أهلا وسهلا بك إلى منتديات حوامل النسائية.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا
العودة   منتديات حوامل النسائية > المنتديات العامة > المنتدى الاسلامي العام

المنتدى الاسلامي العام ومن يتق الله يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب منهج أهل السنة والجماعة


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 06-03-2011, 09:35 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
**سماسم**
اللقب:
VIP
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية **سماسم**

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 895
المشاركات: 11,129 [+]
بمعدل : 1.88 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 173
نقاط التقييم: 1322
**سماسم** has much to be proud of**سماسم** has much to be proud of**سماسم** has much to be proud of**سماسم** has much to be proud of**سماسم** has much to be proud of**سماسم** has much to be proud of**سماسم** has much to be proud of**سماسم** has much to be proud of**سماسم** has much to be proud of**سماسم** has much to be proud of
 

الإتصالات
الحالة:
**سماسم** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
icon19 بدع شهر رجب نرجو الحذر ..






بدع رجب



الحمد لله الواحد القهار والصلاة والسلام على النبي المختار
وعلى آله وصحبه الطيبين الأطهار
وبعد:فالحمد لله القائل
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ( [القصص: 68]
والاختيار هو الاجتباء والاصطفاء الدال على ربوبيته ووحدانيته
وكمال حكمته وعلمه وقدرته

ومن اختياره وتفضيله اختياره بعض الأيام والشهور وتفضيلها على بعض
وقد اختار الله من بين الشهور أربعة حُرما
قال تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا
فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ( [التوبة: 36]
وهي مقدرة بسير القمر وطلوعه لا بسير الشمس
وانتقالها كما يفعله الكفار


والأشهر الحرم وردت في الآية مبهمة ولم تحدد أسماؤها
وجاءت السُنة بذكرها: فعن أبي بكرة - رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع
وقال في خطبته: "إن الزمان قد استدار
كهيئة يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا
منها أربعة حرم ثلاث متواليات
ذو القَعدة وذو الحجة والمحرم
ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان"(1)


وسمي رجب مضر؛
لأن مضر كانت لا تغيره بل توقعه في وقته بخلاف
باقي العرب الذين كانوا يغيّرون ويبدلون في الشهور بحسب حالة الحرب عندهم وهو النسيء المذكور
في قوله تعالى:" إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ
يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ
فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ"[التوبة: 37]

وقيل أن سبب نسبته إلى مضر أنها كانت تزيد في تعظيمه
واحترامه فنسب إليهم لذلك



سبب تسميته
قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة (ص445)

رجب: الراء والجيم والباء أصلٌ يدل على دعم شيء بشيء وتقويته...
ومن هذا الباب: رجبت الشيء أي عظّمته...
فسمي رجباً لأنهم كانوا يعظّمونه وقد عظمته الشريعة أيضا..أ.هـ.


وقد كان أهل الجاهلية يسمون شهر رجب
مُنصّل الأسنّة كما جاء عن أبي رجاء العطاردي
قال: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجراً هو أخيرُ منه ألقيناه
وأخذنا الآخر
فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة (كوم من تراب)
ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به فإذا دخل شهر رجب
قلنا مُنصّل الأسنة فلا ندع رمحاً فيه حديدة ولا سهما فيه حديدة
إلا نزعناه وألقيناه في شهر رجب. (2)
قال البيهقي: كان أهل الجاهلية يعظّمون هذه الأشهر الحرم
وخاصة شهرَ رجب فكانوا لا يقاتلون فيه.ا.هـ.

رجب شهر حرام
إن للأشهر الحرم مكانةً عظيمة ومنها شهر رجب؛
لأنه أحد هذه الأشهر الحرم
قال تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ
وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ[المائدة:2]

أي لا تحلوا محرماته التي أمركم الله بتعظيمها
ونهاكم عن ارتكابها فالنهي يشمل فعل القبيح ويشمل اعتقاده

وقال تعالى:فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ
أي في هذه الأشهر المحرمة.
والضمير في الآية عائد إلى هذه الأربعة الأشهر على ما قرره
إمام المفسرين ابن جرير الطبري - رحمه الله
فينبغي مراعاة حرمة هذه الأشهر لما خصها الله به من المنزلة
والحذر من الوقوع في المعاصي والآثام تقديراً لما لها من حرمة؛
ولأن المعاصي تعظم بسبب شرف الزمان الذي حرّمه الله؛
ولذلك حذرنا الله في الآية السابقة
من ظلم النفس فيها مع أنه - أي ظلم النفس ويشمل المعاصي
يحرم في جميع الشهور



القتال في الشهر الحرام
قال تعالى:يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ
قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ[آل عمران:217]

جمهور العلماء على أن القتال في الأشهر الحرم منسوخ
بقوله تعالى: فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ
حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُم( [التوبة:5]
وغير ذلك من العمومات التي فيها الأمر بقتالهم مطلقا


واستدلوا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم
قاتل أهل الطائف في ذي القعدة وهو من الأشهر الحرم

وقال آخرون: لا يجوز ابتداء القتال في الأشهر الحرم
وأما استدامته وتكميله إذا كان أوله في غيرها فإنه يجوز.
وحملوا قتال النبي صلى الله عليه وسلم
لأهل الطائف على ذلك؛
لأن أول قتالهم في حنين في شوال


وكل هذا في القتال الذي ليس المقصود فيه الدفع
فإذا دهم العدو بلداً للمسلمين وجب على أهلها القتال دفاعاً
سواء كان في الشهر الحرام أو في غيره

العَتِيرَة
كانت العرب في الجاهلية تذبح ذبيحة في رجب
يتقربون بها لأوثانهم

فلما جاء الإسلام بالذبح لله تعالى بطل فعل أهل الجاهلية
واختلف الفقهاء في حكم ذبيحة رجب فذهب الجمهور
من الحنفية والمالكية والحنابلة
إلى أن فعل العتيرة منسوخ واستدلوا بقول
النبي صلى الله عليه وسلم: "لا فرع ولا عتيرة"(3)

وذهب الشافعية إلى عدم نسخ طلب العتيرة
وقالوا تستحب العتيرة وهو قول ابن سيرين

قال ابن حجر: ويؤيده ما أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة
وصححه الحاكم وابن المنذر عن نُبيشة
قال: نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا كنا نعتر عتيرة في الجاهلية في رجب فما تأمرنا.
قال: اذبحوا في أي شهر كان ……الحديث.(4)

قال ابن حجر: فلم يبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم
العتيرة من أصلها وإنما أبطل خصوص الذبح في شهر رجب

الصوم في رجب

~~~

(1) صحيح البخاري - كتاب المغازي
باب لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض - رقم 4144
~~~
(2) صحيح البخاري - كتاب المغازي
باب بينا أنا نائم أتيت بخزائن الأرض فوضع في كفي
سواران من ذهب فكبرا علي - رقم 4117
~~~
(3) صحيح مسلم - كتاب الأضاحي - باب الفرع والعتيرة - رقم 1976
~~~
(4) الراوي: نبيشة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 4240
خلاصة حكم المحدث: صحيح





الصوم في رجب


لم يصح في فضل الصوم في رجب بخصوصه شيء
عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه

وإنما يشرع فيه من الصيام ما يشرع في غيره من الشهور
من صيام الاثنين والخميس والأيام الثلاثة البيض
وصيام يوم وإفطار يوم
والصيام من سرر الشهر وسرر الشهر
قال بعض العلماء أنه أول الشهر وقال البعض أنه أوسط الشهر
وقيل أيضا أنه آخر الشهر.
وقد كان عمر رضي الله عنه ينهى عن صيام رجب
لما فيه من التشبه بالجاهلية كما ورد عن خرشة بن الحر
قال:" رأيت عمر يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام
ويقول: كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية"(1)
قال الإمام ابن القيم
ولم يصم صلى الله عليه وسلم الثلاثة الأشهر سرداً
(أي رجب وشعبان ورمضان)
كما يفعله بعض الناس ولا صام رجباً قط
ولا استحب صيامه

وقال الحافظ ابن حجر في تبين العجب بما ورد في فضل رجب
لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه
ولا في صيام شيء منه معيّن ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه
حديث صحيح يصلح للحجة وقد سبقني إلى الجزم
بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ
وكذلك رويناه عن غيره

وفي فتاوى اللجنة الدائمة
أما تخصيص أيام من رجب بالصوم
فلا نعلم له أصلا في الشرع


العُمرة في رجب
دلت الأحاديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم
لم يعتمر في رجب كما ورد عن مجاهد
قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد
فإذا عبدالله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة رضي الله عنها
فسئل: كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: أربعاً إحداهن في رجب.
فكرهنا أن نرد عليه قال: وسمعنا إستنان عائشة أم المؤمنين
(أي صوت السواك) في الحجرة
فقال عروة: يا أماه يا أم المؤمنين ألا تسمعين
ما يقول أبو عبدالرحمن؟
قالت: ما يقول؟
قال: يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات
إحداهنّ في رجب.
قالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهد
(أي حاضر معه)
وما اعتمر في رجب قط." (2)
وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم

قال النووي: سكوت ابن عمر على إنكار عائشة
يدل على أنه كان اشتبه عليه أو نسي أوشك

ولهذا كان من البدع المحدثة في مثل هذا الشهر
تخصيص رجب بالعمرة واعتقاد أن العمرة في رجب
فيها فضل معيّن ولم يرد في ذلك نص
إلى جانب أن النبي صلى الله عليه وسلم
لم يثبت عنه أنه اعتمر في رجب
قال الشيخ علي بن إبراهيم العطار المتوفى سنة 724هـ
ومما بلغني عن أهل مكة زادها الله شرفاً اعتياد كثرة
الاعتمار في رجب
وهذا مما لا أعلم له أصلاً بل ثبت
في حديث أن الرسول صلى الله عليه قال
"عمرة في رمضان تعدل حجة"(3)

وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله
في فتاويه: أما تخصيص بعض أيام رجب بأي شيء من الأعمال
الزيارة وغيرها فلا أصل له
لما قرره الإمام أبو شامة في كتاب البدع والحوادث
وهو أن تخصيص العبادات بأوقات لم يخصّصها بها الشرع لا ينبغي
، إذ لا فضل لأي وقت على وقت آخر إلا ما فضله الشرع
بنوع من العبادة أو فضل جميع أعمال البر فيه دون غيره
ولهذا أنكر العلماء تخصيص
شهر رجب بكثرة الاعتمار فيه ا.هـ.

ولكن لو ذهب الإنسان للعمرة في رجب
من غير اعتقاد فضل معيّن بل كان مصادفة
أو لأنّه تيسّر له في هذا الوقت فلا بأس بذلك


البدع المحدثة في شهر رجب
إن الابتداع في الدين من الأمور الخطيرة
التي تناقض نصوص الكتاب والسنة
فالنبي صلى الله عليه لم يمت إلا وقد اكتمل الدين
قال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا [المائدة:5]

وجاء عن عائشة رضي الله عنها قالت
قال رسول الله عليه وسلم
"من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد". متفق عليه
وفي رواية لمسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"
وقد ابتدع بعض الناس في رجب أمورا متعددة
فمن ذلك:صلاة الرغائب وهذه الصلاة شاعت بعد القرون
المفضلة وبخاصة في المائة الرابعة وقد اختلقها بعض الكذابين
وهي تقام في أول ليلة من رجب
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
صلاة الرغائب بدعة باتفاق أئمة الدين كمالك والشافعي
وأبي حنيفة والثوري والأوزاعي والليث
وغيرهم والحديث المروي فيها كذب
بإجماع لأهل المعرقة بالحديث.ا.هـ.

وقد روي أنه كان في شهر رجب حوادث عظيمة
ولم يصح شيء من ذلك؛
فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم وُلد في أول ليلة منه
وأنه بعث في ليلة السابع والعشرين منه
وقيل: في الخامس والعشرين
ولا يصح شيء من ذلك
( وروي بإسناد لا يصح عن القاسم بن محمد)
" أن الإسراء بالنبي كان في السابع والعشرين من رجب"(4)

وأنكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره
فأصبح من بدع هذا الشهر قراءة قصة المعراج
والاحتفال بها في ليلة السابع والعشرين من رجب
وتخصيص تلك الليلة بزيادة عبادة كقيام ليل أو صيام نهار
أو ما يظهر فيها من الفرح والغبطة
وما يقام من احتفالات تصاحبها المحرمات الصريحة
كالاختلاط والأغاني والموسيقى
وهذا كله لا يجوز في العيدين الشرعيين
فضلاً عن الأعياد المبتدعة
أضف إلى ذلك أن هذا التاريخ لم يثبت جزماً وقوع
الإسراء والمعراج فيه
ولو ثبت فلا يعد ذلك شرعاً مبرراً للاحتفال فيه
لعدم ورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولا عن الصحابة رضوان الله عليهم
ولا عن أحد من سلف هذه الأمة الأخيار
ولو كان خيراً لسبقونا إليه، والله المستعان..


صلاة أم داود في نصف رجب

التصدق عن روح الموتى في رجب
الأدعية التي تقال في رجب بخصوصه كلها مخترعة ومبتدعة

تخصيص زيارة المقابر في رجب وهذه بدعة محدثة أيضا
فالزيارة تكون في أي وقت من العام

نسأل الله أن يجعلنا ممن يعظّمون حرماته
ويلتزمون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا
إنه ولي ذلك والقادر عليه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
بدع رجب للشيخ محمد بن صالح المنجد
هنا
~~~
(1) الراوي: خرشة بن الحر الفزاري المحدث: الألباني
المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 957
خلاصة حكم المحدث: صحيح
~~~
(2) صحيح البخاري - كتاب العمرة
باب كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم - رقم 1685
~~~
(3) الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1117

خلاصة حكم المحدث: صحيح
~~~
(4) الراوي: القاسم بن محمد المحدث: ابن رجب
المصدر: لطائف المعارف - الصفحة أو الرقم: 233
خلاصة حكم المحدث: روي بإسناد لا يصح

م/ن


بدع رجب | موقع إمام المسجد

بدع رجب. الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، ثم الصلاة على خير الورى، المبعوث في أم القرى، ما كان حديثاً يفترى، ...


بدع رجب


الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، ثم الصلاة على خير الورى، المبعوث في أم القرى، ما كان حديثاً يفترى، أما بعد:
فإن الله اختار الله من بين الشهور أربعة حُرماً قال - تعالى -: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ}
1، وهي مقدرة بسير القمر وطلوعه لا بسير الشمس وانتقالها كما يفعله الكفار، والأشهر الحرم وردت في الآية مبهمة ولم تحدد أسماؤها، وجاءت السُنة بذكرها فعن أبي بكرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب في حجة الوداع وقال في خطبته: ((إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القَعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى))2، وسمي رجب مضر لأن مضر كانت لا تغيره بل توقعه في وقته، بخلاف باقي العرب الذين كانوا يغيّرون ويبدلون في الشهور بحسب حالة الحرب عندهم، وهو النسيء المذكور في قوله - تعالى -: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}3، وقيل: إن سبب نسبته إلى مضر أنها كانت تزيد في تعظيمه واحترامه فنسب إليهم لذلك.
سبب تسميته:
قال ابن فارس: رجب: الراء والجيم والباء أصلٌ يدل على دعم شيء بشيء، وتقويته
4، ومن هذا الباب: رجبت الشيء أي عظّمته، فسمي رجباً لأنهم كانوا يعظّمونه، وقد عظمته الشريعة أيضاً. أ. هـ.
أشهر البدع فيه:
أولاً: تخصيص الصوم في رجب:
فلم يصح في فضل تخصيص الصوم في رجب شيء عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، ولا عن أصحابه، وإنما يشرع فيه من الصيام ما يشرع في غيره من الشهور من صيام الاثنين والخميس، والأيام الثلاثة البيض، وصيام يوم وإفطار يوم، والصيام من سرر الشهر، وسرر الشهر قال بعض العلماء أنها أول الشهر، وقال البعض أنها أوسط الشهر، وقيل أيضاً أنها آخر الشهر، وقد كان عمر - رضي الله عنه - ينهى عن صيام رجب لما فيه من التشبه بالجاهلية كما ورد عن خرشة بن الحر قال: رأيت عمر يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام، ويقول: كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية
5، قال الإمام ابن القيم: "ولم يصم - صلى الله عليه وسلم - الثلاثة الأشهر سرداً "أي رجب وشعبان ورمضان" كما يفعله بعض الناس، ولا صام رجباً قط، ولا استحب صيامه"، وقال الحافظ ابن حجر في تبين العجب بما ورد في فضل رجب: "لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معيّن، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه؛ حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ، وكذلك رويناه عن غيره".
ثانياً: تخصيص العُمرة في رجب:
دلت الأحاديث على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعتمر في رجب كما ورد عن مجاهد قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة - رضي الله عنها -، فسئل: كم اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أربعاً إحداهن في رجب، فكرهنا أن نرد عليه، قال: وسمعنا استنان عائشة أم المؤمنين - أي صوت السواك - في الحجرة، فقال عروة: يا أماه يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت: ما يقول؟ قال: يقول إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتمر أربع عمرات إحداهنّ في رجب، قالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهد - أي حاضر معه -، وما اعتمر في رجب قط
6، قال النووي: سكوت ابن عمر على إنكار عائشة يدل على أنه كان اشتبه عليه، أو نسي، أو شك.
ثالثاً: ذبيحة العتيرة:
وقد كان الذبح واتخاذ يوم من شهر رجب عيداً يذبح فيه من شأن الجاهلية، والذبيحة التي كان الجاهليون يذبحونها تسمى العتيرة، وقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ((لا فرع ولا عتيرة))
7، واختلف العلماء في ذلك، فمنهم من رأى أن هذا ناسخٌ ومبطلٌ لما كان عليه أهل الجاهلية، فبعد أن قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ((لا فرع، ولا عتيرة)) لا يجوز لأحد أن يحتفل أو أن يذبح في شهر رجب، وقال بعض العلماء: إن النهي إنما هو للوجوب فيظل ذلك استحباباً؛ لأن أهل الجاهلية - في نظره - كانوا يفعلون ذلك وجوباً، ويعظمونه تعظيماً بالغاً، ومنهم من حمله على الكراهة مستدلاً ببعض الآثار أو الأحاديث، ولا مجال لتفصيل القول فيها، ولكن القول الصحيح والراجح والذي عمل به الإمام أحمد - رحمه الله - وغيره من السلف المتبعين للأثر والسنة في هذا هو ترجيح أن ذلك كان من أمر الجاهلية، وقد أبطله الإسلام، فلا يذبح في شهر رجب ولا يعظم، ولا يتخذ يوماً من أيامه عيداً يعظم.
رابعاً: صلاة ليلة المعراج:
وهي صلاة تصلى ليلة السابع والعشرين من رجب، وتسمى صلاة ليلة المعراج، وهي من الصلوات المبتدعة التي لا أصل لها صحيح لا من كتاب ولا سنة
8، ودعوى أن المعراج كان في رجب لا يعضده دليل قال أبو شامة - رحمه الله تعالى -: "ذكر بعض القصاص أن الإسراء كان في رجب، وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب" أ. ه9، وقال أبو إسحاق إبراهيم الحربي - رحمه الله تعالى -: "أُسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الأول" ا. ه10.
ومن يصليها يحتج بما رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((في رجب ليلة كُتب للعامل فيها حسنات مئة سنة، وذلك لثلاث بقين من رجب))
11، وأمارات الوضع ظاهرة عليه، فقد أجمع العلماء على أن أفضل ليلة في السنة ليلة القدر، وهذا الخبر يخالف ذلك.
ومن بدع تلك الليلة: الاجتماع، وزيادة الوقيد والطعام:
قال الشيخ علي القاري: "لا شك أنها بدعة سيئة، وفعلة منكرة لما فيها من إسراف الأموال، والتشبه بعبدة النار في إظهار الأحوال" أ. ه
12.
خامساً: صلاة الرغائب:
وهي اثنتا عشرة ركعة بعد المغرب في أول جمعة، بست تسليمات يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة سورة القدر ثلاثاً، والإخلاص ثنتي عشرة مرة، وبعد الانتهاء من الصلاة يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - سبعين مرة، ويدعو بما شاء، وهي بلا شك بدعة منكرة، وحديثها موضوع بلا ريب
13، قال النووي - رحمه الله تعالى -: "واحتج به العلماء على كراهة هذه الصلاة المبتدعة التي تسمى الرغائب قاتل الله واضعها ومخترعها، فإنها بدعة منكرة من البدع التي هي ضلالة وجهالة، وفيها منكرات ظاهرة، وقد صنف جماعة من الأئمة مصنفات نفيسة في تقبيحها، وتضليل مصليها ومبتدعها، ودلائل قبحها وبطلانها، وتضليل فاعلها أكثر من أن تحصر" أ. ه14، وقال الخطابي - رحمه الله تعالى -: "حديث صلاة الرغائب جمع من الكذب والزور غير قليل" أ. ه15، وقال الحافظ ابن رجب - رحمه الله تعالى -: "فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء، وأول ما ظهرت بعد الأربعمائة فلذلك لم يعرفها المتقدمون، ولم يتكلموا فيها" ا. ه16.

اللهم وفقنا لكل خير، وجنبنا البدع ما ظهر منها وما بطن يا رب، والحمد لله رب العالمين.



1 التوبة (36).
2 رواه البخاري رقم (1741)، ورواه مسلم رقم (1679).
3 التوبة (37).
4 معجم مقاييس اللغة (ص445).
5 الإرواء 957، وقال الألباني: صحيح.
6 متفق عليه، وجاء عند مسلم: وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم.
7 رواه البخاري (5474) ومسلم (1976).
8 أنظر: خاتمة سفر السعادة للفيروز أبادي ص150، التنكيت لابن همات 97.
9 الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثيرص232 مواهب الجليل (2/408).
10 الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثيرص232، شرح مسلم للنووي (2/209)، تبيين العجب بما ورد في فضل رجب لابن حجر العسقلاني ص21، مواهب الجليل (2/408).
11 رواه البيهقي في الشعب (3/374) وضعفه، كما ضعفه الحافظ ابن حجر في تبيين العجب (25)، وقال القاري: "ضعيف جداً" الأدب في رجب للقاري ص48.
12 الأدب في رجب للقاري ص46.
13 ذكرها ابن الجوزي في الموضوعات (2/124).
14 شرح مسلم (8/20)، الأدب في رجب للقاري ص43، نيل الأوطار (4/337).
15 الباعث لأبي شامة 143.
16 لطائف المعارف 228.





من مواضيع **سماسم**
0 إيقاف مشرفات من الإشراف
0 ===◄الغزالــ اللےۖۗ ◄ صدفتـﮧ لابـسٍ ♦ بنجـابـے ♦===
0 تحليل الحمل المنزلي
0 غرفة الرياض تطرح 200 وظيفة بالقطاع الخاص
0 الرياضة تنقص وزنك بعد الولاده وتخلصك من الاكتئاب..
0 البواسير والشرخ والناسور اعراضها وعلاجها..
0 عناية الحامل بصحتها ..
0 برنامج ( Right Click Image Converter )
0 إكئاب مابعد الولاده
0 كيفية العنايه بالمولود المختن ..
0 أزياء كارين ميلانkaren milan
0 خسوف "شبه ظل" للقمر في سماء المملكة بعد غدٍ الأربعاء بمشيئه الله تعالى
0 الزنجبيل يخفض دهون الدم بعد الاكل
0 الحديث من حيث قبوله ورده
0 تحذير من الرضاعه الصينيه كاميرا
توقيع : **سماسم**

عرض البوم صور **سماسم**   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

جديد منتدى المنتدى الاسلامي العام


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعشاب يجب الحذر منها أثناء فترة الحمل Om Rodina إستفسارات حوامل ثلاثة شهور الأولى 28 09-22-2011 11:28 PM
الحذر من أكل جناح الدجاج أو الرقبة!!! ((*بــريــق ألــمــاس**)) المنتدى الطبي الــعــام 10 05-30-2011 11:24 AM
ما يجب الحذر منه لدى قصد صالون التجميل اوراق الخريف الموضة و الجمال 15 07-03-2010 03:55 AM
يجب الحذر من بعض الموضيع بنووتهـ كيووتــ المنتدى الاسلامي العام 10 04-27-2010 06:24 PM
الحذر من اسم ((وله)) عزيزة النفس منتدى اسماء المواليد 8 06-28-2009 02:49 PM


الساعة الآن 08:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.

Privacy Policy - copyright

لا يتحمّل موقع منتديات حوامل النسائية أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في موقعنا، ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر .