يمضي العمر وكأنه أوراق كتاب تقلبها رياح النافذة

[راندا عدلي]

يمضي العمر وكأنه أوراق كتاب تقلبها رياح النافذة

يمضي العمـر و كأنه أوراق كتاب تقلبها رياح النافذة
يمضي و كأنه لحظات يتبعثر في بضع كلمات تمشي
و تتراقـص بين الساعات على لحن النبضــات

منـها ..
ساعـة محبــــة

و هي ساعة غامضة و بكل تأكيـد نظن أننا مستيقظين و نحن
غارقين بها حتى أطراف شعر الرأس و آخـر أنفــاس الـروح

ومنها ..
ساعـة فرقـة

و هي ساعة تفارق بها الأقـدام أرض الحقيقة و تحلق في الهواء
و منـهــا ..
ساعة بنسرقها من الأيام سـرقـة

و هي ساعة نبحث عنها كثيراً حتى نجدها و بينما
حضرة القاضي ( الوقـت ) يكــون نائماً بقـرب أوراق
قصص كلاً من المظلوم و الظالم نقـوم بسرقــــة
إحدى تلك الساعات لنخرج بهــا عن القانــــون و
نرتــكـب كل ما هو ممنــوع و كل ما نشتهيــه على
شرفــــات اليقـظـة من وهلـة الحلـــم



ســَ أعـــود كــونـي بالقرب أيتهـــا الأطياف



كتــب على أشــرعـــة الســفـــن
أم كتـــب على أشـــرعــة الزمـــن
كــتــب أن الإنســـان صنـعته المحـن

كُتِـبَ على أشــرعــة السفــن كيف تعلــو الـروح و الريــح يخطف البـــوح

كتـب عليــها مذاق السكــر كـَ شفاء البلــســـم على الجــروح

كُـتب عليها كيــف ترســـم الإبتســامــة على شفـــاه الألـــم

كتــب عليـها كيف تمــر الأيـــام معنـــا أو بــدونــنـــــا

كتــب عليـها كيف تسيــر الـــريــــاح بمـــا لا تشتهـــي السفـــن

كتــب عليــها كما يقــال ( أن المكتــوب علـــى الجبيــن لازم تشوفـه العيــن )

كتــب عليـها ( أنـــه لو علــمنــأ ما في الغيــب لـَ رضينـــا بـِ الواقـــع )

كتــب لــي أن أســمـع مـــا لا أحــب و أكـــره ، كـــتب لي أن أرى ما لا كنت أتوقع
رؤيـــاه و كتــب لــي أن أفــارق من أحبــــه و أهـــواه

كتب عليهـــا أن لمــلامــح الأيـــام طابعـين حكـم لــها بـِ لــونيــن الأبيــض و الأسود
و مــا بــيــن بـــيــن .


كتــب علـيـها أن هناك الكثيـر من ذاق و شعر بالكثير من الأحاسيس و بشتى الأنواع مــثــل تـلـك القــلاع في الزمــن القــديــم تــذوقــت و شهــدت على
الكـثــيـر من الجـبــروت و القســوة

كتـــب علــيـها أن السعــادة كـَ عنقـــود عنــب حلــو المـذاق يملــؤ الروح عنــدما
يـذوب الســكــر

كتــب عليــها أن الحــزن كـَ مــرار شــراب ( عــرق الســـوس ) لا يستســاغ طعمــه
و لا يستلطف لـــونـــه .

كتــب عليــها أن تــرى الحيــاة في عينــيها اللونين صفـحـة بيضــاء و نقـطة ســوداء
تشكل معانيها و تــغــير عنــواينــها

كتب عليــها أن نهـــاية كل من عــلى الأرض الفنـــاء

كمـــا كتــب على أوراق الزمن بـِ فتــنــة القلــم أنني ما عدت أشعر أن كنت على قــيــد
الحيــاة أتنـفـس و أشــعـر بـــِ كل شيء إلا بـِ ذاتــي بــِ روحـي بــِ قـلبــي




هل لا زال ينبض ؟
هل عينـاي تــدمــع من الألــم أم من عــدم الإحســاس بأي شــيء ؟
هل حــواسي تنبض فــيها الروح أم أنها تخفق فــي الحــركــة ؟


يــا إلــهـي ، كــان بـِ داخلـي شيـئاً يسمــى ( القلب )
كانت على وجـهـي ابتسامة تــرتســم حتى الفــرح الساكــن بيــن الضلــوع
كانت الفــراشات تشق طريقـها بين خطوط يــدي
كـنــت أشــعــر بــِ مــذاق العســــل
و بـِ لدغــات النحــــل و بـِ وخزات قطــرات المـطــر على أطــراف أصابعي
و بـِ قــدمــاي التي تــلامــس الأرض

شـلـت الأفكـــار و عــجــز القلـــم عن الحــركــة و الإسـتمــرار و تــوفق
الحــبــر عن الإكمــال حتـــى
النـــهــــايـــــة ....


في آمان الله