هذه الأدلة من الكتاب و السنة و الأثر والإجماع والتجربة بعيدة عن نقاش المشككين بها – وهي ليست على مستوى واحد من قوة الدلالة و لكنها إذا ضمت لبعضها البعض و جمعت معاً صارت كسبيكة الذهب ، وقد اكتفيت بسردها وذكرها لتكن منها على بينة وذكر .. فتأمل و بالهدى تجمل
من الكتاب :
- قال تعالى : { الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ } [ البقرة : 275 ]
قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى : ” قال أبو جعفر بن جرير رحمه الله ..ما نصه: (يعني بذلك يخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه فيصرعه من المس يعني: من الجنون)
وقال البغوي رحمه الله في تفسير الآية المذكورة .. (أي: الجنون. يقال: مُس الرجل فهو ممسوس إذا كان مجنوناً) أ هـ. وقال ابن كثير رحمه الله .. (أي: لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً).
وقال ابن عباس رضي الله عنه: (آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً يخنق) رواه ابن أبي حاتم. قال: وروي عن عوف ابن مالك وسعيد بن جبير والسدي والربيع بن أنس وقتادة ومقاتل بن حيان نحو ذلك.
وقال القرطبي رحمه الله ( في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس). أ هـ. “ [ من فتوى له على موقعه ]
- و قال ربنا { إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ } [ الأعراف :201 ]
قال الإمام ابن كثير [2/267] : ( إذا مسهم أي أصابهم طيف وقرأ الآخرون طائف وقد جاء فيه حديث وهما قراءتان مشهورتان ، فقيل : بمعنى واحد ، وقيل : بينهما فرق ، ومنهم من فسر ذلك بالغضب ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه ) .