داء السكري ونظامك الغذائي أثناء الحمل!داء السكري ونظامك الغذائي أثناء الحمل:

[لنا]

داء السكري ونظامك الغذائي أثناء الحمل:



الأنسولين :
هو هرمون يصنع بشكل طبيعي في الجسم ، وله تأثيرات هامة على الكربوهيدرات (السكريات) خاصة وكذلك على المواد الدهنية و البروتينية و يصنع هذا الهرمون في البنكرياس ثم يفرز كآلية منظمة جدا فكلما زاد عيار سكر الدم زادت كمية الأنسولين المفرزة و كلما انخفضت عيارات سكر الدم قلت كمية الأنسولين في الدم وقد يكون هناك هرمونات أخرى تتدخل في هذه العملية .
نستطيع أن نختصر و بشكل كبير و بعبارة بسيطة أن هرمون الأنسولين هو المفتاح الذي لا بديل عنه لفتح أبواب الخلية أمام جزيئات الجلوكوز من الدم وعليه فإن نقص إفراز هذا الهرمون يؤدي إلى تراكم و ارتفاع جزيئات الجلوكوز (السكر) في خارج الخلايا (أي الدم ) لعدم دخوله إلى الخلايا.
يقسم داء السكري إلى صنفين:
1. داء السكري المعتمد على الأنسولين : يصيب عادة الأطفال وهو ناجم عن نقص كمي في الأنسولين.
2. داء السكري غير المعتمد على الأنسولين : و يسمى بداء السكري الكهلي (الكبار) لأنه عادة ما يحدث بعد (40-50 سنه) يحدث هذا النوع نتيجة لنقص في استجابة الأنسجة لعمل الأنسولين أي أن الاضطراب نوعي وليس كمي ولهذا النوع علاقة وراثية ، كما تكثر الإصابة به من قبل ذوي الوزن الزائد وأيضا السيدات الحوامل وقد يرى البعض أن سكر الحمل صنف ثالث بحد ذاته.

سكر الحمل:
مرض السكر من الامراض التي تؤثر على الحمل، نسبته حوالى 1% ، يصيب السيدة في الحمل .ويعتبر سكر الحمل أحد الأمراض الثلاثة الأكثر شيوعا بين السيدات الحوامل في العالم (فقر الدم – التهاب المسالك البولية- سكر الحمل ) لذا يعتبر سكر الحمل حالة خاصة جدا تحتاج إلى اهتمام كبير لأنه قد يؤثر تأثيرا سلبيا على السيدة الحامل والجنين في آن واحد ولهذا فالاستشارة والمتابعة الطبية و المراقبة المستمرة للسكر خلال الحمل هو أمر ضروري جدا للحصول على أفضل النتائج بإذن الله .
الأسباب:
في جميع أنواع السكري المذكورة فإن السبب العلمي مازال مجهولا ولم يستطيع العلماء رغم كل الأبحاث تحديد السبب بشكل دقيق .ولكنهم أثبتوا أن هناك عوامل بيئية تتداخل مع عوامل وراثية لتؤدي إلي المرض (البيئة في حالة سكر الكبار – نوع الغذاء – السمنة- قلة الحركة – و الحمل ) فالحمل في حد ذاته يزيد من احتمال ظهور السكري بسبب الهرمونات المصاحبة له.
هناك فرق بين سكر الحمل ومرض السكر في الحملالاول يكون ظهوره في الحمل فقط واختفائه بعد الولادة، والثاني يكون من قبل الحمل ويستمر بعد الولادة.
الأعراض السريرية :
1. كثرة التبول- وهذا يعني طرح كميات كبيرة من البول يوميا و السبب في ذلك هو ارتفاع الضغط الحلولي للبلازما مما يؤدي إلى زيادة كمية البول المتشكلة .
2. العطش الشديد – نتيجة لكثرة التبول وفقدان السوائل.
3. الجوع – حيث تشعر الحامل برغبة شديدة للأكل وخاصة الأطعمة النشوية "الغنية بالسكريات و الكربوهيدرات" بالرغم من ارتفاع معدل السكر في الدم بسبب دم دخول هذا السكر ( الجلوكوز) إلى داخل الخلايا المحتاجة إلى وجوده.
ومع تقدم المرض وعدم السيطرة عليه تحت الإشراف الطبي من قبل المختصين تبدأ مجموعة من الأعراض بالظهور كالوهن العام ،والصداع الخفيف ، والإحساس بالتعب ، والإرهاق لأقل جهد ، وتنميل الأطراف وبعد مرحلة متقدمة جدا للمرض تبدأ المضاعفات والآثار السلبية بالظهور وخاصة على الكلى و الجهاز الدموي .
تأثير مرض السكر على الحمل:
1- بالنسبة للام:
- زيادة الالتهابات المهبلية وبخاصة الفطريات.
- زيادة التهابات البول.
- زيادة فرصة حدوث تسمم الحمل.
- زيادة كمية المياه حول الجنين.
2-بالنسبة للجنين:
- عدم تنظيم السكر عن طريق العلاج المناسب يمكن ان يؤدي الى تشوهات في الجنين.

- كبر حجم الجنين مما يصاحبه تعسر في الولادة، وزيادة نسبه القيصرية.
- وفاة الجنين الفجائية في الشهور الاخيرة.
- يعانى الجنين من نقص في السكر عند الولادةويحتاج لعناية خاصة.
- كبر حجم الجنين يؤدى الى تعرض الطفل الى الصفار بعد الولادة.
- ارتفاع السكر يؤدي الى تأخر نمو الجهاز التنفسي، مما يعرضه لمشاكل في التنفس عند الولادة.
- زيادة فرصة الولادة المبكرة من 12-15%

تأثير الحمل على السكر:
التأثير الاكبر يكون عن طريق زيادة مقاومة الانسولين، مما يؤدى الى احتياج الحامل الى مضاعفة الجرعةفي الحمل وبخاصة في الشهور الاخيرة.
التشخيص :
إن التشخيص الأكيد لسكر الحمل هو بقياس مستوى السكر في الدم عن طريق إجراء تحليل مخبري وعادة تأخذ عينه من الدم في الصبح قبل وجبة الإفطار (صائم) . إن هذا الفحص المخبري لجميع السيدات الحوامل هو أمر محبب و يكون واجبا خاصة في الحالات التالية ..

1. إذا كان أحد أفراد العائلة مصابا بداء السكر مثل أحد الوالدين ، الأخوة ، الأخوات ، الخالات ...الخ
2. زيادة السوائل حول الجنين (السائل الأمنيوسي).
3. وفاة الجنين داخل الرحم بدون أسباب معروفة في حمل سابق .
4. ولادة طفل تجاوز وزنه (4 كغم)
5. حدوث صعوبة في التنفس للطفل بعد الولادة.
6. حدوث تشوهات خلقية في طفل سابق خاصة في القلب أو الجهاز العصبي .
7. السمنة الزائدة أو ظهور السكر في البول قبل الشهر الخامس قرابة (22 أسبوعا)
8. تكرر ظهور سكر البول بعد الأسبوع الـ (20).

إن الطريقة المتبعة حاليا في الكشف عن ارتفاع نسبة السكر في الدم لدى السيدة الحامل هي:

1. إجراء الفحص بين الأسبوع (24-28) من الحمل لجميع السيدات الحوامل الغير مصابات بالسكري من قبل .
2. فحص السكر في الدم الصيامى (قبل الأكل).
3. إعطاء المريضة محلول نشوي يحتوي على (75 جرام) من الجلوكوز ثم فحص مستواه بعد ساعة و بعد ساعتين من شرب المحلول .
1. صائم – أقل من 5،3 مليمول (95،4 ملغم / ديسيلتر)
2. بعد (1)ساعة – أقل من 10،2 مليمول (180 ملغم /ديسيلتر)
3. بعد (2)ساعة – أقل من 6،8 مليمول (154،8 ملغم /ديسيلتر)
إذا حدث وزاد المستوى عن الحد الأعلى المشار إليه فإن الفحص يعتبر إيجابيا و يتطلب المعالجة .

معالجة داء سكر الحمل :
كما ذكرنا سابقا إن لهذا الداء مقامة لعمل الأنسولين من قبل الأنسجة وعليه فإن الأركان الأساسية للعلاج هي:
1. الحمية الغذائية:

إن الحمية الغذائية هي أهم أركان علاج سكر الحمل و عليها يعتمد منع حدوث المضاعفات و المقصود بالحمية الغذائية هنا هو ما يلي :
1. تخفف كمية الطعام المتناولة يوميا و المحافظة على مدخول محدد من السعرات الحرارية.
2. توزيع الطاقة اللازمة يوميا على الأنواع الثلاث من المكونات الغذائية الأساسية وهي السكريات و البروتينات و الدهنيات هي التوالي (50% ،30%،20%) .
3. تناول وجبات متعددة وصغيرة يوميا.
4. الاعتماد و بشكل كبير على تناول الخضراوات.

كما أن هناك أنماط خاصة من الحمية يجب دراستها مع أخصائية التغذية و ذلك لتحديد الوزن ونوعية الأطعمة المناسبة وفي حالات كثيرة تكون الحمية وحدها كافية في ضبط مستوى سكر الدم دون الحاجة لأدوية أخرى
2. الأنسولين:

يستخدمه الطبيب في حالة فشل الحمية الغذائية في ضبط مستوى السكر.ويمنع استخدام حبوب السكر لما تسببه منمضاعفات للجنين.

مضاعفات داء السكري :
ويقصد بكلمة مضاعفات مجموعة الآثار الجانبية التي تنجم عن المرض وتصيب أعضاء وأجهزة مختلفة في الجسم، وتنقسم المضاعفات إلى ثلاث أقسام...

1.مضاعفات قريبة المدى لداء السكري :
1. نوبة نقص سكر الدم : فقد يتعرض مريض السكري والذي لديه أصلا ارتفاع سكر نتيجة الإفراط في الجرعة الدوائية مثلا أو نقص الطعام إلى حد كبير هذه الحالة إسعافيه خطيرة قد تؤدي بحياة المريض بينما يمكن علاجها في الوقت المناسب قد يقتصر فقط على قطعة صغيرة من السكر.
أعراضها– الصداع ، دوار اضطرابات في الرؤية ، جفاف في اليدين ، تعرق ، هياج ، ملل ، ثم تطور الحالة نحو الغيبوبة إذا لم تعالج يجب أن يتم تنبيه مريض السكر إلى احتمال حدوث مثل هذه النوبات وكيفية التعامل معها
2. ارتفاع نسبة الأحماض في الدم : وهذا ناتج عن ارتفاع السكر وهي الحالة استقلابية خطيرة أيضا مهددة للحياة وتحتاج إلى تدخل طبي عاجل.


2. مضاعفات بعيدة المدى لداء السكر :
1. التأثير على :
* البصر
* الأعصاب والمخ
* الكلى
* القلب
2. العقم:


3.مضاعفات سكر الحمل :
1. الإجهاض المتكرر حيث يزيد معدل الإجهاض ( 2_3 مرات ) في حالة عدم انضباط مستوى السكر.
2. زيادة نسبة التشوهات الخلقية في الجنين بمعدل ( 3مرات) مقارنة مع السيدات غير المصابة بهذا الداء وتعتبر تشوهات القلب و الأوعية الدموية في الجنين من أكثرها شيوعا يليها ضمور في نمو الجزء السفلي من العمود الفقري والحبل الشوكي.

تثقيف المريضات المصابات بسكر الحمل ...
إن توعية وتثقيف مريضة السكر حول مرضها يعتبر حجر الزاوية في علاج هذا الداء وإن فهم المريضة لحقيقة مرضها و المضاعفات الناجمة عنه كل ذلك يدفعها إلى التطبيق الدقيق لتعليمات الطبيب كما انه لابد من التنبيه إلى ضرورة الزيارة الدورية لعيادات السكر ومراجعة الطبيب في كل مرة تشعر فيها المريضة باضطراب أو حاجة للاستفسار مع الالتزام بإجراء الفحوصات المطلوبة مثل الأشعة الصوتية ( التلفزيونية ) و تحاليل الدم .
على السيدة التعلم كيفيه حقن نفسها ،ومتابعة السكر عن طريق جهاز منزليعلى الاقل ثلاث مرات اسبوعيا.

في اغلب الحالات تكون الولادة عن طريقالعملية القيصرية في الاسبوع 38.

النظام الغذائي الخاص بمرضي السكر أثناء الحمل:
يجب تناول الغذاء الصحي و الجيد المبني على قائمة غذائية المرضى السكر وذلك لضمان سلامة الأم والطفل مع الأخذ بالاعتبار الآتي :
1. تجنب تناول ( السكر والحلويات ، الشوكولاتة ، المربى الكاسترد ، الكريم كراميل ، جيلي ، الكيك ، المشروبات الغازية مثل البيبسي و السفن أب ) ( يسمح بتناول ما يسمى دايت مما سبق بكميه قليله وعند الرغبة الشديدة لتناول ما ذكر ).
2. الإقلال من الدهون بصفة عامة مع تجنب استخدام السمن و الزبدة أو بطريقة الطهي بالسلق أو الشوي دائما.
* يفضل إضافة الزيوت النباتية في الطبخ ( مثل زيت الذرة ، زيت دوار الشمس ) ولكن بنسب قليلة.
* ينصح بنزع جلد الدجاج واختيار اللحم شديد الحمرة مع إزالة ما تبقى من الشحم من عليه قبل الطهي.
* ينصح بتجنب ( القشدة ، الكريمة ، المايونيز ، مبيض القهوة ).
3. ينصح بتناول 3 وجبات رئيسية بالإضافة إلى وجبتين خفيفتين على الأقل ( للحفاظ على مستوى السكر في الدم ).
4. يجب التأكد من أن المجاميع الخمسة التالية تخلل النموذج الغذائي:
* مجموعة الحليب وبدائله ( لبن ، زبادي ، جبنة ، لبنة ).
* مجموعة البروتينات ( بيض ، لحم ، دجاج ، سمك ، فول ، عدس ، حمص ).
* مجموعة النشويات ( الخبز ، الأرز ، البطاطا ، الفاصوليا البيضاء المعكرونة ، جريش ، شوفان المرقوق ، السليق ، البرغل ).
* مجموعة الخضروات ( الخس ، الخيار ، الطماطم ، الجرجير ، كوسه ، قرنبيط ... الخ ).
* مجموعة الفاكهة ( التفاح ، البرتقال ، الكمثرى ....... الخ ).
5. ينصح بتناول الغذاء الغني بفيتامين ج الذي يساعد الجسم على الاستفادة من الحديد ويتواجد في ( البرتقال ، الليمون ، الطماطم ، الفلفل الرومي ).
6. ينصح بتناول الغذاء الغني بفيتامين أ (3-4 ) مرات في الأسبوع هذا الفيتامين ذو أهمية بالغة للعيون والجلد بشكل عام يتواجد في ( القرنبيط ، الطماطم ، السبانخ ).
7. يجب عدم تناول الشاي أو القهوة مباشرة بعد الوجبات ومحاولة التقليل من تناولها أثناء فترة الحمل قدر الاستطاعة.
8. ينصح بتناول المواد الغنية بالحديد ( الكبدة ، اللحوم الحمراء ، الدجاج ، السمك ، السبانخ ، البقدونس ، الفاكهة المجفف ).
9. ينصح بتناول الغذاء الغني بالألياف مثل ( الخضروات و الفاكهة البر والنخالة ).
10. ينصح بالإكثار من شرب الماء بحيث الا يكون بعد الوجبات مباشرة.





أتمنى أن أكون قد أفدتكم بالمعلومات ... وربنا يتم حمل كل حامل على خير....