أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات،
بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا
كيف أعرف أن الله يُحبني؟.. وكيف أعرف أن الله يكرهني؟
كيف أعرف أن الله يُحبني؟.. وكيف أعرف أن الله يكرهني؟
قد يقول أحدكم: ليس الأمر بهذه الصعوبة فأنا أعرف أن الله يحبني..!
وأقول لك: كيف عرفت أن الله يحبك؟
تقول: هكذا، أنا أعرف فقط.
نقول لك: إذن ساعدنا لوجه الله وأخبرنا كيف عرفت؟
تقول: أنالا أطلب من الله شيء إلا وأعطاه لي، فهذا يعني أنه يُحبني.
وأنا أقول لك: كلا، هذا لا يعني أن الله يُحبك..
فتتساءل متعجبًا: كيف لا يكون يحبني ..؟!!، إن كان الله لا يحبني .. هل كان سيُعطني؟!!
وأقول لك: نعم.. لأن الله يعطي لمن لا يحبه.
تقول:كيف؟
أجيبك: هذه حقيقة، وقبل أن أفصِّلها لك دعني أقول لك شيئًا.. هل تعرف إبليس.. الشيطان الرجيم؟
فتقول: نعم.
أقول لك: هل الله يُحب إبليس أم يكرهه؟
فتجيب واثقًا: يكرهه طبعًا.
فأقول لك: ورغم ذلك.. إبليس طلب طلبًا والله أعطى له {قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ (15)} الأعراف، فهل هذا يعني أن الله يحبه؟
تقول: لا ..
فأقول لك: إذن ليس شرط أنه أعطاك.. أنه يُحبك، أو كلما طلبت منه يُعطيك.. فهذا ليس شرطًا للمحبة أبدًا.
فتقول: فما هو الشرط يا عم الشيخ؟
سأوضح لك.. يقول ابن القيم في مقدمة كتاب (مدارج السالكين في شرح إياك نعبد وإياك نستعين) في باب الاستعانة: "وإياك أن تظن أن استجابة الله لدعائك لكرامتك على الله، بل قد يستجيب الله دعاء العبد لهوانه عليه وسقوطه من عينه، فيعطيه ليطرده عن بابه"، فإذن موضوع الحب يرتكز على.. هل هو أعطاك لكي يقربك أم يطردك؟
فتقول: ماذا يعني أن يعطيني ليطردني؟
أقول لك: فإذا كان هناك شخص له دعوة واحدة. يدعو بها ليل نهار.. يقول: "يا رب أعطني مليون جنيه.. مليون جنيه يا رب ولن أسألك غيره"، وكان الله غضبان على هذا الشخص، فيعطيه الله ما يريده حتى لا يسمع صوته بعدها، ولا يراه في بيت من بيوت الله.
فإذا أعطاه الله المليون جنيه وقام هذا الشخص بعمل شركة، وانشغل بأمواله وأعماله، فلم يعد يصلي ولا يذكر الله. وإذا سألته عن حاله يجيبك بلسان المستغني عن الله: "أنا لا أريد من الله شيئًا"... فهل هذا غضب أم رضا؟!!
وأضرب لك مثلاً آخر: رجل يريد أن يتزوج امرأة.. فيظل يدعو "يا رب زوجني هذه.. يا رب زوجني هذه"، فيُزوجها الله له فينشغل بها ويعشقها ويحبها وينسى ربنا. أو آخر يدعو ويقول ليرزقه الله عمل ما فيدعو "يا رب أجعلني أعمل في هذا العمل".. فيستجيب له الله، ثم ينسى الله وينشغل بعمله. وآخر يطلب الشفاء من الله بشدة وعندما يشفيه الله ويرفع عنه البلاء.. فيفجر بعد ذلك ويطغى، وبالتالي ليس معنى أنه أعطاك أو استجاب دعائك أنه يحبك.
فتقول: هل معنىهذا "إذا أعطاني الله فهو يكرهني"؟
لا.. لم أقل هذا، بل قلت: لو أعطاك ما يُبعدك عنه ويشغلك عنه، فهذا يعني أنه يكرهك ولا يريدك، وإن أعطاك ما يقربك منه ويجعلك بين يديه ويزيدك إيمان فهذا يعني أنه يحبك.
فافهم.. فهذا هو مقياس العطاء والمنع: هل أعطاك (أو منعك) ليقربك أم ليبعدك؟؟
فلو أن شخص مرض، قد يكون هذا المرض.. عطاء وليس منع.
قال شيبان الراعي لسفيان الثوري:
يا سفيان عُدَّ منع الله عطاءً، فإنه لم يمنعك بخلاً ولكن منعك لطفًا.
هل فهمت أم أترجم؟
واعلم هذه أيضًا.. حينما أقول "أترجم" أقصد بها "أشرح"، فهل تريد أن أترجم؟
تقول: نعم.
حسنًا ولكن قبل ذلك ..كم تدفع؟
الدفع: يكون بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فالشيكات المقبولة لدينا فقط هي الصلاة على النبي (صلِّ عليه)، ومن لم يصلي على النبي لا يحل له أن يسمعني؛ فكل شيء له ثمن.
"عُدَّ منع الله عطاء".. فمثلاً دعوت الله بأن يرزقني ولد، (اللهم اجبر خاطر كل محروم، اللهم في ليالي رمضان المباركة ارزق كل مسلم ذرية ترضى بها عنه)
مثلاً من الأسئلة التي جاءتني لي.. هناك من تقول: أنا أتمنى أن أتزوج ولم يتقدم لي أي شخص، وأصبح عمري خمسة وثلاثون سنة، ماذا أفعل؟ فهل ما أطلبه من الله حرام؟ انني اطلب زوج ..شيء حلال.. لكن الله لم يعطيني، لهذه نقول: "عُدَّ منع الله عطاء"، فمن لم يعطه الله ولد، ومن لم يعطها الله زوج، ومن لم يعطه الله صحة، ومن لم يعطه الله مال، فكل من لم يعطه الله.. فهذا عطاء.. عُدَّ هذا المنع عطاء.