يعيش الجنين في بطن أمه وفقاً لمزاجه, ولا عجب في ذلك أبداً ويؤكد العلماء وفقاً لدراسة نشرتها مجلة الأم والطفل, أن الجنين ينام ويسمع, يتذوق ويتنفس, يرضع ويلمس, حتى إنه يتبول ويرى ويتقلب في بطن أمه.
وقال اختصاصيو النوم الذين يراقبون تواتر دقات القلب والتحركات البصرية للجنين إن هذا الأخير يكون في وضعية النوم مدة 24 ساعة ومع ذلك فهو يتحرك أثناء نومه ويسبح جسدياً ونفسياً في الماء المحيط به ويطفو وفقاً لتحركات أمه وردود أفعالها, وبذلك يكون نومه بين الهدوء والقلق أوالثوران.كما أكد معظم باحثي علم النطق أن الجنين يسمع أيضاً ففي شهره السادس يتعرف على عدد من الأصوات لا سيما صوت أمه لأنه يأتيه من الداخل والخارج كما يتعرف إلى الموسيقا والنغمات.
ويرى العلماء أن الجنين يتذوق أيضاً وهذا عائد إلى السائل المحيط والذي يحتوي على جزيئات معطرة تأتي من المواد الغذائية التي تتناولها الأم, وبفضل الملتقطات الشمية يتعرف الجنين على النكهات ويتذوقها كما يمكنه التعرف إلى كثافة وحرارة كل ما يقوم بابتلاعه.
وفي نهاية الفصل الأول من الحمل تكتمل عضلات الجنين وتصبح قادرة على تحريك الرأس واليدين, الأصابع والفم والذي ينشأ التواصل بينهما.
ولهذا ليس مستغرباً أن يرى الأهل الجنين يمص أصبعه خلال الصورة وهذا الاداء ليس مفتعلاً فعند التقاء الاصبع والفم تتم عملية الرضاعة أو المص, وهذا الفعل يقوم به الجنين مراراً وتكراراً من دون أن يعرف ماذا يفعل.
ويكافىء الجنين أمه بالقليل من البول وذلك عندما يصبح قادراً على تشغيل جهازه الهضمي, بحيث يفرح بكل ما يدخل إلى معدته عن طريق الماء المحيط والأملاح المعدنية التي تحويها لتبدأ امعاؤه الغليظة بالتحرك فيتكون برازه ويبقى في الامعاء إلى أن يولد, وبالمقابل تقوم كليتاه بالمحاولات الأولى لتصفية وتحويل السائل الذي يتناوله إلى بول بلا لون.وفي الأسبوع السادس من الحمل يبدأ العصب البصري بإكمال طريقه منطلقاً من الدماغ إلى الشبكية وتنفصل القرنية من الصدغين لتظهر العينان بعيدتين جداً ثم تقتربان لاحقاً لتأخذ كل منهما موقعها الصحيح ويتطور نظر الجنين في رحم أمه ببطء شديد لأن الظلام يكون قاتماً ويتطور ويستمر بالنمو بعد الولادة, وهنا يؤكد الاطباء أن المولود الجديد ليس أعمى كما يعتقد البعض بل يرى ولكن ليس جيداً.وفي نهاية الشهر السابع تتطور عضلاته وتسمح للجنين بتنفيذ حركات جسمه, ذراعاه فوق رأسه, ساقاه ملاصقتان لنصفه الأعلى وأصابعه مفتوحة.