أهلا وسهلا بك إلى منتديات حوامل النسائية. |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا |
|
المنتدى الاسلامي العام ومن يتق الله يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب منهج أهل السنة والجماعة |
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
![]() بسم الله الرحمن الرحيم,,, |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم أصيـــل
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
![]() اللي اعرفه ان القرآن يووم نزل بطلت كل الكتب السماويه المبحث الأول: أدلة بطلان صلاحية التوراة والإنجيل بالقرآن. كل الشرائع السماوية التي أنزلها الله تعالى منذ أول رسول وهو نوح عليه وعلى كل الرسل صلاة الله وسلامه نسخها وألغاها الله عز وجل بالقرآن. فليس لأحكامها أي أثر إلزامي لأن القرآن شرع فيه الله عز وجل كثيرا من الأحكام المشتركة بين الشرائع السماوية وألغى منها ما شاء وشرع فيه ما شاء من أحكام جديدة حسب متطلبات تطور البشرية وما أراده الله تعالى لها. الله تعالى بقدره وقضائه المطلق وتصرفه العادل قرر إلغاء كل شريعة لما سبقها، لهذا فالقرآن ألغى مفعول وصلاحية كل الشرائع السماوية السابقة ومنها التوراة والإنجيل. وسأعالج هذه الحقيقة وأبرهن على صحتها بثلاثة أدلة وبراهين قاطعة هي التالية: 1) إخبار التوراة والإنجيل عن رسالة القرآن الملغية لهما. 2) تحريف أهل الكتاب للتوراة والإنجيل 3) نسخ الله تعالى كل الشرائع السماوية السابقة للقرآن ومنها التوراة والإنجيل 4) أنزل الله تعالى القرآن لكافة الناس بالكون وأهل الكتاب بشر منهم. **************************************** هذا اللي لقيته في النت هوه بطلان الانجيل |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم أصيـــل
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
![]() انا لفت نظري الموضوع وكتبت في قسم مشرفات المنتدى العام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم أصيـــل
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
![]() انا طلعت الدليل على بطلان الانجيل بعد طلوع القرآن يا ام الاسمر |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم أصيـــل
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
![]() الله يجزاك خير يالعالي ...
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم أصيـــل
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
![]() أحببت ان تقرأين هذه المقالة الرائعة الموثوقة بمذهبنا مذهب أهل السنة والجماعة ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [العنكبوت: 46] بسم الله الرحمن الرحيم ﴿قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾ [الأنعام: 148]. المحتويات • إشكالية تدوين الكتاب المقدس. • إشكالية نسخ الكتاب المقدس وترجمته. • الكتاب المقدس وموقفه من القول بعصمته. • الكتاب المقدس وموقف كتبته من القول بعصمته. • الكتاب المقدس وموقف المجمع المسكوني للفاتيكان الثاني. مقدمة الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد: ففي ظل هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام صباح مساء في وسائل الإعلام المختلفة على أيدي قساوسة النصرانية ومبشريها؛ لابد وأن يكون لنا وقفة إزاء ذلك؛ تبيانًا للحقيقة ودحضًا للفرية. ومما شحذ همتي لذلك أني فوجئت بالعديد من شبابنا المسلم يستمع للعديد من برامج التبشير والتضليل المبثوثة عبر الفضائيات المختلفة ويتأثر بها إلى حد لا يستهان به، فقد لبّست هذه البرامج على الناس دينهم وضللتهم وأثارت شكوكهم، ولم يعد السكوت من الفطنة، واقتضت الحكمة: هتك الستار، وقشع الغمام؛ فالحق أجلى من أن يلتبس فيه، أو يخشى من تجليه. وقد أغنانا الأفاضل من العلماء عن رد كثير من الفرى والاتهام عن دين الإسلام؛ ولكن بقى شق للحقيقة في حاجة أمس للمزيد من البيان ألا وهو حقيقة ما يدين به هؤلاء – ويدعوننا إليه - من الصحة والبطلان؛ فليس من الحكمة أن تظل كتاباتنا رد فعل لأضاليلهم وشبهاتهم، بل لا بد من المبادرة؛ رجاء هدايتهم، وعصمة شبابنا من غوايتهم،وإشغالا لهم عنا بأنفسهم. أرجو من الله تعالى أن أوفق في بيان جانب من هذا الشق في كتيبي هذا والذي هو في حقيقته تلخيص وتبسيط للقارئ غير المتخصص لأحد فصول كتابي (النبي الخاتم: هل وجد؟.. ومن يكون؟) والذي سبق لمركز الحضارة العربية بالقاهرة نشره عام 2002م، كما سبق نشر هذا الكتيب الذي بين أيدينا في صورة سلسلة مقالات أسبوعية بصحيفة البلاد السعودية أواخر عام2005م وأوائل عام 2006م، ثم نشر بعد ذلك في عدد من الصحف والمجلات العربية، وفي عدة مواقع على شبكة الإنترنت وكان لنشره صدًى طيب لدى القراء. أسأل الله تعالى أن يوفقني وغيري لكتابة المزيد والمزيد عن هذا الشق من الحقيقة. تمهيد قبل أن نبدأ حديثنا عن حقيقة الكتاب المقدس لابد وأن نتوقف قليلاً أمام أقسامه ونتعرف على تكوينه. والكتاب المقدس يتكون من قسمين رئيسين هما: العهد القديم والعهد الجديد. و"العهد القديم": اسم أطلقه النصارى الأوائل على الأسفار المقدسة لدى اليهود؛ ليشيروا بذلك إلى أن هناك عهدًا آخر جديدًا يتكون من الأسفار النصرانية (الأناجيل الأربعة: متى، لوقا، مرقس، يوحنا، وبعض الرسائل والرؤى المقدسة لديهم). أما هذه التسمية فيرفضها اليهود ويسمون أسفارهم التي يؤمنون بها: (التوراة، الأنبياء، الكتابات). و التوراة: كلمة عبرية معناها الشريعة وتتكون من خمسة أسفار هي: (التكوين، الخروج، التثنية، الأحبار أو اللاويين، العدد). وبعد التوراة يأتي القسم الثاني من العهد القديم وهو الأنبياء؛ وهذا القسم يسير في نسق تاريخي متصل مع التوراة ويتحدث عن أنبياء بني إسرائيل من بعد موسى عليه السلام. ثم تأتي بعد ذلك الكتابات أو كتب الحكمة: وهي مجموعة كتابات يغلب عليها الطابع الأدبي، ولا علاقة لها بالسرد التاريخي. ويؤمن النصارى بالكتاب المقدس كله بعهديه القديم والجديد وإن ترددت كل فرقة من فرقهم في الإيمان ببعض أسفاره وببعض أجزائها من عصر إلى آخر. أما اليهود فمنهم من يؤمن بالتوراة فقط، ومنهم من يؤمن بالعهد القديم كله على تردد بينهم أيضًا في الإيمان ببعض أسفاره وبعض أجزائها من عصر إلى آخر. ومن ثمة فكل طعن في أي سفر من أسفار العهد القديم يعد طعنًا في دين كل من يؤمن به من اليهود والنصارى؛ أما الطعن في أي سفر من أسفار العهد الجديد فهو طعن في دين من يؤمن به وهم من النصارى فقط. إشكالية تدوين الكتاب المقدس: يزعم بعض من رجال الدين اليهودي والنصراني أن أسفارهم المقدسة – والتي هي بحوزتهم الآن – وحي إلهي، معصومة من الخطأ، محفوظة من التحريف. وهي دعوى باطلة؛ فليس في مخطوطات الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد مخطوط واحد بخط المؤلف نفسه. بل إن أقدم نسخ وصلت عصرنا هذا للعهد الجديد كتبت في القرن الرابع من ميلاد المسيح عليه السلام. ولا يتعدى تاريخ أقدم مخطوطات العهد القديم التي وصلت عصرنا هذا القرن التاسع الميلادي، أي بعد وفاة موسى عليه السلام بأكثر من ألفي عام. وليس بمقدور أحد في عصرنا الراهن أن يحدد بالضبط تاريخ تدوين كل سفر من أسفار الكتاب المقدس، ولا يعلم أحد في أيدي من وقعت هذه الأسفار قبل أن تصل إلى عهدنا هذا؟!.. وما عدالة من وقعت تحت يده؟!.. وهل هو محب للدين أم عدو له؟!.. وممن جاءت أقدم مخطوطات الكتاب المقدس والتي وجد لها عدد من النسخ المتباينة؟!.. فليس على وجه الأرض إنسان يروي سفرًا من أسفار الكتاب المقدس عدلا عن عدل؛ بل إن البشرية في عصرنا هذا تجهل تمامًا مؤلفي كثير من أسفار الكتاب المقدس، ومن ناحية أخرى لا يدري أحد في أية مناسبة وفي أي مكان كتبت هذه الأسفار التي لا يعرف أحد مؤلفيها الحقيقيين. فبالنسبة لأسفار موسى الخمسة مثلا وهي أهم جزء في العهد القديم، بل والجزء الوحيد في الكتاب المقدس الذي يجمع على الإيمان به كل من اليهود والنصارى بفرقهم المختلفة يرى ابن عزرا أن كاتبها إنسان آخر عاش بعد موسى- عليه السلام- بمدة طويلة، ويعلل ذلك بأمور منها: إن سفر موسى كان مكتوبًا على حائط المعبد الذي لم يتجاوز اثني عشر حجرًا؛ أي أن السفر كان أصغر بكثير مما لدينا الآن، وإن الأسفار مكتوبة بضمير الغائب لا بضمير المتكلم، كما إن الرواية مستمرة في الزمان حتى بعد وفاة موسى - عليه السلام-. بل إن نص التوراة الذي يذكر خبر وفاة موسى- عليه السلام- : "فمات هناك موسى عبد الرب في أرض موآب حسب قول الرب ودفنه في الجواء في أرض موآب مقابل بيت فغور، ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم" سفرالتثنية. هذا النص لا يكشف لنا فقط عن أن موسى عليه السلام ليس هو كاتبه بقدر ما يكشف لنا أنه عليه السلام قد مات قبل كتابته بزمن طويل اجتاحته كثير من الأحداث كانت بلا شك كافية لضياع الشريعة كما كانت كافية لأن لا يعرف أحد مكان قبر صاحب الشريعة – عليه السلام- عند كتابة ذلك النص من التوراة رغم محاولة النص تحديد المكان بدقة بأنه في الجواء في أرض موآب مقابل بيت فغور. ومن ثمة تعلل نسبة هذه الأسفار الخمسة لموسى – عليه السلام- لا لأنه كاتبها ولكن لأنه الشخصية الرئيسة التي يدور حولها السفر كله، وكذلك الحال بالنسبة لباقي أسفار الكتاب المقدس. وبالنسبة للعهد الجديد فإن عدم نسبة أي سفر من أسفاره إلى عيسى – عليه السلام- من الأمور التي لا خلاف عليها، ولا يمكن بالطبع أن يكون عيسى – عليه السلام- هو الذي كتب قصة الصلب وما تلاها من أحداث كما هو موجود في الإنجيل. إشكالية نسخ الكتاب المقدس وترجمته: أضف إلى ذلك أن اليهود والنصارى لا يملكون - في عصرنا الراهن- كثيرًا من أسفار كتابهم المقدس في لغتها الأصلية: لا في لغة وحيها، ولا حتى في لغة كاتبها، بل إنهم ليسوا على يقين من اللغة الأصلية التي كتبت بها بعض الأسفار. وجل ما لديهم من أسفار مقدسة إنما هي تراجم، والترجمة بإجماع المتخصصين ما هي إلا انعكاس لفهم المترجم للنص، أي هي نوع من التفسير، ولا يمكن لأية ترجمة مهما كانت دقتها أن تنقل جميع دلالات النص الأصلي القريبة والبعيدة، فلكل لغة خصائصها الفريدة؛ فاللغة اليونانية مثلا والتي وجد بها كثير من مخطوطات الكتاب المقدس المهمة والفريدة، لم تكن أمينة في نقل ألفاظ اللغة العبرية: لغة عيسى وأنبياء العهد القديم عليهم السلام أجمعين؛ فهذه اللغة غير قادرة على نقل الحروف الحلقية والحنجرية، كما أنها لا تميز الحروف الصافرة والمسرة في اللغات السامية مما نشأ عنه خلط كبير في الأسماء. ثم إن الكلمة في اللغة قد تحمل أكثر من معنى وظل للمعنى، والترجمة إنما تأتي بلفظ ليعبر عن أحد هذه المعاني فقط – وهو ما يرشحه السياق من وجهة نظر المترجم- ولا يمكن أن يعبر عنها جميعًا؛ وإذا به يعبر عنه وعن معان أخرى وظلال معنوية جديدة، وربما أخذ أحد هذه المعاني الجديدة ليترجم مرة أخرى إلى لغة أخرى بلفظ يعبر عنه وعن معان جديدة أيضًا وظلال أخرى للمعنى وهكذا، ومع كثرة الترجمة عن لغة من لغة إلى لغة تبعد العلاقة بين النص الأصلي والنص النهائي مهما كان حرص المترجم. وربما كان ذلك سبب اختلاف كثير من تراجم الكتاب المقدس حتى في أهم الموضوعات العقدية؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر؛ فالمقام لا يتسع إلا للتمثيل فقط: الفقرة (13) في الأصحاح (21) من سفر إشعياء والتي يرى فيها كثير من المسلمين بشارة بالنبي العربي محمد – صلى الله عليه وسلم- نجدها هكذا في التراجم اليهودية والنصرانية المختلفة: 1- "وحي من جهة بلاد العرب".. وهي ترجمة جمعية الكتاب المقدس في الشرق الأدنى. 2- " نبوءة بشأن شبه الجزيرة العربية".. وهي ترجمة كتاب الحياة المطبوع مع التفسير التطبيقي للكتاب المقدس. 4- "قول على العربة".. وهي ترجمة طبعة دار المشرق اعتماد بولس باسيم. 5- "The burden upon Arabia".. أي "عبء أو عناء على جزيرة العرب" وهي ترجمة نسخة الملك جيمس King James Version. An oracle concerning Arabia"".. أي "وحي أو مبلغ الوحي أو مكان مهبط الوحي متعلق ببلاد العرب"، وهي الترجمة العالمية الجديدة الصادرة عن جمعية الكتاب المقدس العالمية New International Version. 6- essage about Arabia.. أي "رسالة عن بلاد العرب"، وهي ترجمة نسخة انجليزية اليوم Today's English Version. 7- "ssage intitule: Dans la Steppe" أي رسالة بعنوان في"الفيفاء" وإن كان السياق بعد ذلك يعين أن الحديث عن بلاد العرب التي يسكنها بنو قيدار، وهي ترجمة الجمعية الكتابية الفرنسية. 8- في التوراة العبرية: "משא בּﬠרב: مسّا بعراف"..أي "قول أو نبوءة بجزيرة العرب". ومن ثم يتبين لنا أن كل تراجم الكتاب المقدس - بعهديه القديم والجديد - التي ظهرت حتى الآن ليست سوى عون على فهم النص الأصلي لا أكثر. ثم إن النسخ الأولى للكتاب المقدس – كما يصرح مدخل العهد الجديد من الترجمة الفرنسية المسكونية للكتاب المقدس-: "نسخت ثم فقدت، ثم نسخت النسخ طوال قرون كثيرة بيد نسّاخ صلاحهم للعمل متفاوت، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التي تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت مهما بذل فيها من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذي أخذت عنه". ثم يذكر مدخل العهد القديم من الترجمة السابقة الذكر للكتاب المقدس بعض أمثلة تبين كيف كان الخطأ في النسخ يحصل؛ فيقول: إنه قد يحدث أن "تقفز عين الناسخ من كلمة إلى كلمة تشبهها.....ترد بعد بضعة أسطر مهملة كل ما يفصل بينهما، ومن المحتمل أيضًا أن تكون هناك أحرف كتبت كتابة رديئة فلا يحسن الناسخ قراءتها فيخلط بينها وبين غيرها، وقد يدخل الناسخ في النص الذي ينقله لكن في مكان خاطئ تعليقًا هامشيًا يحتوي على قراءة مختلفة أو على شرح ما". بل إن مدخل العهد القديم من تلك الترجمة السابقة الذكر يصرح بأن بعض النسّاخ الأتقياء قاموا بإدخال تصحيحات على بعض التعابير التي كانت تبدوا لهم محتوية على أخطاء واضحة أو قلة دقة في التعبير اللاهوتي؛ وهو اعتراف بأن في الكتاب المقدس أخطاء وتغيير وتبديل. وإضافة إلى ذلك – كما يصرح ذلك المدخل للكتاب المقدس- فإن الاستعمال لكثير من الفقرات في أثناء إقامة شعائر العبادة أدى أحيانًا كثيرة إلى إدخال زخارف لفظية غايتها تجميل النص. ومن الواضح أن ما أدخله النسّاخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعض؛ فكان النص الذي وصل في آخر الأمر إلى عهد الطباعة مثقلا بمختلف ألوان التبديل، ظهرت في عدد كبير من القراءات مختلفة الأهمية، كما ظهرت في آثار التصليح والتعديل المصرة على البقاء حتى في أهم مخطوطات الكتاب المقدس، وظهرت كذلك في أخطاء النحو والإملاء، وفصل الكلام ووصله، وتكرار الكلمة بل والسطر والفقرة، وظهرت في تفكك الأسلوب وركاكة العبارة وغموضها؛ مما تأدى في النهاية إلى التحريف المعنوي أيضًا. ونتيجة كل هذا يعترف مدخل الكتاب المقدس من تلك الترجمة السابقة الذكر معلنًا: "إننا لم نعد متأكدين مطلقًا من أننا نتلقى كلمة الله بقراءة الكتاب المقدس؛ وكل ما يستطيع علم نقد النصوص الحديث أن يقدمه لنا هو محاولته لإعادة بناء نص يتمتع بأكبر الفرص الممكنة في أن يقترب من النص الأصلي، ولا يرجى في حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه". الكتاب المقدس وموقفه من القول بعصمته: ثم إن مسألة تحريف الكتاب المقدس قد غدت في عصرنا اليوم مسألة مثبتة مبرهن عليها بشتى أنواع البراهين. وإذا كان الاعتراف سيد الأدلة وأقوى البراهين وأولاها بالقبول؛ فإن الكتاب المقدس – بعهديه القديم والجديد- يشهد صراحة على تحريفه في كثير من المواضع، ولا يتسع مقامنا هنا إلا للتمثيل لذلك: ففي المزمور 56 من سفر المزامير ورد على لسان الرب " ماذا يصنعه بي البشر؟! اليوم كله يحرفون كلامي على كل أفكارهم بالشر"!!!. وفي سفر إشعياء ورد على لسان إشعياء عليه السلام مقرّعًا بني إسرائيل قائلا لهم:"يا لتحريفكم"!!!. وفي سفر إرميا ورد على لسان الرب مخاطبًا بني إسرائيل:"أما وحي الرب فلا تذكروه بعد؛ لأن كلمة كل إنسان تكون وحيه، إذ قد حرفتم كلام الإله الحي رب الجنود إلهنا". وفيه أيضًا ورد على لسان الرب:"كيف تقولون نحن حكماء وشريعة الرب معنا ؟!. إن قلم الكتبة الكاذب حولها إلى الكذب".. وقوله "قلم الكتبة" يبين أن التحريف في المنزل لا في المتأوّل فقط كما يزعم بعض علماء أهل الكتاب. بل إن الشهادة على التحريف هذه لا يقتصر وجودها على أسفار الكتاب المقدس بل تمتد لتشمل كل الكتابات المقدسة في اليهودية والنصرانية؛ ففي رسالة عبدة الأوثان من التلمود البابلي في الفصل الأول من غمارا المشنا السادسة يقول الحاخام حسدا لأبمي :"لدينا تقليد يقول إن رسالة عبدة الأوثان لأبينا إبراهيم كانت تشمل أربعمائة فصل لكننا لا نمتلك منها سوى خمسة فقط وحتى هذه لا نعتبرها مفهومة تمامًا". وفي سفر الخمسينات من مخطوطات البحر الميت ورد على لسان الرب مخاطبًا موسى عليه السلام عن بني إسرائيل قائلا: "سينسون شريعتي كلها ووصاياي كلها وأحكامي كلها". وتحت وطأة ضغط العقل والعلم في عصرنا هذا اضطر عديد من علماء الكتاب المقدس إلى الاعتراف بعدم عصمته. يقول فيليب شاف في مقارنته بين العهد الجديد باليونانية وبين الترجمة الإنجليزية: "إن 400 قراءة فقط من 150 ألفًا من القراءات المختلفة للعهد الجديد تشكل الشك في المعنى منها خمسون فقط لها أهمية عظيمة".. فصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم: ﴿وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ﴾ [النور: 15]. ويقول د/ وليام رالف إنج في كتابه the Church in the World: "إنه لمن الواجب علينا أن نتخلى عن فكرة المعصومين: الكنيسة المعصومة، والكتاب المعصوم؛ فليست واحدة منهما بالصحيحة". وحديثًا أعلن الفرع الرئيسي للكنيسة المشيخية في الولايات المتحدة الأمريكية: أنه لا يعتبر الكتاب المقدس منزهًا عن الخطأ. راجع "صحيفة النيويورك تايمز عدد 25 لسنة 1966م". وهذا الأمر يدخلنا في الواقع إلى لب الموضوع؛ فإذا كان الكتاب المقدس بوضعه الحالي هو كلمة الله تعالى – كما يزعمون- وكان غير منزه عن الخطأ – كما يعترفون- فإما أن يكون الله تعالى غير منزه عن الخطأ باعتباره مصدر الخطأ في الكتاب المقدس، وفي ذلك طعن في ألوهيته تعالى يتأدى إلى بطلان جميع الشرائع؛ وإما أن يكون الله تعالى منزهًا عن الخطأ ومن ثمة ترجع أخطاء الكتاب المقدس إلى تحريف البشر وهذا ما يختاره الكتاب المقدس نفسه؛ يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية: "إن كان قوم غير أمناء، فهل عدم أمانتهم يبطل أمانة الله؟ حاشا! بل ليكن الله صادقًا وكل إنسان كاذبًا". وبناء على ذلك يكون البشر في حاجة إلى كلمة أخرى من الله تعالى بعد الكتاب المقدس، وهذا منطق العقل كما أنه منطق الكتاب المقدس نفسه والذي يعلنه بوضوح: "لو كان ذلك الأول بلا عيب لما طلب موضع لثان" الرسالة إلى العبرانيين. ويؤكد عليه بقوله: "إنه يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها" السابق. ويعلله بـ "أن الله ليس إله تشويش بل إله سلام " الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس. الكتاب المقدس وموقف كتبته من القول بعصمته: ومما يؤكد بطلان دعوى أن أسفار الكتاب المقدس وحي إلهي، معصومة من الخطأ، محفوظة من التحريف؛ أنها دعوى لا يقرها كتبة العهد الجديد أنفسهم؛ بل يعارضونها إيماءً وتصريحًا مقرين بخالص بشرية عملهم. فها هو "لوقا" في مستهل إنجيله يصرح قائلا: إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدامًا للكلمة رأيت أنا أيضًا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز "ثاوفيلس" لتعرف صحة الكلام الذي علمت به". فـ"لوقا" يقرر هنا أنه واحد من كثيرين قاموا بنفس هذا العمل وهو تأليف قصة، وأن هذه القصة ما هي إلا مجموعة رسائل يبعث بها على التوالي إلى صديقه "ثاوفيلس". ويقرر "لوقا" كذلك أنه هو وهم لم يكونوا معاينين للأحداث وأنه رأى لا عن وحي إلهي ولكن رأى من ذاته أن يؤلف أيضًا كالآخرين قصة. ويقرر أنه تتبع كل شيء من الأول بتدقيق، والتتبع والتدقيق يدل على بشرية هذا العمل؛ لأن متقبل الوحي أو الإلهام لا يكون في تقبله تتبع ولا تدقيق؛ لأن التدقيق عمل العقل البشري الذي يخطئ ويصيب، فمعنى التدقيق: تحري الدقة، أي الاحتراس من الخطأ؛ وهو ما يدل على إمكانية الوقوع فيه. ولا يتوافق التعبير "بالتدقيق" مع كتاب موحى به من الله تعالى؛ لأن الوحي لا يتطلب من صاحبه أي عمل لا في تلقيه ولا في أدائه وهو ما يصرح به كتابهم الذي يؤمنون به في كثير من المواضع: مرة على لسان "بلعام بن بعورا" في قوله: "لا أقدر أن أتجاوز قول الرب لأعمل خيرًا أو شرًا من نفسي، الذي يتكلمه الرب إياه أتكلم" سفر العدد. ومرة على لسان "إرمياء" في قوله: "كلمة الرب صارت لي للعار وللسخرية طول النهار؛ فقلت لا أذكره ولا أنطق بعد باسمه؛ فكان في قلبي كنار محرقة محصورة في عظامي فمللت من الإمساك ولم أستطع" سفر إرميا. ومرة على لسان "عاموس" في قوله: "لست أنا نبيًا ولا أنا ابن نبي، بل أنا راع وجاني جميز، فأخذني الرب من وراء الضأن وقال لي الرب: اذهب تنبأ لشعبي إسرائيل" سفر عاموس. وهو معنى قوله تعالى لنبيه- صلى الله عليه وسلم- ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلَا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الشُّورى: 52]، وقوله: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ﴾ [القيامة: 16- 17] وقوله: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِاليَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ﴾ [الحاقه: 44 – 47]. وكما استهل "لوقا" إنجيله بالتصريح ببشريته؛ ختم "يوحنا" إنجيله كذلك بنفس التصريح، يقول يوحنا: "هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا ونعلم أن شهادته حق، وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع (أي: المسيح) إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة". فـ"يوحنا" يقرر هنا أنه هو الذي يشهد لنفسه، وأنه هو الذي كتب هذا؛ ولا شك أن درجة الدقة في الكتابة هنا يحددها اعتراف الكاتب بأنه لا يظن أن العالم يسع الكتب المكتوبة، فهو يصرح بظنية شهادته، ولا معنى هنا لهذا التقرير من "يوحنا" في نهاية إنجيله إلا إن كان يريد التأكيد على بشرية عمله. وكذلك الحال بالنسبة لـ"بولس" - والذي تنسب إليه كثير من أسفار الكتاب المقدس - فهو يصرح بأن ليس كل ما في الكتاب المقدس من وحي الله عندما يفرق فيما كتبه من الكتاب المقدس بين نصيحته الشخصية وبين أقوال الرب؛ فيقول مرة: "أقول لهم أنا لا الرب" الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس ، ويقول أخرى: "فأوصيهم لا أنا بل الرب" السابق، وكذلك عندما يصرح بأنه يعبر عن رأيه الخاص في عدم تحبيذه زواج الأرملة عندما يقول: "ولكن إن مات رجلها فهي حرة لكي تتزوج بمن تريد......ولكنها أكثر غبطة إن لبثت هكذا بحسب رأيي" السابق، وعندما يقول:" وأما العذارى فليس عندي أمر من الرب فيهن ولكنني أعطي رأيًا" السابق. على أن بولس عندما يقول إن لديه تفويضًا أو أوامر من الله أو على العكس ليس لديه ذلك فإن ذلك لا يعني بالضرورة أمرًا أو تفويضًا أوحي به من الله إليه، ولعله يعني فقط التعاليم التي أعطاها المسيح تلاميذه. ثم كيف يكون الكتاب المقدس كله موحى به من الله تعالى إلى كتبته المعصومين وبه كثير من الخطابات الشخصية التي تتطرق إلى ما لا فائدة لنا فيه على الإطلاق كما في رسالة بولس الثانية إلى "تيموثاوس" والتي يقول فيها: "الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس أحضره متى جئت والكتب أيضًا ولا سيما الرقوق....سلم على فريسكا وأكيلا وبيت أنيسيفورس، أراستس بقي في كورنثوس وأما تروفيمس فتركته في ميلتس مريضًا، بادر أن تجيء قبل الشتاء، يسلم عليك أفبولس وبوديس وليتس وكلافدية والأخوة جميعًا"؛ وكذلك رسالته إلى "فليمون" فهي عبارة عن مجرد خطاب شخصي؛ وكذلك رسالة "يوحنا الرسول" الثالثة فما هي إلا خطاب شخصي يبعث به إلى أحد أصدقائه ويقول له فيه:"أيها الحبيب في كل شيء أروم أن تكون ناجحًا وصحيحًا كما أن نفسك ناجحة....أرجو أن أراك عن قريب فنتكلم فمًا لفم، سلام لك، يسلم عليك الأحباء،سلم على الأحباء بأسمائهم"!!!. وإذا كانت الأناجيل المعترف بها الآن في جل الكنائس المسيحية أربعة أناجيل؛ فكيف لنا أن نعتقد أن الله تعالى أراد أن يقص سيرة المسيح أربع مرات بشكل مختلف بل ومتناقض حتى في أهم الأمور؟!. وإذا كان وضع الأناجيل بعضها مع بعض ومقارنتها معًا يجعل كلا منها يكمل الصورة التي يرسمها الآخر ويوضحه أحيانًا فإنه وفي أكثر الأحيان يكشف عن مدى اختلافها وتناقضها مع بعضها. ثم إن كل إنجيل إنما كتبه صاحبه لا لكي يكمل الأناجيل الأخرى أو يشرحها بشكل أفضل، وإنما كتبه لكي يغني عن الأناجيل الأخرى غناء كاملا؛ ومن ثم بشر كل منهم بإنجيله في مكان خاص؛ بل حرص بعضهم على ألا يبشر في موضع سبقه إليه غيره؛ وهو ما يصرح به "بولس" في قوله: "كنت محترصًا أن أبشر هكذا ليس حيث سمي المسيح لئلا أبني على أساس آخر" الرسالة إلى أهل رومية.. ومن ثم فتلك الصورة المتكاملة وذلك الوضوح الذي يتبدى أحيانًا من مقارنة الأناجيل مع بعضها إنما يأتي عفوًا وبغير قصد. الكتاب المقدس وموقف المجمع: بل إن دعوى عصمة الكتاب المقدس من التحريف دعوى تقر ببطلانها أعلى الهيئات المسيحية في عالمنا المعاصر. فها هو المجمع المسكوني للفاتيكان الثاني (1962-1965م) يصف أسفار العهد القديم بالنقصان وباحتوائها على أمور باطلة وذلك في قوله عنها: "إن هذه الكتب رغم ما تحتويه من الناقص ومن الباطل (أو القديم) إلا أنها تحمل شهادات تربية إلهية". البند (15) في الفصل الرابع من دستور المجمع المسكوني للفاتيكان الثاني (الوحي الإلهي). غير أن المجمع لم يصغ أية تحفظات مثل هذه بالنسبة للأناجيل، بل على العكس فقد أعلن المجمع في نفس الدستور السابق في البندين (19،18) ما نصه: "لقد اعتبرت الكنيسة في كل مكان وفي كل زمان أن الأناجيل الأربعة هي من وضع الرسل، إن ما كرز به هؤلاء بأمر من المسيح قد نقلوه فيما بعد هم أنفسهم أو بعض من أحاط بهم من المعاونين مدونين إياه بوحي من الروح القدس....إن الكنيسة المقدسة أمنا قد أصرت دومًا وتصر الآن على التأكيد أن الأناجيل المتعارف عليها هي من الكتب التاريخية من غير أن يساورها أي شك وأن هذه الأناجيل قد نقلت بصدق وأمانة ما قام به يسوع ابن الله (يقصدون المسيح عليه السلام) من أعمال، وما نشر من تعاليم طيلة حياته بين الناس" أ.هـ. ومن هذا المنطلق الكائل بمكيالين للعهدين القديم والجديد بلا أي أساس عقلي أونصي حذر المجمع من إعطاء أية قواعد للتمييز بين الخطأ والحقيقة في التوراة بدعوى أن الكنيسة لا تستطيع أن تتخذ قرارًا بصحة أو زيف المناهج العلمية بحيث تستطيع أن تحل مبدئيًا وبشكل عام مشكلة حقيقة الكتاب المقدس. إلا أن مقصودنا هنا ليس الجدل في النظريات؛ وإنما مناقشة أمور ثابتة فعلا كعمر الإنسان على الأرض مثلا والذي يحدده سفر التكوين بما لا يقبل التأويل بـ37 أو 38 قرنًا من الزمان مخالفًا بذلك أشد المعارف تأسّسًا في عصرنا الحديث. إن تحذير الفاتيكان هنا من إعطاء أية قواعد للتمييز بين الخطأ والحقيقة في التوراة إنما يطوي في حقيقته خوفًا وتهربًا من إدراج العهد الجديد أيضًا تحت هذا المعيار، وخوفًا وتهربًا من كشف حجم أخطاء التوراة- فهي جزء من الأسفار المقدسة لدى النصارى أيضًا - ولا أهمية بالطبع لمثل هذا التحذير، ولا معنى لمثل هذا الحصر؛ لأن الكتاب المقدس – بعهديه - كأي بناء لا يمكن أن يقوم من جانب ويسقط من جانب آخر، وهو ما يؤكد عليه الكتاب المقدس نفسه على لسان المسيح عليه السلام في قوله: "لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقوني لأنه هو كتب عني فإن كنتم لستم تصدقون كتب ذاك فكيف تصدقون كلامي". إنجيل يوحنا.. وكذلك في قوله عليه السلام كما يروى عنه انجيل متى: "لا تظنوا أني جئت لأبطل الشريعة أو الأنبياء، ما جئت لأبطل بل لأكمل".. بل إن وحدة العهدين القديم والجديد هي عنوان البند(16) من الفصل الرابع من نفس دستور المجمع المسكوني للفاتيكان الثاني "الوحي الإلهي". إن هذه المواقف المتناقضة التي يتخذها علماء أهل الكتاب أمام ما به من أخطاء ومتناقضات تكشف بوضوح الأصل الإنساني لهذه الأخطاء، واستحالة إمكانية قبولها كجزء من وحي إلهي. فصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم: ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة: 111، النمل: 64]. والله أسأل الهداية لنا أجمعين. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم أصيـــل
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
![]() وقرأت لك هذا المبحث الرائع أختي أصول المسيحيَّة من القرآن الكريم رسالة لنَيْلِ دبلوم الدراسات العليا الإسلامية الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسل الله أجمعين. المقدمة: كنت أسمع منذ الصغر في الوسط الذي عشت فيه الحديثَ عن المسيح والمسيحيين، والنصارى والنصرانيَّة، والأب والابْن والروح القدُس، واستمرَّ بي الحال في المدرسة أسمع من يقول: هذا مسلم وهذا مسيحي، فكنتُ أسأل عن الفرق بين هذه المباني، إلا أن الأجوبة كانت غامضة وغير معقولة، الأمر الذي دعاني إلى الدراسة والبحث، ولكن كيف؟ وبأي أسلوب؟ ومن صفحات التاريخ بدأتُ أقرأ وأبحث، إلا أنني افتقرت إلى الدليل والوقت الذي طغت عليه المناهج في المدرسة والجامعة. ورَغْمَ ذلك قُمْتُ في السَّنة الرَّابعة الجامعيَّة بِمُحاولةٍ تَحت عنوان "النَّصارى في القُرآن"، راغِبًا في معرِفة ما يقولُه القُرآن عن المسيح وتعاليمِه، والكتاب الذي أُنْزِل عليه، كانت تلك المُحاولة باعثًا على البَحْثِ أكثر فأكثر. وعندما كان لي شرفُ الالتحاق بدارِ الحديث الحسنيَّة - للدراسات العليا الإسلامية - وما تَشترِطُه من بَحثٍ، أردتُ أن أُواصِل البحث من القرآن الكريم، فكان موضوعي هذا "أصول المسيحية من القرآن الكريم"، الذي شرَّفني بقبوله فضيلة العلامة العباس الأمراني أكرمه الله. وبدأت أقرأ وأجْمع من بداية دراستي، وأفكر في كيفية البحث بالتعاون مع أصحاب الفضيلة أساتذة دار الحديث، حتَّى كان الهيكل العام الذي يُمكن أن يكون نهجًا للبحث، وكانت رحلتي إلى الشرق، حيثُ أراد الله استِكمالاً للبحث والاستفادة من بعض الأساتذة والمطارنة والخوارنة، والمكتبات الخاصَّة والعامَّة في سبيل الوصول إلى شيء من الحقيقة. وأرَدْتُ أن أعْرِفَ رغبةَ الجُمهور في بَحثٍ كهذا؛ فقُمْتُ بِعَمل ميداني كان عبارة عن دراسةٍ عشوائيَّة على مائة نفر من النَّصارى في الأردن، وكانت النتيجة أنَّ 90 % شجعوا هذا البحث؛ ليعرفوا شيئًا من الحقائق التي مُوِّهتْ عليهم، سواء من المُغْرِضين أو الجاهلين كيفما كانوا. فبدأتُ بِحول الله أبحث عن الإنجيل وأصوله وعلومه؛ ككيفية نزوله: جملة واحدة أم مُنجَّمًا؟ ثم عن أسباب النزول وظروفه، فآياته: هل نزلت ردًّا على سؤال، أو حلاًّ لمشكلة، أو تشريعًا يتبع؟ ثم عن طريقة التدوين، وعلى ماذا كان يكتب؟ وعند من حفظ؟ وكم عدد النسخ المتكررة؟ وعلى مَن وزعت؟ وأين هي الآن؟ ثم اللغة التي كتب بها: ما هي؟ وهل ترجم أو حُوِّل إلى لغة أخرى أو لغات بدون أن يتأثر التَّحويل إلى تَحريف لفظي أو معنوي؟ ولابد من معرفة المترجم، ومكانته العلمية، وأمانته الشخصيَّة، ثم هل كان واحدًا أم لِجانًا مضبوطة في أسمائِها وصفاتِها ونظام أعمالها؟ وهل كانوا يترْجِمون من النُّسخ الأصلية، أم من النسخ المُتَرْجَمة إلى اللغات الأخرى؟ وهذا الإنجيل هل كان خاصًّا بجماعة معينة على أرض معينة، أم أنَّه كتابٌ سماوي صالح لخلقه تعالى في ذلك الزمان الذي نزل فيه على رسول الله عيسى عليه السلام؟ وإذا قلنا إنَّه أُنْزِلَ على عيسى فلا بدَّ من أن نُعْطِيَه الصفة التي تليق بمقامه: هل كان إلهًا أم كان بشرًا رسولاً؟ حتَّى نَنْفي عنه كلَّ غُلُوّ مُصْطَنع، أو حديثٍ مُخترع، ونعرف بعد ذلك هل أُرْسِل لِجماعةٍ خاصَّة، ودعا إلى الرَّهْبَنة والعيشِ في العزلة عن الحياة، أم أنَّ رِسالَتَهُ كانتْ ذاتَ نِظام يَجمع بين الدِّين والدُّنيا بشكْلٍ متين، يَحفَظُ لِلفرْدِ شخصيَّتَه وكرامته، ولِلجماعة حقوقها وسلامتها، وَفْقَ قانونٍ إلَهي قال به نبي مرسل؟ وهل قال عن نفسه بأنَّه إله أخطأ حين خلق آدم وندم على ذلك، فتجسد على الصورة البشرية، لينقذ نسل آدم من الخطيئة؟ وفي هذه الفترة ماذا جرى للعالم بما فيه من مخلوقات لا تُحصى؟ وهذا الرسول هل كان بدون تلاميذ - إذ لا بد منهم - فمَن هم؟ كم عددهم؟ وما دينهم؟ نبحث عن مؤلف جمعهم في كتاب، أو مؤرخ تحدث عن هؤلاء الأصحاب، وهم أقرب عهدًا من سقراط وأرسطو الذين ضبطت حياتهم وظروفهم ومؤلفاتهم. ولابد من معرفة الدَّور المقدس الذي قاموا به في مقارعة ملوك الوثنية، ومُجاهدة أهل الظلم والطغيان، ونعرف مَن قضى منهم في سبيل الله والمُحافظة على كتاب الإنْجيل، وهل كانت لهم دولة تَحميهم، وتذودُ عن حياضهم أم انتهوا ومعهم الكتاب أمام جيش الكفر بكافَّة أشكاله وبيئاته، الذي كان يرأسه أحبار الكنيسة والروم والفلاسفة؟ ثم هذه المسيحية هل هي تِلك التعاليم التي بشَّر بها المسيح وتلقاها عن ربه - عز وجل - فأصبحتِ التسمية نسبة إليه، فقيل المسيحية؟ وهل بينها وبين النصرانية خلاف، أم اختلفت التسمية والمسمى واحد؟ وإذا كانتِ التسمية واحدة، فلماذا ذكر القُرآن "النصارى" وخصَّهم بِصفات خاصَّة، وعقائد مُباينة تَمامًا لما ذكره عن المسيح عيسى ابن مريم؟ لأننا إذا استقرأنا الآيات التي تحدثت عن المسيح نفهم منها غير ما نفهم من الآيات التي تحدثت عن النصارى، وبنفس الوقت لم يذكر القرآن علاقة بين النصارى وبين المسيح على شكل التلمذة أو النقل عنه؛ إذ الذي نراه أنه يتحدث عن الحواريّين، ويثني عليهم نظير نصْرِهم لعيسى يوم قامت ضده قوى الوثنية الباغية، واليهودية الضالة. فهل يمكن القول بأنَّ المسيحيين هم النصارى هم الحواريون، أم أن هذه المباني تختلف في معناها كما ذكر القرآن الكريم؟ وهل دين هؤلاء يختلف عن الإسلام الذي ذكره القرآن، وأقرَّ به دينًا للنَّاس كافَّة من عهد آدم حتَّى مُحمد عليهم السلام؟[1] وعلى هذا هل نفهم أنَّ التَّسمية الصحيحة يُمكن أن تكون الإسلام؛ إذ الإله واحد، والدعوة واحدة؟ لعلَّ في هذا البحث ما يصلح لِلجواب عن هذه الاستِفْسارات، أو يوضح الغموض في كثير من المسائل التي يقف عندها الباحث، وخصوصًا بعد الاطِّلاع على ما كتب عنِ الإنجيل بصفة عامَّة وخاصَّة بالفصل والفقرة، وبيان ما له وما عليه بالدليل والحجة، في غاية من الدقة والإتقان[2]. وعلى تلك المناقشات والردود[3] بين من لا زلنا لم نعرف حقيقتهم، وبين المسلمين، والتي نفهم منها خلافًا واضحًا بين ما جاء به المسيح عيسى ابن مريم - على حدّ قول من انتسبوا إليه - وبين ما جاء به محمد عليهم السلام، فإذا كان هذا صحيحًا فلماذا قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ}[4]؟ وعلى من جَمع قصصًا وسَمَّاها "المسيح في الإسلام" والإسلام لا يعترف بهذه القصص، إلا ما ورد ذكره في القرآن أو السُّنَّة، والباقي فيه غلو في وصف عيسى وتصويره بصورةٍ غامِضة[5]. وعلى منِ احتَكَمَ إلى مصادرَ، قال بأنَّ المُسلِمِينَ والمسيحيِّين متَّفِقُونَ عليْها؛ مثل التوراة والعقل، محاولاً في ذلك حل النزاع في المسائل المختلف فيها؛ كالصلب والألوهية[6]. وعلى دراساتٍ زادتْ في العُمْقِ لِمَعْرِفة أساس المشكلة، ودور الفِكْر الإسرائيلي على التَّعاليم المسيحيَّة، بأنَّ منها تآمُر اليهودية على المسيح وتعاليمه من بعده بأساليب شتى، وامتداد ذلك ليشمل الرسالة المحمدية، ولا زال هذا التآمر مستمرًّا في وقتنا الحاضر[7]. وعلى دراسة للنصرانية بتدرُّج زمَنِيّ، متحدِّثة عن أطوارها ومَجامِعِها، والتأثيرات الفِكْرِيَّة والسياسيَّة التي مرَّت بِها، من نِهاية المسيح حتى الوقت الحاضر، معتمدها التاريخ والكتاب المقدَّس، وما كتبه الآباء عن تاريخ الكنيسة، كشَفَتْ شيئًا من الغموض الذي يواجهه الباحث[8]. وعلى معركة وجود المسيح وعدم وجوده، التي كانت في القرن الثامن عشر متمثِّلة بِمدرسة الشكّ المطْلَق في مقرَّرات العِلْمِ القديم، ووقائع التاريخ المتواتر؛ أمثال (بولنجبروك) والملتفون حوله، (وفلني) في كتابه "خرائب الإمبراطورية" الذي نشره سنة 1791م، حجَّتهم في ذلك أن المسيح لم يذكر في التَّواريخ القديمة التي فصلت أخبار عصره، وروايات التلاميذ عنه سبقت روايتها عن شخصيات أخرى في الزمن القديم، بعضها أقرب إلى الأساطير والفروض[9]. والذي يلاحظ من هذه الدراسات أنها كادت أن تخلو من تفصيل نظرة القرآن الكريم، ومنها ما اكتفى بنظرة الإسلام الشمولية؛ لذلك حاولت أن أقف على ما يقوله القرآن عن حقيقة المسيح - وهو الكتاب المنزل من عند الله على رسوله محمد عليه السلام، وتواتر إلينا سنده، وتعهد تعالى بحفظه حين قال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[10]. فما من شَكٍّ أنَّه تَحدَّث عَنْ عِيسَى وإِلَهيته، ورسالَتِه، وإنْجيله، وتلاميذه، ونهايته، وهل كان للفترة بين عيسى ومُحمَّد نصيبٌ من الحديث؟ علَّنا نَجِدُ هذا أو بَعْضَه مع مُقارنته لِما كتب في التَّاريخ، وتناقَلَتْه الأخبار، فلرُبَّما نصل إلى درجةٍ نطمئنّ إليها، ومخرجٍ من ذلك النّزاع الفِكْري القاتِل لِرُوح الوحْدة والابْتِكار، والدَّافع إلى التَّمسُّك بآراء ومذاهب براقة، لعلها من ضمن تلك التأثيرات الفكرية السحيقة في مُعاصرتِها لِلمسيح عليه السلام. فجعلتُ هذا البَحْثَ يشتمل على مقدمة، وبابين، ونتيجة. هذه هي المقدمة. والباب الأول أسميته "المسيح عيسى ابن مريم"، ويشتمل على ثلاثة فصول: 1 - المولد. 2 – المبعث. 3 - النهاية. والباب الثاني أسميته "المسيحية بعد المسيح"، ويشتمل على ثلاثة فصول: 1 - المسيحية والاضطهاد. 2 - المسيحية والفلسفة. 3 - المسيحية والسياسة. ثم ختمت ذلك بالنتيجة التي حاولت أن أذكر فيها بعض الحقائق التي وصلت إليها في نهاية هذا البحث. وكنت في عملي هذا قبل أن آخذ الفكرة من القرآن الكريم، أبحث عنها في الكتب المقدسة السابقة، والتاريخ، ونظرات الباحثين والناقدين، وعلى الخصوص من غير المسلمين، فتكون الآية الكريمة المعجزة الخالدة في البيان الذي ذكره التاريخ أو أغفله، أو ذهب من ثنايا الكتب المقدسة. فكان هذا العمل المتواضع وليد سنتين كاملتين قضيتها في البحث ليلاً ونهارًا، وقد انهمَكْتُ في تقديم فكرة، وتأخير أُخرى، أو نسج عبارة، أو في البحث عن نقطة غامضة. بالإضافة إلى تحدِّي تعقيدات المثبِّطين الخائرين من هُنا أو هناك، أو اتّهامات المرضى، والصُّعوبات المادّيَّة والنَّفسيَّة، وأثر ذلك على الحياة العائليَّة. وقدِ احتَجْتُ إلى كُتُبٍ بَحَثْتُ عنها في بعض المكتبات العامَّة في عمان ودمشق وبيروت ومكة والمدينة المنورة والرباط والقاهرة، ولكنّي لم أعثر بعدُ على شيء منها، على أمل العثور عليها في المكتبات الخاصة بدمشق إن شاء الله. وحاولت أن أجعل عرض هذا البحث بشكل واضح، خالٍ من المناقشات الكلامية؛ لأنَّنا لسنا بِحاجةٍ إليْها طالما كان بحثنا قائمًا على صفاء النية، والوصول إلى الحقيقة، ونحن في عصر السرعة العلمية، التي لا تقبل المخادعة أو الحسد؛ بل تريد الحقيقة بأقل التكاليف وأيسر الطرق، بغضِّ النظر عن موجدها كيفما كان، لأنَّ الحِكْمة ليستْ ملكًا لأحد، يَهَبُ الحكمة لمن يشاء كيف شاء، آمِلاً التَّوفيق في هذِه المُحاولة البِكْر من نوعها، وأن أكون عند حُسْنِ ظنِّ الباحِثِين والنَّاقدين. النتيجة: لعلَّك إذا قَرَأْتَ هذا البحث المُتواضِع عَرَفْت أنَّ مدلولَ لَفْظَتَيِ المسيحيَّة والنَّصرانية بينَهُما تبايُنٌ شاسع؛ إذِ المسيحيَّة هي تلك التَّعاليم التي أَنْزَلَها الله على عيسى ابْنِ مريَم بالكتاب المعروف بالإنجيل، كما ذَكَرَ تَعالى: {وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ}[11]. والنَّصرانيَّة: إنَّما هي تلك التَّعاليم والأقوالُ المنسوبة إلى منِ ادَّعَوُا النُّصرة لتعاليم عيسى من بعده؛ ولذلك تَرَى العقائد الضَّالَّة التي حَكَمَ عليْها تَعالَى بالكُفْرِ مَنسوبةً إلى النَّصارى؛ كعقيدة الثالوث والألوهية، والبنوَّة. أمَّا إذا قلت العيسوية فإنَّها تعني المسيحية، اختلفت النسبة فجاءت المسيحية نسبة إلى الصفة، والعيسوية نسبة إلى الاسم، والمسمى واحد هو عيسى ابن مريم كما ذكر تعالى: {الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ}[12]. ولكن اللَّفظة التي يُمكِنُ أن تكون أدقَّ هي (الإسلام)؛ إذِ الأنبياءُ والرُّسل كلُّهم دينُهم الإسلام، بِغَضِّ النَّظَرِ عن شرائِعِهم ومنهاجِ كلٍّ في زَمَنِه، وإن كان مَجيء كل رسول في عصره مرحلةً تَمهيديَّة للوصول إلى المرحلة الأخيرة، الَّتِي خَتَمَها مُحمَّد رسول الله عليه الصلاةُ والسلام. فالمسيح عيسى ابن مريم هو رسول الله، المسلم الذي دعا إلى الإسلام ضمن سلسلة الرسل والأنبياء الذي أُرْسِلوا بدعوتِهم المسمَّاة الإسلام؛ أي العبودية لله وحده، لا إله إلا هو الفرد الصمد. ولا يمكن أن نقول في عيسى غير الحق، فهو عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، كما ذكر تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ}[13]. وأمُّه مريم من سلالة الأنبياء المصطفاة على العالمين بعنايته تعالى ورعايته: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[14]، ثم قال من بعد: {يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} [15]. فما هِيَ إلا مُجرَّد مَخلوقة من مخلوقاته تعالى طاهرة، نشأت في بيت النبوة لتكون أمًّا لعيسى الرسول عليه السلام. ثم كان يَحيَى - عليْهِ السلام - مُصدِّقًا بِكَلمةٍ مِنَ الله (أي عيسى)، سواءٌ بِوِلادتِه من الشَّيخيْن الفانيَيْنِ، حتَّى إذا ما كانت الكلمة (كن) لخلق عيسى، كان القوم قد عرفوا مولدًا على غير العادة، هو مولد يحيى عليه السلام، أو ناصرًا له وداعيًا بِدعوته إلى الله سبحانه[16]. ومثَّل اللهُ خَلْقَ عيسى بِخَلْق آدَمَ، فقال: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ}[17] فإذا جاز أن يَخْلُق الله تَعالى آدمَ من التُّراب، فلِمَ لا يَجوز أن يخلق عيسى من دم؟ بل هو أقرب إلى العقل، فإنَّ تولُّدَ الحيوانِ من الدَّمِ الذي يَجتَمِعُ في رَحِم الأم، أقرب من تولده من التراب اليابس. وكفَّر تعالى الفرق الثلاثة الكبرى التي اختلفت في حقيقة المسيح عيسى ابن مريم: 1 - {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}[18]. 2 - {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}[19]. 3 - {وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}[20]. ثم أكد تعالى حقيقة عيسى فقال: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}[21]. ويقيم تعالى الحُجَّة على أصحاب العقائد الضَّالَّة، حين يسأَلُ عيسى يومَ القِيامةِ عن هذه العقائد، فلا يُقِرُّها ولا يَعْتَرِفُ بِها؛ لأنَّه دعا إلى تَوحيدِ الله وَحْدَه، ولم يَكُنْ من حقِّه أن يقولَ ما ليس له[22]. وقد بان لنا أنَّ هذه العقائدَ الضَّالَّة، والتي قيدت بعد المسيح، إنَّما هي عقائدُ سبق القولُ بِها عند اليهود ومَن سبَقَهم من الأُمَم القديمة في مِصْر والهند وغيرها، وتوارَثَها النَّاسُ عن بَعْضِهم البعض. أمَّا خَلْقُ عيسى - عليه السلام - من غير أبٍ فهُو أمرٌ واضح، ذكره تعالى حين سألت مريم المبشِّرَ عن كيفية وجوده: {قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا}[23]. فولادة عيسى من غير أب تُعْلِنُ قُدرة الله تعالى، وأنه الفاعل المختار، يفعل ما يشاء كيف شاء، له الأمر كله، لا كالمخلوقات التي تتقيد بقانون الأسباب والمسببات. ثم أراده الله رحمة منه، لهداية الناس إلى الطريق السوي، وإخراجهم مما كانوا فيه من سيطرة الوثنية، وضلال الهيكل. وهكذا قضت حكمته، فكان عيسى عيه السلام، ولا يُسأل تعالى +عمَّا يفعل، ونُسأل عما نفعل. أمَّا ما جرى على يديْهِ من الأمور التي ليسَتْ باستطاعة البشر أن يأتوا بمثلها، فما هي إلا مُعجزاتٌ للتصديق به كرسول، وتطبيق ما يقوله من تشريع ينقله عن ربه - عز وجل - فكانتْ سبع آيات من الله، هي: 1 - كلامه في العهد مع أمه ومع قومه[24]. 2 - تعليمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل[25]. 3 - إيجاد طير من الطين بإذْنِه تعالى فيطير[26]. 4 - إبراء الأكمه والأبرص. 5 - إحياء الموتى. 6 - إخبار الناس في زمانه بما يأكلون وما يدخرون. 7 - نزول المائدة[27]. ولم يكن هذا الرسول بدون تلاميذ أو أصحاب يأخذون عنه، فقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ}[28]، فهم الذين آمنوا بعيسى وبرسالته، وناصروه بإيمانهم وبنشر دعوته: {رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}[29]، وكانوا على دين عيسى وهو الإسلام حين قالوا: {وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}[30]. ثم تعرض عيسى للتآمر الخفي المدبر من قبل الهيكل والسلطة الوثنية الرومانية الحاكمة، حفاظًا على سيادتهم، وحسدًا من عند أنفسهم، كيف لا يكون المسيح الذي كانوا ينتظرونه منهم؟! ووصل بهم الأمر إلى المواجهة الفعلية، ومحاولة القبض عليه وصلبه بتهمة طلبه الملك، إلا أنَّ الله نَجَّاه من كيد الماكرين، كما ذكر تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا}[31]، فقد هيؤوا الأسباب لتنفيذ الجريمة؛ بل نفذوا، فهم يتحمَّلون مسؤولية جريمتهم وإن وقعت على غير المسيح، لأن قدرة الله هي التي فوتت وقوع المقصود بالمسيح عليه السلام؛ ليزدادوا حسرة وكمدًا، وقد أخبر تعالى بذلك كما في الآية السابقة. وعاش الحواريون من بعده حياة التعذيب والاضطهاد، حيثُ استمرَّ التآمر اليهودي الروماني، فمنهم من قضى في سبيل الله، ومنهم مَنْ فرَّ بدينه إلى الكهوف والانعزال، حتى كادت أن تتكون الرهبانيَّة التي تكونت من بعد. وقد فنَّد المؤرِّخون صنوف الاضطهاد التي كانتْ تَحُلّ بأنصار المسيح وتعاليمه من بعده، حتى جاء القسطنطين الذي اضطهدها سياسيًّا بعد ثلاثة قرون وربع من رفع عيسى، وتحكَّمت السياسة في العقيدة. وفي تلك الفترة فُقِد الإنجيل، وفرَّ المؤمنون بدِينِهم، وكثُرَ الوَضْع على عيسى وأتْباعه، حتَّى تعدَّدت الأناجيل بشتى اللغات والأساليب على مر العصور، ونُسِبت هذه الأناجيل للحواريين الذين عاصروا عيسى - عليه السلام - حتَّى يَقْبَلها العامَّة. فكان بعضُها من قبيل الإسرائيليَّات المُتآمِرة على المسيحيَّة؛ لأنَّ عيسى - عليه السلام - جاء كاشفًا تَحريفَهم وتزويرَهُم لِلحقائق، حيث قال تعالى: {وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ}[32]. وكان بعضُها الآخَر من صُنْعِ بعض المتنصِّرين من كافَّة الثَّقافات، الذين أرادوا أن يكونَ منهم المسيح المنتظر؛ أمثال بولس وتلاميذه لوقا ويوحنا، ومرقس تلميذ بطرس، عدا الأناجيل غير المعتبرة التي وضعت نظرًا لمتطلَّبات العصر والبيئة في ذلك الوقت كما مرَّ الحديث عنه، تمثَّلَتْ فيها الآراءُ المُخْتَلِفة من اليهودية الماكرة، والوثنية الضالَّة، والفَلسفة الظَّنِّيَّة. وتَمَّتِ السَّيْطَرة لِمن سمَّوْا أنفسهم نصارى، طمعًا في المركز والسيادة، وهم يضحكون على العامَّة بأنَّهم أنصار المسيح، وحَملة دعوته إليه، فكان قوله تعالى شارحًا تلك الحالة: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[33]. وعلى الخصوص بعد مؤتمر نيقية سنة 325م، حيث وضع قانون الإيمان، ومن هنا بدأت المشكلة الخلافيَّة العظمى، واتَّسع مداها بعد أن أصبحت السياسة تلعب دورها الفعال في تأييد هذه العقيدة، أو دحض تلك، بعد أن عاشت النصارى قرونًا طويلة في العذاب والاضطهاد، فجاء الذين قالوا إنا نصارى، وكان منهم قسطنطين ابن العدوة الوثنية الرومانية. ويحدثنا التاريخ عن ترؤُسه لمؤتمر نيقية الأول، وطرده ثلث الأعضاء؛ ليصدر القرار الذي يريده وهو الوثني المعروف، وإن صدق في تنصُّره فلا يَجوز له أن يترأَّس المجالس العلمية وإن كان إمبراطورًا، وخصوصًا علوم الشريعة، فلا سُلْطَانَ لأحدٍ عليْها؛ لأنَّها من عند الله سبحانه. وكان له ما أراد مِنْ وَضْعِ عقيدة لم يعترفْ بِها كافَّة العلماء في ذلك الوقت؛ بلِ انْقَسَمَت الكنيسة إلى ثلاثة أقسام في روما والإسكندرية والقسطنطينيَّة، واستمرَّ النزاع والاجتهاد، فمرَّة تؤيد السياسة هذه العقيدة، وتارة تؤيِّد الأخرى، وهكذا استمرَّ الحال بعقد المجامع، وفرض العقائد على الناس، إلى أن تاه الناس بَيْنَ مَن قلَّدوهم أمرهم الذين ضلوا وأضلوا، ووصلت البلاد إلى حال لا تحسد عليها، إلى أنْ رَحِمَ الله الأرض ومَن عليْها برسولٍ جديد، بشَّر به المسيح - عليه السلام - في حياته، وهو محمد رسول الله وعبده، وورد ذكره في الأناجيل، واعترف به أهل العلم من أهل الكتاب مِمَّن عاصروه.. الحركات السرية الماكرة (الماسونية) التي تشكَّلتْ سنة 43م؛ لهدم المسيحية وملاحقتها بكافَّة الوسائل العلنية والسرية[34]. ثم كانت في القرن الثامن عشر مدرسة الشك المطلق، التي جهرت بالقول بأسطورية شخصية المسيح، لأنَّه لم يذكر في التواريخ القديمة التي فصَّلت أخبار عصره، وما نقله التلاميذ عنه من روايات قبلت في شخصيات الزمن القديم، بعضُها أقرب إلى الأساطير والفروض[35]. وفي القرن العشرين صار الأمريكيّون يتجرون بالمسيح - عليه السلام - على شاشة السينما والمسرح والإذاعة، ويدعي الهيبيون أنهم أتباع المسيح، وبرزت مسرحيتان من نوع الكوميديا الغنائية، بطل كل منهما هو يسوع، الأولى يسوع المسيح (سوبر ستار)، والثانية - مشيئة الله. واستغلال يسوع على هذا الشكل ليس بالطبع عملاً صالِحًا، إذ إنَّه يبعدنا عن الإصغاء إلى تعاليمه واستيعابِها، ويَجعلُه مرآة تعكِسُ غَضَبَنا وشهواتنا، لم يعد المسيح هو الذي يرشدنا؛ بل صار (شيئًا) نتصرَّفُ به حَسَبَ أهْوائنا. بينما القرآن يُعطي المسيح صفةً عظيمة، وهي أنَّه رسول الله، والإيمان به جزء من الإيمان بالقرآن، إذ أي مساس بكرامته مساس بكرامة القرآن الكريم، فهو رسول الله وعبده صلى الله عليه وسلم. ولا يمكن أن نصدق أنَّ عيسى - عليه السلام - دعا إلى الزهد مطلقًا؛ إذ الرسالة السماوية دائمًا تتَّصف بالتَّكامل في شؤون الحياة الخاصَّة والعامَّة، تبدأ بالعقيدة فتُرَكّزها، ثم تنظم العلاقات بين الأفراد والجماعات في كافَّة أعمالهم وشوؤنهم[36]. أما ما ينسب إلى عيسى من أنَّه فصل الدين عن الدولة فهذا من ضمن التآمر على عيسى ودعوته الإسلامية[37]، ولا مانع أن يكون هذا القول مصنوعًا من الأحبار والرهبان؛ لضمان السيطرة واقتسام الحياة بين رجال الدين ورجال السلطة، ليفعل كلٌّ بِما شاءَ كيف شاء، ومثل هذا لا يمكن أن نسميه دينًا منزَّلاً من عند الله على رسول، لأن هذا نسبة نقص إلى الله، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا. أما رسالة عيسى فهي: 1 - الدعوة إلى الله وتوحيده توحيدًا كاملاً، وذلك من قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}[38]. 2 - التصديق بمن سبقه من الرسل: {وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ}[39]. 3 - الحكم بين الناس بما علَّمه الله: {وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}[40]. 4 - نسخ بعض الأحكام الشرعية التي كانت قبله: {وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ}[41]. 5 - لا وساطة بين الخالق والمخلوق: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}[42]. 6 - القيام بالعبادات: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا}[43]، ولا شكَّ أنَّه بيَّن كيفية الصلاة وأداء الزكاة. 7 - حسن المعاملة والأخلاق الفاضلة: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتُ}، {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا}[44]. 8 - التبشير برسول يأتي من بعده، يخلص الناس مما سيحل بهم من الضلال والضياع: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}[45]. وكل هذا واردٌ في الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى عليه السلام، لا هذا الإنجيل الذي نرى، بل هو الإنجيل الذي يمكن تعريفه: "إنَّه كتاب الله المنزل على عيسى، المشتمل على التوحيد والتنزيه والأحكام الشرعية، وكان مصدِّقًا لما بين يديه من التوراة، ومبشرًا برسول الله محمد عليه السلام". لذلك كان هذا البحث من القرآن؛ لأنَّه المصدر الذي أعطى لعيسى الصفة الحقيقية، وشرح رسالته ودينه، في وقت ذهبت تعاليمه وإنجيله بيد التآمر الوثني، وغلاة أحبار اليهود؛ خوفًا على مناصبهم، وطمعًا في سيادتهم. فكان القرآن خير ضابط لهذا كله، مع بيان العقيدة التي تاه عنها الناس مدة ستة قرون، واستمرَّت العصبيَّة والتَّآمُر بعدها يحافظان على ما لم يقل به عيسى حتى وقتنا الحاضر؛ الأمر الذي أدَّى بِكثير من أبناء هذا الجيل إلى الشَّكّ في هذه العقيدة، ونبذها، والبحث عن الآراء والمذاهب المادية الملحدة، حتى حلَّ دين الطبيعة عند أولئك الذين فقدوا العقيدة الصحيحة، وقد غاب عنهم أن ما يتبعون الآن إنما هو من ضمن تلك الأساليب القديمة لإبعادهم عن عقيدتهم، وإحلال الشك والزعزعة عندهم، وهو حاصل الآن، وانتشرت آثاره حتى وصل إلى أبناء المسلمين. إذ الدين الحق هو الذي يَجمع بين المادة والروح بانسجام واتزان متوافقين، لا يعلو أحدهما على الآخر، وهذا سر لا يستطيع ضبطه إلا الذي خلق المخلوقات وقدرها، وهو ما جاء على لسان محمد عليه السلام، وتعهد تعالى بحفظه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[46] حيث فيه النجاة والاستقرار والحياة، وقد اعترف بهذا أكابر علماء الغرب عندما درسوا القرآن واطلعوا عليه[47]. ــــــــــــــــــــــــــ [1] قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19]، وقال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]. [2] مثلاً: "الفاروق بين المخلوق والخالق" باجه جي زاده، "إظهار الحق"، "النقد الأعلى للكتاب المقدس وتفصيل ذلك عند ول ديورانت" جـ11 ص 203 – 205. [3] مثلاً: "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح"، "الإسلام والمسيحية بين العلم والمدنية"، "تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب"، "أدلة نور اليقين في الرد على ميزان الحق". [4] آية 81 سورة آل عمران. [5] د. مشيل الحايك: "المسيح في الإسلام". [6] منصور حسين. [7] دراسة عبدالله التل: "جذور البلاء"، "خطر اليهودية على الإسلام والمسيحية". كتاب "أحجار على رقعة الشترنج"، كتاب "الحرب غير المسماة"، دراسة سعيد طنطاوي "بنو إسرائيل في الكتاب والسنة". [8] مثلاً: "قصة الحضارة"، الطبري، الكامل، ابن البطريق، أبو زهرة، أحمد شلبي، متولي شلبي، كما سنوضح ذلك في أثناء البحث بشكل موسع. [9] انظر: عباس محمود العقاد في كتابه "عبقرية المسيح" ص: 80. [10] آية 9 من سورة الحجر. [11] الآية 110 من سورة المائدة. [12] الآية 45 من سورة آل عمران. [13] الآية 171 من سورة النساء. [14] الآية 33، 34 من سورة آل عمران. [15] الآية 42 من سورة آل عمران. [16] الرازي: "التفسير الكبير" جـ2 ص 195، و"تفسير ابن كثير"، و"البغوي" جـ5 ص 352. [17] آية 59 آل عمران. [18] آية 72 المائدة. [19] آية 73 المائدة. [20] آية 30 التوبة. [21] آية 75 المائدة. [22] آية 116، 117 المائدة. [23] آية 21 مريم. [24] آية 46 آل عمران. [25] آية 48 آل عمران و110 المائدة. [26] 49 آل عمران. [27] 112 إلى 115 المائدة. [28] آية 52 آل عمران. [29] الآية 53 من آل عمران. [30] آية 52 آل عمران. [31] آية 157 من سورة النساء. [32] آية 110 من سورة المائدة. [33] آية 31، 32 من سور ة التوبة. [34] برتراند راسل: "تاريخ الفلسفة الغربية" جـ1 ص 15، محمد علي الزعبي: "الماسونية في العراء" ص 106. [35] عباس محمود العقاد: "عبقرية المسيح" ص 80، ديورنت: "قصة الحضارة" جـ 11 ص 202. [36] سيد قطب: "ظلال القرآن" مجلد 3 ص 590. [37] محمد الزعبي: "الماسونية في العراء" ص 110، عبدالله التل: "جذور البلاء" ص 229. [38] آية 31 التوبة. [39] آية 50 آل عمران. [40] آية 63 الزخرف. [41] آية 50 آل عمران. [42] آية 31 التوبة. [43] آية 31 مريم. [44] آية 31 و32 مريم. [45] آية 6 الصف. [46] آية 9 سورة الحجر. [47] اعترف القسيس (لوازون) في خطبة عن الدين الإسلامي في الأديرة الخديوية في 21 فبراير 1895م، فقال: "ولا يخفى أن المسيحيين بوجه العموم لا يعرفون الإسلام؛ بل وكثير من المسلمين قليلو المعرفة بدينهم، أو هم يعرفونه على غير وجهه الحق، وحينئذ فلا بد للوصول إلى حقيقة هذا الدين من الرجوع إلى أصله"، من كتاب عبدالله كويليام: "العقيدة الإسلامية" ص 45، تعريب محمد ضياء. ومن هؤلاء العلماء: توماس كارليل الفيلسوف الإنجليزي في كتابه "الأبطال" ردًّا على تهمة الكذب التي يوجهها المستشرقون والمبشرون للإسلام، وكذلك الأستاذ (سيديو) و(أدوارد سيد إيرل) أحد أساتذة التاريخ في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة، والمؤرخ الهولندي (رينهارت)، والعلامة الفرنسي (جوستاف لوبون)، وكذلك (جوهان فون جيته) الشاعر الألماني الذي قرأ القرآن الكريم وقال: "لو كان هذا هو الإسلام فإن كل مفكر في العالم مسلم" والله يهدينا واياكن للطريقى المستقيم وينورنا بالقرآن المبين.. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 8 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم أصيـــل
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
![]() انا مرة دار حدئث بيني وبين صديقة لي مسيحية بالموضوع
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 9 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم أصيـــل
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
![]() تسلموا ياأخواتي إللي رديتوا عالموضوع,, |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 10 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم أصيـــل
المنتدى :
المنتدى الاسلامي العام
![]() ولن تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سندويتشات الكباب | الحب لك وحدك | قسم التغذية | 19 | 08-17-2012 12:22 AM |
مقهى الكتاب في جده | نوووونه | منتدى السوق التجاري | 2 | 12-17-2010 01:28 PM |
الكتاب الذي لن تجد مثله.. | ياويل حاااالي | المنتدى الاسلامي العام | 3 | 10-28-2010 11:21 AM |
نكاح المتعه عند الشيعه وحكمه من الكتاب | ميمــو بينــك | المنتدى الاسلامي العام | 56 | 05-17-2010 09:45 PM |
فطائر الكباب | ديار | قسم التغذية | 2 | 05-08-2010 05:38 PM |