المتعال
قال تعالى: عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال "9" (سورةالرعد)
هو البالغ في العلو، المتعالي بوجوب وجوده، رفيع الدرجات ذوالعرش، وقيل المتعال: معناه المرتفع في كبريائه وعظمته، وعلا مجده عن كل ما يدرك،أو يفهم من أوصاف خلقه. فكل من أسمائه المجيد والعلي والعظيم والكبير والمتعالي،يدخل في الذي يليه بمعناه طردا أو عكساً، فهو العظيم في مجده، والمجيد في عظمته،والعظيم المجيد العلي في كبريائه، وهو تعالى المتعالي في ذلك كله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بئس العبد عبد تخيل واختال،ونسى الكبير المتعالي"
وقد ذكر "المتعال" سبحانه مرة واحدة في الكتابالعظيم في الآية التاسعة من سورة الرعد: عالمالغيب والشهادة الكبير المتعال "9" (سورة الرعد)
والمتعالي هو فوق كلفوق، وفوق كل إبداع، وفوق كل خلق، والمتعالي في أمره، فأمره فيه مصلحة العباد،والمتعالي في أمره، فأمره فيه مصلحة العباد، والمتعالي في نهيه لمنع الفساد،والمتعالي في خلقه تبارك الله احسن الخالقين. المتعالي في رزقه، يقول الحق سبحانهوتعالى: وقدر فيها أقواتها .. "10" (سورةفصلت)
وقال تعالى: ولقد كرمنا بني آدموحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلاً "70" (سورة الإسراء)
والمتعالي هو الرفيع في ذاته، الرفيع في صفاته،الرفيع في عطائه، الرفيع في كبريائه وعظمته. والمتعالي يسقط أمامه كل كبير، ويتلاشىأمامه كل عظيم، ويتناهى عنده كل ملك؛ لأنه ملك الملوك ومالك الملكوت، وهي الحي الذيلا يموت، فهو الكبير لا كبير سواه، وهو العظيم لا عظيم معه، والمتعالي هو المقامالذي لا يليق إلا بذاته، فليس هناك متعال يوصف بهذا الاسم؛ لأنه لا وجود له علىالحقيقة سواه.
إذن: المرجع إليه في حركات الكون السارية في الوجود، وحياةالحياة المتحركة في الكون المكنون. ولم نسمع في تراثنا القديم أن إنساناً سمىالمتعالي، فهو اسم محفوظ باسم الله؛ لأنه يعلم المنظور والمخفي من عالم الشهادةوعالم الغيب، ولا يظهر الغيب إلا بتوقيت.
ذلكتقدير العزيز العليم "96" (سورة الأتعام).