الْحِكْمَة أَسَاس الْنَّجَاح
______________
يَقُوْل دِنَيِس وَيَتْلِي مُؤَلِّف كِتَاب سَيْكلُوجِيّة الْدَّوَافِع
تَتَحَكَّم قُوَّة رَغَبَاتِنَا فِي دَوَافِعُنَا و بِالْتَّالِي فِي تَصَرُفَاتَنَا
7
7
سَأَقُص عَلَيْكُم قِصَّة شَاب ذَهَب إِلَى أَحَد حُكَمَاء الْصِّيْن لِيَتَعَلَّم مِنْه.. وَسَأَلَه
" هَل تَسْتَطِيْع أَن تَذْكُر لِي مَا هُو سِر الْنَّجَاح؟"
:فَرْد عَلَيْه الْحَكِيْم الْصَّيْنِي بِهُدُوْء و قَال لَه
" سَر الْنَّجَاح هُو الْدَّوَافِع"
:فَسَأَلَه الْشَّاب
" و مِن أَيْن تَأْتِي هَذِه الْدَّوَافِع؟"
:فَرْد عَلَيْه الْحَكِيْم الْصَّيْنِي
" مِن رَغَبَاتِك الْمُشْتَعِلَة"
:وَبِاسْتِغُرَاب سَأَلَه الْشَّاب
" و كَيْف يَكُوْن عِنْدَنَا رَغَبَات مُشْتَعِلَة؟"
:وَهْنَا اسْتَأْذَن الْحَكِيْم الْصَّيْنِي لِعِدَّة دَقَائِق، وَعَاد وَمَعَه وِعَاء كَبِيْر مَلِيْء بِالْمَاء.. وَسَأَل
الْشَّاب هَل أَنْت مُتَأَكِّد أَنَّك تُرِيْد مَعْرِفَة مَصْدَر الْرَّغَبَات الْمُشْتَعِلَة؟
فَأَجَابَه بِلَهْفَة: طَبْعا
فَطَلَب مِنْه الْحَكِيْم أَن يَقْتَرِب مِن وِعَاء الْمَاء وَيُنَظِّر فِيْه، وَنَظَر الشَّاب إِلَى الْمَاء
عَن قُرْب !!
وَفَجْأَة ضَغْط الْحَكِيْم بِكِلْتَا يَدَيْه عَلَى رَأْس الْشَّاب، وَوَضَعَهَا دَاخِل وِعَاء الْمِيَاه
و مَرَّت عِدَّة ثَوَان و لَم يَتَحَرَّك الْشَّاب، ثُم بَدَأ بِبُطْء يُخْرِج رَأْسَه مِن الْمَاء، و لَمَّا بَدَأ يَشْعُر بِالاخْتِنَاق
بَدَأ يُقَاوِم بِشِدَّة حَتَّى نَجَح فِي تَخْلِيْص نَفْسِه و أَخْرَج رَأْسِه مِن الْمَاء ثُم نَظَر إِلَى الْحَكِيْم الْصَّيْنِي،
وَسَأَلَه بِغَضَب:ـ
" مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتَه؟"
:فَرَد و هُو مَا زَال مُحْتَفِظا بِهُدُوْئِه و ابْتِسَامَتِه سَائِلا
" مَا الَّذِي تَعَلَّمْتَه مِن هَذِه الْتَّجْرُبَة؟"
قَال الْشَّاب: لَم أَتَعَلَّم شَيْئا
:فَنَظَر إِلَيْه الْحَكِيْم قَائِلا
لَا يَا بُنَي لَقَد تَعَلَّمْت الْكَثِيْر، فَفِي خِلَال الْثَوَانِي الْأُوْلَى أَرَدْت أَن تُخَلِّص نَفْسَك مِن الْمَاء، وَلَكِن
دَوَافْعَك لَم تَكُن كَافِيَة لِعَمَل ذَلِك
و بَعْد ذَلِك كُنْت دَائِما رَاغِبا فِي تَخْلِيْص نَفْسِك فَبَدَأَت فِي الْتَّحَرُّك و الْمُقَاوَمَة
وَلَكِن بِبُطْء
حَيْث أَن دَوَافْعَك لَم تَكُن قَد وَصَلَت بَعْد لِأَعْلَى دَرَجْاتُهَا
وَأَخِيـرا وَعِنْدَمَا شَارَفَت عَلَى الْغَرَق أَصْبَح عِنْدَك الرَّغْبَة الْمُشْتَعِلَة لِتَخْلِيص نَفْسَك
و عِنْدَئِذ فَقَط أَنْت نَجَحْت لِأَنَّه
لَم تَكُن هُنَاك أَي قُوَّة فِي اسْتِطَاعْتِهَا أَن تَوَقُّفَك
:ثُم أَضَاف الْحَكِيْم الَّذِي لَم تُفَارِقُه ابْتِسَامَتِه الْهَادِئَة
عِنَدَمّا يُكَوِّن لَدَيْك الرَّغْبَة الْمُشْتَعِلَة لِلْنَّجَاح
فَلَن يَسْتَطِيْع أَحَد إِيقافَك
7
الْدَّقِيْقــــة الْأُوْلَى
مــأَســـاة
أَن تُصْبِح كَالْأَعْمَى الَّذِي يَتَّكِيء عَلَى كَتِف شَخْص غَرِيْب
.لَا يَعْلَم مَاذَا سَيَكُوْن نِهَايَة الْطَرِيْق الَّذِي سَيُوَصْلَّه إِلَيْه
الْدَّقِيْقــة الِثــانّيــة
غَبـــاء
عِنْدَمَا تُصْبِح بْطِيْبتِك مَكَانا يُلْقي عَلَيْه الْمُسْتَغِلُّون جَبَرُوْتِهِم وَأَخْطَاءَهُم
لِأَنَّك طَيِّب وَسَتِسّكـت وَلَن تــوَاجـه
الْدَّقِيْقـــة الثَّالِثَة
ســخـط
عِنَدَمّا تَرَى إِنْسَانا ظَاهِرُه مُلْتَزِم وَدَاخِلُه إِنْسَان مُغْتَاب وَمُنَافِق
لَم يَنْس أَن الْبَشَر لَم يَرْوِه وَلَكِنَّه نَسِي أَن فَوْقَه مِن يَرَاه
الْدَّقِيْقــة الــرَابــعّة
غـــرَابـــة
عِنَدَمّا يَكُوْن كُل الْنَّاس مَعَك خَوْفا مِنْك وَمِن لِسَانَك
وَلَيْس احْتِرَاما لَك
7
الْدُّقِّيـــقَّة الــخــامْسـة
خَيـــانَّة
عَنــدَمَا تَكَتــم أَخُطــاء غَيــرّك خـوْفا عَلَيْهـم وَوَفـاء مِنْك لَهُم
وَتُصْدَم بِأَن أَخْطَاءَهُم نُشِرَت بَيْن الْنَّاس عَلَى أَنَّهَا أَخْطَاؤُك أَنْت
وَهُم طَاهِرُوُن مِن الْخَطَأ
الْدَّقِيْقـــة الْســادِسـة
فَلــســفَة
عِنَدَمّا تَتَحَدَّث وَتَتَحَدَّث.. وَلَا تَعْرِف كَيْف يَكُوْن الْإِصْغَاء لَّلِغَيـر
7
الْدُّقِّيــقــة الْســـابَعــة
قـــنـــاع ؟!
عِنْدَمـا تَرَى فُلَان يَهـلِّل بِقُدُوْم شَخْص أَمَامَك
وَقَد كَانُوْا مَعا قَبْل دَقَائِق مَعْدُوْدَة
الْدُّقِّيـــقَّة الْثَّامِنَة
أَيـــن ؟!
عِنّدَمَا يَنْقَلِب رَأْسا عَلَى عَقِب مَا كَان يَجْمَعُك بِه مِن الْمَحَبَّة
فَتَسْأَل نَفْسَك: أَيْن تِلْك الْعَشَرَة؟
وَلَا تَسْمَع غَيْر صَدَى صَوْتِك هُو الَّذِي يَجِيـب عَلَى تَسَاؤلِك
الْدُّقِّيـــقَّة الْتـــاســعـــة
ســخــط
عِنَدَمّا تَضَع الْطَّيِّبَة وَالاحْتِرَام لَهـم، وَهُم وَضَعُوك بِقَائِمـة الانْتِظَار
وَعِنْدَمَا يَأْتِيَهِم الْمَلَل يَأْتُوَا لِيَبْحَثُوْا عَنْك
الْدُّقِّيــقَّة الْعـــاشـــرَّة
إِهـــانَّة
عِنَدَمّا تَرَى كَلِمَة ( أَحـبِك ) بِكُل مَكَان وَعـلِى أَلْسُن مُرَاهِقــة لَا تُقَدِرُها
فَهِي أَصْبَحْت مُجَرَّد تَرَانِيْم تَتَّسِع الْأَجْوَاء
7
الْدُّقِّيـــقَّة الْحــادِيــة عَشــر
مــزَاجِيــة
عِنْدَمـا نَأْخـذ أَحْكَام دِيْنِنَا مَتَى شِئْنَا وَّنَتَنَاسَاهَا مُتــى مـا عَارَضْت دَوّاخِلُنَا!!
الْدَّقِيْقـــة الِثــانِيَة عَشــر
اسْتَحـــقــار
عِنْدَمـا نَعَبَس وَتَمــلَأ أَعْيُنِنَا نَظَرَات غَرْيِبَّة عَنـد رُؤْيَة وَجْه فُلَان
وَعِنْدَمَا نُسْأَل مَالَّذِي بَيْنَك وَبَيْنــه؟
تَرُد... (أَبَد، بَس مـو مَن مُستَوَانـــا)
7
7
وَأَخــــــــــــيُرَآ
!!كُن لِلَّه كَمَا يُرِيْد، يَكُن لَك فَوْق مَا تُرِيْد.. الْكُل يُرِيْدُك لِنَفْسِه، إِلَا الْلَّه.. يُرِيْدُك لِنَفْسِك!!
م.ن