![]() |
رد: هل التمشعر سنَّة؟
فتوى دار الإفتاء الأزهرية في أن الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة
رقم الفتوى: 4307 تاريخ الفتوى: 21/02/2006 السؤال: اطلعنا على الطلب المقيد برقم 2514 لسنة 2005م المتضمن : أنا طالب بكلية الشريعة وقد تعلمت ودرست في علم العقيدة : أن الله موجودبلا مكان ولا يتحيز في أي جهة ، فأفتوني في ذلك ؛ حيث إن هناك بعض منيتهجم على عقيدة الأزهر . الجواب: من ثوابت العقيدة عند المسلمين أن الله تعالى لا يحويه مكان ولا يحده زمان؛ لأن المكان والزمان مخلـوقان ، وتعالى الله سبحانه أن يحيط به شيء منخلقه ، بل هو خالق كل شيء ، وهو المحيط بكل شيء ، وهذا الاعتقاد متفق عليهبين المسلمين لا يُنكره منهم مُنكِرٌ ، وقد عبَّر عن ذلك أهل العلم بقولهم : " كان الله ولا مكان ، وهو على ما كان قبل خلق المكان ؛ لم يتغير عماكان " ، ومن عبارات السلف الصالح في ذلك : قول الإمام جعفر الصادق عليه السلام : " مَنْ زعم أن الله في شيء أو منشيء أو على شيء فقد أشرك ؛ إذ لو كان في شيء لكان محصورًا ، ولو كان علىشيء لكان محمولا ، ولو كان من شيء لكان مُحْدَثًا " ا هـ . وقيل ليحيى بن معاذ الرازي : أَخْبِرْنا عن الله عز وجل ، فقال : إله واحد، فقيل له : كيف هو ؟ قال : ملك قادر ، فقيل له : أين هو ؟ فقال : بالمرصاد ، فقال السائل : لم أسألك عن هذا ؟ فقال : ما كان غير هذا كانصفة المخلوق ، فأما صفته فما أخبرت عنه . وسُئِل ذو النون المصري رضي الله عنه عن قوله تعالى { الرَّحْمَنُ عَلَىالعَرْشِ اسْتَوَى } ، فقـال : " أثبت ذاته ونفى مكانه ؛ فهو موجود بذاتهوالأشياء بحكمته كما شاء " ا هـ . وأما ما ورد في الكتاب والسنة من النصوص الدالة على علو الله عز وجل علىخلقه فالمراد بها علو المكانة والشرف والهيمنة والقهر ؛ لأنه تعالى منـزهعن مشابهة المخلوقين ، وليست صفاته كصفاتهم ، وليس في صفة الخالق سبحانهما يتعلق بصفة المخلوق من النقص ، بل له جل وعلا من الصفات كمالُها ومنالأسماء حُسْنَاها ، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك ، والعجز عندرك الإدراكِ إدراكُ ، والبحث في كنه ذات الرب إشراكُ . وعقيدة الأزهر الشريف هي العقيدة الأشعرية وهي عقيدة أهل السنة والجماعة ،والسادة الأشاعرة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم هم جمهور العلماء من الأمة، وهم الذين صَدُّوا الشبهات أمام المَلاَحِدَةِ وغيرهم ، وهم الذينالتزموا بكتاب الله وسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبرالتاريخ ، ومَنْ كفّرهم أو فسّقهم يُخْشَى عليه في دينه ، قال الحافظ ابنعساكر رحمه الله في كتابه " تبيين كذب المفتري ، فيما نسب إلى الإمام أبيالحسن الأشعري " : " اعلم وفقني الله وإياك لمرضاته ، وجعلنا ممن يتقيه حقتقاته ، أن لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهممعلومة ، وأن من أطلق عليهم لسانه بالثلب ، ابتلاه الله قبل موته بموتالقلب " ا هـ . والأزهر الشريف هو منارة العلم والدين عبر التاريخ الإسلامي ، وقد كوَّنهذا الصرحُ الشامخُ أعظم حوزة علمية عرفتها الأمة بعد القرون الأولىالمُفَضَّلة ، وحفظ الله تعالى به دينه ضد كل معاند ومشكك ؛ فالخائض فيعقيدته على خطر عظيم ، ويُخْشَى أن يكون من الخوارج والمرجفين الذي قالالله تعالى فيهم : { لَئِن لَّمْ يَنتَهِ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِىقُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِى المَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَبِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلًا } (الأحزاب 60) . والله سبحانه وتعالى أعلم |
رد: هل التمشعر سنَّة؟
الشيخ القرضاوي: ولو قلنا إن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة لحكمنا بالضلال على الأمة (... واتهام الإخوان بأنهم من الأشاعرة، لا ينتقص من قدرهم، فالأمة الإسلاميةفي معظمها أشاعرة أو ماتريدية. فالمالكية والشافعية أشاعرة. والحنفيةماتريدية. والجامعات الدينية في العالم الإسلامي أشعرية أو ماتريدية: الأزهر في مصر،والزيتونة في تونس، والقرويين في المغرب، وديوبند في الهند، وغيرها منالمدارس والجامعات الدينية. فلو قلنا: إنالأشاعرةليسوامن أهل السنة؛ لحكمنا بالضلال على الأمة كلها، أو جُلِّها، ووقعنا فيماتقع فيه الفرق التي نتهمها بالانحراف، ومن ذا الذي حمل لواء الدفاع عنالسنة ومقاومة خصومها طوال العصور الماضية غيرالأشاعرةوالماتريدية؟. وكل علمائنا وأئمتنا الكبار كانوا من هؤلاء: الباقلاني، الإسفراييني،إمام الحرمين الجويني، أبو حامد الغزالي، الفخر الرازي، البيضاوي، الآمدي،الشهرستاني، البغدادي، ابن عبدالسلام، ابن دقيق العيد، ابن سيد الناس،البلقيني، العراقي، النووي، الرافعي، ابن حجر العسقلاني، السيوطي. ومن المغرب: الطرطوشي، والمازري، والباجي، وابن رشد "الجد"، وابن العربي، والقاضي عياض، والقرطبي، والقرافي، والشاطبي، وغيرهم. ومن الحنفية: الكرخي، والجصاص، والدبوسي، والسرخسي، والسمرقندي، والكاساني، وابن الهمام، وابن نجيم، والتفتازاني، والبزدوي وغيرهم. والإخوة الذين يذمونالأشاعرةبإطلاق: مخطئون متجاوزون، فالأشاعرة فئة من أهل السنة والجماعة، ارتضتهمالأمة؛ لأنهم ارتضوا الكتاب والسنة مصدراً لهم، ولا يضيرهم أن يخطئوا فيبعض المسائل، أو يختاروا الرأي المرجوح أو حتى الخطأ، فهم بشر مجتهدون غيرمعصومين، ولا توجد فئة سلمت من الزلل والخطأ فيما اجتهدت فيه، سواء فيمسائل الفروع أم في مسائل الأصول، وكل واحد يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلاالرسول المعصوم صلى الله عليه وسلم...) المصدر: (مجلة المجتمع: العدد 1370) وفي هذا كفاية , لمن رام طريق الحق والهداية , وهم كثير ولله الحمد . ([1]) أصل هذه الكلمة من قولهم (لِمَ)، والمعنى: أي وإن اختلفوا في سبب ذلك وعلته. (1) أبو العباس أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني الفاسي، العلامة المحقق الفهامة البارع المدقق الصوفي الجامع بين الشريعة والحقيقة، وفاته رحمه الله تعالى سنة 1224هـ. (شجرة النور الزكية ص400، وانظر ترجمته في فهرس الفهارس 2/854). ([3]) الإمام أبو عمرو الداني أعرف من أن يعرّف، هو الذي يقـول فيه الإمـام الذهبي رحمه الله: الإمام الحافظ المجوّد المقرئ الحاذق عالم الأندلس. وقال أيضاً: إلى أبي عمرو المنتهى في تحرير علم القراءات وعلم المصاحف، مع البراعة في علم الحديث والتفسير والنحو وغير ذلك. ويعرف قديماً بابن الصيرفي، قال عنه ابن بشكوال: كان أحد الأئمة في علم القرآن رواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه.. وله معرفة بالحديث وطرقه وأسماء رجاله ونقلته.. جيّد الضبط من أهل الذكاء والحفظ والتفنن في العلم ديّناً فاضلاً ورعاً سنّيّاً اهـ، توفي رحمه الله تعالى سنة أربع وأربعين وأربع مئة ودفن بمقبرة دانية. سير أعلام النبلاء 18/77، الصلة 2/405، الديباج المذهب 2/84. ([4]) المراد بالصوفية من كان على نهج الحق أمثال الجنيد ومعروف الكرخي وبشر الحافي وإبراهيم ابن أدهم وغيرهم من الدَّالِّين على الله ومن جاء بعدهم وسلك مسلكهم باتباع الكتاب والسنة. ([5]) أي: وعمل مطابق للعلم. ([6]) أي أن لفظ الحديث يقتضي قصر النجاة على فرقة واحدة وعدم تعديته إلى ثلاث فرق. ([7]) ينازع المالكية في الإمام أبي الحسن ويذكرونه ضمن طبقاتهم، والراجح أنه شافعي، أما المالكي فهو الإمام أبو بكر بن الباقلاني شيخ الأشاعرة. انظر طبقات الشافعية الكبرى 3/352. [1] - وقد جاء نص التوبة في ( الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ) من تصنيف أمير المؤمنين في الحديث الإمام الحافظ شيخ شيوخنا الأقدمين أبي الفضل ابن حجر العسقلاني ط1414هـ ـ دار الجيل ـ ج1 / ص148 ، ومن كتاب ( نهاية الأرب في فنون الأدب ) للإمام القاضي شهاب الدين النويري المعاين للحادثة والمتوفى سنة 733هـ ط دار الكتب المصرية 1998م ج32 / ص115 ـ 116 |
الساعة الآن 12:49 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 (Unregistered)
لا يتحمّل موقع منتديات حوامل النسائية أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في موقعنا، ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر .