إن السائل المنوي يتكون من الحيوانات المنوية ومن سائل تسبح فيه هذه الحيوانات المنوية ويغذيها, وعندما يحدث القذف داخل المهبل فإن الحيوانات المنوية تنفصل عن هذا السائل المغذي والذي كانت تسبح فيه لتصعد بسرعة للرحم تاركة وراءها السائل, وتستبدله بإفراز عنق الرحم الذي يكون موجودا باستمرار في داخل العنق فيسهل وصولها للرحم والأنابيب, وتستمر تغذيتها من خلال هذا الإفراز من العنق ومن الرحم إلى أن يحصل الإلقاح في الأنبوبة إن وجدت البويضة أو أن تتحلل هذه النطاف وتتلاشى بعد 2-3 أيام إن لم تجد البويضة ولم يحدث إلقاح.
لذلك فما تشاهده الزوجة بعد الجماع هو ليس الجزء المهم لحدوث الحمل, بل هو السائل المغذي الذي كانت تسبح فيه الحيوانات المنوية مع بعض الحيوانات المنوية الغير قادرة على الحركة أو الميتة أصلا, أما الجزء الهام من السائل المنوي وهو النطاف المتحركة والنشيطة فهي تصعد وبسرعة إلى جوف الرحم بعد القذف مباشرة.
إذاً ما تلاحظه الزوجة هو حالة طبيعية جدا, ولا تدعو للقلق، ولا تؤثر على حدوث الحمل على الإطلاق, بل على العكس هي تساعد على حدوث الحمل إن شاء الله, لأنها تخلص الرحم من الجزء الغير مفيد للحمل.
بالطبع هذا في حال كان الإيلاج والقذف يحدث بشكل طبيعي وكامل داخل المهبل, أما إن كانت هنالك صعوبات في الجماع أو كان الإيلاج والقذف لا يحدث كاملا في المهبل, فهنا الأمر يختلف ولا ينطبق عليه الكلام السابق.