]دراسات: الأجهزة الذكية تسبب اضطرابات السلوك والنوم

أكدت دراسات حديثة على التأثير السلبي لفرط استخدام أجهزة الهواتف المحمولة على الجسم وعلى السلوك وخصوصا على النوم واضطراباته، ودعت الدراسات إلى نشر ثقافة ترشيد استعمال وسائل الاتصال الحديثة وألعاب الفيديو الالكترونية، وعدم تحولها إلى «هاجس اجتماعي»، فيما أكدت دراسات حديثة على أن فرط استخدام الأجهزة الذكية ليلا يعيق النوم المبكر ويؤدي إلى ضعف الإنتاجية في الحياة العملية
دراسة أمريكية حدثية أجراها الباحث أستاذ مساعد بجامعة ميشيغان «راسيل جونسون» كشفت أن استخدام الهواتف الذكية ليلا يعيق النوم المبكر، مما يؤدي لقلة الإنتاجية في بيئة العمل، فيما أكد خبراء في أمراض النوم، أن دراسات حديثة موثوقة ذكرت أن البدن يتجنب الأثر السلبي لزيادة إفراز هرمونات التوتر كالكورتيزول والأدرينالين، نتيجة للسهر المفرط والأرق، مما يساعد على الحفاظ على الوزن المناسب وتجنب البدانة ومضاعفاتها، وحتى خطر الإصابة بالعدوى الفيروسية كالزكام والإنفلونزا، إضافة إلى المساعدة على الوقاية من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومرض السكري
وجاءت الدراسة التي نشرت بمجلة السلوك التنظيمي وعمليات اتخاذ القرارات الإنسانية، وكانت على جزأين الأولى منها عن دراسة استقصائية قام بها رسيل بشكل يومي ولمدة أسبوعين على 82 إداريا من الأقسام العليا في الشركات وكانت عمليات المسح تقام في الساعة السادسة صباحا للكشف عن استخدامهم لهواتفهم الذكية قبل نومهم وفي أي إطار يستخدموا هواتفهم من استخدام برامج من تصفح البريد الالكتروني وغيرها من الاستخدامات، وعن عدد ساعات النوم وفي أي وقت يشعرون بحاجتهم لنوم وفي الساعة الرابعة بعد الظهر لقياس ما مدى مشاركتهم في بيئة العمل، وأوضح الجزء الأول من الدراسة أن المديرين الذين يستخدمون هواتفهم بعد الساعة 9 ليلا تنخفض لديهم ساعات النوم ويشعرون بصعوبة بالغة في الاستيقاظ باكرا وتؤدي حاجتهم للنوم إلى خفض إنتاجيتهم في بيئة العمل، وأوضح الباحثون أن الأسباب تكمن في شاشات الهواتف الذكية التي تسبب اضطرابات أثناء النوم، وأن الضوء المنبعث من الأجهزة الذكية تعيق جسم الإنسان من إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن حالة الاسترخاء
في الجزء الثاني من الدراسة طبق الباحثون أسلوب الدراسة على 161 موظفا يعملون في مجالات مختلفة مع دراسة تأثير استخدام الالكترونيات وأجهزة الكمبيوتر المكتبي والتلفزيون على النوم وقارنوا إنتاجية العمل ووجد الباحثون أن النتائج مشابهة مع الجزء الأول من الدراسة، أنه عند زيادة استخدام الهواتف الذكية ليلا تنخفض عدد ساعة النوم مما يؤثر سلبا على إنتاجية العمل وتعد الهواتف الذكية أكثر تأثيرا من بقية الأجهزة كالتلفزيون والكمبيوتر
من جهته ذكر الدكتور أيمن كريم أن من أهم وظائف النوم إعادة شحن الطاقة، وصيانة أعضاء الجسم، وترميم أنسجتها واستبدال ما عطب من خلاياها، لضمان عملها بكفاءة عالية، فضلا عن المساعدة على النمو البدني والعقلي السليم نتيجة إفراز هرمون النمو في مرحلة النوم العميق
ومن المرجح أن التعرض لمرحلة «النوم الحالم» يساعد على دعم الذاكرة، وأرشفة المعلومات حسب أهميتها، إضافة إلى التعامل السليم مع المشاعر العاطفية، واستقرار المزاج، وردة الفعل المناسبة تجاه الأحداث والمواقف ونتيجة للنوم بساعات كافية «7-8 ساعات لمتوسطي العمر»
ويبدو أن توقيت استخدام الهاتف النقال يرتبط بازدياد حدة أعراض اضطرابات النوم، فاستعماله عند النوم مباشرة يزيدها بمعدل الضعف، أما استعماله من بعد منتصف الليل إلى الساعة الثالثة صباحا، فيزيدها إلى 4 أضعاف، وبحسب الدكتور كريم فإن الإفراط في استخدام الهواتف الذكية يزيد من التعود على فرط السهر، والاستيقاظ متأخرا والشعور بالخمول عند الصباح، فيما أكدت دراسة أمريكية سويدية مشتركة أن التعرض للموجات الإشعاعية التي يستقبلها الهاتف النقال عند الاستخدام، يسبب أثرا سلبيا في القدرة على الخلود للنوم دون أرق، وأن مجموعة الرجال والنساء الذين تعرضوا لها قد زادت لديهم أعراض الصداع وضعف التركيز
الفوائد النفسية والسلوكية للنوم الهادئ المنتظم:
- يخفض مستوى التوتر العصبي
- يساعد على استقرار النفس وصفاء التفكير
- سلامة الحكم وحسن التصرف
- يقي اضطرابات المزاج وحتى مرض الاكتئاب