الرضاعة الطبيعية مع التوائم

[غلا الشوق]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس هناك ما يمنع من إرضاع توأم أو أكثر رضاعة طبيعية . مع ذلك، ستجدين أن الأمر أكثر سهولة إذا خططت له مسبقاً وحصلتِ على الدعم اللازم.
إليك مجموعة من النصائح والمشورة لمساعدتك على التعامل مع مسألة الرضاعة الطبيعية إن كان لديك أكثر من طفل واحد.


هل يستغرق إرضاع التوأم طبيعياً وقتاً أطول من الرضاعة الاصطناعية؟



يأخذ التوأم تقريباً نفس المدة في الرضاعة سواء أكانت من الثدي أو عبر الزجاجة (القنينة). حتى أن الرضاعة الاصطناعية تستهلك فترة أطول نظراً لأنك تعدّين الرضعة وتغسلين وتعقّمين الزجاجة (الببرونة) بعد انتهاء عملية الرضاعة.


هل يجب أن أتبع نظام تغذية صارماً أم مرناً؟


يوفر عليك إرضاع الصغيرين في الآن ذاته وقتاً ثميناً. لكن لكل من الطفلين شخصيته المستقلة، فقد تكتشفين أن أحدهما يرغب في الرضاعة كل نصف ساعة بينما يفضّلها الآخر كل ساعتين.
كما وجدت بعض الأمهات أنه من الأفضل ترك الطفل الذي يجوع أكثر يحدد توقيت الرضعة التالية للطفلين معاً.



هل أستطيع القيام بالرضاعة الطبيعية لطفليّ في الوقت ذاته؟



نعم، على الرغم من أن هذا الأمر قد يحتاج إلى بعض الوقت والتدريب كي تعتادي عليه. يمكنك استخدام مناشف (فوط) ملفوفة أو وسائد لدعم الصغيرين أثناء الرضاعة. وربما تكتشفين أنه من الأفضل استخدام وسادة على شكل رقم سبعة مصمّمة خصيصاً لإرضاع التوائم رضاعة طبيعية.

من المحتمل أن تحتاجي إلى المساعدة في البداية لوضع طفليك على الوسادة. ولكن، ما أن يصبحا فوق الوسادة، والتي تتميز بسطح كبير وصلب يدعم الطفلين، ستتحرر يداك حتى تتمكني من تغيير وضع الطفلين أو مساعدتهما على التجشؤ.

يمكنك أن تنوّعي في وضعيات الرضاعة بمساندة إحدى الوسائد. على سبيل المثال، تستطيعين الانتقال من "مسكة المهد" (على طول صدرك) إلى "مسكة الرغبي" (على طول جانبك)، أو يمكنك استخدام مزيج من هاتين الوضعيتين. تتضمن مقالتنا حول أوضاع للرضاعة الطبيعية على بعض الصور التوضيحية.

تقدرين أن تناوبي بين الثديين مع كل رضعة، خاصة إذا كان أحد الطفلين التوأم يرضع أكثر من الآخر. لو واجهت صعوبة في تتبع من كان على كل ثدي في المرة الماضية، جربي التبديل بين الثديين كل 24 ساعة بدل القيام بذلك بعد كل رضعة.

يساعد الانتقال بين الثديين على انتظام طفليك في تناول كميات متساوية من حليب (لبن) كل ثدي، كما يقللّ من فرص إصابتك بانسداد قنوات الحليب أو التهاب الثدي .

اتركي بالقرب منك كوب ماء كبيراً تشربينه عند الانتهاء من الرضاعة الطبيعية، لأن الهرمون الذي يفرزه جسمك أثناء هذه العملية قد يجعلك تشعرين بالعطش.

هل من طريقة لتحفيز ثديي على إدرار كمية كافية من الحليب (اللبن) لإرضاع أكثر من طفل واحد؟




إذا كنتِ ترضعين طفلك في كل مرة يشعر فيها بالجوع، فيمكن أن تثقي بأن جسمك سينتج الكمية المطلوبة من الحليب. لو كان إدرار الحليب (اللبن) منخفضاً، يمكنك تحسينه عن طريق:

• إرضاع الطفل رضاعة طبيعية في أكثر الأحيان لتحفيز الثديين على إنتاج الحليب
• التأكد من أن طفليك يمسكان الثدي بإحكام
• شفط الحليب (اللبن) بشكل متكرر أكثر

إذا اضطر الصغيران للبقاء في المستشفى من أجل الرعاية ولم تتح لك فرصة البدء بالرضاعة الطبيعية على الفور، فقومي بشفط حليب الثديين بيدك في اليوم الأول. ستعلّمك الطبيبة المختصة أو الممرضة كيفية القيام بذلك. حين يسهل عليك استعمال الشفّاطة الكهربائية، عندما يخرج الحليب ربما، استخدميها مع الثديين في الوقت نفسه.

بهذه الطريقة، يمكن أن تزداد كمية الحليب (اللبن) المشفوط فتختصرين من الوقت. كما ستساعدك على زيادة مخزون الحليب لديك.

يمكنك وضع الحليب المشفوط في البرّاد أو الثلاجة (الفريزر) في حاويات معقمة ليتناوله طفليك في وقت لاحق. ربما يكون شفط الحليب مرهقاً، وما لم يتمكّن طفليك من إمساك الثدي بإحكام فقد تصابين بالضيق والإحباط. ولكن تذكري أن حليب الأم سوف يساعد كثيراً على منح التوأم الصحة والقوة.



كيف أعرف أن التوأم يحصلان على ما يكفي من الحليب (اللبن)؟



عدّي عدد مرات بلل حفاضات الطفلين . بوجه عام، ينبغي أن يبلل الطفل حفاضه مرة واحدة في أول 24 ساعة من حياته، ويبلل حفاضين خلال الساعات الأربع والعشرين التي تليها، ثم ثلاث حفاضات خلال الساعات الأربع والعشرين التي تليها، وهكذا دواليك.
وبعد الأسبوع الأول، ستضطرين إلى تغيير من خمس إلى ست حفاضات يومياً. ويمكنك أن تتوقعي أن يرضع طفلاك ما بين ست إلى ثماني مرات (وربما أكثر) كل 24 ساعة. وبعد الأسبوع الأول، ستجدين أن براز الرضيعين قد أصبح مائعاً وبلون الخردل (المستردة).
لو وجدت الوقت في الأيام الأولى، من المفيد أن تسجلي عدد مرات الرضاعة وعلى أي ثدي كان كل طفل، الأيمن أو الأيسر خلال آخر رضعة، بالإضافة إلى تسجيل عدد الحفاضات التي بلّلها كلّ منهما.


هل سأصاب بتقرّح الحلمتين جرّاء إرضاع الطفلين؟



لن يؤدي إرضاع التوأم إلى زيادة احتمالات إصابتك بتقرّح الحلمتين . سيكون سبب الألم عدم نجاح طفليك في التقاط الثدي بإحكام وليس عدد الأطفال الذين ترضعينهم أو عدد مرات الرضاعة.

إذا شعرت بألم في حلمتيك، استشيري طبيبتك واطلبي منها مساعدتك على تعليم الصغيرين إمساك الثدي بإحكام. اطلعي على الصور التوضيحية في مقالاتنا عن كيفية القيام بالرضاعة الطبيعية وأوضاع للرضاعة الطبيعية .

في حال كنت ترضعين الصغيرين معاً، يمكنك محاولة إرضاع كل منهما على حدة حتى تدربيهما على التقاط الثدي بإحكام. ورغم أن الأمر قد يستغرق وقتاً طويلاً، ولكن غالبا ما يساعد على حلّ المشكلة.

ادهني حلمتيك بمرهم لانولين مطهّر بعد الرضاعة مباشرة لتجنّب أي جفاف أو تشقّق في الحلمتين والتخفيف من ألم الرضاعة.


هل أتأمل بأخذ قسط من الراحة؟



لا شك أن الأيام والأسابيع بل والأشهر الأولى قد تكون صعبة. تحتاجين إلى تعليم الصغيرين كيفية إمساك الثدي بإحكام، كما أن الجانب اللوجستي لإرضاع طفلين معاً يمكن أن يتضمن متاعب، خاصة إذا كنت تعملين خارج المنزل.
حاولي ألا تندفعي وتسارعي إلى أداء أي واجبات منزلية أثناء نوم التوأم بل اغتنمي الفرصة لأخذ قسط من الراحة أو حتى
أخذ غفوة سريعة .


أين أحصل على المساعدة؟



أعدّي فريق دعم لك قبل الولادة كي تقومي بواجبات ما بعد الولادة من دون التعرّض للضغط الناجم عن البحث عن مساعدة.

وأخيراً، عليك مناقشة الأمر مع أفراد العائلة، والصديقات، والجيران لمعرفة إمكانية مساعدتهم في الطبخ والتنظيف والتسوق إذا لم يكن لديك خادمة.