عشاق القهوة

[بحــ العيون ــــــــر]

إلى عشاق القهوة.. فنجان معلومات

يقول الأصمعي في قصيدته «صوت صفير» البلبل:
وفتية سقونني… قهوة كالعسل
شممتها بأنفي… أزكى من القرنفل

الله عليك يا أستاذ…
ولكن المقصود هنا كان نوعاً من الخمر وليست القهوة التي نعرفها والتي غنت لها الست أسمهان وقالت يا مين يجبيلي قهوة.. أسقيه بإيدي قهوة.. فلم يكن العرب قد عرفوا البن ومشروب القهوة الذي نعرفه في هذا الوقت.
هناك تضارب تاريخي حول نشأة نبات حبوب القهوة، فالأسطورة تقول إن أجداد قبيلة «الأورمو» في إثيوبيا، هم من عرفوها أولاً وعرفوا تأثيرها، ثم انتقلت إلى اليمن ومصر في القرن الرابع عشر.
ثم انتقلت القهوة من اليمن إلى أنحاء الجزيرة العربية، وفي القرن الخامس عشر وصلت القهوة إلى تركيا ومن هناك أخذت طريقها إلى فينيسيا عام 1645.
ثم انتقلت القهوة إلى إنجلترا عام 1650 عن طريق تركي يدعى «باسكا» الذي فتح أول محل قهوة في شارع لومبارد في مدينة لندن.
فالقهوة العربية تحوّلت إلى قهوة تركية ثم إلى قهوة إيطالية.
الخلاصه أن القهوة أصبحت مشروباً عالمياً وتوجد حبوبها وتزرع في 70 دولة على الأقل في العالم..
وقد عرفنا في مصر ما يعرف بالقهوة التركي وانتسبت إلى هذا اللقب بسبب طريقة التجهيز ليس إلا.. فما علينا سوى شراء البن وهو حبوب القهوة المحمصة والمطحونة ونغليه على نار هادئة، وقبل ما يفور نصبه في الفنجان ونشربه.. وأهم حاجة الوش :)
والفرق بين أنواع القهوة التركي يكمن في كمية السكر فقط المضافة إلى فنجان القهوة.. قهوة مضبوط.. قهوة سكر زيادة.. سادة.. مونو.. كلها تختلف في كم السكر المضاف إلى فنجان القهوة.
وهناك بن فاتح أو غامق (حسب درجة التحميص).. وأيضاً البن المحوج (يضاف إلى القهوة بعض البهارات التي تعطيه طعماً مميزاً.. حبهان.. قرنفل وما إلى ذلك.. وظهر مؤخراً اختراع اسمه القهوة التركي باللبن.. ما علينا :)
وعرفنا أيضاً القهوة العربي.. وهي القهوة المرّة -كما يقال- وتنتشر في شبه الجزيرة العربية بشكل عام، وهي قهوة خالية تماماً من السكر ومضاف إليها بهارات عربية مثل الهيل والحبهان والمستكة، وهي خفيفة فاتحة اللون ولكنها شديدة المرارة.. ( عن تجربة يا أخونا والله :)
ثم كان الانفتاح على دول العالم، ظهرت مشروبات جديده تعتمد على حبوب القهوة ولكن مع اختلافات في طريقة التصنيع وهي إيطالية المنشأ وتعتمد على ما يعرف بالأسبريسو..
و«الأسبريسو» هو نوع قهوة غامقة شديدة التركيز تصنع من حبوب البن المطحونة وقليل من الماء المغلى، وتعتمد على ضغط حبوب البن المطحونة ضغطاً شديداً.. وهي تشبه القهوة التركي، إلا أن سطحها الخارجي فاتح اللون ذات رغوة نتيجة ضغط حبوب البن.
وعشاق القهوة يشربون هذا النوع خالياً من السكر.. وبعضهم يضيف إليها قليلاً من السكر الأسمر لتخفيف حدّة الطعم.
ومن هذا الأسبريسو ظهرت أنواع كثيرة من القهوة مثل الكابتشينو واللاتيه والموكا.. وهي مشروبات تعتمد في أساسها على قهوة الأسبريسو؛ ولكن يضاف إليها اللبن والرغوة والكريمة، وأحياناً كما في حال مشروب الموكا الشكولاتة.
على سبيل المثال مشروب اللاتيه؛ يتكون من ثلثي لبن مبخر مع ثلث من قهوة الأسبريسو وطبقة رقيقة من الحليب المخفوق (كريمة مخفوقة).. واللبن المبخر هو نوع من الألبان المعلبة ينتج من تبخير 60% من ماء الحليب الطبيعي ويختلف عن الحليب المكثف في أنه لا يحتوي على سكر.
أما مشروب الكابتشينو فيختلف عن مشروب اللاتيه في أنه يتكون من ثلث حليب مبخر وثلث قهوة أسبريسو وثلث حليب مخفوق (كريمة مخفوقة).
أما مشروب الموكا فهو مشروب اللاتيه مضافاً إليه الشكولاتة.
وهذا الرسم يوضح الفروق بين كل الأنواع حسب نسب قهوة الأسبريسو واللبن والكريمة المخفوقة أو ما يضاف إليها: