها: ماحد منهم راضي يقول.. يقولون خلاف وبس
ثم أكملت بجدية: وبعدين أنتي وفارس اللي صحوبية.. إسأليه

موضي باستنكار: لا لا لا.. أنتي صاحية؟؟؟.. كنش ما تعرفين فارس.. ما يحب حد يتدخل في خصوصياته


وهما في حوارهما نزل سلطان بوجه منقلب وبه آثار النوم
قبل رأس كل من شقيقتيه ثم جلس وهو يسكب لنفسه كأسا من الحليب

لطيفة همست لموضي: وش فيه الأخ ماد البوز شبرين؟؟

موضي ابتسمت وهمست لها بخفوت: عطيه دقيقة وبتدرين
كل يوم على ذا الموال

وبعد أقل من دقيقة كان سلطان يهمس من بين أسنانه: لطيفة.. حماش الشيخ ناصر بيطول وهو ذالف بأختي

لطيفة تبادلت النظرات مع موضي وهي تكاد تنفجر من الضحك
ثم همست بمرح: "أختك"؟؟؟
ليه أنا وموضي وريم ويش؟؟ قطاوة الفريج؟؟

سلطان بمزاج مقلوب: لطيفة تكفين لا تستهبلين علي
أنتي عارفة أنكم كلكم خواتي وعلى الرأس والعين
بس هذا أنتو ثلاثتكم قدامي وملوعين كبدي.. أسال عن مشاعل لأنها هي اللي مسافرة

لطيفة تعيد جملته: "تسأل عن مشاعل لأنها هي اللي مسافرة"؟؟
ثم أردفت بنبرة عادية مصنوعة: أمس ناصر اللي هو رجّال مشاعل اتصل في مشعل ويقول هناك خوش جو
ويبون يسوون جولة على كل أسبانيا..فيقول يمكن يأخذون شهر كامل

كان سلطان يرتشف من كأسه وهي تتكلم.. فشرق وكح
وموضي قفزت مرعوبة وهي تتناول الكأس يده وتمسح وجهها و تهمس بغضب للطيفة التي استغرقت في الضحك: حرام عليش بغيتي تذبحين الصبي

لطيفة تضحك: خليه.. لمتى وهو واقف للمرة ورجّالها
ماعاد هو ببزر خليه يصطلب شوي

سلطان وقف وهو يهمس بغيظ: بأروح أبدل ثيابي
ما يسوى علينا ذا السؤال.. طلع علينا بأكثر من بيع السوق

لطيفة مازالت تضحك وهي ترى سلطان يغادر.. وموضي التفتت لها: حرام عليش فجعتيه

لطيفة تحاول أن تتماسك لتهمس بهدوء: يأختي خليه يفك من مشاعل شوي ماصدقنا يزين وضعها هي وناصر
ثم أردفت باستعجال: هاه بتروحين معي؟؟

موضي بهدوء ثابت: لا فديت عينش.. أصلا كلها خمس دقايق وتبدأ منافسات النهائي
فأنتي توكلي على الله

لطيفة وقفت لترتدي نقابها وتعدل عباءتها: خلاص بأروح بروحي ولو أنه مشعل ما يحب أطول في السوق وأنا ما معي إلا الخدامة

وهي تقف عند الباب همست لموضي بعفوية: إيه نسيت أقول لش
حمد ولد عمتي وصل من السفر البارحة في الليل
قولي لأمي عشان تهني خالي وعمتي بسلامته

وقتها كانت موضي تصب لنفسها كأسا آخر من الكرك وعائدة لمقعدها
ولطيفة قالت جملتها وخرجت
ليسقط الكأس من يد موضي على الرخام
وينكسر بصوت مدوٍ
ويتناثر السائل الساخن على قدميها



#أنفاس_قطر#
.





من مواضيع العاااالي مستواها
0 (((اسهل فطيرة جبن)))
0 وحشتيني سماسم
0 قوووووقل للصغااااار ادخلو وشووووفو
0 حشواات00حشواات00حشواات00حشواات
0 جميع استفساراتكم هنا عن كل مايخص الطفل من 10 الى 12 اشهر
0 البسبوووسه بطريقتي
0 السعوديه تبداء تطبق قرارمنع العمل تحت الشمس
0 (((هنا جميع أدوات العجن والخبز)))
0 إجابات محشش في الامتحان
0 ابداعاتك مع الحشوات سواء فطاير او سنبوسه او اي معجنات ثانيه000تفضلي
0 اصنعي وسائد عطريه
0 طرائف’’وغرائب’’وعجائب’’النساء000تفضلي غاليتي
0 ((طريقة العااالي مستوااهاا في اللقيمااات))
0 الحقوووو رووووز في شهرالعسل
0 صوووور بيتي الجدددديددددد
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-11-2011, 07:55 AM   المشاركة رقم: 114
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




بيت جابر بن حمد

غرفة حمد التي أعادت والدته وشقيقاته تجديدها وفرشها

الساعة 10 ونصف صباحا





نورة تدخل الغرفة بهدوء

تعلم أنه لم ينم إلا بعد صلاة الفجر

ولكنها مشتاقة له وماعاد بها صبر حتى ينهض من نومه

والساعات التي قضتها معه البارحة لم تروِ اشتياقها له

كانت ليلة البارحة ليلة فرح غامر لها ولزوجها ولبناتها

فحمد كان عائدا بشخصية جديدة مثقلة بالحنان والاشتياق والهدوء والثقة

شخصيته الجديدة والغريبة عليهم أثارت استغرابهم وفرحتهم

وهم يتمنون جميعا ألا تكون هذه الشخصية شخصية مؤقتة يعود من خلفها حمد القديم

.

.

.



تتذكر كيف دخل عليهم بالأمس بشكل مفاجئ

فهم لم يعرفوا بموعد وصوله المحدد

.



كانت الساعة العاشرة والنصف مساء

جابر جاء من عشاء عند نسيبه عبدالله بن مشعل وصعد للأعلى ليستبدل ملابسه

بينما نورة وبناتها كن جالسات في الصالة السفلية

يتعشين عشاءً خفيفا (فطائر وحليب كرك)

نورة تمنع بناتها من شرب الكرك مساء في أيام المدرسة حتى لا يسهرهن

ولكن بما أن غدا يوم إجازة فكان مسموح لهن بالسهرة



نورة تهتف لبناتها: يا بنات ترا مشاعل كلمتني وتسلم عليكم



معالي بحماس: ياحليلها ميشو مانست منا.. لو أنا منها والله ما أتذكر حد منكم

وش أبي فيكم.. أسبانيا ونويصر المزيون!!



نورة تضربها على موخرة رأسها: صدق شين وقوات عين.. أنتي ما تستحين يا بنت



معالي تتمسح في والدتها.. وتهمس باستجداء مرح: يمه فديتش اليوم عطلة وبكرة عطلة.. أنتي ما تأخذين عطلة؟!!



نورة تبعدها عنها.. وتهمس بغضب مصطنع: وخري مني.. وش ذا التلزاق يالقطوة؟!!



ولكن معالي تلتصق فيها أكثر وهي تموء: مياو.. ميااااااااو.. أحبش.. مياو..أحبش.. مياااااااو





"وش فيكم؟؟ مربين قطاوة داخل البيت؟!!"



صوت رجولي طال اشتياقهن له قاطع أجواءهن بجملته المرحة



النساء الأربع التفتن بحدة للباب

للجسد الطويل النحيل الواقف بقرب حقيبة ضخمة

كان شكله مختلفا في بنطلون الجينز (والتيشرت) السماوي.. وشعره الذي طال قليلا ليصل أسفل عنقه

ألجمتهن الصدمة للحظات.. الصدمة الكاسحة الرائعة الموجعة.. والجالبة للترقب!!



الأربع تراكضن للباب مع استيعابهن للاطلالة التي طال اشتياقهن لها

ولكن الفتيات الثلاث توقفن قبل أن يصلن له..وذات التفكير يدور في رؤوسهن

توقفن لسبيين

الأول شعورهن بالوجل من حمد نفسه..

والثاني أنهن أردن أن يفسحن المجال أولا لأمهن اللاتي يعلمن أن قلبها ذاب اشتياقا له



نورة وقفت على بعد خطوة منه تملأ عينيها منه

مهما كانت الأم ترى ابنها سيئا بالنظرة الموضوعية.. فحبها له بعيد عن قياسات المنطقية

فالأم لا تحب ابنها لأخلاقه ولكن تحبه لأنه ابنها.. قطعة منها..مزيج دمها وروحها

خلاصة سهر الليالي.. والحمل وهنا على وهن.. تعب التربية.. وعناء الشغف

هو ابنها وكفى!!

حب مصفى لا قياس له ولا حدود

الابن قد يقسو ويجفو.. ولكن الأم لا .. لا يمكن..

هكذا تكوينها!! وهكذا خُلقت!!



كان حمد من بادر وهو يشد والدته ويقبل رأسها ثم يحتضنها بكل قوته

اشتاق لها.. اشتاق لعبق رائحتها

اشتاق لدفء أحضانها.. اشتاق حتى لشدتها وحرصها

"اشتحنت لش فديت عينش.. اشتحنت لش"



نورة تهمس بألم وهي تملأ روحها من رائحة ابنها: اشتحنت لي وأنت مخليني ذا كله!!



حمد يبعدها قليلا ليحتضن وجهها ثم يقبل رأسها ويهمس بألم مشابه: والله العظيم غصبا عني



ثم التفت حمد للوجوه الغضة الثلاثة التي تقف خلف أمه.. ابتسم بحنان وهو يفتح ذراعيه على اتساعها : والقطاوة ما يبون يسلمون



تقدمن الثلاث بخطوات خجولة تتقدمهن معالي

ليشدهن حمد إليه ويحتضهن بحنو وهو يوزع قبلاته عليهن ويهمس بصدق موجع:

وحشتوني يا بنات.. والله العظيم وحشتوني فوق ما تتخيلون



حينها انخرطت الفتيات في البكاء وهن يشهقن: وحن بعد اشتقنا لك واجد



حمد بحنان: بسكم.. حد قايل لكم إني كنت مهاجر ورجعت.. كلها دورة كم شهر.. يعني مافرقت عن يوم كنت أدرس ماجستير



كانت نورة من أجابت: لا فرقت.. يوم رحت ماجستير.. تلفونك عندي وكل مابغيتك كلمتك..

لكن دورتك ذي يالله أسمع صوتك مرة كل كم أسبوع

حرام عليك يأمك.. ماعاد فيني حيل



حمد عاد لها ليحتضن كتفيها ويقبل رأسها ويهمس بود عميق: السموحة يالغالية جعلني أخذ شرش



نورة بهمس موجوع: إلا جعلني أخذ شرك أنت وخواتك



معالي تمسح دموعها وتبتسم: بنكتبها في التاريخ.. نورة بنت مشعل قالت لنا كلمة حلوة

ثم أردفت بمرح تزيل به بقايا تأثرها العميق: إلا حمد وش ذا النيولوك.. طالع واو



حمد يلتفت لها ويقرص خدها بحنان: وش نيولوكه أنتي بعد؟؟ هناك كنت أرتب لحيتي بنفسي بس الشعر ماقصيته

وبكرة بأروح أقصه..



معالي برقة مرحة: لا.. حرام حلو..



حمد يبتسم باستنكار: يازيني أقابل الرياجيل بجمتي ذي.. مالش لوا

خلكم من شكلي بكرة أضبطه.. أنتو أشلونكم كلكم؟؟



الجميع بحماس ودي: طيبين ناقصنا أنت وبس



نورة تشد ابنها ليجلس بينما همس هو باهتمام كبير: إبي وينه؟؟



نورة بمودة: فوق.. بينزل الحين



حمد يقف ويتجه للدرج: باطلع له



ومع اتجاهه للدرج كان جابر ينزل وهو يرفع أكمامه ويهمس بحزم: وشفيكم صوتكم واصلني



حينها رأى العائد الذي أطال الغياب

شعر أنه عاجز عن المضي وإكمال طريقه للأسفل

وقف في منتصف الدرج

وهو يمعن النظر في ابنه الذي أجبره على السفر قبل أكثر من خمسة أشهر

يعلم أنه يوم أبعده وقسى عليه كان يبعد روحه ويقسو على نفسه

يعلم أنه عندما أجبره على تطليق موضي جرحه وآذاه

ولكنه كان يريد حمايته من انتقام آل مشعل لابنتهم.. أراد أن يسبقهم ويبادر

وأراده أن يعلم أن هذا العقاب مهما كان قاسيا هو نهاية طريقه الذي سار فيه

وهكذا هو التزام الرجولة والقرابة المفروضين

أراده أن يغير حياته.. أن يكون كما أراد وتمنى

وهاهو يراه الآن..

يشعر أنه تغير.. كلاهما يشعر بتغيير الآخر

جابر يشعر بالترقب لأنه يرى ابنه بروح جديدة

وحمد يشعر بالألم لأنه شعر أن والده كبر.. كبر كثيرا

تزايدت كثافة شعره الأبيض.. تزايد وهنه

ما به؟!!

لا يعلم أن غيابه هز جابر كثيرا..

فهو يوغل في شيخوخته وبناته توغلن في الصبا ليزداد قلقه ووجله عليهن..

يخشى أن يتركهن بدون سند

أو مع شقيق قد يكون عدمه أفضل من وجوده..

فماذا فعلت بك الغربة ياحمد وفترة العلاج؟!!



جابر عجز عن إكمال دربه.. كما أن حمد لم يسمح له أن يكمل وهو يركض له صاعدا

ليتناول كفه وينكب عليها مقبلا

جابر ينتزع كفه ليرفع حمد ويحتضنه بحنو كبير

لقاء مختلف.. مختلف وموجع.. حنين وشوق مغلفان بالرجولة



نورة وبناتها تخنقهن العبرات وهن يرين التأثر البالغ البادي على رجلي حياتهن



جابر يهمس بحنان عميق: الحمدلله على سلامتك يأبيك الحمدلله على سلامتك



حمد يقبل كتف والده ويهمس باحترام وشوق: الله يسلمك.. بشرني منك؟؟



جابر بتأثر: الحين يوم شفتك.. أبشرك باحسن حال الحمدلله اللي قر عيني بشوفتك



حمد تناول كف والده لينزل به للأسفل



الفتيات همسن بحماس: بنروح نجيب لك عشاء.. وعقب بنودي شنطتك لغرفتك



حمد بحنان: اقعدوا.. كلت في الطيارة

والشنطة لكم أنتم طلعوها لغرفكم مهوب لغرفتي.. أنا مالي شيء فيها..أنا جاي بس باللبس اللي علي.. اشتقت للبس الثوب والغترة



نورة بحنان: ثيابك وغترك كلها في غرفتك مكوية ومبخرة



حمد يميل على كفها ليرفعها ويقبلها: الله لا يخليني منش

.

.



وهاهي نورة تفتح باب غرفته اليوم بهدوء

ومع دخولها الغرفة فوجئت أنه كان مستيقظا واستحم وهاهو يمشط شعره أمام المرآة

ابتسمت نورة: صباح الخير يأمك



ابتسم وهو يرتدي نظارته ويهمس باحترام حنون: صباحش أخير جعلني فداش



نورة بحنان: تعال فديتك.. خواتك ينتظرونك على الريوق كل وحدة منهم مسوية لك شيء

ثم أردفت بابتسامة: الله يستر عليك لا تسمم بس



حمد بحنان: جعلني ما أذوق حزنهم..

ثم أردف بمرح: حتى لو بأتسمم بأكله.. أكلة تاريخية ذي

بناتش كلهم داخلين المطبخ



كانت نورة على وشك المغادرة للأسفل انتظارا لحمد

وحمد كان واقفا أم المرآة يغلق أزرار جيب ثوبه .. همس بنبرة اجتهد حتى تكون غاية في الطبيعية: يمه أشلون جدتي وخوالي؟؟



نورة وقفت وردت بتلقائية: طيبين كلهم.. ولا تنسى لازم اليوم تروح تسلم على جدتك



حمد بذات النبرة الطبيعية غير الطبيعية: أكيد بدون شك.. وعمتي أم مشعل وعيالها أشلونهم؟؟



حينها انتبهت نورة لمغزى أسئلته وأحبت أن تختصر عليه المسافة وهي تهمس بحزم:

موضي طيبة وبخير ومبسوطة واشتغلت شغل زين في منصب زين......... وتزوجت



حمد كان يستمع بشبه ابتسامة حتى وصلت للكلمة الأخيرة.. حينها تقلصت أصابع يديه بشدة وهو يشعر كما لو أن قلبه قفز ليقف في بلعومه

ورأسه تضرب به آلاف المطارق الثقيلة الموجعة

وهو يهمس بجزع حقيقي: تزوجت.. مسرع!!



نورة بحزم: حمد.. موضي خلاص مالك شغل فيها.. جاها ماكفاها منك

وحتى لو كانت ما تزوجت أنت عارف إنها ماعاد تحل لك

خلها توفق وتروح في طريقها



حمد تنهد بعمق وسحب أنفاسه بدا صعبا عليه كما لو كان مع شهيقه يسحب أمواسا لتشّرح روحه.. ومع زفيره ينفث نارا محرقة

ولكنه يفكر أنه لابد أن يتجاوز كل هذا.. فهو لم يبتعد عن أهله طوال هذا الوقت ويعاني كل هذه المعاناة في العلاج ليعود وينسف كل هذا



همس بهدوء قدر ما يستطيع: الله يوفقها.. من تزوجت؟؟



همست نورة بهدوء وهي تخرج: ولد عمها راكان



نزل الاسم على رأس حمد كالصاعقة.. تمنى لو كانت تزوجت من رجل غير ابن خاله راكان.. شخص يكون بعيدا عن عينيه

ولا يذكره بخسارته الجسيمة لموضي كلما رآه



ثم أن يكون راكان.. راكان بالذات الذي ضربه من أجلها وجعله يغادر الدوحة غارقا في دمائه..

بدت له المصادفة موجعة.. مــوجــعـــة



ثم أن تتزوج شخصا هو بالمنطق الطبيعي وفي نظر الناس قــد يكون أفضل منه

بدت له المقارنة قاسية بل شديدة القسوة ومتوحشة



فراكان أصغر منه سنا وأكثر وسامة.. وفي منصب وظيفي أفضل ويتمتع بالشهرة وبطل رياضي ..هذه هي الشكليات التي قد لا تكون مهمة

لكن الأهم من كل هذا أنه عُرف بشخصيته الجذابة الواثقة الهادئة والمعطاءة

وناتج كل هذه المعطيات أن راكان قد يستطيع الاستيلاء على قلب موضي الذي يعلم حمد يقينا أنه بقي حصنا منيعا أمامه

وكان هذا من الأسباب التي تستثيره لضربها

وهو يعلم على الناحية الأخرى أنه كلما ضربها كلما استحال عليه الوصول لقلبها ليضربها أكثر وأكثر

في دائرة ألم لا تتوقف بين شد وجذب



يتذكر كل هذا ويتنهد بعمق.. ويحاول أن ينفض كل هذه الأفكار من رأسه

لينزل إلى أسرته التي قصّر في حقها كثيرا وهي من يجب أن تكون أولويته الآن

أمّا موضي فقد اكتفت منه ومن وجعه.. وأصبحت السعادة حقا طبيعيا لها







***************************







ذات الوقت

بيت عبدالله بن مشعل

الصالة السفلية



لطيفة وقفت لترتدي نقابها وتعدل عباءتها: خلاص بأروح بروحي ولو أنه مشعل ما يحب أطول في السوق وأنا ما معي إلا الخدامة



وهي تقف عند الباب همست لموضي بعفوية: إيه نسيت أقول لش

حمد ولد عمتي وصل من السفر البارحة في الليل متأخر

قولي لأمي عشان تهني خالي وعمتي بسلامته



وقتها كانت موضي تصب لنفسها كأسا آخر من الكرك وعائدة لمقعدها

ولطيفة قالت جملتها وخرجت

ليسقط الكأس من يد موضي على الرخام

ويتكسر بصوت مدوٍ

ويتناثر السائل الساخن على قدميها



موضي ارتاعت وهي تضغط جرس استدعاء الخادمات لينظفن المكان

وتتوجه لغرفتها بسرعة لتبدل ملابستها.. فجلابيتها الطويلة والخفين حميا ساقيها وقدميها من شظايا الزجاج وخطر الاحتراق



كانت ترتدي ملابسها على عجل وهي تهمس لنفسها:

طول عمرك موذي ياحمد



والغريب وأنه بعد تجاوزها لصدمتها بعودة حمد.. لا يشغل بالها الآن سوى راكان ومنافساته التي تريد أن تشهدها منذ البداية..

وحمد يختفي تماما من عقلها وينزاح أمام اهتمامها براكان في إحساس عميق أشبه بالسحر

فهي كانت أمام موقفين يستدعيان كلاهما أقصى الانفعالات

عودة حمد

ومنافسات راكان

فأيهما يجب أن يكون له أولوية اهتمامها؟!!



راكان وكل ما يخصه كان لهما كل الأولوية والاهتمام والتأثر

لذا عادت للنزول بسرعة بالغة وهي تتخشب أمام التلفاز ولكنها انتقلت للمجلس الداخلي حتى لا يزعجها أحد





لم تكن متفائلة كثيرا بحصول راكان على ذهبية وهي ترى قوة المنافسين

ولكنها أملت أن يحصل على فضية أو برونزية حتى لا يعود خالي الوفاض

وخصوصا أن هذه ستكون بطولته الأخيرة قبل الاعتزال



في الأيام الماضية كان أدائه أكثر من رائع وهو يركز مشاركته على البندقية الهوائية..

رغم أن راكان كان له مشاركات سابقة في المسدس .. ولكنه قرر أن يحصر تفكيره في هذه المسابقة في البندقية فقط

واجتاز مرحلة التصفيات التي كان تتركز على إطلاق 60 طلقة على بعد 10 أمتار.. ليصيب راكان 59 طلقة من الطلقات الستين

ولكن هذه النتيجة أحرزها لاعبون آخرون.. كما أن هناك لاعب صيني استطاع احراز 60 من 60 لذا كان أمل موضي متذبذبا في الذهبية..

رغم أن راكان في كل مكالمة لها كان يطمئنها أنه سيحرز الذهبية هذه المرة





حينما رأت ظهور راكان الأنيق المهيب على الشاشة بلباسه الكاكي المختلط بألوان العلم القطري

بدأت دقات قلبها بالتصاعد حتى شعرت أنها تكاد تصم أذنيها دقاتها المتعالية



راكان اجتاز المراحل جميعها بنجاح.. وصل مع ستة آخرين للنهائي

وشعرت موضي أنها تكاد تصاب بسكتة قلبية وهي تراه يقترب من الذهبية يخطى حثيثة

اجتاز المرحلة الأخيرة (مرحلة الخمسة والسبعون ثانية) بنجاح باهر وبقي فقط انتظار نتائج الآخرين

استرخت موضي على مقعدها قليلا رغم أعصابها المشدودة وهي تنظر له بشغف عميق وهو ينهي الإطلاق بنجاح على الصحن الأخير

كانت الكاميرا تتابعه وهو ينزع النظارة عن عينيه بمهابة

ثم يبتعد للحافة ويمد يده في جيبه ليستخرج هاتفه

استغربت موضي (من اللي هو بيتصل فيه ذا الوقت وفي ذاك المكان؟)

ولكن استغرابها لم يطل.. ليحل مكانه تأثر عميق متجذر اكتسح روحها.. وهاتفها يرن

التقطته بلهفة وشجن وهي تهمس بعمق موجع لراكان وتنظر له عبر شاشة التلفاز وهاتفه في أذنه: الناس كلهم بيسألونك الحين من كلمت؟؟



همس بعمق: ما يهمني حد غيرش.. والذهبية إن شاء الله جبناها

وتراها لش وعشانش



قالها وهو يلتفت للكاميرا ويلوح لها بكفه..

لـــهــا فقط..

ويكفيها أن تعلم أنها المقصودة!!

ليتزلزل قلبها بكل العنف الكوني!!









****************************







ذات الوقت

بيت محمد بن مشعل

المقلط الداخلي



أم مشعل بن محمد تصب القهوة على عمتها وعلى أم مشعل بن عبدالله



الجدة هيا همست بحزم: خلصنا من القهوة.. شكّرنا (شكّر= اكتفى من القهوة)

ثم التفتت لمريم وهي تهمس لها بحنان حازم: مريوم يأمش العنيّد مهيب مسلمة علي..

قد لها كم يوم ما جاتني.. وكل ماسألت عنها قلتوا لي لاهية في الجامعة

اليوم مافيه جامعة وانا جايتها بروحي



مريم تنهدت بعمق.. فهي تعلم أن العنود كانت تتقصد الاختباء من جدتها

فهي منذ انتشار خبر خصامها مع فارس وهي تتحاشى مقابلة جدتها

فهي تعلم محبة جدتها لفارس.. فكونه وُلد يتيما والشيء الوحيد الذي بقي لها من ابنها سعود جعل له معزة خاصة عند جدته

وليس معنى ذلك أن جدتها ستقف معه لو كان مخطئا.. فجدتها لا ترضى بالخطأ

ولكن بما أن العنود ترفض العودة له ولا تذكر لذلك سببا فذلك يجعلها هي في خانة الخطأ في وجهة نظر جدتها

وهي تعلم أن جدتها لابد أن تعاتبها بل قد تتجاوز العتاب للقسوة والتوبيخ

وهي لن تحتمل كلمات جدتها الحادة



ولكن بما أن جدتها جاءتها بنفسها للبيت فلابد أن تنزل لمقابلتها ولابد أن تحتمل ما سيأتيها منها

وهاهي مريم تتصل بها هاتفيا وتهمس لها: العنود انزلي.. جدتي ملزمة تبيش

يا بنت الحلال انزلي واخذي المقسوم قدام تصيدش في مجلس مليان نسوان وتحرجش

الحين مافيه حد غير خالتي أم مشعل



العنود تنهدت بوجل وهي تنزل بخطوات مترددة وتدعو الله أن يكون توبيخ جدتها لطيفا قدر المستطاع







*************************





من مواضيع العاااالي مستواها
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-11-2011, 07:57 AM   المشاركة رقم: 115
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




ذات الوقت

ولكن بتوقيت آخر

الصباح بتوقيت أسبانيا





مدينة قرطبة الأندلسية قديما.. الأسبانية حديثا المعروفة باسم كوردبا Cordoba بالأسباني والانجليزي

والتي تقع على نهر الوادي الكبير في الجنوب الأسباني



وتحديدا في جامعها الكبير المعروف بجامع قرطبة (كوردبا موسكيتا)..والذي يقع قريبا من النهر وسط حارة أموية قديمة بزقاقها الضيقة

تحفة معمارية حقيقية تشهد على روعة المعمار الإسلامي القديم.. فهذا المسجد يرجع تاريخ بنائه لسنة 92 هـ منذ عهد الخليفة الأموي الأول في الأندلس عبدالرحمن الداخل

ومن أشهر معالمة الرائعة اليوم الصحن الذي يتوسط المسجد والذي عُرف بصحن النارنج محاط بسور مبهر في عمارته وينفذ منه سبعة أبواب لنواحي المسجد المختلفة..

والمؤلم والموجع أن هذا الجامع تحول إلى كنيسة مسيحية.. رغم محافظته على طابعه الإسلامي ووجود الآيات القرآنية والمحراب فيه..

ويحضى المحراب فيه بإقبال غير طبيعي من السياح الغربيين..





ناصر يحتضن خصر مشاعل وهما يمشيان في أروقة الجامع ويهمس لها بحنان:

بس ياقلبي.. بسش بكا.. أخاف يقولون إني خاطفش على البكاء ذا كله



مشاعل تمسح أنفها المحمر: يعني تبيني أشوف في كل زاوية في المسجد صليب لا وحاطين فيه كنيسة بعد وما أبكي..



ناصر بهدوء: الإنسان يشوف ويعتظ.. مسلمين الأندلس لما كانوا متمسكين بدينهم حكموا أسبانيا كلها..

ولما تخلوا عن دينهم ولهوا في الدنيا بدت مدنهم تطيح في يد الأسبان مدينة مدينة لين طاحت غرناطة آخر شيء



مشاعل بهمس مبحوح: وبكرة بنروح غرناطة بعد؟؟



ناصر بود: بنروح.. بس أخاف لا شفتي قصر الحمراء تقعدين تبكين بعد

وأقلب الآية وأقول لش مثل ما قالت أم عبدالله بن الأحمر له: إبك كالنساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال



مشاعل بألم حقيقي عميق كعمق التاريخ : بس والله شيء يقهر.. من يوم جيت ذا الديرة وانا مقهورة

كل ما شفت آثار المسلمين ومساجدهم اللي صارت بيد اللي مايرعى حرمتها انقهر



ناصر بجدية: حبيبتي إذا بغيتي نروح مكان ثاني رحنا؟؟ حن معنا تأشيرة للعبور عبر دول الاتحاد الأروربي كلها..

والحين أصلا شهر مارس مهوب شهر سياحة..بنغير حجزنا وين ما تبين؟؟



مشاعل برجاء لطيف: يعني منت بزعلان إني جبتك أسبانيا وعقبه كرهتها؟!!



ناصر بحنان وهما يتجهان خارج الجامع: أنا قلت لش تدللي والسفرة هذي على كيفش..



مشاعل بعذوبة: يعني نطلع باريس مثلا وإلا روما؟؟



ناصر يبتسم: نطلع موزمبيق لو تبين.. المهم نرجع قبل عرس مريم









*************************







قبل ذلك بساعات ولكن بتوقيت آخر

واشنطن

مساءً





باكينام كانت في زيارة لهيا في بيتها والاثنتان في غرفة هيا القديمة

ومشعل كان في غرفته يعمل على أطروحته

مشعل لا يعلم مطلقا بغضب باكينام من يوسف

فهيا لم تخبره لأنها خشيت أن يحتد عليها مرة أخرى ويظن أنهم هم سبب مشاكلها مع زوجها



ويوسف قابل مشعل عدة مرات الأيام الماضية في الجامعة

واكتشف من حديث مشعل أن مشعلا يظنه مايزال في بيته ومع زوجته

لذا فهو طبعا لم يغير تفكير مشعل حفاظا على مظهره عنده



باكينام لم ترَ يوسف منذ أيام

منذ زيارته الليلية الغريبة التي لم تستغرق سوى عشر دقائق خرج بعدها شبه مطرود من بيته



والليلة هي الليلة الأولى التي تتأخر فيها خارج البيت وتذهب في مشوار عدا الجامعة

هيا تصب كأسا من الشاي لباكينام ثم تهمس لها: باكي أنتي استأذنتي يوسف تسهرين عندي؟؟



باكينام تبتسم: حلوة النكتة دي؟؟



هيا بجدية: ومن قال نكتة أتكلم من جدي..



باكينام بغيظ: اسكتي بس واتلهي



هيا ابتسمت: صراحة مخش جزمة قديمة على قولتكم.. يعني أنتي بروحش قايلة لي إنه منبه عليش ما تطلعين مكان إلا قايلة له

ولو بتتأخرين هو يوديش ويجيبش.. يعني سوري باكينام.. بس أنتي كذا عصيتيه متعمدة.. وعصيانه عصيان لربش وأنتي عارفة



باكينام بضيق: خلاص هيا ما تحبكيهاش.. يوسف عارف إني بأزورك على طول

لو كنت رايحة مكان تاني كنت عصرت لمون على ئلبي واستأزنته



هيا بابتسامة: زين اسمعيني إذا رحت أوصلش أنا ومشعل دوري لمشعل أي عذر ليوسف عشانه ماجاء يأخذش

ترا مشعل ما يدري إنكم متزاعلين.. وأخاف يسوي لي سالفة إذا درا



باكينام باستغراب: وأنتو توصلوني أساسا ليه.. أنا وحدة لفيت الدنيا ولوحدي

هأخاف من مشوار ئريب كده



هيا بهدوء: لو ماجاء يوسف يأخذش مشعل مستحيل يخليش تروحين متاخر بروحش.. أنتي صرتي عارفته





على الجبهة الأخرى كان مشعل يخرب مخططاتهما وهو يتصل ليوسف:

شوف مايصير توصل باب البيت وترجع

يوم وصلت مرتك هنا ومادخلت.. عديتها لك

بس الحين إذا جيت تاخذها لازم تدخل وتتقهوى.. عيب عليك



يوسف شعر بالتشويش ولكنه استوعب أن باكينام عندهم.. ومشعل يظنه من أوصلها ومن سيأخذها.. لذا همس بثقة: خلاص ولا يهمك

لما اجي أخذ باكينام هأنزل عندك شوية



وأصبحت معضلة يوسف أنه لا يعرف مكان شقة مشعل

ويستحيل أن يسأله وهو يظنه من أوصل باكينام لذا وجد أن أهون الشرين أن يتصل بباكينام ويسألها

ولكن قبل أن يتصل بها كان مشعلا قد اتصل بهيا وطلب منها أن تعد القهوة والشاي والفوالة وتضعها في الصالة قبل أن يصل يوسف ليأخذ زوجته



هيا التفتت لباكينام وهي تهمس: يوسف جاي يأخذش ومشعل يقول لي أسوي شاي وقهوة

أنا رايحة شوي وبأرجع لش



باكينام فتحت عينيها بذهول: إيه حكاية يوسف جاي يأخدني دي؟؟



هيا تنهض متجهة للمطبخ وتهز كتفيها: وأنا وش دراني



استغراب باكينام لم يطل.. فمع خروج هيا اتصل يوسف فردت عليه بشكل مباشر: إيه حكاية إنك جاي تاخدني



يوسف بغضب: وأنتي إيه حكاية إنك طالعة من البيت لمكان غير الجامعة بدون ما تاخدني ازني مع أني منبه عليكي

لا وكمان سهرانة عندهم.. وعاوزة ترجعي متأخر لوحدك.. مش شايفة إنك زودتيها أوي؟!!



باكينام بحدة: مش هارجع وحدي هيا وجوزها هيرجعوني.. ماتجيش



يوسف بغضب حاد: باكينام ما تحرجنيش مع مشعل.. مشعل مش عارف إنه فيه بيننا حاجة.. فماتصغرنيش ئدام الراجل

ئولي لي فين بيته.. عشان هو فاكرني أنا اللي جبتك.. مش عارف إنك خارجة من ورايا



باكينام أعطته العنوان وهي تغلي من الغضب لاحتداده عليها في الكلام

(أي رجل بغيض هذا!!)







***********************************





مجلس آل مشعل

الساعة العاشرة إلا ربع صباحا



مشعل يجلس مع والده وعمه وينتظرون قدوم فارس

والجميع في حالة ترقب وهم ينتظرون انطلاق منافسات راكان



رن هاتف مشعل

نظر للاسم دون اهتمام.. وضعه على الوضع الصامت ثم ألقاه جواره

أضاء الهاتف عدة مرات قبل أن تتوقف الاتصالات



كان المتصل هو

أم علي



مشعل من بعد إجهاض لطيفة.. وهو يتجنب قدر ما يستطيع مقابلة فاتن أو مكالمتها

فهو تأثر كثيرا مما حدث.. ولا يريد أن تظن لطيفة إنه يحاول إثارة غيرتها أو الإساءة لها



هو وفاتن من أصحاب الأعمال الأذكياء

والعمل بينهما يسير كأفضل ما يمكن

ولا يمكن أن يفسدا مشاريعهما الضخمة بسبب ظروف شخصية يستطيع كلاهما تجاوزها

لذا أصبح التواصل بينهما غالبا عن طريق سكرتيريهما

مازالت فاتن من وقت لآخر تحاول الاتصال به

ولكنها أصبحت تتفهم أنه لا يريد أن يرد عليها

وربطت ذلك باتصالها بزوجته

لامت نفسها على تسرعها

ولكنها فكرت بطريقة عملية.. فبينهما مشاريع بالملايين

لا يمكن أن تفسدها بحساسية النساء

فهي سيدة أعمال قبل أن تكون امرأة حتى!!!

ووصلتها رسالة مشعل واضحة

أنه لا مكان لها في حياته

وأن مكانها هو في عمله فقط!!!







*************************





عودة لبيت محمد بن مشعل



العنود وصلت للجالسات

انحنت لتسلم على جدتها ثم على أم مشعل ثم جلست بجوار مريم



العنود كانت تود سؤال جدتها وأم مشعل عن أحوالهما كالمعتاد.. ولكنها فضلت الصمت وهي تتمنى لو ينسينها جميعهن وينشغلن بالحديث

لأنها حين دخلت كن منخرطات في الأحاديث

ولكنها كانت أمنية مستحيلة.. لأن الجدة هيا جاءت اليوم في مهمة خاصة ولن ترجع قبل تنفيذها



الجدة هيا حين أنهت الجدل حول القضية اللاتي كن يتناقشن بها.. هتفت للعنود بنبرة جهورية مقصودة: أشلونش يالعنيّد؟؟



العنود تكاد تختنق بكلماتها خوفا من جدتها: طيبة يمه جعلني الأولة.. بشريني منش؟؟



الجدة بنبرة مقصودة: أنا؟؟

والله لش علي.. ما الخاطر بسامح



العنود تبتلع ريقها: أفا.. ليه فديتش؟؟



الجدة تصل لمبتغاها وبأقصر طريق وأسرعه: والله انشدي روحش



العنود صمتت فهي ليست لا مقاما ولا قدرة على مستوى محاورة جدتها وفي موضوع كهذا بالذات



ولكن الجدة لم ترحم صمتها فسألتها بحزم: مريضة أنتي؟؟



العنود بضعف: لا



الجدة بذات الحزم: حامل؟؟



العنود بذات الضعف: لا



الجدة بهدوء حازم: زين وش مقعدش عند أمش؟؟ ماعندش بيت؟؟



الحوار مستمر بين الجدة والحفيدة.. والمستمعات الثلاث تحفزت مشاعرهن مع الحوار وخصوصا شعور الشفقة على العنود التي غار لون وجهها تماما



العنود تنهدت وهي تحاول التسلح بالقوة لن تسمح لأحد بإجبارها على العودة إلى فارس......

............. إلا كما تريد هي!!!!!........ وبالطريقة التي تريد!!!!!



همست العنود باحترام: البيت اللي راحتي فيه هو بيتي يمه



الجدة ببعض غضب: وش عندش في ذا الحكي يا بنت محمد؟؟



العنود بهدوء واحترام: اللي أنتي فهمتيه يأم محمد



الجدة بغضب: والله وغدا لش لسان



العنود بعتب: يعني يمه تبغينا ننقهر وحتى الرد ما نرد



الجدة بجزع رقيق: ماعاش من يقهرش

ثم تنهدت وهي تزيح مكانا جوارها: تعالي جنبي يأمش



العنود اقتربت وجلست جوار جدتها لتحتضنها جدتها بحنو

والعنود كانت أعصابها وصلت الحد الأقصى من الشد

وماكان ينقصها هو حركة كهذه لتنخرط في البكاء في حضن جدتها

جدتها بجزع حنون: أفا يذا العلم.. تبكين يأمش



العنود استمرت في البكاء في حضن جدتها

والوضع بات مشحونا في المكان وبين الجالسات

حينما هدأت العنود همست لها جدتها: فارس يأمش مزعلش؟؟



هزت العنود رأسها إيجابا



الجدة باستفسار: مزعلش في ويش؟؟



العنود بصوتها المبحوح: شي بيني وبينه



الجدة ابتسمت لأن العنود رفضت اخبارها.. شددت احتضانها لكتفها وهمست في أذنها: عفيه

ثم أردفت: زين إن خليت فارس يجي الحين ويراضيش.. تروحين معه عشان خاطر جدتش العجوز وحشيمة لجيتها عندش؟؟



العنود ردت بشكل مباشر ومفاجئ وصادم:



الحشيمة كلها لش..

إن جاء وراضاني هنا وقدامش أروح معه على طول وذا الحين







#أنفاس_قطر#





من مواضيع العاااالي مستواها
0 #فساتين مع الميك أب والاكسسوارت#
0 ((السيااااااحه في منطقتي الجنوووب))
0 عجايب الرسم
0 من ايات سووورة الكهف
0 اهداء لمديرتنا الغاليه برجوعها بالسلامه
0 ادعوا لاامي بالشفاء
0 موضوعنا اليوم حتى تحابوا00تفضلي غاليتي
0 البنااات يتطوعوون في الجيش00
0 ((رجيم00رجيم00رجيم))
0 ###كلماااات حلوه ليلة الدخله###
0 جرائم الخادمات-اطفال يستقبلون ابائهم عند ابواب الجنه-وقاتلات ينتظرن القصاص
0 الف الف الف مبروووك الاشراف
0 ##كبسة الضغط##
0 هذي باديه من الصباح
0 ****موضوع مال امه داعي ****
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-11-2011, 09:12 AM   المشاركة رقم: 116
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




.
.
أسى الهجران/ الجزء السابع والتسعون


بيت محمد بن مشعل

العنود استمرت في البكاء في حضن جدتها
والوضع بات مشحونا في المكان وبين الجالسات
حينما هدأت العنود همست لها جدتها: فارس يأمش مزعلش؟؟

هزت العنود رأسها إيجابا

الجدة باستفسار: مزعلش في ويش؟؟

العنود بصوتها المبحوح: شي بيني وبينه

الجدة ابتسمت لأن العنود رفضت اخبارها.. شددت احتضانها لكتفها وهمست في أذنها: عفيه
ثم أردفت: زين إن خليت فارس يجي الحين ويراضيش.. تروحين معه عشان خاطر جدتش العجوز و وحشيمة لجيتها عندش؟؟

العنود ردت بشكل مباشر ومفاجئ وصادم:

الحشيمة كلها لش..
إن جاء وراضاني هنا وقدامش أروح معه على طول وذا الحين


مريم فوجئت تماما من ردة فعل شقيقتها.. ولكنها بعد لحظات ابتسمت وهي تفهم مقصدها
(والله ذا البنية مهي بهينة
طلعت داهية)

العنود اكتشفت أن حبها لفارس هو أكثر بكثير مما كانت تعتقد أو تظن
فهي كادت تجن من مجرد فكرة أنه قد يتزوج عليها
ولكنها في ذات الوقت تشعر بالتخوف من العودة له وهو مازال لم يعتذر لها أو يراضيها
مع أنه كان من المفترض أن يقدر أنها لم تخبر والدها وأشقاءها بضربه لها
وحينها كان سيجبر على اعتذار سيحرجه.. لأنه سيكون في المجلس وأمام الرجال
أو ربما يرفض مثل هذا الاعتذار وهذا التصرف هو الأقرب لشخصية فارس.. فتصبح القضية حينها أكثر تعقيدا ..لأن والدها سيري رفضه الاعتذار إهانة له

العنود طيلة الأيام الماضية وضعت كل هذه الاحتمالات في ذهنها والتفكير أرهقها

العنود تريده أن يعتذر لها اعتذارا يؤلم كبرياءه قليلا .. ولكن في ذات الوقت لا يبالغ بكسره ولا بإهانته
ومثل هذا الاعتذار جاءها على طبق من فضة مع اقتراح جدتها لها
يأتي ويعتذر لها أمام جدتها.. اعتذار مؤلم نوعا ما ولكنه أهون بكثير من اعتذاره أمام والدها وربما أشقائها وعمها أيضا..
وفي اعتذاره أمام جدته تقتص العنود منه وتجعله يفكر ألف مرة قبل أن يمد يده عليها مرة أخرى

والاحتمال الآخر أن فارسا قد يرفض الاعتذار أمام جدته.. وحينها يصبح كل العتب والذنب عليه.. والعنود سترتاح من إلحاح الجميع عليها بالعودة
ولكن العنود رأت هذا الاحتمال بعيدا..
أو ربما رأته قريبا!!! أقرب مما تتوقع
وهي تتمنى في داخلها وتدعو ألا يحدث


الجدة ابتسمت ابتسامة شاسعة أبرزتها تجاعيد عينيها الباديتين من خلف برقعها وهي تهمس بحزم لأم مشعل: دقي على فارس وعطيني إياه


فارس وقتها كان في سيارته عائدا من الحلاق للمجلس ليشاهد منافسات راكان.. حينها رن هاتفه ورأى اسم أمه أم مشعل.. ابتسم وهو يرد: هلا يمه ومرحبا

أم مشعل بود عميق: هلا بك يأمك.. وينك أمس ماشفتك؟؟

فارس بمودة واحترام: بأجيش الليلة جعلني فداش.. أسلم عليش وعلى جدتي

أم مشعل بحذر: على طاري جدتك.. هذي هي تبغيك

فارس ابتسم: عطيني إياها فديت عينها

الجدة هيا تناولت الهاتف وهي تهمس بحزم: فارس تعال أبغيك ذا الحين

فارس ابتسم: زين خليني أقول السلام عليكم.. أشلونش أول

الجدة بذات الحزم: تعال لي في بيت عمك محمد والسلامات خلها عقب

فارس بحذر: وليه في بيت عمي محمد ومهوب في بيتش؟؟

الجدة بحزمها المعتاد: أنت ما تبغي مرتك؟؟ عاجبكم حالكم
تعال راضها قدامي وخذها لبيتها
العنود عندي وتقول إنك لو راضيتها بتروح معك

فارس شعر كما لو أن قلبه سيقفز من بين جنبيه لهفة واشتياقا وهو يتمنى انتهاء كل هذا لتعود العنود إلى أحضانه الذائبة شوقا
ولكن الرغبات في قاموسه شيء مختلف تماما عما يسمح لنفسه بفعله.. لذا رد على جدته بهدوء واثق:
يمه أنا قلت للعنود قبل: إذا رجعت بيتها راضيتها.. وماني بمراضيها قدام حد
أنا مازعلتها قدام حد عشان أراضيها قدام حد
زعلتها وأنا وهي بروحنا.. وفي بيتنا.. وبأراضيها في بيتنا وأنا وهي بس

الجدة بنبرة غضب: الحين العنود يوم طلعت من بيتها.. طلعت بسبب وإلا بدون سبب.. أنت أزعلتها وإلا لا؟؟

فارس بذات النبرة الواثقة: أكيد طلعت بسبب.. وأنا أزعلتها

الجدة بذات النبرة الغاضبة: وعشان تدري.. تراها عيّت تعلمني بالسبب (عيّت=رفضت)
و بنت محمد عداها العيب والمنقود.. تعال راضها واخذها ذا الحين
وإلا والله ثم والله ما عاد أنب وراك ولا دونك (= لا أسعى لك في الموضوع)
ولا عاد أقول لها شيء.. إن شاء الله تقعد عند إبيها لين تموت

فارس بهدوء واحترام: يمه تكفين ما تزعلين روحش
اللي عندي من الكلام قلته للعنود قبل.. وأنا ومرتي نتفاهم

الجدة بغضب: جعلك أنت وياها في دعثور مايثور.. ومالي خص فيكم
ثم أغلقت الخط في وجهه

فارس تنهد بعمق.. يعلم أنه هذه المرة تجاوز الحد
هو بذاته ضيقه وصل منتهاه.. واشتياقه للعنود يمزقه تمزيقا
مرات عديدة وجد نفسه يقف أمام بيت عمه على وشك النزول والاعتذار
ولكنه لا يستطيع.. لا يستطيع
هكذا خُلق.. لا يستطيع تغيير نفسه
لو أهان نفسه من أجل حبها.. لن يبقى لحبها ذات الرونق والعمق والمكانة
لأنه أحبها بكامل كبريائه وتكبره وغروره
تغير كثيرا من أجلها وهو يتخلى عن كثير من قسوته من أجلها وحتى يحافظ عليها
ولكن أكثر من ذلك لا يستطيع.. فالقسوة كانت عارض في شخصيته
ولكن الكبرياء ليس عارضا مؤقتا بل صفة مترسخة
مستعد هو أن يرضيها حتى آخر نفس في عمره.. أن يغرقها حبا وحنانا
ولكن ليس بعد أن تكسره..
لتعد إليه ولأحضانه.. هما فقط.. هو وهي فقط
حينها سيغرقها بهذا الكم الهائل من المشاعر الذي بات يخنق روحه


الجدة حينما أغلقت الهاتف التفتت لأم مشعل وهي تهمس بحزم غاضب: قومي نروح لا بارك الله في ولدش من ولد
والله لو أنه مشعل وإلا مشعل وإلا راكان وإلا ناصر ماحد منهم يفشلني مثل ما فشلني

عبرة كبيرة تجمعت في حلق العنود.. بحجم الكون ربما
لم تتخيل أن فارس قد يفعلها.. كان بينها وبينه خطوة واحدة وهاهي تصبح أميالا ومسافات
أبعدها عنه.. أبعدها لأبعد حد..
تشعر أنها عاجزة عن التنفس.. رأسها يدور.. وعيناها تغيمان وهي ترى جدتها تتعكز على عكازها وعلى يد أم مشعل لتخرج
ومعهما والدتها..

(أحقا فعلتها يا فارس؟!!
أ كان كبريائك أهم مني؟؟
أم أنا من طمعتك فيَ حين لم أخبر والدي بضربك لي
فقلت لنفسك: مادامت لم تخبر أحدا فهي تحبني.. وستعود دون أن أكلف نفسي أي عناء؟؟؟
أو ربما كان حبك لي محض ادعاء وجاءتك الفرصة لتتخلص مني؟؟
أحقا هذا يا فارس؟؟
ربما لو أكن بالنسبة لك سوى محض زوجة مكانها البيت
وليس حبيبة مكانها القلب!! )


وقفت تريد الهرب لغرفتها
ولكنها ما أن وقفت حتى شعرت بدوار شديد
لتسقط مغمى عليها على الأريكة
وقتها كانت أم مشعل أوصلت عمتها للسيارة وعادت
لتتفاجأ بل وتفجع وهي ترى العنود تسقط
ولتثير رعب مريم على العنود بصراخها المكتوم القلق على ابنتها



***********************



واشنطن
شقة مشعل

يوسف أنهى زيارته لمشعل ويريد المغادرة
وقف واتصل بباكينام لتوافيه عند الباب
وسلم على مشعل وتوجه للخارج
بينما مشعل عاد لغرفته ليخلي المكان لخروج باكينام

باكينام قبل أن تخرج من غرفة هيا نظرت لنفسها في المرآة وهمست لهيا:
أوعي تضحكي أنا شيفاكي بتبتسمي يا هبلة

هيا تريد أن تنفجر من الضحك وهي ترى باكينام تتأكد من شكلها بل وتضع بعض أحمر شفاه رغم أنها لم تكن تضع قبلا

أردفت باكينام بما يشبه ابتسامة: أهو هبل.. بس أنا عيزاه يشوفني حلوة

هيا تبتسم: وأنتي حلوة.. ولا تدورين لنفسش عذر عشانش تبين تكشخين لسي السيد

باكينام انهت زينتها برشات من العطر وهي تهمس لهيا: هبلة ومش بحبك

هيا حينها انفجرت ضاحكة: الله المغني عن حبش.. خليه لغيرنا

باكينام رن هاتفها للمرة الثانية ويوسف يستعجلها
خرجت بخطواتها الواثقة المعتادة رغم أنها كانت تذوب توترا

كان يقف عند الباب وظهره للبيت
يرتدي جاكيتا ثقيلا منحه منظرا مهيبا مع عرض كتفيه
همست بهدوء متوتر: مساء الخير

التفت لها يوسف ليتأملها للحظات
ثم همس لها: مساء النور.. يا الله بينا؟؟

خرجت معه.. ليغلق باب الشقة وهو يخرج
وينزل معها للأسفل.. كان يتحرق ليعقد ذراعه في ذراعها
مشتاق لها.. مشتاق.. بل ما يشعر به من اللهفة تجاوز الاشتياق بمراحل عديدة
وصل لسيارته.. فتح لها الباب ووقف حتى ركبت ثم أغلقه
ركب جوارها في مكان السائق
المكان الضيق والمكتوم جعل كل منهما يستنشق عطر الآخر بعمق موجع
وكل منهما يتمنى لو يتنفس هذه الرائحة المعذبة عن قرب أكثر دفئا
باكينام هزت رأسها لتنفض هذه الأفكار التي يستحيل أن تسمح بها لنفسها حتى ولا في أحلامها
بينما يوسف استغرق في أفكاره أكثر وأكثر
وهو يرى أنها أخذت وقتا أكثر من كافٍ للتفكير.. فهو تعب من هذا العبث
ويريد أن يعيش حياة زوجية مستقرة ككل أزواج هذا العالم
أخطأ في حقها.. وأعتذر.. ومستعد لإرضاءها.. ماذا تريد أكثر؟؟
إلى متى تريد تعقيد الوضع بينهما؟!!


والشيء المؤكد أن علاقتهما تغير بها شيء ثوري.. ثوري تماما
رغم التوتر الذي يلف هذه العلاقة وخصوصا من جانب باكينام
ولكنها أصبحت علاقة مريحة..
قد يُستغرب وصفها بالمريحة..
ولكن بعيدا عن الشك الذي يستزف وجع الروح يصبح كل شيء مقدورا عليه
فيوسف تأكد من براءتها لترتاح روحه المعذبة
وباكينام ارتاحت من حالة التحفز التي كانت تعيشها وهو يضعها في دائرة الشبهات وهي تتحفز للرد
فالخلاف بينهما ماعاد يجرح رجولته ولا يستهين بأنوثتها

السيارة تتهادى على الطريق
يوسف كان يحاول تصيد كفها لاحتضانها..
ولكنها كانت تعتصم بالصمت وكفاها معقودان في حضنها
لم يعاتبها.. لم يهاجمها.. متعب من كل هذا العبث
وهي بدورها بقيت صامتة وهي تتمنى بغرابة أن يطول الطريق.. ويطول..

استمر الصمت هو الحاضر بينهما
حتى وصلا للبيت

تمنى أن ينزل لو قليلا.. فهو لم يراها جيدا حتى
وهي تمنت بغرابة أن ينزل قليلا أيضا.. يتحادثان قليلا ربما
فهي تشعر بوحشة متزايدة في بيت يوسف الذي يُعتبر كبيرا بالنسبة لغرفتها في السكن
ولكنها يستحيل أن تسمح له أن يبيت
وهو يستحيل أن يحرج نفسه
يخشى أن تفعل به كالمرة الأخيرة
لذا همس لها ما أن وصلا: انزلي.. وياريت تبئي تحترميني أكتر من كده
أنا ما طلبتش حاجة أكتر من أبسط حئوئي..
أعرف أنتي رايحة فين

همست بهدوء غريب غير معتاد وهي تفتح بابها لتنزل: حاضر

كان بوده أن يوقفها لأي سبب
وهي تمنت أن يستوقفها لأي سبب
ولكن هو لم يفعل.. وهي نزلت وتوجهت للبيت
وبقي حتى تأكد من دخولها للبيت
وحينها غادر..
وعيناها المتلصصتان تراقبانه من النافذة



**************************



بيت محمد بن مشعل


مريم ووالدتها مفجوعتان من الرعب عى صغيرتهما التي مازالت مغمى عليها
مريم تحاول أن تتماسك: يمه رشيها بماي وأسقيها

والدتها تنفذ فورا.. لتشهق العنود المستلقية في حضن مريم مع وصول الماء المفاجئ لوجهها.. ثم تبدأ تئن أنينا مؤلما خافتا دون أن تفتح عيناها

أم مشعل تهمس لمريم بقلق: مريم العنود حامل؟؟

مريم بقلق مشابه: لا يمه فديتش.. وين حامل؟؟.. الدورة الحين عليها أصلا قد لها يومين
بس هي أصلا معها نقص فيتامينات والبارحة نامت ما تعشت.. واليوم ما بعد تريقت
وجاها ذا الخبر وغثها.. الله يهدي فارس..

حينها انتفضت العنود وصرخت : ما أبي اسمع اسمه.. ما أبي اسمع اسمه..

ثم قامت وهي تتعثر لتركض للأعلى



بعد صلاة الظهر
مريم بعدما صلت.. توجهت لغرفة العنود لتتأكد من وضعها.. لم تجدها فيها
وجدتها نزلت للجلوس مع والدتها
وكأن شيئا لم يكن.. ولكن مريم تعلم أن ماحدث كان شيئا كبيرا
وأن العنود تحاول التماسك والادعاء وأن هذا الادعاء سرعان ما سينهار
فهي تعرف العنود جيدا
وما فعله فارس جرحها لأبعد حد وأهانها
وأحرجها أمامهن جميعا
وهاهي تشتم من رائحة صوتها المهتز انكسارا موجعا.. ويأسا قاتلا
وعزما جديدا محملا برائحة القسوة


مريم عادت لغرفتها وتناولت هاتفها واتصلت بفارس
حينها فارس كان في غرفته.. فهو كان يشعر بضيق عميق من كل ماحدث ويخشى من تبعاته
هل من المعقول أنه خسرها وبسبب كبريائه المجنون؟؟
فكيف هي من ستعود ودون أن يرضيها.. ليرضيها هو بعد أن تعود؟؟
أي سلسلة معقدة هذه؟!!

هاهو يتمدد على سريره وبيده صورة للعنود كانت تضعها في برواز
يمرر أصبعه على الصورة بحنان وحنين غامرين
كم اشتاق إليها!!
لم يرها من بعد ذلك اليوم في بيت مشعل قبل حوالي أسبوعين
يكاد ينتهي ويتناثر اشتياقا لها

خطرت بباله موضي.. هي من تستطيع مساعدته دون أن يحرج نفسه
اتصل بها ليأتيه صوت موضي مشبعا بالسعادة: هلا والله باللي ناسينا

فارس ابتسم: شكلش ميتة على روحش من الوناسة.. مبروك الذهبية لراكان

موضي بسعادة حقيقية: الله يبارك فيك.. أنا اليوم رأسي بين النجوم

فارس سعيد من سعادتها: دوم ذا الفرحة يارب
ثم أردف بنبرة مقصودة: ودامش مستانسة ونسي غيرش واكسبي اجرهم

موضي بنفس نبرته المقصودة: عيوني لغيري

فارس بشكل مباشر: أبي أشوفها

موضي باستغراب باسم: فارس أنت تستهبل؟!! وإلا شكلك كذا؟!!

فارس بغيظ: مويضي احشميني.. قدام أجيش وأعرفش أصلش ياقليلة الحيا

موضي تضحك: عدال لا ينقطع لك عرق
أول خليتك تشوفها لأنكم متملكين والشوفة صعبة وأنا حبيتك تطمن على مستقبلك مع مرة مزيونة
بس الحين مرتك.. روح وشوفها

فارس بهدوء: أنتي اللي لا تستهبلين علي.. أنتي عارفة إنها زعلانة في بيت أهلها

ثم أكملت موضي بنبرتها المقصودة: وأنت مع سواد وجهك قصدي بياضه.. فشّلت جدتي ومارضيت تروح لها تراضيها

فارس بهدوء مثير: مأسرع وصلتش العلوم

موضي بعتب: الله يهداك فارس.. جدتي من يوم جات وهي مفولة عليك
ثم أردفت بحنين عفوي: فديت راكان اللي عمره ما زعلها

فارس بثبات: الحين رجّالش وش دخله في السالفة..
جدتي أنا أعرف أراضيها بأجيها العصر وأطيب خاطرها.. وأنتي اطلعي انتي ورجّالش من بيننا
والحين فكري لي في طريقة أشوفها فيها بشكل يكون غير مقصود
وأنتي عاد ما ينخاف عليش

موضي تضحك: والله شر البلية ما يضحك.. خلاص عطني كم يوم أفكر لك في طريقة تشوفها شوفة عدل

فارس باستنكار: وش كم يومه؟؟ راكان واصل بعد بكرة.. وانتي بتلهين مع الشيخ وبتنسين مني
أبي أشوفها في أسرع وقت.. خلصيني

موضي تبتسم: ويوم إنك واحد قلبك ذايب كذا.. وشو له العنظزة والنعرة وكسر قلب البنية
ترا مهوب ناقص منك يد ولارجل لو أنك سمعت شور جدتي ورحت وراضيتها
كان هي ذا الحين بدل منت تكلمني عشان تشوفها.. هي بكبرها نايمة في حضنك
بس وش نسوي في يباس الرأس الله يكفينا شره

فارس بغضب: تدرين موضي الشرهة عليّ اللي أطلب منش شيء
الله المغني.. واقلبي وجهش

ثم أغلق الخط في وجهها وهو يغلي من الغيظ عليها.. لِـم َ هم عاجزين عن فهمه هكذا؟؟
حتى موضي؟؟ حتى موضي؟؟
لمن يشتكي؟؟ لمن؟؟

كان مازال يمسك بهاتفه حين رن.. انتفض قلبه وهو يرى اسم مريم يلمع على الشاشة
رد باحترام: حيا الله بنت محمد

مريم بهدوء راقٍ: حياك الله
ثم أردفت: فاضي اتكلم معك؟؟

فارس بحذر لم يظهر في صوته: فاضي طال عمرش في الطاعة

مريم بهدوء: فارس ليش سويت كذا؟؟ ليش تكسر قلب العنود كذا؟؟

شعر فارس كما لو كان قلبه هو ما انكسر.. يسمعها مرتين متتالية أولا من موضي ثم من مريم.. هل حقا كسر قلبها؟؟
يتمنى أن يمزق شرايين قلبه ولا أن يخدش طرف خدها
فكيف يكسر قلبها؟؟ كيف؟؟

فارس تنهد وهمس لمريم بصراحة ثابتة: مريم ما أدري العنود قالت لش أنا وش كثر أحبها وهي عارفة ذا الشيء زين
هي عارفة إني أحبها حب عمر رجّال ماحبه لمرة
وعارفة إني تغيرت كثير عشانها.. بس أكثر من كذا ما أقدر
يعني مريم أنتي عارفتني وعارفة عزة نفسي
يهون عليش إنها تبي تجيبني كني بزر قدام جدتي عشان أراضيها
يعني هي بتستانس يوم تكسرني كذا
أنا أموت يا مريم ولا أنكسر

مريم تتنهد وهي تشعر بألم عميق.. فهي تتفهم ألم هذا الشاب المثقل بكبريائه والممزق بين هذا الكبرياء العتيد وبين حبه العميق
همست له بهدوء مساند: زين والحل؟؟ عاجبكم حالكم كذا؟؟

فارس بهدوء: يا مريم هي ليش تعقدها كذا
قلت لها بأراضيها في بيتها.. أنا مستعد أجيها الحين وأخذها لبيتها
والله لأراضيها باللي هي تبي إن شاء الله لو تبي قص رقبتي
بس بيني وبينها.. ماحد يتدخل بيننا

مريم بمصارحة هادئة: اسمعني فارس لو كان فيه قبل أمل إنه العنود ممكن تسويها وترجع لبيتك بروحها
فالحين الأمل تراجع.. تراجع واجد

فارس بثبات: وليه يعني؟؟ عشان مارضيت أراضيها قدام جدتي؟؟

مريم بثبات مشابه وهي تقرر أن تؤلمه قليلا عله يجد له حلا:
العنود يافارس انهارت عقب ما طلعت جدتي واغمي عليها
وعقبه صارت تصارخ إنها ما تبي تسمع اسمك
يعني مهما كان.. مرتك ما تستاهل منك تحقير كذا

فارس قفز عن سريره وهو يعتصر الهاتف ويهمس بحزم جازع: مريم أنا جايكم الحين أتطمن عليها

مريم بجزع: لا فارس تكفى.. أولا هي صارت زينة
وثانيا ما ظنتي توافق تشوفك




*****************************



بيت مشعل بن محمد
قبل صلاة العصر

يجلس في صالة غرفته
لطيفة والأولاد غير متواجدين في البيت
يتصل بلطيفة وهاتفها مغلق
واتصل بالسائق قبل نصف ساعة وأخبره أنها والخادمة مازالتا داخل المجمع

بعد دقائق
كانت لطيفة تدخل
عادت لبيتها أولا.. حتى تستحم ثم تذهب لبيت أهلها حيث تركت أولادها

دخلت سلمت بنبرتها الباردة المعتادة مؤخرا
همس مشعل بهدوء: ليش تلفونش مسكر؟؟

لطيفة بهدوء مشابه في المستوى ولكن صقيعي في حرارته..وهي تخلع عباءتها: خلص الشحن

مشعل بهدوءه الاعتيادي: زين لطيفة أنتي منتي بعارفة إني ما أرضى تطولين في المجمعات وانتي مامعش الا الخدامة والسواق؟؟

لطيفة تفك رباط شعرها وتنثره على كتفيها وتجلس وتهمس بذات الهدوء البارد:
مالقيت حد يروح معي.. ومريم مابعد خلصت أغراضها

مشعل بحزم هادئ: أنا أوديش

لطيفة نهضت وهي تتجه للحمام: حاضر.. تامر

كانت توشك على الوصول لباب الحمام حين فوجئت بيده تطبق على عضدها وتلفها ناحيته
كانت قريبة منه.. قريبة جدا.. تكاد تتنفس أنفاسه من شدة القرب
ولكنها كانت ساكنة كسكون قبر موحش وهي تراقب عيني مشعل الدافئتين المستعرتين بغضب ما
همس بغضب خفيض: أنتي ليش تتعاملين معي كذا؟؟

ردت بهدوء مرعب في برودته: وش سويت؟؟.. هنتك؟؟.. سبيتك..؟؟ قصرت في حقك بأي شيء؟؟

همس بنبرة مقصودة موجعة ودافئة:
نـاديـنـي.. قـولـي مـشـعـل

لطيفة بذات النبرة على ذات المستوى دون تغيير أو تذبذب: لو سمحت خلني أروح أسبح..ثم أروح لعيالي

أفلت يدها وهو يتأخر للخلف وبداخله وجع بات يثقل روحه
بينما هي ابتعدت لتختفي داخل الحمام..وبداخلها:
لا شــــــــــــيء!!!




******************************



بيت عبدالله بن مشعل
غرفة موضي
بين العصر والمغرب


لطيفة تتمدد على سرير موضي

موضي تجلس عند ساقيها وتدلكها
لطيفة تهمس بتعب: وشدارش إني محتاجة حد يهمزني.. تعبانة حدي

موضي بحنان: فديت قلبش توش من أسبوعين سقطتي.. بديتي فرارة عشان عرس مريم

لطيفة تبتسم: وش أسوي ماباقي إلا كم يوم على عرسها.. مافيه وقت
وأنا خلاص أصلا قربت أطهر..

موضي بتساؤل: بتعتمرون؟؟

لطيفة هزت كتفيها: ما أدري.. كيف مشعل

موضي ابتسمت: إلا تعالي قولي لي.. فارس وش سوى مع جدتي.. راكان كلمني وطلعت ماسمعت وش قال لها

لطيفة ضحكت: كل بعقلها حلاوة على قولت المصريين..

موضي ضحكت: جدتش ماحد يأكل بعقلها حلاوة.. هي خلته يمشي عليها وبمزاجها.. لأنها أصلا قلبها ما يقواها على فارس

لطيفة بتأثر: يالله ياكريم الله يهديه ويهدي مرته.. ونشوف عيالهم.. جدتي بتموت من الشِفقة على عيال فارس بالذات..

موضي بتأثر مشابه: آمين
ثم أردفت: زين ومن اللي جاي بعد لجدتي؟؟
يوم جيت بانزل قالت لي امي ارجعي.. فيه رجّال جاي يسلم على جدتش

لطيفة صمتت ثم أجابت بنبرة حاولت أن تكون طبيعية: حمد ولد خالي

موضي صمتت لثوانٍ ثم همست بطبيعية: حياه الله

لطيفة بعمق: من قلبش؟؟ تدرين اليوم يوم قلت لش إنه جا وطلعت عقبها..قعدت أضرب رأسي
أشلون أقول لش أنتي بالذات وأطلع كأني ما سويت شيء.. خفت عليش
وكنت بأرجع.. بس عقبها قلت يمكن الأحسن أخليش بروحش

تنهدت موضي: تدرين لطيفة اليوم الصبح يوم قلتي لي إنه جا
ارتبشت وطاح القلاس من يدي وتكسّر
وشريط حياتي المرعب معه يمر قدام عيني في دقيقة
لكن عقبها ماقعد في ذاكرتي غير راكان.. وحمد اختفى
ما أدري أشلون.. عمري ما توقعت إني ممكن أنسى اللي سواه حمد فيني
وكنت خايفة من رجعته وتأثيرها على نفسيتي..
لكن عقب مارجع
والله العظيم لطيفة حاسة إنه مجرد ولد خالي وولد عمتي.. نسيت حتى إنه كان زوجي
لأني ما أبي أكون زوجة لأحد غير راكان.. حتى في ذكرياتي
حمد هذا مسحته من ذاكرتي.. مسحته نهائي
ما أدري أشلون.. بس هذا تأثير راكان أكيد..

لطيفة بتأثر عميق ودمعة موجعة تفر من طرف عينها: تكلمين جد؟؟

موضي ابتسمت: تبين دليل

قالتها وهي تمد يدها لجيب بلوزتها اللاصقة وتسحب الجيب حتى اتسع ثم تظهر كتفها للطيفة
وتهمس بهدوء: هذا من حمد.. وعشان كذا كنت استحي أبدل قدامكم
لكن الحين عادي.. ما يهمني

لطيفة انتفضت بعنف كاسح.. و مدت يدها تلمس الأثر بوجع.. ثم احتضنت موضي بقوة وانخرطت في بكاء حاد

موضي بتأثر عميق: لطيفة تكفين مالي خلق أبكي.. ماني اليوم في مود أفلام هندية
وبعدين أنتي بالذات ما تعودت إنش تبكين.. لو مشاعل ماعليه أم دميعتين
بس أنتي لأ.. فلا تخليني أخورها الحين (يخورها= يفقد اتزانه)

لطيفة تتنهد وهي تلفت موضي: والله العظيم مبسوطة لش.. أنتي وراكان تستاهلون كل خير

موضي تبتسم لمجرد ذكر اسمه: فديت الطاري
أبي أغير في شكلي شوي قبل يجي.. بويش تنصحيني؟؟

لطيفة تبتسم وهي تمسح بقايا دموعها: عاد أنتي أخر من يعطى نصيحة في الكشخة
راجعة كشيخة وبقوة..
بس تبين نصيحتي؟؟... تحني.. أنتي مالحقتي تحنين في عرسش
تحني حنا من قلب.. اليد تحني لين عضدش.. والرجل لين تحت الركبة

موضي تضحك: زين ماقلتي لي اليد لين الكتف.. والرجل لين الفخذ

لطيفة بغيظ: والله أتكلم جد يالعبيطة

موضي تهز كتفيها وعيناها تلمعان: خلاص بكرة بأروح أصبغ شعري وأقصه قصة جديدة.... وعقب بأروح أتحنى..
يستاهل راكان.. جايب الذهبية

(هل هي الذهبية فقط ما أحضرها.. ياموضي؟!!!)



***************************





من مواضيع العاااالي مستواها
0 كيكة الدجاج بالطماط والبصل المحمر
0 بااركووا للعضوه (ااه ي بطني)ولدت
0 ((موضوعنا اليوم00نعمةالنسيااان00تفضلي))
0 ((تردين معرفت الجرام والملي كم يعادل بالكاس والملعقه00ادخلي))
0 مسيرة مديرة منتدى
0 ~~~ْْْتجمع أحلا عضوات,,للتعارف والتآلف,,وتبادل الخبراتْْْْ~~~
0 هذي مدري ايش كاتبه
0 141 قتيلا بقصف حمص
0 معزه تتحدى الاعاقه وتمشي
0 خلفيات للايفون 2012
0 مقتطفات من اختيار العاااالي مستواها لكم يالغاليات
0 الروووومااااانسسسسيه تدخل بببببس
0 قوانين قسم مولودك من 7-9شهوور
0 **العريكه لعيوووون رووووز**
0 طريقة عمل جلي طبقات
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-11-2011, 09:13 AM   المشاركة رقم: 117
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




سيارة فارس التي تدور في شوارع الدوحة دون هدف معين


فارس خرج من عند جدته بعد أن أرضاها
ولكنه هو ذاته يشعر بقلق متعاظم منذ أخبرته مريم بانهيار العنود
يريد الاطمئنان عليها.. فلِـمَ التردد وهو ما اعتاد التردد؟؟

تناول هاتفه واتصل بها
كانت في غرفتها تدرس.. أو تدعي إنها تدرس حتى لا ترى أحدا أو ترى نظرة شفقة في عين أحد تذكرها أن فارسا نبذها
وأن كبرياءه كان أهم من كرامتها
الكرامة متطلب حياة لكن الكبرياء ترف زائد
فترفه كان أهم من متطلباتها

كان الهاتف على السرير وهي تدرس على مكتبها
رن مرة.. وليس لها رغبة بالرد..
ثم رن الثانية
حينها نهضت بتثاقل لترى اسمه يضيء على الشاشة
لا تشعر بالنشوة.. ولا تشعر بالاضطراب.. ولا تشعر بالشوق
ولا أي من المشاعر التي كان يثيرها اسمه فيها
تشعر..... بالغضب .. الكثير من الغضب
(ويجرؤ على الاتصال بي الوقح؟!!)

أغلقت الاتصال

حينها اشتعل فارس غضبا
أوقف السيارة على جانب الطريق.. لأنه شعر أنه ماعاد يرى الطريق من احتكام غضبه
عاود الاتصال.. فعاودت الإغلاق في وجهه

حينها أرسل لها رسالة
"زين يا العنود
دواش عندي"

فأرسلت له
" أعلى مافي خيلك اركبه
ما تهمني أنت
ولا اللي بتسويه"


"أنا جايش الحين
وشوفي وش بأسوي"

العنود توترت
تعلم أنه سيفعلها
وهي أيضا تستطيع أن تتصل بوالدها وشقيقها مشعل لتخبرهما بتهديد فارس لها
ولكنها تعلم أنها ما أن تفعل ذلك حتى تحول مشكلتهما من شيء بينهما لمشكلة عائلية
وهذا ما لا تريده.. يكفيها أن تعيش هي التوتر وتتناساه حين تكون مع الآخرين
فلو عممت مشكلتها على الجميع
سيصبح الجو العام مشحونا وتعيش ضغطا متواصلا

تنهدت واتصلت به
فور انفتاح الخط همست من بين أسنانها: نعم

فارس بغضب مكتوم: أشلون تسكرين الخط في وجهي؟؟

العنود تحاول التسلح بالبرود رغم فشلها الذريع: والله حرية شخصية.. أكلم اللي أبي

فارس بغضب حاد: وبعد؟؟ مع شينه قوات عينه؟؟

العنود تتنهد: ليه فارس هو أنت بس اللي لك حق تعصب ويكون عندك كرامة
وغيرك تدوسه بأرجيلك ولا تهتم
ليش أساسا أرد عليك.. متوقعة منك كلام حلو عقب اللي سويته فيني اليوم؟؟
أنت خلاص ما تهمني.. انت اللي قطعت اللي بيننا أول وتالي..

فارس بغضب مرعب: زين العنود أنا أوريش

حينها انفجرت العنود: أنا أبي أعرف أنت على شنو شايف حالك
أنا ماني بجارية عندك تبيعني وتشتريني
ضربتني بدون سبب وحتى الاعتذار ورد كرامتي استكثرته علي
اللي تبي تسويه سوه.. أنا في بيت محمد بن مشعل
فكر بس تفكير إنك تدهم حرمة البيت عشان تشوف اللي بيصير لك
والله إن قد تعيف تكبّارك اللي على غير سنع وتعرف قدرك

فارس لم يعد يرى من الغضب فعلا وهو يكاد يحطم الهاتف بين أنامله:
اقطعي واخسي قدام أقص لسانش.. والله إنش خسارة فيش المحبة والحشيمة

العنود بغضب مشابه: وش في يدك؟؟
بيتك وطلعت منه.. تبي تطلقني؟؟ طلقني
وبعدين وش محبته وش حشيمته؟؟
الله يلعن أبو الحب اللي تعرفه.. أنت ما تحب حد غير نفسك
خلك مع نفسك وحبها على كيفك

فارس أنهى الاتصال لأنه خشي من شدة غضبه أن يتهور ويطلقها فعلا
حبه العميق لها بقي الحاجز الأخير الذي منعه من الانغماس في تيار الغضب


كلاهما ينتفض غضبا في مكانه
فارس في سيارته
والعنود تدور في غرفتها
وحزن أكثر عمقا يتجذر في قلب الاثنين
والهوة بينهما تتسع أكثر وأكثر




*************************



بعد يومين
يوم الاثنين
يوم عودة راكان


موضي متوترة تماما..
مشتاقة.. بل نضجت من الاشتياق.. لم تتوقع أن افتقادها له سيكون موجعا هكذا
تبدو كل رحابة الأرض أضيق من فتحة إبرة بعيدا عن رحابة وجوده..
اشتياقها له غريب..عميق.. مختلف
أ هكذا يكون اشتياق الأصحاب للأصحاب؟!!

موضي لا تفكر مطلقا بتجاوز حدودها معه
فهي وإن كانت تجاوزت وبنجاح غير متوقع مأساتها مع حمد.. وعودة حمد هي من فتحت الباب لهذا التجاوز
وهي تعلم بعودته بل وتلمحه وهو خارج من بيت والدها ولا تثير عودته لديها أي مشاعر.. فمشاعرها كلها تنبض اهتماما براكان فقط
فراكان وحضور راكان احتلا كل مسامحات قلبها وتفكيرها وماعاد هناك مجال لتفكر بسواه
ولكنها تتذكر أن راكان قال لها في بداية زواجهما أن الوجود الأنثوي لا يهمه ولا يستهويه.. وهناك شبح حبيبة بينهما.. شبح يؤلمها بوحشية
فبأي وجه تستطيع فرض نفسها عليه؟!!
ألا يكفي أنه تزوجها بناء على طلبها وشروطها التي لولا أنها ناسبته لم يكن ليوافق عليها
فكيف تحاول تغييرها الآن؟!!
راكان يستحق كل الاحترام والتقدير.. وهذا ما يجب أن تحرص عليه

موضي أنهت ترتيب بيتها وتبخيره وتعطيره.. استحمت وهاهي تكوي شعرها أمام المرآة وهي تنظر لنقوش الحناء الدقيقة والمبهرة على ذراعيها الناعمين
و للون شعرها الجديد وقصته الجديدة التي ناسبتها تماما
تدريج خفيف لشعرها على نفس طوله.. ومع كثافة شعرها ونعومته بدا التدريج كأمواج بحر من الشيكولاته والكراميل اللونين اللذين ناسبا القصة ولون بشرتها لأبعد حد



*************************


صباح واشنطن
شقة مشعل بن عبدالله


هيا ترتب غرفة مشعل الذي يحتسي قهوته في الصالة ويراجع الفصول الأخيرة من أطروحته

هيا تتناول جاكيته لتعلقه ولكنها تنفضه أولا وتمسحه
فوجئت بوجود شعرة شقراء متوسطة الطول على الجاكيت
تنهدت هيا بعمق.. وهي تعد للعشرة
فهي تعرف أنها تصبح مجنونة حين يتعلق الأمر بغيرتها على مشعل
حين وصلت للرقم عشرة تنهدت بعمق أكبر
مشعل يستحيل أن يفعل أي شيء من هذا القبيل
حتى لو لم يكن لها هي أهمية عنده.. فمشعل شديد التدين والحرص على كل ما يتعلق بدينه.. ويستحيل أن ينحدر لهذا المستوى
قد تكون الشعرة التصقت به مع الزحام.. أو شعرة نادلة وقفت جواره لتضع طلبا ما على طاولته
أو أي شيء آخر

ولكنها حتى تقطع السبيل على الشيطان ووسوسته.. تناولت الجاكيت وخرجت به لمشعل

همست بحنو: حبيبي بدون ما تعصب علي.. تدري هذي جات من وين؟؟

قالتها وهي ترفع الشعرة عن الجاكيت

مشعل ابتسم: والله كني شايف ذا الحركة في فيلم عربي مـــغــبـــر أيام الأسود والأبيض
والشعرة لازم تكون شقراء عشان تبين عدل
وعقبها بكرة بعد تقعدين تدورين روج على ياقات القمصان .. وتشمين ثيابي تدورين ريحة عطر نسائي عشان تسوين الجزء الثاني من الفيلم

هيا ألقت الجاكيت على الكرسي وهي تهمس بغيظ: تدري إنك بايخ
وتدري إني أغير عليك فلا تحرق أعصابي

مشعل وقف واحتضنها بعمق: وانتي تدرين إني أموت عليش
والشعرة والله العظيم ما أدري من وين جات
أكيد لصقت فيني مع الزحمة
أول كان ممكن أقبل منش ذا التفكير
بس ذا الحين لا.. لا يأم سلطان
تشكين في أبو سلطان؟!!



*************************



مجلس آل مشعل
بعد صلاة العشاء
عشاء ضخم وحاشد والمجلس ممتلئ عن آخره بالرجال

الليلة عودة راكان
وكان هناك استقبال حاشد له في المطار
ورابطة المشجعين أعدوا له مسيرة سارت من المطار إلى الكورنيش إلى مقر نادي الرماية حيث انتهت

وهاهو على وشك الوصول من نادي الرماية
لم يغب أحدا مطلقا من أهلهم ومعارفهم
حتى حمد كان موجودا
حمد خلال الأيام الماضية زار أخواله وجدته وطلب سماح خاله عبدالله واعتذر له بحرارة
وكان عشائه عند خاله البارحة ولكنه لم يكن مرتاحا مطلقا.. ففارس ومشعل كلاهما كانا ينظران له شزرا
وهما يتذكران منظر موضي قبل عدة أشهر محطمة الأضلاع في المستشفى
وكأنهما يتحرقان لإفراغ غضب ما فيه
غضب قد لا يكون له هو ذنب فعلي فيه

لذا كان حمد لا يريد الحضور اليوم.. فآخر ما ينقصه هو مقابلة راكان والنظر في عينيه
ولكن والده أصر عليه..
ألف شعور متقلب يغزو روحه
الغيرة والحزن واليأس والاهانة والألم


راكان مع فارس في السيارة
ويسأله عن أخبار الأهل جميعهم

فارس بهدوء: كلهم طيبين

راكان بهدوء حذر: العنود رجعت لبيتها؟؟

فارس بهدوء: مالك لوا

راكان بهدوء: ومطولين كذا؟؟

فارس يريد إغلاق الموضوع: الله يجيب خير

راكان فهم رغبته في إنهاء الحديث فهمس بهدوء: أشلون أمي هيا؟؟

ابتسم فارس: أنت ليش ما تجيبها من الآخر.. وتقول أشلون موضي؟؟

ابتسم راكان: يانظر عيني موضي كلمتها أول ما نزلت من الطيارة.. ما أنتظر أخذ علومها من جنابك

فارس بابتسامة: الله يديم عليكم المودة..
ثم أردف بمرح: أما موضي صارت تحفة
اسمك ما يطيح من لسانها.. راكان فديته كذا وراكان فديته كذا
حتى لو مالك خص في السالفة لازم تدخلك.. حتى لو الكلام عن رياضة الجمباز وإلا عن طبخ الكبسة.. بتدخلك بتدخلك

راكان باستغراب لم يظهر في صوته الهادئ: موضي؟؟

فارس يبتسم: إيه موضي حرمكم المصون
ثم أردف بهدوء: يالله وصلنا انزل

راكان يبتسم: ماشاء الله وش ذا السيارات كلها..

فارس بهدوء: مشعل مسوي لك عشاء كبير وماخلا حد ما عزمه
ثم أردف بحذر: وترى ولد عمتك رجع من دورته.. ويمكن يكون موجود

راكان بحدة حاول أن يكتمها رغم أن لون وجهه تغير: أي ولد عمتي؟؟

فارس يفتح الباب ويستعد للنزول:
ليه عندك غيره؟!!
حــــمـــد بن جـــابـــــر




#أنفاس_قطر#
.





من مواضيع العاااالي مستواها
0 اااانااااااجيييييت يالغاليااااات
0 (((طريقتي في سلطة الزيتون)))
0 (هنا مسابقة شهر رمضان00للمعجنات والحلويات)
0 صينية الارز بالخضارواللحم المفرووم
0 كن قوياً لالالالالا تكن ضعيفاً
0 "المغامسي"يبكي تأثرا بجوع غفيره تدافعت للسلام عليه
0 ((اليوتووب الشعري00تفضلي ضعي بصمتك هنااا))
0 من كل بحر قطره ادخلي وشوفي
0 تعزيه لسموةالشوق
0 ازياء بنات صغار 2012 Fashion Girls
0 (((تجهيزاااات قممممة البراااائه)))
0 (((صينية الخضار على طريقتي)))
0 ازرع ثقتك بنفسك00
0 شكر خاص
0 السعوديه تبداء تطبق قرارمنع العمل تحت الشمس
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-11-2011, 09:14 AM   المشاركة رقم: 118
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




أسى الهجران/ الجزء الثامن والتسعون



مجلس آل مشعل
بعد صلاة العشاء

راكان يدخل للمجلس
ويقف الجميع للسلام عليه

بينما مشعل بعد أن سلم عليه.. خرج لخارج المجلس واستخرج مسدسه من جيبه وأفرغ المشط كاملا في الهواء احتفالا براكان

راكان كان يسلم على الرجال ويستقبل تهانيهم وسلاماتهم بينما عيناه تبحثان عن وجه ما
حتى التقت العينان بالعينين
تم السلام بصورة طبيعية لم تلفت انتباه أحد
ولكن النظرات لم تكن طبيعية مطلقا
خليط من غضب حاد وغيرة موجعة

كلاهما يعرفان تماما قيمة المرأة التي خسرها أحدهما وكسبها الآخر
خسارة فادحة لأحدهما.. وربح مبتور للآخر

ولكن كلاهما قررا أن يكبرا عقليهما
حتى لا ينقلا مشاعرهما للعلن
فبينهما قرابة ويحكمهما العرف
جلسا كلاهما وفي مكانين متباعدين
وكل واحد يغرق في مشاعر عميقة من الوجع

حمد كان يحاول تجاوز كل هذا
موضي لم تعد له.. ولن تصبح له يوما.. شعور مؤلم وجارح لأبعد حد ولكن لابد من تجاوزه
تكفيه حاليا فرحة صغيراته الثلاث به
يريد أن يعوضهن عن كل حرمان
أن يشعرهن بأبوته وأخوته.. أن يدللهن كما يستحققن منه

ولكن مشاعر راكان كانت أكثر تعقيدا وألما ووحشية
كان ينظر لحمد وهو يود انتزاعه من مكانه وتحطيم وجهه ونسف هذه الابتسامة الرتيبة التي يرسمها على وجهه

(تزوج موضي لأربع سنوات
كم مرة لمسها خلال هذه السنوات؟!! وكم مرة ضربها؟!!
كم قبلة قبلها؟!! وكم مرة أدمى شفتيها بصفعاته؟!!
كم مرة أمسك بأناملها بين يديه؟!! وكم مرة اعتصر أناملها بقسوة؟!!
كم مرة مسح على شعرها؟!! وكم مرة مزّق شعرها؟!!)

راكان يكاد يجن من هذه الافكار.. يحترق.. يتناثر.. وجعا وغيرة وألما

(حمد يبتسم بينما موضي مازالت تعاني مما فعله بها
سأراها بعد قليل لأجدها تلتف مني وتخفي المها عني
وهي ترى نفسها امرأة ناقصة لابد أن تخفي عيوبها
بعد أن سلبها هذا الحقير ثقتها بنفسها
وامتهن روحها وجسدها
جسدها الذي يستنـزفني الاشتياق له.. بينما هي تراه أقل مما استحق بعد أن ترك ذلك الحيوان آثار ضربه عليه)

راكان حينما وصلت أفكاره لهذا المستوى بدت قبضته تتقلص بشدة وهو يحاول السيطرة على نفسه

"وش فيك راكان؟"

راكان يجاوب الجالس جواره بهدوء ظاهري: مافيني شيء أحمد؟؟

أحمد بمودة: زين طال عمرك.. أنا لازم أستاذن..
سمو الأمير الله يحفظه بيسافر عقب يومين للكويت
والليلة عندنا اجتماع عشان اللي بيسافرون الفجر في الوفد المرافق اللي بيوصل قبل سموه

راكان بحزم: انتظرني.. والله ماتروح لين تعشى..
ثم بأروح معك.. عندي أصلا شنطة مجهزة في الديوان لحالات الطوارئ

أحمد باستغراب: وين تروح معي؟؟ توك واصل ما حتى ارتحت

راكان بحزم شديد: قلت لك انتظرني

أحمد هز رأسه إيجابا فهو يعرف راكان ومادام أصر فلا شيء سيردعه

راكان كان في رأسه تفكير مختلف.. فهو غاضب.. غاضب لأبعد حد
ويخشى أن يفجر غضبه في موضي.. حين يرى انكسارها الذي سيذكره بما فعله بها الجالس أمامه
لن يحتمل المزيد من انكسارها.. ولا ترهات نقصها.. ولا خوفها على جسدها ومن جسدها
يخشى أن يؤذيها أو يجرحها
وهو يود أن يكتوي بنار اشتياقه لرؤية عينيها التي رافقته حتى في أحلامه في الأيام الماضية
ولا أن يسبب لها أدنى أذى
لذا قرر أن يسافر حتى تهدأ أعصابه..
قرر أن يحرم نفسه من رؤيتها خوفا من مجرد فكرة أن يجرحها


بعد العشاء خرج أحمد لسيارته
وراكان همس لوالده وشقيقة مشعل أن هناك سفرا مفاجئا يستلزم ذهابه الآن
ولن يتأخر.. سيعود قبل زواج مريم
الذي سيكون الخميس بعد 3 أيام
ثم خرج للحاق بأحمد الذي كان يستعجل راكان لأنهما تأخرا كثيرا



**************************



قسم راكان
الساعة الواحدة بعد منتصف الليل


موضي لم تعد تستطع الجلوس قلقا واشتياقا
فراكان تأخر عليها ولم يتصل بها حتى
أعصابها تكاد تتلف

وأخيرا رن هاتفها
التقتطه بلهفة موجعة: وينك راكان؟؟

رنة اللهفة في صوتها آلمته لأبعد حد.. همس بحنان: سامحيني موضي
بس ما أقدر أجي

موضي برعب: ليش؟؟ فيك شيء؟؟

شعر بألم أكبر من أجلها وليس من أجل نفسه: لا والله مافيني شيء.. سالم
أنا الحين في الديوان.. وباطلع للكويت

لم يعطها أسبابا ولا تفاصيل.. فهو لا يريد اخبارها بالحقيقة وفي ذات الوقت لا يريد الكذب عليها
صمتت موضي بألم بالغ..
لم يخطر ببالها أنه قد يكون هاربا منها ولأجلها
كل مافكرت به هو احترام ظروف عمله حتى لو على حساب نفسها ومشاعرها واشتياقها الذي تشعر به الآن يمزقها بوحشية

حاولت أن تبتسم: دامك سالم.. كل شيء يهون

همس لها بحنان مصفى: تبين شيء؟؟ قاصرش شيء؟؟
أنا ماني بمتأخر.. قبل زواج مريم باجي إن شاء الله

همست بألم لم تستطع اخفائه: كنت أبي أقول لك باشتاق لك
بس ما أقدر أقولها.. لأن كل الشوق اللي عندي خلص
تكفى راكان ما تتأخر

راكان تسلل لروحه إحساس عميق بالندم.. هو أيضا استنفذ كل الشوق الذي في العالم
فهل سيصبر لعدة أيام بعد؟؟
همس لها بمودة: ماني بمتأخر.. أدري ما تقدرين ترجعين بيت عمي الحين
نادي العنود تنام عندش.. زين؟؟

فهمست له بمودة أعمق: إن شاء الله.. وكلمني أول ماتوصل.. ترا ماني براقدة لين تكلمني

فهمس لها بقلق رقيق: لا موضي نامي.. وأنا بارسل لش مسج

موضي بعذوبة موجعة: مستحيل يجيني نوم.. ناطرتك

طوال الأيام التي مضت من زواجهما اعترفا بصراحة وأريحية وعمق بكل المشاعر التي قد تكون بين العشاق
بل وصلا فيها حدها الأقصى.. الأقصى
الشوق.. الولع.. اللوعة.. الاحتياج
ولكنهما مازالا يعتقدان أن ما بينهما محض مشاعر ود كالتي تكون بين الأصدقاء
مازالا كلاهما بعيدين عن الاعتراف بحقيقة الشعور الذي بات يجمعهما بل يمزج بينهما بكل العنف والقوة والعنفوان


انتهى الاتصال
وموضي سمحت لأنهار دموعها المحبوسة بالانهمار
عميق هو هذا الألم الذي تشعر به
تشعر أن قلبها يؤلمها فعليا.. وكأن أحدا يعتصر قلبها بيده بقسوة لتنبثق دمائها من بين أنامله

اقتربت من المرآة لتزيل مشابك الكرستال من غرتها
كانت تنتزعها بأسى عميق.. وهي تنظر في المرآة الطويلة لتعبها الطويل في التأنق الذي ذهب هباء دون أن يراه
زينتها المتقنة التي اختلطت بدموعها.. لمعان شفتيها وكحل عينيها
تسريحتها الأنيقة التي أبرزت القصة الجديدة ولونها بشكل بديع
تنظر حتى لصندلها الكريستالي الذي أضفى لنقوش الحناء على قدميها ألقا مثيرا
و تنظر بذات الأسى لفستانها الأسود القصير الذي يصل لأسفل ركبتيها
في طراز روماني معلق في أحد الأكتاف بخطوط رفيعة من الكريستال
بينما يكشف الطرف الآخر عن
كتفها المصابة
كـــــــامــــلــــــة!!!



*******************************





من مواضيع العاااالي مستواها
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-11-2011, 09:42 AM   المشاركة رقم: 119
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




باريس
منتصف الليل
شارع الشانزلزيه
شارع العرب المفضل في باريس
والذي أخذ كثيرا من طباعهم وحبهم للسهر والاستعراض


مشاعل تتأبط ذراع ناصر وتهمس برقة: تدري قبل سنتين جابنا مشعل هنا أنا وسلطان وريم
بس ذا المرة عندي غير.. والله غير

ناصر يبتسم: ليه أنتي تبين تقارنين خوتي بخوة مشعل أبو دم ثقيل وإلا سليطين الأذوة؟؟

مشاعل قرصته في ذراعه وهي تهمس بغضب رقيق: حدك ناصر.. كله ولا أخواني

ناصر يدعك القرصة رغم أنه لم يشعر بها حتى.. ويهمس بمرح: يمه.. تصير نمرة مفترسة عند أخوانها..
أمزح أمزح.. أخوانش على رأسي.. وحتى سواقكم وراعي البقالة اللي ناحية بيتكم.. ولا يهمش

مشاعل تبتسم: مليغ

ناصر يبتسم: مليغ بس يحبش

مشاعل تهمس له: وأنا أحب المليغ مع أنه مايستاهل
ثم أردفت برقة: متى نرجع حبيبي؟؟

ناصر بابتسامة: تونا واصلين قبل أمس.. زهقتي مني؟؟
توش تقولين باريس معي غير

مشاعل بخجل: حرام عليك مهوب قصدي.. أنا بس عشان أبي أشتري لمريم هدية عدلة.. وأبي أعرف كم بنقعد
وأبي أشتري للبنات كلهم بعد..

ناصر يضحك: إلا العنود

مشاعل باستغراب باسم: أمحق أخ.. ليش يعني؟؟

ناصر يبتسم: تأديبا لها عشان ماتبي ترجع لفارس.. حرقت قلب الولد

مشاعل ترفع حاجبها: ياسلام وأنت بتصف مع حزب الرياجيل حتى على أختك

ناصر بحنان: فديتها أختي.. هي صحيح دلوعة.. بس والله ما شفت أذرب منها ولا آدب.. ولا أطيب من قلبها وسموحة خاطرها
بس أنا مايهون علي فارس.. أدري إنه متولع فيها

مشاعل تشدد احتضانها لعضده وهي تضع رأسها عليه: والعنود متولعة فيه...و هي ورجالها يعرفون يحلون مشاكلهم
مثل ماانحل اللي بيننا.. مصير اللي بينهم ينحل إن شاء الله

ناصر بحنان: ليه هو كل الحريم مثلش؟!! مافيه مثلش ياقلبي

مشاعل ببعض حزن: إلا قلها بصراحة.. أنت اللي مافيه مثلك
بس أنا جننتك
تدري ناصر أنا أقرب وحدة في خواتي لأمي.. ودايما تدعي لي
والأكيد ياناصر إنك أنت بركة دعاء أمي لي.. الله خلاك من نصيبي
الله لا يحرمني منك.. والله مثلك في الرياجيل مافيه



************************


واشنطن
شقة مشعل
بعد صلاة العصر


هيا صلت العصر
ثم انشغلت في إعادة ترتيب ملابس مشعل وكتبه فهي انتهى وحمها من غرفته منذ عدة أيام
وعادت للنوم فيها منذ أيام فقط وهي ترى أن الكثير من الأشياء يحتاج للترتيب
بعد أن كانت تترك له سلة الملابس المكوية على باب غرفته ليدخلها بنفسه
لذا كان كل الترتيب يفتقد لمستها الحانية الدقيقة

رن هاتفها
ابتسمت: أهلا مدام يوسف

باكينام بابتسامة تخفي بها حزن غير مفهوم: هو يوسف فاكر المدام أصلا

هيا بابتسامة خبيثة: بعده ما أتصل من يوم خذش من عندي قبل أمس

باكينام تنهدت: اتصل امبارح..كلمتين وئفل
ازيك؟؟ عاوزة حاجة؟؟
وبس

هيا بابتسامة متسعة: والله العظيم حرام عليش اللي تسوينه في نفسش وفي المسكين

باكينام بألم تخفيه بابتسامة: أعمل فيه الجزمة الئديمة اللي في دماغي على ئولتك
ثم أردفت: سيبك مني أنا ويوسف.. تيجي تزوريني؟؟ هاطئ من جنابي

هيا تضحك: تطئي ما تطئي.. ما أقدر.. عندي ترتيب كثير لازم أخلصه

باكينام باستعجال عفوي: هاكلمك بعدين ونتفاهم.. الجرس بيضرب.. يارب يوسف

هيا تضحك على جنون باكينام المستعصي وهي تعود للترتيب

"هاه ما أسرع سويتي الجزء الثاني.. بديتي تدورين الروج والعطر؟!!"

صوته المرح العميق قاطع ترتيبها

التفتت للقامة المديدة التي تتسند على الباب وابتسمت: سخيف.. والله العظيم حدك سخيف

اقترب منها وهي تجلس على الأرض وترتب..أوقفها بحنو وخفة وهمس لها بحنان مصفى:
لا عاد تجلسين على الأرض كذا.. هذا أولا
ثانيا: يا ويلش تقولين سخيف ذي مرة ثانية

هيا تبتسم برقة: وأنا وش أسوي يوم تستفز أعصابي يعني.. ماعندي إلا ذا اللسان
هذا أولا
ثانيا: خلصنا من الجزء الأول والثاني.. أبي أرتب ذا العفيسة اللي اسمها غرفة
ثم أردفت بمرح وهي تقبل عضده: لكن إن لقيت شي من اللي أنت تقوله
خل عمتي أم مشعل ترحم على روحك بس



**************************



ليل الدوحة المتأخر
بيت محمد بن مشعل

غرفة مريم

مريم صلت قيامها.. وأنهت وردها.. وتمددت تريد النوم
ولكنها سمعت الخطوات الرقيقة إياها التي تسهرها كل ليلة

ابتسمت مريم: الله كاتب علي الشقا كل ليلة
كنت مرتاحة منش يوم كنتي عند فارس

كان الرد قفزة ناعمة لجوارها.. ثم جسد لين معطر يتمدد في حضنها
وهي تهمس بمرح عفوي: شأسوي أنا وحدة تعودت أنام في حضن
أول أنتي
ثم فارس.. وفارس بعد مهوب أي حضن.. طول الليل خانقني.. ما يخليني أبعد عنه حتى سانتي واحد
تعودت ما أنام إلا مخنوقة

همست لها مريم بحنان وهي تحتضنها برقة: اشتقتي له؟؟

تصلب جسد العنود وشعرت مريم بذلك والعنود تهمس بحدة: لا ما اشتقت له.. يخسي
ثم تنهدت وهي تسيطر على أعصابها: لكن باشتاق لش انتي عقب كم يوم

حينها تصلب جسد مريم لتشعر العنود بهذا التصلب وتهمس لها بحنان لتزيل توترها: ترا سعد والله يجنن
شفت صوره عند عمتي أم فارس.. ياي يامريم.. وش ذا الرزة؟؟ وش ذا الثقل؟؟
وإلا شكله في اللبس العسكري وااااااو.. وااااااااااو يطير العقل

كانت العنود مستغرقة في وصف سعد الذي كان فيه جزء من الحقيقة وأجزاء من المبالغة تحاول بها تنحية المشاعر السلبية عن مريم
حينها مريم قاطعتها وهي تهمس بهدوء: العنود ترا شكله ما يهمني.. حتى لو كان أبشع رجّال في العالم.. أنا وش يهمني؟؟ بأشوفه يعني؟؟
حتى أخلاقه.. أدري الكل يمدحه.. لكن الرجّال مع مرته غير..
والشيء الثاني أخاف إني أنا اللي ما أعرف أشلون أتعامل معه

العنود تبتسم: أنتي بس خليه لين يشوفش ويعرفش.. والله لا تضيع علومه أول وتالي
ريحي أعصابش ولا تتوترين.. ماباقي على عرسش شيء

كانا في حوارهما حين رن هاتف العنود.. كانت موضي تطلب منها أن تنام عندها
وتخبرها أنها ستفتح الباب وتنتظرها عنده

همست العنود لمريم: الله ريحش من إزعاجي.. بأروح أقط غثاي على موضي

مريم بتساؤل: إلا صدق راكان ليش مامر علينا حتى قبل يسافر مرة ثانية؟؟

العنود تستعد للخروج: سافر مع الديوان مستعجل.. اتصل في أمي وقالها



***************************


قبل ذلك بعدة ساعات
بيت جابر بن حمد

غرفة معالي حيث كانت تجتمع هي وشقيقتيها ويدور بينهما حواراتهما المعتادة
بين الدراسة والتعليقات

كان الباب مفتوحا.. وأصواتهن عالية
دخل عليهن حمد الذي كان عائدا من العشاء ومتوجها لغرفته.. وجذب انتباهه الصوت
صمتن ثلاثتهن بتوتر.. خفن أن يؤنبهن أو يوبخهن على علو أصواتهن

ابتسم: أما أشكالكم وانتو عويناتكم ترمش من الخوف تونس

معالي بنصف ابتسامة: والله خايفين تدبغنا على الأصوات الجهورية الجميلة اللي كان لي أنا النصيب الأكبر منها

حمد توجه لسريرها وجلس جوارها ثم احتضن كتفيها بحنان: تستاهلين من يدبغش ويكوفنش شوي.. بس ذا المرة سماح

قفزت معالي لتخلع نظارته ثم تقبل عينيه: جعل عيونك الأربع كلها سالمة

حمد يضحك: احشميني يا بنت.. أنا بو أربع عيون

معالي تنظر للنظارة في يدها وتشير لها وهي تهمس بمرح: والله أنا ماقلته.. هذي تقوله

حمد يلتفت لعلياء وعالية الصامتين: وهذولا وشفيهم كنهم عجايز ماكول عشاهم
وإلا معالي محرمة عليكم الكلام..؟!
وإلا أكيد خلصت الحكي عليكم؟!!

الاثنتان في نفس الوقت: لا والله فديتك

أشار حمد للناحية الأخرى جواره لتجلسا فيها كلتاهما ثم همس بهدوء أبوي:
أشرايكم أوديكم ذا الويكند أي مكان تبونه؟!!

الثلاث صرخن في وقت واحد: أي مكان؟؟

حمد بابتسامة: خرقتوا أذني.. إيه أي مكان
الشاليهات.. دبي.. البحرين.. الخبر
أي مكان

معالي تهمس قبلهم: هذي تبي لها تفكير.. ممكن؟؟

حمد يهمس لهن بحنان: لا ما تبي لها تفكير.. لأنه كل أسبوع بأوديكم مكان
فاللي منتو بجاينه ذا الأسبوع تجونه الأسبوع الجاي

الثلاث بتأثر: صدق حمد..؟!!

الفتيات الثلاث كان سفرهن نادرا.. فوالدهن رغم استطاعته المادية ولكنه رجل كبير في السن.. ويخاف أن يسافر بهن إلى أي مكان..
وحمد طوال عمره كان لاهيا في عوالمه.. بل حتى في داخل قطر هناك الكثير من الأمكنة اللاتي لم يزرنها والتي تحتاج لوجود رجل معهن
ووالدتهن بحرصها الشديد عليهن كانت تبالغ في الخوف عليهن
لذا كن دائما يشعرن بنقص ما.. وهن محرومات من رفقة شقيق لهن ككل الفتيات..
لم تكن السفرة تهمهن بقدر فرحتهن باهتمام شقيقهن بهن


حمد أجاب بحنان مصفى: أكيد صدق
ومن الحين فكروا في المكان اللي تبونه عشان سفرة الصيف اللي بتكون طويلة طويلة
تدللوا بس!!!



*************************************



قسم راكان
قبل أذان الفجر


الفتاتان مازالتا ساهرتان تتحدثان
تتمددان على السرير
موضي كانت قد أخذت إجازة في الغد على اعتبار عودة راكان
والعنود ليس لديها سوى محاضرة واحدة عصرا
لذا قررتا ألا تناما إلا بعد الصلاة

العنود تهمس لموضي: موضي الأكل اللي برا شلتيه أو لا؟؟

موضي تبتسم: أكيد شلته

العنود بابتسامة: أما راكان ذا ماله في الطيب نصيب.. فاته ذا الحلويات كلها
أحس بطني بينفجر من كثر ما كلت

موضي بعذوبة: فيه عوافي ربي لبطنش

العنود برقة: بس أنتي ماكلتي شيء

موضي بهدوء: والله ماني بمشتهية..
وعلى فكرة ترا الحلو اللي عجبش.. يحبه فارس موت

همست العنود بألم غريب: أدري.. أنا صرت أحبه من عقبه

موضي برقة: ولمتى والوضع على ماهو عليه؟؟

العنود برجاء عميق: تكفين موضي قفلي ذا الموضوع
ثم أردفت وهي تمسك ذراع موضي: أما الحناء عليش خيال صراحة
خسارة إن راكان ماشافه
ويوم يرجع بيكون بهت.. حرام والله

موضي تبتسم بألم: جعل الحنا وراعيته فدوتن له.. مايهم..

العنود تبتسم: ياسلام على العشاق اللي على مستوى عالي

موضي شهقت بعفوية: عشاق؟؟

العنود ضحكت برقة: عدال على اللي تخرعت.. إيه العشاق.. وإلا بتسوين روحش مستحية علي

ارتبكت موضي ولكنها همست بطبيعية ومرح مصطنعين: تحشمي عنودة..
هذا شيء ما تعرفينه.. إذا كبرتي شوي قلت لش

موضي صمتت
وكلمة "عشاق" ترن في رأسها كالمطارق
"عشاق" أم "أصحاب" ؟!!
عشاق؟!
أصحاب؟!
عشاق؟!
أصحاب؟!



**************************



اليوم التالي
قبل صلاة الظهر بساعة


موضي صحت من نومها قبل العنود
تنظر للفتنة الطاغية النائمة بجوارها..وتبتسم
(ما ألوم فارس بيستخف عليها
شوفتها حتى وهي نايمة تفتح النفس)

ثم شهقت وهي يخطر ببالها شيء
( فارس يبي يشوفها.. وهذي أحسن فرصة
خلني اتصل له)

نهضت بهاتفها وخرجت للصالة
اتصلت بفارس

فارس بهدوء: هلا والله بالشيخة موضي

موضي تبتسم: وهلا والله بالشيخ فارس.. وينك؟؟

فارس بثبات: في الشغل

موضي بخبث رقيق: تقدر تجيني خلال نص ساعة

فارس بنخوة: أفا عليش.. أقدر.. آمريني

موضي تبتسم: فازع الأخ.. مشكور ما نبي فزعة
تعال عشان أوريك مرتك اللي نايمة عندي البارحة

فارس تنهد وهو يهمس بثقة: ما أقدر أجي

موضي باستغراب: مهوب توك قبل يومين.. تقول أبي أشوفها أسرع وقت

فارس بثبات حازم: هذاك قبل يومين.. أشياء كثيرة تغير خلال يومين
مشكورة وما أبي أشوفها

موضي هزت كتفيها: كيفك

فارس أغلق هاتفه وهو يسب كبريائه المقيت.. كم هو مشتاق لها!!
كم هو مشتاق!!
يكاد يذوب اشتياقا
ولكن يستحيل أن يعبر لها عن اشتياقه بعد كلامها الحاد معه في مكالمتهما الأخيرة
فإن كانت غاضبة منه
فهو الآن غاضب منها



*****************************



بعد ثلاثة أيام
يوم الخميس
يوم زواج مريم
بيت محمد بن مشعل


الترتيبات على قدم ساق في كل أرجاء البيت
لطيفة تقود الترتيبات تساعدها موضي وأم فارس
والجو مازال منعشا لطيفا وخصوصا في الليل لذا تقرر ترتيب الحديقة الشاسعة خلف المنزل للحدث

موضي ولطيفة تغطيان وجيههما بالأجلة من فوق النقابات لإبعاد أشعة الشمس
ولطيفة تهمس: خلينا نخلص قبل الصلاة

تهمس موضي: هاه..صرتي تصلين ؟؟

لطيفة بهدوء: الحمدلله.. أصلي من البارحة

موضي خطر لها خاطر صادم وبصورة مفاجئة
فهي للتو انتبهت لشيء ما
حين سألت لطيفة إن كانت تصلي الآن
فأجابتها لطيفة بالإيجاب
انتبهت أنها تصلي منذ وقت طويل دون انقطاع
تذكرت أن آخر دورة جأتها كانت في لندن قبل أكثر من 6 أسابيع
لا تعلم كيف لم تنتبه قبلا
انشغل تفكيرها بالكثير من الأشياء
راكان وعملها ثم بطولة راكان ثم مساعدة لطيفة في التجهيز لمريم
توتر عميق اغتالها
أ يعقل؟؟
أ يــعــقــل؟؟
أ يــــعــــقــــل؟؟

حتى أنها في الأيام الاخيرة ماعادت تشتهي الطعام
بل ورجعت مرتين
كيف لم تربط؟؟ كيف؟؟
هي أرجعت ذلك لغياب راكان.. وتأثرها لغيابه
لأنها لم يخطر ببالها ولا حتى لجزء من الثانية
ولا للحظة
أنها ربما تكون

حــــــــــــامـــــــــل


شعرت أنها عاجزة عن الوقوف
فجلست على أحد المقاعد

همست لطيفة بقلق: موضي وش فيش؟؟

موضي بنبرة حاولت أن تكون طبيعية: مافيني شيء..خلينا ندخل داخل

موضي لا تريد أن تخبر أحدا حتى تتأكد
بل إذا تأكدت.. لن تخبر أحدا أيضا

تشعر بخجل كاسح
وترقب موجع
تخشى أن تكون حاملا
وتخشى أكثر ألا تكون

تخشى أن تكون حاملا لأنها لا تريد أن تربط راكان بها وكأن الله عز وجل يعاقبه على تهوره لليلة واحدة
فربما كان لراكان مخططات أخرى بعيدا عنها
ربما كان يريد زوجة أخرى هي من تكمل معه حياته.. وتكون هي أم أولاده
تبدو الفكرة متوحشة لها في قسوتها.. ولكنها من أجل راكان قد تفكر بكل شيء


وتخشى ألا تكون حاملا
فالبنون هم نعمة عظيمة من الله.. فكيف وهذا الطفل هو بعض من رائحة راكان ستنمو في أحشائها؟!!!
منذ خطرت الفكرة ببالها وهي تمسح بطنها بيدها بسعادة غريبة موجعة

(أ يعقل أن أصبح أما
ولطفل يكون والده راكان
أي طفل رائع سيكون؟!!
تكفيه جينات راكان ليكون الطفل الأروع في العالم
يا آلهي ..يا آلهي
بدأت يداي ترتعشان من مجرد تخيلي لفكرة حمله بين يدي
وضمه إلى صدري
أحقا.. ابني أنا؟؟ أو ابنتي؟؟
طفلي أنا.. مزيج مني ومن راكان
رحماك ربي.. لا أحتمل كل هذه السعادة)



*****************************



مازلنا في بيت محمد بن مشعل
قبل الظهر
غرفة مريم


العنود بقلق: أنا أبي أعرف وش اللي موترش كذا؟؟ طول عمرش أكثر حد يمسك أعصابه

مريم بحزن: يعني عاجبش إنه عرسي اليوم وأخواني مافيه حد منهم موجود إلا مشعل

العنود تبتسم: فديت قلبش.. ناصر وصل أصلا .. وراح رجّالي المبجل المغرور عشان يجيبهم من المطار

مريم بتساؤل: وراكان؟؟

العنود بطمأنة: توه اتصل في أمي.. يقول طيارته الساعة وحدة
يعني أنتي خلش في نفسش ولا تدورين شيء يوترش

وهما في حواراتهما دخلت عليهما لطيفة وموضي

لطيفة جلست بجوار مريم
بينما موضي جلست على الأريكة بعد أن سلمت وصمتت وأفكارها تأخذها للبعيد وجلا وقلقا وتوترا ولهفة

لطيفة تهمس: شأخبارها العروسة؟؟

مريم بهدوء: أنا زينة.. بس الظاهر أنتم اللي هلكانين تعب..

لطيفة بمودة: تعبش راحة.. ليت كل التعب مثل تعبش

ثم مالت على أذن مريم تهمس في أذنها: مريم أنا وديت أغراضش كلها البارحة لبيت سعد.. وأم فارس راحت معي
شوفي أنا بأشرح لش الترتيب حبة حبة.. بس أهم شيء
قميص نومش أنا حطيته في دولاب بروحه.. الدولاب اللي في غرفة الملابس ناحية الحمام على طول هو وصندله والأغراض اللي ممكن تحتاجينها أول ليلة
وبلاها نظرة الرعب اللي في وجهش ذي.. أنا منقية لش قميص فخم ومستور
ولازم تراعين يامريم يا قلبي.. حتى لو أنتي ما تشوفين إنه سعد يشوف


حينما طال الهمس بين لطيفة ومريم.. العنود تمددت على الكنبة وهي تضع رأسها على فخذ موضي
موضي تداعب شعر العنود بحنو.. والعنود تهمس لها: وش سويتي بحناش؟؟ يهبل اليوم

موضي تبتسم: رحت البارحة وخليتها تعيد عليه.. النصابة خذت مني ضعف سعره.. تقول الإعادة صعبة وحساسة ومتعبة

العنود تضحك: ماعليه يستاهل أبو محمد.. وعقبه طلعي اللي دفعتيه من ورا خشمه

موضي تضحك بعذوبة: لا توصين حريص

وهما في حوارتهما سمعا صوت (هرن) سيارة.. لطيفة أطلت مع النافذة.. ثم همست بحماس لطيف: مشاعل وناصر وصلوا.. والظاهر فارس يبي الخدامات يأخذون الشناط

لطيفة وموضي كلتاهما أنزلتا نقابيهما على وجيهما وألتفتا بالأجلة الواسعة ونزلتا لاستقبال شقيقتهما وزوجها

حين تأكدت العنود من خروجهما أطلت مع النافذة
كانوا ينزلون من السيارة
وفارس لأنه لم يسلم على مشاعل في المطار نزل ليلف لناحيتها وليحتضنها بحنو
مشاعل وضعت يدها على خد فارس وهي تهمس بحنان:
وش فيك ياقلبي.. ليه شكلك تعبان كذا؟؟

فارس وضع يده على يدها باحتواء حانٍ وهمس بهدوء ودود: مافيني شيء.. ضغط شغل بس

مشاعل بهمس عميق: متأكد إنه ضغط الشغل بس؟؟

ابتسم فارس: خليها على الله
ثم عاد لاحتضانها وتقبيل رأسها

ناصر بمرح: مسختوها.. وأنت لا تأكل مرتي.. وخر عنها.. تراني أغار عليها

فارس يلتفت عليه ويبتسم: غارو عليك القوم.. قول آمين.. خواتي أحبهم على كيفي مالك شغل

وإذا كان ناصر ادعى الغيرة من باب المرح.. فإن غيره شعر بها فعليا
لم تكن غيرة بقدر ماهي غبطة
كانت تنظر لهم من الأعلى
تنظر لمشاعل وكفها تسكن على خده.. ثم وهي تسكن بين أحضانه
تمنت بعمق موجع أن تكون مكانها
فكم اشتاقت لأحضان هذا اللئيم الكريه المغرور!!
لحضنه الدافئ كدفء الحياة
العابق دائما وأبدا بدهن العود الذي تشبعت به مسامات جسده
تشعر الآن كما لو كانت تشعر بقوة ذراعيه وصلابة صدره وتشتم رائحته وهي تحتضن نفسها بذراعيها
حتى لا تضيع في هذا الفراغ الموحش بعيدا عنه

انتزعها من أفكارها صوت مريم: العنود شتسوين؟؟

العنود بتلقائية: أشوفهم مع الدريشة

مريم ابتسمت: تشوفينهم كلهم وإلا تشوفين واحد محدد؟؟

العنود بشفافية: اشتقت له النذل

مريم تبتسم: اشتقتي له!! ونذل!! أشلون تجي ذي؟؟

العنود تبتسم وهي تمسح دمعة فرت من طرف عينها: هي كذا
ثم أردفت بحزن: بس والله العظيم قلبي آجعني.. شكله تعبان

مريم بشجن: الشوق ما يسوي

العنود هزت كتفيها بألم: لا تخافين عليه.. يمكن مشتاق لروحه



******************************



بيت مشعل بن محمد
غرفة مشعل ولطيفة
الساعة الواحدة ظهرا


لطيفة بعد السلام على شقيقتها مشاعل والانتهاء من تجهيزات الحفل الأولية
قررت العودة لبيتها لترتاح قليلا قبل أن تعود لبيت عمها بعد صلاة العصر
لاستكمال الترتيبات وللتزين حيث ستأتيها المزينة هناك

وهاهي تتمدد على سريرها بعد أن استحمت
دخل مشعل
كان يريد استبدال ملابسه والتوجه للمطار لإحضار راكان الذي سيصل في حدود الساعة الثانية
وجد لطيفة متمددة على جنبها وظهرها ناحيته.. فتمدد بجوارها بخفة وهو يطبع قبلة دافئة على كتفها ويستنشق رائحتها العطرة بعمق
همس لها بحنان: عسى ما تعبتي؟؟

همست بهدوء وعيناها مغلقتان: شوي

اقترب منها أكثر ليلصق صدره بظهرها ويحتضنها بحنو وقوة ويهمس في أذنها: أحجز للعمرة عقب 3 أيام إن شاء الله؟؟

همست بذات هدوؤها: مثل ماتبي

مشعل بات يشعر بضيق حقيقي من برودها الفعلي معه
هاهو يحتضنها ويشعر كما لو كان يحتضن جثة هامدة
لم يعد يشعر بأي رغبة للاقتراب منها.. ولكنه لديه دائما أمل أن لمسته القادمة ستلقى مصيرا مختلفا
أن لمسته القادمة ستحتوي لطيفة المتدفقة الدافئة التي أضناه اشتياقه لها

نهض وابتعد عنها وهو يهمس بهدوء موجع: أنا طالع المطار أجيب راكان



***********************



قسم راكان

الساعة الواحدة والربع
موضي تريد أن تبدأ التأنق استعداد لحضور راكان
وهي تحاول أن تتناسى فكرة الحمل التي باتت تسيطر عليها وتخاف منها وتسعدها
تريد أن تشتري اختبارا للحمل.. وتهاب الخطوة
لذا قررت تأجيل هذه الخطوة قليلا

رن هاتفها
التقطته بقلق: أشلون تدق تلفون وأنت المفروض في الطيارة؟؟

راكان بهدوء حذر: لأني مانيب في الطيارة

موضي بجزع كاسح: ليه وش فيك؟؟

راكان بثبات حنون: والله مافيني شيء.. بس واحنا في المطار وبنطلع للطيارة واحد من ربعي انفجرت معه الزايدة
ماقدرت اخليه وأنا الحين معه في المستشفى

موضي بألم: يعني ما كان فيه غيرك يقعد معه؟؟

راكان برجولته المصفاة: تدرين أنا اللي لازم أتهور وأعرض خدماتي..وأحلف على الباقيين..
حلفت على ربعي الباقيين يسافرون وأنا باقعد معه لين يجي أخيه

موضي بوجع عميق: جعل عمرك طويل وفزعتك ماتوقف
ثم أردفت بتساؤل حزين: زين منت بحاضر عرس مريم كذا؟؟

راكان بهدوء: وش أسوي؟؟ بأكلم مريم وأتعذّر منها
وخليني الحين أكلم مشعل لا يجيني المطار




انتهى الاتصال
ولكن ألم موضي لم ينته..
لم تقل له شيئا ولم تعبر له عن اشتياقها ووجعها
فلم يعد للكلمات معنى
ماعاد لها معنى!!

أي حظ هذا!!
كلما اقترب مجيئه حدث مايمنعه من الحضور
متلهفة لأن يراها بروحها الجديدة
أن يعلم أنها من أجله تجاوزت كل الآلام والذكريات البشعة
وأنه بقي في حياتها ذكرى جميلة واحدة اسمها
راكــــــان



*****************************



بعد صلاة العشاء
مجلس سعد بن فيصل

سعد كان في غاية الهيبة والأناقة في بشته الأسود
ومشعل يجلس جواره بألق مختلف تماما وشديد الإبهار وحزام أسود (مجْند) معبأ بالرصاص يلف عضلات صدره العريض لينتهي بمسدس فخم عند خصره

سعد يبتسم: أنت وش عندك في لبس المجْند.. حتى عرس ناصر وفارس ماشفتك لبسته

مشعل بابتسامة: بتدري عقب إذا زفيناك عند مريم

سعد بذات الابتسامة: زين حن وش مقعدنا؟؟ يالله قومو زفوني

مشعل (بعيارة): يالله جارك من الطفاقة
ترا ذا الحين غير عرسك قبل 16 سنة يوم زفيناك عقب صلاة العشاء على طول
الدنيا تغيرت
اقعد واركد.. بنزفك عشر وإلا عشر ونص

سعد يبتسم: إلا أنت اللي تذكر عرسك.. كان عقبي بسنتين
نبي نزفك.. وأنت تقول شوي.. شوي

مشعل بابتسامة: إيه قالوا لك مطفوق مثلك.. الركادة زينة
ثم أردف وهو ينظر لأولاد سعد الذين كانوا يجلسون مع أولاده ومع سلطان بن عبدالله في الزاوية ثم همس: عيالك وش أخبارهم؟؟

تنهد سعد: والله ما أدري يأخيك.. الأيام اللي فاتت وهم نازل عليهم سهم ربك
ساكتين على طول
حتى فهيدان كان هادي على غير عادته.. الله يعين أختك عليهم

مشعل بثبات: أنا كلمت مريم عنهم واجد.. عشان يكون عندها خلفية عنهم
وخصوصا عن فهيدان ومشاكله
هي بصراحة متخوفة.. بس ظني في مريم ما يخيب.. وإن شاء الله إنها ما تخيبك

سعد بقلق يعيده لعمق مخاوفه: إن شاء الله


زاوية أخرى
فارس وناصر


ناصر يهمس لفارس بنبرة قلق: فارس وشفيك؟؟ شكلك منتهي من التعب
مريض أنت؟؟

فارس يبتسم: مافيني شيء يا ابن الحلال أنت ومرتك تبون تمرضوني غصب

ناصر بهدوء: يمكن لأنه حن اللي لنا زمان ماشفناك.. نلاحظ الفرق

فارس يغير الموضوع: أما أنت ماشاء الله عليك في ذا السفرة
أسبانيا وعقبه فرنسا.. كان كملتوا بعد

ناصر يبتسم ويهمس بمرح: وش أسوي بأختك الدلوعة.. أسبانيا ماعجبتها.. كل شوي هاله الدميعات علي.. وأنا واحد قلبي رهيف مايستحمل
يوم أشوف دميعاتها أخق.. وأعطيها الخيط والمخيط.. لو تبيني أنام واقف نمت واقف

فارس باستغراب باسم: أنت ما تستحي.. اصطلب يارجّال.. تقول مرتك امشيتك على كيفها

ناصر (بعيارة): خلها تمشيني على كيفها.. حلالها.. وش حارقك أنت
جعلني فدوتن لعيونها بس

فارس صمت..
لطالما حسد ناصر على انفتاحه في التعبير.. يعلم أن ناصر رغم مرونته قد يكون آخر من تفرض زوجته عليه شيئا
وأن استجابته لرغبات مشاعل هو شيء من طيب أخلاقه وسماحة خاطره
ولكنه مع ذلك لا يتشدق بسيطرته.. بل يمارسها بشفافية
تنهد فارس..
(ذلك ناصر
وشخصية ناصر
لكن أنا شيء مختلف
ولا أستطيع أن ألبس ثوب غيري)



*****************************



بيت محمد بن مشعل
ليلة استثنائية لعروس استثنائية

الترتيب كان أكثر من رائع.. أكثر من أنيق
والكل يبالغ في الاهتمام من أجل مريم
ربما هي لن ترى الترتيب.. ولكن مقامها عالٍ عندهم جميعا
وبقدر اهتمامهم بمريم كان اهتمامهم بالترتيب والتأنق

المدعوات كن يتوزعن في الحديقة الواسعة خلف البيت
بينما مريم كانت تجلس في مجلس الحريم
مريم كانت ترتدي فستانا أبيض أنيقا فخما كان من اختيار موضي وهي من أصرت عليه وكان معها العنود ولطيفة
وكانت محقة في اصرارها
فمريم كانت آسرة بالفعل وإطلالتها مبهرة لأبعد حد


وهاهن الفتيات يتبادلن بالتناوب البقاء معها أو الخروج للترحيب بالمدعوات
العنود كانت فاتنة في فستان أسود ناعم بالدانتيل الفضي
بينما أميرة اللون الأسود لطيفة تنازلت عنه هذه المرة للعنود لتكون غاية في الإثارة بل فتنة متحركة في فستان أخضر عشبي من الشيفون
مشاعل كانت غاية في الأناقة في فستان باريسي مختلف باللون الذهبي
أما موضي فكانت متألقة لأبعد حد في قصة شعرها الجديدة لذا اختارت لها فستانا بنفس تدرجات لون شعرها الشيكولاته والكراميل

أما أميرات حمد الجديدات فلأول مرة يرتدين الثلاث نفس اللون والفستان..
ومعالي تقرر أن تتكرم وتلبس مثل شقيقتيها.. لأنهن ذهبن لشراء الفساتين مع حمد.. وهو من أعجبه هذا الفستان
لذا قررن ثلاثتهن أن يلبسن على ذوقه.. تعبيرا عن سعادتهن بالمرة الأولى التي يرافقهن للتسوق
وبالفعل كان ذوقه رفيعا ومناسبا وهو يختار فستانا ألوانه خليط من الأبيض والأزرق البحري الذي ناسب حيوية الفتيات وسنهن


موضي تهمس للفتيات الثلاث: ماشاء الله أول مرة أشوفكم ثلاثتكم مطقمين

معالي بشبه توتر وهي تحاول رسم ابتسامة: عشان حمد اللي اختاره قررنا نطقم

موضي ابتسمت بعفوية وهي تقرص خد معالي: حلو ذوقه.. وعليكم بالعافية

معالي بابتسامة: جد؟؟

موضي تبتسم: أبو الجد وأمه.. طالعين روعة.. شيء شيء.. شكلكم بيجيكم معاريس الليلة

معالي وضعت يدها على قلبها: آه ياقلبي.. من بئك لباب السما
خلاص يمكن تجي وحدة تبي وحدة من خواتي البُرص ذولا.. وتقول أبي البنت اللي لابسة أبيض وأزرق.. يقومون يلزقوني فيها
لاني مستحيل انصرف إلا بذا الطريقة..


مشاعل والعنود

مشاعل تهمس للعنود: تراني جبت لش شغلات واجد عشان الجامعة.. جزم وشنط.. بس مابعد لحقت أفك الشناط

العنود تبتسم: لاحقين.. فكيهم براحتش.. المهم حقي محفوظ
ثم أردفت بحزن وهي تنظر لمريم: والله الليلة ما أدري أشلون بأنام.. كل ليلة كنت أنام مع مريم.. والله باشتاق لها

مشاعل بابتسامة: خلاص ولا يهمش أنا بجي أنام عندش

العنود بابتسامة: تتكلمين جد؟؟

مشاعل برقة: أكيد.. بس خليني أستأذن ناصر أول

العنود تبتسم: يا بنت الحلال كفاية عرضش.. تبين ناصر يحقد علي
بأروح أنام عند موضي..


لطيفة تجلس بجوار مريم وتهمس لها بمودة صافية: ماشاء الله عليش طالعة روعة

مريم بحنان مغلف بالتوتر: وين جود ومريوم؟؟ ماسلمت عليهم

لطيفة بحنان: يلعبون برا.. تبينهم جبتهم

مريم بخفوت: ولا عليش أمر

لطيفة تقف لتنادي بناتها وتهمس بمرح: الله لا يحرمهم منش وأنتي متذكرتهم وأنتي في الوضع
وعلى العموم يالله صار عندش ولدين جاهزين.. لا تنسين بناتي زوجيهم فهيدان وفصول..
وخصوصا سميتش اللي سميتها عليش مريوم زوجيها فيصل.. يمدحه مشعل على طول

لطيفة أحضرت ابنتيها لتسلما على عمتهما ثم عادتا للعب بينما كان هاتف لطيفة يرن
كان مشعل يهمس لها بهدوء حازم:
لطيفة وسعوا درب وتجهزوا
بنزف سعد الحين



#أنفاس_قطر#
.





من مواضيع العاااالي مستواها
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس

قديم 06-11-2011, 09:44 AM   المشاركة رقم: 120
المعلومات
الكاتب:
العاااالي مستواها
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العاااالي مستواها

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15242
المشاركات: 11,281 [+]
بمعدل : 2.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 171
نقاط التقييم: 2752
العاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond reputeالعاااالي مستواها has a reputation beyond repute
 

الإتصالات
الحالة:
العاااالي مستواها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : العاااالي مستواها المنتدى : ملتقى عضوات حوامل
افتراضي رد: رواااية اسى الهجرااان-للكاااتبه انفااااس قطر




.
.
أسى الهجران/ الجزء التاسع والتسعون



واشنطن
صباحا
بيت يوسف


كانت ليلة قاسية على باكينام.. لم تستطع النوم إلا بعد صلاة الفجر
كانت تعاني من أرق مزعج سبّب لها صداعا أشد إزعاجا
وتناولت الكثير من المسكنات وبشكل مبالغ فيه وبدون فائدة
حلمت بعشرات الأحلام وكان نومها متقطعا حينا وعميقا حينا آخر
هاهي تفتح عينيها وتغلقها و تشعر بالدوار المختلط بالهلوسات حتى وهي متمددة
عيناها تعاودان الانغلاق وهي تشعر بالنعاس مرة أخرى

كانت تحلم بيوسف
كم اشتاقت له.. باتت تحلم به كثيرا مؤخرا.. بل تكاد لا تحلم بشيء سواه
وهاهي تحلم أنه معها في الغرفة..
تحلم أنها تتمدد على السرير
وتراه يفتح الدواليب وكأنه يبحث عن شيء معين بهدوء خافت وكأنه لا يريد إزعاجها
تهمس له برقة دافئة: يوسف

فينتفض بخفة وهو يهمس لها: صحيتك؟؟

تمد يدها له وهي تهمس برقة مصفاة: لا.. أنا نايمة ماصحيتش

ابتسم لها: حلوة دي

عاودت مد يدها وهي تهمس بخفوت: تعالى حبيبي.. اديني ايدك

انتفض حينها بعنف شديد كما لو كان لسعه تيار كهربائي بالغ القوة وهو يهمس بصدمة موجعة كاسحة: حبيبي؟؟ (نطقها وهو يشدد على كل حرف بوجع)

ابتسمت باكينام بشفافية: آه حبيبي.. تعالى جنبي

يقترب بتوتر بالغ ويجلس جوارها ويعطيها يده.. تأخذ كفه وتضعها تحت خدها ثم تهمس بعذوبة: وحشتني حبيبي.. أهون عليك تسبيني كل ده

يوسف بصدمة حقيقية وعيناه تتسعان: باكينام أنا يوسف

باكينام تبتسم بذات الشفافية: حد يتوه عن ئلبه.. عارفة إنك يوسف.. دي الدنيا كلها مافيهاش رجالة غير يوسف جوزي وحبيبي

يوسف تزداد عيناه اتساعا: باكينام أنتي ماكله إيه؟؟

باكينام برقة: ماكلتش حاجة.. أنا باحلم بس.. باحلم بيك كل ليلة
بس النهاردة الحلم حلو آوي.. خليك جنبي شوية يائلبي
وحشتني خالص..

قالتها وهي تستخرج يده من تحت خدها وترفعها لشفتيها وهي تقبل كل إصبع من أصابعه بعمق واشتياق وهلوساتها تزداد غرابة
حينها بدأت يد يوسف بالارتعاش.. كان عاجزا عن التصديق ومشاعره بدأت تخونه

فباكينام العتيدة ذات الكبرياء العتيد المتأصل لم تكن تحلم.. وهذا الجالس إلى جوارها ليس طيف يوسف.. بل هو يوسف فعلا

يوسف كان في حاجة إلى طقم لباس رسمي يحضر به اجتماعا للجنة المناقشة
لذا حضر في وقت مبكر ليختار له طقما لأنه لم يأخذ معه سوى ملابس قليلة
دخل بحذر
وجد باكينام ماتزال نائمة تغلفها عذوبتها التي لطالما آسرته.. وهو يتذكر أنه كان يقضي معظم الليالي التي قضاها معها في تأملها وهي نائمة
دون أن يشعر بتحفزها أو عنادها.. ويراها سحرا خالصا يستغرق في نوم سماوي

وهاهو يمارس عادته التي اشتاق لها
قضى عدة دقائق وهو يتأملها وألم اشتياقه لها يعتصر شرايين قلبه بقوة

ولكنه انتزع نفسه من أفكاره وهو يحاول نفض تأثره العميق بها
ليبحث بين أطقمه عن طقم مناسب ليخرج بسرعة
ولكنه ما أن بدأ بالبحث حتى سمع صوتها الناعم يناديه بعذوبة

انتفض بخفة.. لم يكن يريد أن يوقظها ليبدآن نهارهما بمعركة هو في غنى عنها اليوم بالذات

بدت له آسرة وموجعة وهي تفتح عينيها بخفة وتنادي اسمه بأرق طريقة سمعها في حياته..
لم يتخيل أن اسمه بهذه الجمال حتى سمعه بنبرتها التي كانت موغلة في الدفء والعذوبة
ثم أصابته بصدمة أكثر وجعا وبعدا عن التصديق وهي تهمس له بـ "حبيبي"
اعتقد أنها تهلوس.. وتمنى بكل الألم ألا تكون..
كان لكلمة "حبيبي" من بين شفتيها سحرا لم يتخيله موجودا في كل هذا العالم
( أ حقا قالت لي: حبيبي؟!!
وحقا هل أكون يوما حبيبها؟!!
يا لروعة الكلمة من بين شفتيها
أتمنى سماعها بعد.. مرة أخرى بعد
حتى وإن كانت تهلوس
لا تحرمني يا آلهي استمتاعي بهلوساتها)

ولكنه لم يسمعها مرة أخرى فقط بل سمع ماهو أكثر عجبا.. غزلا دافئا رائقا
كلمات حب لم يتخيل أنها في قاموس هذه المغرورة المتكبرة

أما مالم يحتمله مطلقا فهو ملمس يديها ثم قبلاتها تعانق أنامله
بدأ يرتعش غصبا عنها
هو بكل قوته وجَلَده لم يحتمل رقة كلماتها ثم رقة شفتيها على خشونة يديه

حينها أمسك بيدها هو ورفعها لشفتيه ليغمرها بالكثير من قبلاته
وهو يهمس لها بين كل قبلة والأخرى "بحبك"

باكينام كانت تنظر له بشجن ووله عميق وهذا الحلم المشحون بالهلوسات بدا لها أكثر من رائع
ولكن يديه الدافئتين اللتين تحتضنان يدها ثم شفتيه المرتعشتين على بشرة يدها
ثم دفء همساته العميقة الموجعة
بدت أكثر دفئا وصدقا من أن تكون حلما

حينها ارتفع الادرنالين عند باكينام لحده الأقصى لتزول كل أشباح الهلوسات بشكل كامل وصادم لها بشكل مرعب
(أنا كنت بأهبب إيه؟!!)
انتفضت وهي تجلس وتنتزع يدها من بين يديه وتهمس بغضب وهي تريد قلب الطاولة عليه: انته بتعمل إيه؟؟

يوسف يرفع حاجبا وينزل حاجبا: أنا وإلا أنتي؟؟

باكينام بحرج وتوتر: أنا كنت نايمة ومش فاكرة حاجة

يوسف يبتسم نصف ابتسامة: والله؟؟ نايمة؟؟
طيب مش هأعطلك.. ارجعي نامي
أنا جاي أخد لي بدلة عشان اجتماع لجنة المنائشة.. وهامشي
نامي ياحبيبي نامي (قالها وهو يرص على كلمة حبيبي)

باكينام لم تستطع أن ترد عليه بكلمة وهي تبتلع لسانها حرجا موجعا
كانت تعبث بطرف المفرش وهي تتمنى لو تنشق الأرض لتبتلعها
وهي تراه ينتقي الطقم
ثم يلقي عليها التحية ويغادر
وابتسامة شاسعة.. شاسعة جدا ترتسم على وجهه
ابتسامة نصر حقيقي
(لم ترد!!
لم ترد!!
صمتت
أيعقل؟؟
أيعقل؟؟)



***************************





الدوحة
بيت محمد بن مشعل
مجلس الحريم
الساعة العاشرة مساء


البنات ارتدين عباءاتهن وتغطين عدا مشاعل لأنها أساسا شديدة الخجل فهي توجهت للبقاء مع المدعوات المتواجدات في الحديقة خلف البيت
بينما من بقي مع مريم هن لطيفة وموضي والعنود وأم مشعل بن محمد وأم فارس
وبعضا من قريباتهن اللاتي كن قادمات للسلام على مريم
وحين جاءت الزفة التففن بعباءاتهن وجلسن في الزواية

العنود كانت ملاصقة لمريم ودموعها بدأت بالانسكاب وهي تمسك بكف مريم
ومريم عرفت أنها تبكي من صوت النشيج الخافت وهي تحاول التماسك...
فهمست لها بحنو: أنا عارفة إنه المفروض أنا أبكي وأنتي تهديني مهوب العكس

العنود احتضنت كف مريم قريبا من قلبها وهي تهمس من بين شهقاتها: مايهون علي فراقش

مريم بحنان: بس يا الهبلة.. أنا بهاجر يعني.. لطيفة تقول لي بيت سعد ورا بيتنا بشارعين بس

مازالت العنود تحتضن كف مريم.. فسمعا صوت أعيرة نارية تُطلق في الهواء من مكان قريب يبدو كما لو كان من باحة البيت الأمامية
حينها تصلبت أصابع مريم على كف العنود.. فهمست العنود بابتسامة دامعة: لا خلاص فكيني..

مريم أفلتت يد العنود وهي تقرأ آيات من القرآن الكريم والكثير من الأذكار
العنود ابتعدت وجلست جوار موضي
بينما لطيفة اقتربت بسرعة من مريم وهي توقفها ثم تتأكد من شكلها وتهمس في أذنها و تعود بذات السرعة لتجلس بجوار موضي من الناحية الثانية

ليدخل في ذات الوقت سعد يتوسط محمد وعبدالله ومشعل وناصر
ويقتربون بخطوات ثابتة حتى وصلوا لمريم يحيط بهم جميعا ألق رجولي خاص

سعد حينما دخل كان يلفه توتر ما.. ليس شابا صغيرا.. وليست المرة الأولى التي يتزوج فيها ليشعر بكل هذا التوتر
ولكن الاختلاف كان في العروس.. كيف هي عروسه الضريرة؟!!
قِيل له أنه جميلة.. وهو فعلا لا يهمه الجمال مطلقا
ولكن يهمه روحها التي آسرته..أسرته حتى النخاع
الأسر الذي أثار تخوفه فيما بعد
هل تهور في خطبتها؟؟ هل استعجل؟؟ هل هي من تصلح له ولظروفه؟!!

هاهي عيناه تقتنصان البهاء الأبيض
ليتنهد بعمق وترتعش أعماقه.. وهو يتيقن أن أسره هو أسر أبدي سرمدي
تقدم ناحيتها وهي تقف بثبات خجول متوتر
عيناه تطوفان بها

(هل هذه مخلوقة حقيقية أم حورية سماوية؟!!
هل توجد امرأة بهذا الجمال الرقيق
تبدو كما لو كانت تشع.. تشع بكل معنى الكلمة
كما لو كانت محاطة بهالة من نور
تبدو كما لو كنت سأرى ماخلفها لشدة صفائها
وكأنها مخلوق زجاجي كرستالي شفاف موجع في شفافيته وروعته)

كانت مريم تحاول الوقوف بثقة وهي تشتم رائحة خليط من عطور رجالية عرفت أربعة منها.. وخامس مجهول
كانت تقف في فستانها الحريري الأبيض الناصع البياض كأنها حمامة بيضاء تستعد للطيران
كان الحرير مزموما عند صدرها برشات من الكريستال
ليتسع بنعومة في الأسفل
ويبدو على قامة مريم الطويلة شيئا خياليا في أناقته
الكمان مزمومان بطريقة مبتكرة مختلفة الأطوال ونقوش الحناء تزين الظاهر من يديها
لم ترتدِ طرحة ولكن شعرها المتوسط الطول في لفاته اللولبية كان مزينا بمشابك كرستالية موزعة بطريقة أنيقة

كان سعد يتمعن في كل تفاصيلها وهو يحاول جاهدا ألا يعاود النظر لوجهها
لأنه شعر أنه على وشك أن يسكر فعلا من ملامحها المسكرة في رقتها
استدارة وجهها.. عنقها الطويل
أنفها الناعم.. شفتاها الذائبتان فتنة أجبرته على الارتعاش
حتى عينيها الخاليتين من الحياة بدت له مشبعة بالسحر وهما تتسربلان بروح حياة مختلفة
امتدت اختلافها من روح مريم المختلفة التي أضفت على كل شيء ألقا مختلفا ومبهرا
شعر بروحها تناجي روحه فعلا وهو يقترب منها بخطوات هادئة
ليصلها ويطبع على جبينها قبلة دافئة
حينها انتفضت مريم بعنف وهي تتعرف على شفتين مختلفتين ورائحة مختلفة
همس لها بعمق: مبروك

لم تستطع الرد
حينها اقترب منها والدها واحتضنها بحنو وهمس لها بحنان مصفى: مبروك يأبيش

ثم التفت لسعد وهمس له بتأثر: ما أوصيك فيها يابوفيصل ترا مريم غالية غالية..

ابتسم سعد رد عليه بنخوة: في عيوني مايحتاج توصيني

مريم شعرت بالاختناق وهي تشعر بعبراتها تخنقها وهي تعاود الارتماء في حضن والدها.. أعاد والدها احتضانها وأطال
حتى همس لها عبدالله بابتسامة: وخر يامحمد خلني أسلم على بنتي

سلم عليها عمها بحنان شاسع.. وهو يعرف تماما شعورها وشعور محمد فهو زوج ثلاثا من بناته
ويعرف تماما قيمة مريم عند والدها وعندهم جميعا
همس لها عبدالله بحنان: مبروك يا بنتي.. وترا سعد رجّال مافيه مثله
وإن شاء الله إنش ما تضامين في بيته

كانت ترد عليهم بعبارات خجولة هادئة

جاء دور مشعل.. شقيقها الأقرب لها في السن والروح
احتضنها بخفة وحنان عميق ثم همس في أذنها: حسيتي بملمس المجند؟؟
اليوم لبست المجند (قالها وهو يتناول كفها ليجعلها تتحسس الحزام)
مثل ماقلت لش يوم كنا بزران.. إني ما ألبس المجند إلا في عرسش أنتي وبس

حينها أسندت رأسها لكتف مشعل وبكت بخفوت فتأثرها بلغ أقصاه
حينها شد ناصر مشعلا وهمس بمرح: لا تخربين المكياج ما بعد شافش سعد عدل
بيبكي علينا الحين
قالها وهو يقبل جبينها ثم همس لها: مبروك يا شيخة آل مشعل.. مبروك



موضي تهمس للطيفة في أذنها: وش عنده رجالش على المجند؟؟طالع شكله غيييييييير.. المجند الأسود مع بياض غترته وثوبه ورزته شيء خيال
ماتشوفين النسوان بياكلونه بعيونهم.. جعل عيونهم البط.. الله وأكبر عليهم

لطيفة بهدوء: من جدش شايفته غير؟؟

موضي باستغراب: ليه أنتي ماعندش عيون؟؟

لطيفة بذات الهدوء: عيوني تشوفه عادي

موضي تبتسم لها وتهمس: أنتي دايما تقولين إني أم عيون.. لا تخافين ماني بناظلته.. تبين توخرين العيون عنه تقولين عادي.. لا مهوب عادي.. موتي حرة
يجنن ويطير العقل بعد

لطيفة صمتت.. لا تريد أن تُشعر موضي بشيء
لأنها كانت ترى مشعلا بدون أي مشاعر خاصة
مثله مثل أي شخص آخر
بلا إحساس خاص
أو شعور خاص
أو أي شيء
إطـــــلاقــــا!!!

"أحقا يا لطيفة ترينه كما ترين الآخرين؟!!
أحقا؟!!"


أم فارس اقتربت من سعد وسلمت عليه بسعادة غامرة.. ولكن يشوبها شيء غامض من الحزن
سعيدة وهي ترى الفرحة في عيني سعد بعروسه الجميلة
نعم هي لم تخبر سعد بمقدار جمالها ولكنها أخبرته أنها جميلة بدون تفصيل لأنها لا تريده أن يتولع بها
لأنها كانت تتمنى في داخلها وحتى اللحظة الأخيرة أن سعد قد يتراجع عن فكرة الزواج
(فما فائدة الجمال لضريرة؟؟ هل سيقوم مقام عينيها؟!!)

وأم فارس مثلت شريحة من تفكير كثير ممكن كانوا يرون مريم.. وإذا كانت أم فارس لا تصرح بهذا الرأي
فغيرها صرّح ووصل رأيه لمريم حتى
(ماذا ستفعل هذه الضريرة بكل هذا الجمال؟؟
مادامت لا تراه
ويستحيل أن تتزوج
وإن تزوجت ستتزوج ضريرا مثلها
فما ستسفيد بهذا الجمال الضائع هباء؟؟ أ ليس غيرها أولى به؟؟)

لم يراعوا مطلقا مشاعرها.. وكأنهم استكثروا عليها أن يمن الله عليها بالجمال بعد أن اختبرها الله بأخذه نور العينين
رغم أن مريم وفقا لمقياس الجمال الموضوعي لم تكن بذلك الجمال المبهر..
ومع ذلك هناك من استكثر عليها جمالها الطبيعي..
استكثر عليها أن يعوضها الله بجمال لا تراه لأنها لا حاجة لها به من وجهة نظرهم..
وكأنهم كما يقول المثل الشعبي "يحسدون الفقير على موتة يوم الجمعة!!"
وكأن من ابتلاه ربنا بإعاقة لا بد أن يُحرم من كل شيء!!
ألا يعلمون أن الله أرحم بعباده منهم على أنفسهم.. وأنه ما أخذ من عبده شيئا إلا عوضه خيرا منه.. في الدنيا أو يدخرها له في الآخرة.

والصفة التي كانت تتميز بها مريم فعلا هو صفاء بشرتها وشفافيتها وكأن صفاء روحها انعكس على شكلها


سعد همس لأم فارس أن تلبس مريم عباءتها ليذهب بها لبيته
ولطيفة كانت قد جهزت لها كل شيء
لذا تناولت أم فارس العباءة وساعدت مريم على لبسها بدون أن تفسد شعرها أو مكياجها
وخصوصا أن المسافة قريبة جدا
السيارة تنتظر عند باب الصالة الرئيسية مباشرة ثم ستنزل في باحة بيت سعد

سعد تناول كف مريم.. شعر كما لو أن يدها ستذوب في يده من شدة نعومتها..
مازال يذكر المرة الوحيدة التي رآها فيها.. لم ير شيئا سوى يدها التي انبهر بصفائها ونعومتها من بعيد
فكيف وهي تسكن يده الآن.. ويده تحتوي نعومتها المصفاة
شعر بيدها ترتعش بعنف بين أنامله.. همس لها بحنان رجولي عميق: لا تخافين

همست مريم بوجع: تكفى لا تطيحني

شعر سعد بألم عميق.. أن تكون الجملة الأولى التي تقولها له خوفا من السقوط وهي تجسد مأساة عماها بوضوح أمامه


كان مشعل هو من سيأخذ سعد ومريم بسيارته
وأم فارس ستتبعهم مع سائقها الذي ينتظرها في الخارج لتتأكد من وضع مريم قبل أن تعود لبيت محمد بن مشعل مرة أخرى

خرج سعد وهو يقود مريم بحذر بينما توجه الآخرين للمجلس
والعنود حينها توجهت لأم فارس وهمست باحترام: يمه بتروحين مع مريم؟؟

أم فارس بمودة: إيه يأمش

العنود بحذر: من اللي بيوديش

أم فارس بعفوية: سواقي واقف برا

تنهدت العنود براحة: زين بأروح معش.. ممكن؟؟

أم فارس بود: أكيد يأمش.. يالله

الجميع خرجوا

سعد مازال لا يعرف كيف يقودها بالطريقة الصحيحة
كان يمشي بها ببطء حتى وصلا لسيارة مشعل وفتح لها الباب
دخلت للسيارة بصورة طبيعية
وحين تأكد سعد من جلوسها أغلق الباب وتوجه للباب الآخر وجلس جوارها

همس مشعل بمرح: أنت يأخ أنت تعال اقعد جنبي تراني ماني بسواقكم

سعد بمرح مشابه: مهوب حولي.. مكاني جنب المدام.. ماتبي تسوق فينا؟؟
حول وخل سواق بيت فارس يودينا.. هذا هو واقف عقب ماطرده فارس من السيارة

مشعل يبتسم: خلاص بأعديها لك عشان خاطر مريم.. أنا سواق مريم.. لكن أنت تخسى

أم فارس توجهت لسيارتها بشكل مباشر والعنود تتبعها
أم فارس تلبس نقابها لذا ترى بوضوح.. ولكن العنود كانت تغطي وجهها بطبقتين من الشيلة حتى لا تفسد مكياجها وشعرها
لذا كانت لا ترى سوى خيالات وهي تتبع أم فارس

ركبتا كلتاهما
فور ركوبها سمعت آخر صوت تتمنى سماعه وأكثر صوت تتمنى سماعه
كان يستعد للتحرك وهو يهمس بحزم بصوته الخشن العميق: يمه أشلون تبين تروحين مع السواق بروحش مامعش حد من الخدامات
أنا كنت جاي مع خالي سعد باوصله للباب وبارجع
ويوم شفت السواق ينتظرش وهو مامعه حد... قلت له ينزل

أم فارس صُدمت وهي ترى فارس من يقود السيارة.. لم تعرف ماذا تقول
ولكن غيرها تجاوز الصدمة للتصرف
العنود فتحت الباب رغم أن السيارة كانت على وشك التحرك
حينها انتبه فارس للمخلوق الآخر الجالس جوار أمه وخلفه مباشره.. وعرفه... تصاعدت دقات قلبه بشكل هستيري وهو يراها قريبة منه هكذا
أوقف السيارة بشكل حاد.. كانا مازالا في باحة بيت محمد
نزل فارس وهو يرجع لناحية باب العنود التي كانت فتحت الباب وعلى وشك النزول والهرب

همس لها بغضب ناري وهو يفتح الباب على اتساعه ويقف في مدى انفتاحه: أنتي مجنونة؟؟ تبين تنزلين والسيارة تمشي؟؟

العنود لم ترد عليه وهي تنزل لم تكن تريد الانتظار أو البقاء معه في ذات المكان لدقيقة إضافية بعد
فهي منذ المرة الأخيرة التي رأته فيها وهي تخشى أن تنهار في حضرته
ولكنه كان يسد الباب بجسده الضخم
لم تهتم وهي تنزل فعليا ليلتصق صدرها بجسده وهي تهمس بصوت مبهور الأنفاس: وخر خلني أروح

لم يتحرك..
عاجز عن التحرك.. كأنه مقيد للجسد اللين الغض الملتصق به
رأسها تحت ذقنه ورائحة عطر شعرها تسللت لأنفه لتثير مشاعره المنهكة بعنف
العنود باتت عاجزة عن التنفس وهي تشعر أنه سيغمى عليها فعليا
وآخر ما تريده أن يغمى عليها بين يدي فارس
وضعت كفيها في منتصف صدره ودفعته.. شعرت كما لو كانت تدفع حائطا لا يتزحزح
همست بجزع: تكفى فارس وخر.. وخر.. طالبتك وخر.. وخر

فارس استجاب آليا لها وهو يتنحى جانبا.. لتركض هاربة وهي تتعثر في خطواتها عائدة للداخل

فارس عاد لمكان السائق وهو يعتصم بالصمت وشعور حزن عميق يتسلل لروحه ويُضاف لأحزانه
لهذه الدرجة لا تريد رؤيته ولا تريد قربه!!
تهرب منه كما لو كانت تهرب من وباء معدٍ
أي تعقيدات باتت تتشابك بينهما؟!!
كل يوم يحلم أنها هذه الليلة ستنام في حضنه
ليجد في اليوم التالي أن الحلم أصبح أبعد وأبعد



****************************





من مواضيع العاااالي مستواها
0 بنااات ارجوووو منكم المسااعده
0 عالم البياض والنقاء
0 مخاااالفه جديده
0 قوانيين قسم مواليد من 4-6شهوور
0 توقيف توها في بداية المشوار
0 تهنئه للمشرفاات الجدد00
0 ((10 أعمال منزليه تحافظ على لياقتك))
0 بنااااااات تكفوووون ساااااعدوني ضرووووري
0 قلب عايض تعتذر
0 ((تقرير عن المسابقات في قسم البوفيه ))
0 اسباجتي بالمحار
0 طرائف-طرائف-طرائف-طرائف
0 ((هنا جميع أدوات العجن والخبز00تفضلي))
0 "نزاهة".. تتجاهل الفاسدين "الكبار" وتغض الطرف عمن "ينغص" حياة المواطنين
0 الف الف الف مبروووك الاشراف
عرض البوم صور العاااالي مستواها   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد منتدى ملتقى عضوات حوامل


الانتقال السريع


الساعة الآن 12:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 (Unregistered)

Privacy Policy - copyright

لا يتحمّل موقع منتديات حوامل النسائية أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في موقعنا، ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر .