أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات،
بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا
يحكى أن هناك صديقين كانا يمشيان في الصحراء ، فتشاجرا و ضرب أحدهما الآخر على وجهه ، الرجل الذي ضُرِب على وجهه كتب على الرمال : اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي . استمر الصديقان في المشي حتى وصلا إلى واحة فقرروا أن يرتوو منها ، لكن علقت رجل الرجل الذي ضُرِب على وجهه في الرمال المتحركة و بدأ في الغرق ، فساعده صديقه الذي ضربه و أنقذه من الغرق ، و بعد أن نجا الصديق من الموت كتب على صخرة : اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي . فسأله صديقه : لماذا عندما ضربتك كتبت على الرمال ؟ و الآن عندما أنقذتك كتبت على الصخر؟ فأجاب صديقه: عندما يؤذينا أحد علينا ان نكتب ما فعله على الرمال حيث رياح التسامح يمكن لها أنتمحيها ، و لكن عندما يصنع أحد معنا معروفاً فعلينا ان نكتب ما فعل معنا على الصخرحيث لا يوجد أي نوع من الرياح يمكن أن تمحو ما كُتِب .
في هذه الأيام ، صار الناس ينفثون دخان سجائر القسوة في وجه من يطلب العفو منهم، و لا يبالون بأن الله – سبحانه و تعالى – أمرنا بالتسامح و العفو في قوله: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْوَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور:22] ، فكل عباد الله خطائين و خير الخطاؤون التوابون ، فمن بادر بالعفو و الصفح كمن حصد ثماره فور موسم الحصاد و سَعِد بالربح و لم يتأخر حتى لا تفسد ثماره و يخسر الربح ، لذا علينا أن نسعى لنظفر بالحسنات التي سننالها من التسامح و بالسرور و المحبة اللتان سترجعان فرحة الرفيقين .
و لكن البعض قد يرى أنه لا يريد أن يخلع رداء الكبرياء " كما يسميه البعض " و يسعى وراء العفو و التسامح ، فينتظر الطرف الآخر ليبادر أولا بحجة أنه هو المخطئ ، و المشكلة تكمن في أن الطرفين يظنان أنهما على صواب و الطرف المعاكس هو المخطئ ، فمن سيبادر إذن!
أتذكر عندما كنت في الصف الثامن حدثت مشكلة "سخيفة" بيني و بين صديقتي و كنت أنا المخطئة ، لكني آنذاك أراني على أتمّ الصواب ، فلم أبادر بالعفو و التسامح و تدخلت إحدى المعلمات في المشكلة و كانت تبين لنا أهمية التسامح بين الناس و عن فضل الصفح في الإسلام ، فقلت في قرارة نفسي أنني سأبادر و فور قرع جرس نهاية الحصة ، حضرت صديقتي و اعتذرت مني و تمنيت لو أنني قد سبقتها بثانية واحدة.
كم من شخص لم يعفُ صديقه عنه و مرض و تأثر كثيرا لفقدان هذا الصديق الذي قد يكون مثل ظله الذي لا يفارقه ! و كم من شخص انتعل الكبرياء و لم يبادر بالاعتذار فقد صديقه للأبد قبل أن يعتذر! و كم من ابنٍ طوقته حبال الغرور و لم يعتذر لوالديه عن زلاته و أخطائه! و كم من عبدً كللته زهور الدنيا الفانية و لم يسع في طلب العفو و المغفرة من غافر الذنب و قابل التوب! قد اقترب هزيز الرياح فسارع لكتابة أسماء أحبابك على الرمال