الطفرات الوراثية بين العلم واحاديث ائمة المسلمين / سعيد العذاري
لا يستطيع علماء الطبيعة والوراثة إجراء دراسة دقيقة حول تحكّم ظروف المباشرة الجنسية في خصائص الوليد، والانسان لا يصلح أن يكون موضعاً نموذجياً لمثل هذه الأبحاث، لأسباب عديدة ومتنوّعة:
1- لا يمكن التحكّم في التزاوج في الانسان لأسباب دينية واجتماعية.
2- لا يمكن التحكّم في ظروف المباشرة الجنسية لأسباب أخلاقية وعرفية، حيث يرفضها أغلب الناس متدينين أم منحرفين.
3- طول عمر الانسان، وهذا لا يساعد على تتبّع أكثر من جيل من قبل باحث واحد أو عدد من الباحثين.
4- عدد الأفراد المولودين قليل، وبذا يكون عدد أفراد الأسرة قليلاً غير كاف للدراسات الوراثية.
5- طول فترة الحمل تعيق الدقّة في الدراسات.
والاهم من كل ذلك عجز العلماء والباحثين عن تتبع حركة الحيامين المتوجّهة لإخصاب البويضة الأنثوية، ولا نتوقع أن يصلوا الى هذه المعرفة مهما كانت الأجهزة المخترعة لتتبع حركة الحيامين، وأنا أقطع بأنّ العلم مهما تطور لا يقوى على ذلك.
وتوضيح ما أقول: ان مني الزوج أو الرجل المقذوف داخل المهبل يحتوي على 200 مليون إلى 300 مليون حيمن، وانّ الزوجة أو المرأة تمتلك حوالي 30 ألف بويضة ينضج منها حوالي 400 بويضة خلال فترة الخصوبة من سنّ البلوغ حتى سن اليأس.
وتتمّ عملية الإخصاب عند ما يصل الحيوان المنوي الى البويضة باختراق غلافها الخارجي والتصاقه بنواتها، والمدّة المقرّرة لذلك هي ثلاثة أيّام، فأيّ باحث أو أيّ جهاز يستطيع تتبع حركة واحد من الحيامين من مجموع 200 مليون أو أكثر، وحركة واحدة من البويضات.
والأصعب من ذلك هو متابعة المرحلة التالية للإخصاب حيث تتّحد الخليتان الذكرية والأنثوية وتكونان خلية كاملة ذات 23 زوجاً من الصبغيات (الكروموسومات) تتكاثر بالانقسام الذاتي الى خليتين ثم الى أربع ثم الى ثمان وهكذا، بحيث تتكون كل خلية من الخلايا الجديد من نفس العدد من الصبغيات (46) وهي صورة من الصبغيات الأصلية في البويضة المخصبة.
ومن الدقّة أيضاً إنّ الصبغيات تحوي عدداً كبيراً من الجينات المسؤولة عن انتقال الصفات الوراثية.
وعلى هذا الأساس فيستحيل متابعة هذه الحركة التناسلية منذ الإذعان والتصديق الوجداني بالأحاديث الشريفة التي وردت عن رسول الله (ص) وتلقّاها أبناؤه وأحفاده من بعده، والأحرى بالعلماء والباحثين أن يتابعوا الصفات والخصائص الظاهرية للإنسان ويطابقوها مع الأحاديث الشريفة.
والأحرى بالفقهاء والمتخصصين بالعلوم الدينية أن يتابعوا الأحاديث الواردة من حيث صحّتها وعدمها بمتابعة الرواة الناقلين لها، وسائر الخطوات المتعلّقة بالسند.
فهذه الروايات تنصّ على تأثير ظروف المباشرة على خصائص الوليد وعلى حدوث بعض الطفرات الوراثية فيه، أو خلق الاستعداد فيه للاتصاف بصفة معنية إن تهيأت لها الظروف المناسبة، فالظروف الجوّية والنفسية والذهنية التي تحيط بالمباشرة لها تأثير على خصائص الوليد، وأقرب الشواهد على الإذعان والتصديق بذلك ما اكتشفه العلماء بإمكان زيادة حدوث الطفرات الوراثية بالطرق الاصطناعية التالية( ).
1- الأشعّة السينية.
2- الأشعّة الذّرية.
3- التعريض لدرجات حرارة مرتفعة أو منخفضة.
4- الأشعة فوق البنفسجية.
5- المواد الكيميائية.
وفيما يلي نستعرض مبادئ الوراثة التي تنسجم مع الأحاديث الشريفة، والتي تحدّد تأثير ظروف المباشرة الجنسية على خصائص الوليد.
أولاً: أثر الاضطراب والهدوء في نقل الصفات الوراثية
قال الامام الحسن بن علي (ع): «إنّ الرّجل إذا أتى أهله بنفس ساكنة وجوارح غير مضطربة اعتلجت النطفتان كاعتلاج المتنازعين، فإن علت نطفة الرجل نطفة المرأة جاء الولد يشبه أباه، وإن علت نطفة المرأة نطفة الرجل أشبه أمّه.
وإذا أتاها بنفس مزعجة وجوارح مضطربة غير ساكنة اضطربت النطفتان فسقطتا عن يمنة الرحم ويسرته، فان سقطت عن يمنة الرحم سقطت على عروق الأعمام والعمّات فيشبه أعمامه أو عماته.
وإن سقطت عن يسرة الرحم سقطت على عروق الأخوال والخالات فشبه أخواله وخالاته»( ).
وهنالك روايات أخرى وردت بألفاظ عديدة فبدلاً من كلمة (علت) وردت كلمة (غلبت) أو (سبق ماء الرجل ماء المرأة).
وظاهر الروايات هو سبق الحيمن في الحركة للبويضة، فالحيمن يتحرّك باتّجاه الرحم، وتتحرّك البويضة من المبيض الى الرحم عن طريق قناة (فالوب)، فإذا سبق الحيمن البويضة في الحركة وكان أنشط منها خرج الوليد يشبه أباه، وإذا كان الحيمن بطيء الحركة وأقل نشاطاً فإنّ الوليد يشبه أمّه.
والشطر الثاني في حال المباشرة الجنسية المضطربة، فإذا نزلت البويضة من المبيض الأيمن واتّصل بها الحيمن واستقرّت في الجانب الأيمن من الرحم خرج الوليد يشبه أعمامه وعمّاته، وإذا نزلت البويضة من المبيض الأيسر، واتّصل بها الحيمن واستقرّت في الجانب الأيسر من الرحم خرج الوليد يشبه أخواله وخالاته( ).
وإذا رجعنا الى عملية الإخصاب لاحظنا انّ الكروموسومات بما تحمل من جينات تتّحد مع بعضها البعض لتكوّن خلية كاملة ذات 23 زوجاً تتكاثر بالانقسام لتتحدّد من هذه التفاعلات صفات الوليد.
والكروموسومات يحمل كل منها نوعين من الجزئيات العضوية هي البروتينات والأحماض النووية، وتنقسم الأحماض النووية الى قسمين: الحامض النووي الرايبوزي منقوص الأوكسجين DNA والحامض النووي الرايبوزي غير المنقوص RNA.
والمعلومات الوراثية تكمن في الأحماض النووية، وأكثر دقّة تكمن في الحامض DNA وهو يحتوي على زوج من القواعد النيتروجينية، وهنالك رسول يحمل الرسائل الوراثية من DNA الى الرايبوسوم - مسئول عن صنع البروتين- ويسمّى بـ M-RNA ، ويقوم الناقل T-RNA بحمل الأحماض الامينية في السيتوبلازم.
وتكوين الرسول يحتاج الى طاقة يستمدّها بمساعدة انزيم معيّن. ثم ينفصل الرسول RNA عن سلسلة DNA ثم يخترق النواة ويذهب الى السيتوبلازم، ويتحرك كل ناقل ليرتبط بالرسول، وبذلك تجتمع الأحماض الامينية المحمولة عل النواقل، طبقاً لتسلسل القواعد النيتروجينية على الرسول( ).
وهكذا فان الرسول M-RNA كلّما كان ذا طاقة أقوى؛ نقل الخصائص الوراثية الكامنة في DNA القادم من كروموسومات الزوج، تغلّبت صفات الزوج على الوليد دون صفات أمّه والعكس صحيح.
وإذا كان الزوج في حال اضطراب وقلق فإنّ الرسول M-RNA سينقل الصفات المتنحية للأجداد التي يحملها الأعمام كصفة ظاهرة أو يحملها الأخوال فيخرج الوليد شبيهاً بأخواله أو أعمامه - والله العالم-.
ثانياً: أثر قراءة القرآن في تحديد جنس الوليد
قال الامام جعفر الصادق (ع): «من أراد أن يولد له ولد ذكر، فليضع يده اليمنى على السرّة من الجانب الأيمن* عند الجماع، وليقرأ سورة (إنا أنزلناه) سبع مرات ثم يجامع، فإنه يرى ما أراد.
ويقول كل يوم عند الصباح والمساء سبعين مرة: (سبحان الله) وعشر مرات: (أستغفر الله)، وتسع مرات: (سبحان الله العظيم)، ويقول في العاشرة: أستغفر الله إنّ الله كان غفاراً. يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنّات ويجعل لكم أنهاراً»( ).
من الحقائق التي بيّنها القرآن الكريم؛ إنّ الزوج هو الذي يحدّد الوليد دون الزوجة.
قال تعالى: أيحسب الإنسانُ أن يُتركَ سُدىً. ألم يكُ نطفة من منيّ يمنى. ثم كان علقةً فخلق فسوّى. فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى( ).
فالمنيّ هو المسؤول عن تحديد الجنس من حيث الذكورة والأنوثة، وهذه حقيقة علمية ثابتة اكتشفها علماء الوراثة فيما بعد، حيث إنّ تفاعل الكروموسومات الذكرية والأنوثة في الزوج الثالث والعشرين منها هو الذي يحدّد الجنس ذكراً أم أنثى.
حيث إنّ كروموسومات الذكر هي XY، وكروموسومات الأنثى هي XX.
فعند التزاوج أو الإخصاب تتّحد جاميتات الذكر والأنثى، فإذا اجتمع كروموسوم جنسي X مع X كان الناتج أنثى، أي XX. وإذا اجتمع كروموسوم جنسي Y مع X كان الناتج ذكراً، أي XY .
والخطوات التي يقوم بها الزوج - المسؤول الوحيد عن تحديد جنس الوليد- لها تأثير ملحوظ على توجيه الكروموسومات Y للاتحاد بالكروموسوم X.
والظاهر أنّ قراءة القرآن وبصوت جميل، ووضع اليد اليمنى على السرّة، يؤثر على الكروموسوم Y الدقيق في حجمه، فلدقّته في الحجم تؤثر عليه نبرات الصوت، إضافة الى تأثره بالاستقرار والاطمئنان النفسي الذي يحمله الزوج في خلجاته وخواطره، فينطلق للاجتماع بالكروموسوم الأنثوي X فينتج XY، إضافة الى تدخّل اليد الغيبية وبالوسائل والأسباب الطبيعية الموضوعة كقوانين لتحديد الجنس.
وهذه الخطوات مجرّبة من قبل العديد من الأزواج، حيث كانت نتيجة هذا العمل هو إنجاب الذكور.
ثالثاً: تأثير الظروف الزمانية والفلكية
ذكر الامام محمد الباقر (ع) الظروف الزمانية والفلكية التي تكره فيها المباشرة الجنسية وإن كانت مشروعة، فقال: «ما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس، ومن مغيب الشمس الى مغيب الشفق، وفي اليوم الذي تنكسف فيه الشمس، وفي الليلة التي ينخسف فيها القمر، وفي الليلة وفي اليوم اللّذين يكون فيهما الريح السوداء والريح الحمراء والريح الصفراء، وفي اليوم والليلة اللذين يكون فيهما الزلزلة ...
وأيم الله لا يجامع أحد في هذه الأوقات التي نهى رسول الله (ص) عنها وقد انتهى إليه الخبر، فيرزق ولداً فيرى في ولده ذلك ما يحبّ»( ).
وفي رواية أخرى: «رأى في ولده ما يكره»( ).
والاحتمال الوارد هو تأثر الجينات بهذه الظروف والتخلّف عن وظيفتها أو حدوث الخلل في نقل الصفات الوراثية كاملة، وبالإضافة الى ذلك فإنّ الخوف والقلق الحاصل من هذه الآفات السماوية يخلق الاضطراب النفسي والعصبي في الوليد.
وخير مثال واقعي على هذا المبدأ الوراثي ما نراه في مواليد العراق عقب العدوان الأمريكي على الشعب العراقي، حيث إنّ الخوف والقلق والاضطراب الذي خلّفته دول العدوان، إضافة الى التهديدات المستمرة - والتي فاقت خطورتها خطورة الزلزال أو الرياح العاصفة- أدّت الى مواليد مشوّهة وناقصة.
رابعاً: تأثير الأوقات والأيام والليالي
ذكر رسول الله (ص) جملة من المكروهات التي تؤدي الى حدوث طفرات وراثية في الوليد، أو تخلق استعدادات نفسية سلبية:
1- لا تجامع امرأتك أوّل الشهر ووسطه وآخره، فإنّ الجنون والجذام والخبل يسرع إليها والى ولدها.
2- لا تجامع امرأتك بعد الظهر، فإنّه إن قضي بينكما ولد يكون أحول.
3- لا تجامع امرأتك في ليلة الفطر، فإنّه إن قضي بينكما ولد لم يكن ذلك الولد إلاّ كثير الشّر.
4- لا تجامع أهلك في ليلة الأضحى، فإنّه إن قضي ولد يكون له ستّ أصابع أو أربع أصابع.
5- لا تجامع امرأتك في النصف من شعبان، فإنّه إن قضي ولد يكون ذو شامة وشعرة في وجهه.
6- لا تجامع في أوّل ساعة من الليل، فإنّه إن قضي ولد لا يؤمن أن يكون ساحراً ومختاراً للدنيا على الآخرة.
7- لا تجامع امرأتك بين الأذان والإقامة، فإنّه إن قضي بينكما ولد يكون حريصاً على إهراق الدماء( ).
وذكر رسول الله (ص) جملة من المندوبات المؤثرة إيجاباً في خلق استعدادات نفسية إيجابية:
1- عليك بالجماع في ليلة الاثنين، فإنه إن قضي ولد يكون حافظاً لكتاب الله راضياً بما قُسم له.
2- إذا جامعت في ليلة الثلاثاء فإنّه إن قضي ولد يكون شهيداً ويرزق الله له الشهادة، ويكون طيّب النكهة، رحيم القلب، سخيّ القلب، طاهر اللسان.
3- وان جامعت في ليلة الخميس فإنه إن قضي ولد يكون حاكماً أو عالماً.
4- وان جامعتها يوم الخميس عند الزوال فإن قضي ولد لا يقربه الشيطان.
5- وان جامعتها ليلة الجمعة فان قضي ولد يكون خطيباً قوالاً مفوّهاً.
6- وان جامعتها يوم الجمعة بعد العصر فان قضي ولد يكون معروفاً ومشهوراً عالماً.
7- وان جامعتها ليلة الجمعة بعد العشاء فإن قضي ولد يرتجى أن يكون له ولد من الابدال إن شاء الله( ).
وإذا نظرنا الى الواقع لوجدنا هذه الحالات حادثة، ولكنّ علماء الوراثة فسّروها بالطفرات الوراثية وبالتأثيرات البيئية، وفسّرت بوجود خلل في الكروموسومات أو الجينات، ولم يشخّصوا سبب هذا الخلل.
فقد ذكر بعض العلماء انّ متلازمة XYY التي تحتوي على كروموسوم Y الزائد يتّصف أصحابه بضخامة الجثّة، كما يتصفون بالتخلف والعدوانية في السلوك حيث اكتشفت معظم هذه الحالات في السجون بنسبة 2 الى 12% من المسجونين، أمّا نسبتهم في المجتمع بكليته فتبلغ حوالي واحد لكل ألف، واستخلص الباحثون الى أنّ الصبغية الزائدة Y هي السبب لهذه الأعراض( ).
وهنالك ظاهرة الغباء المنغولي، ويمتاز المصابون بها بعيون منحرفة وتخلّف عقلي شديد، حيث تتراوح نسبة الذكاء لديهم بين 20-60، ويعد هذا المرض من أكثر أسباب التخلف العقلي انتشاراً، كما يظهر بنسبة واحد لكل 500-600 من المواليد( ).
ويرى العلماء انّ هذه الظاهرة ناجمة عن وجود كروموسوم زائد في الخلايا الجسمية، وبذلك يصبح عددها (47) بدلاً من (46) كروموسوم، والزيادة هذه ناتجة عن عدم انفصال زوج الكروموسومات الجسمية رقم (21) انفصالاً طبيعياً أثناء الانقسام الاختزالي، وبذلك يصبح ممثّلاً بثلاث كروموسومات بدلاً من كروموسومين( ).
وهنالك ظاهرة أخرى يكون الوليد فيها مؤنثاً ولكنّ الأثداء غير بارزة النمو، ويكون الصدر عريضاً، وغالباً ما تكون الأنثى عقيمة، إضافة الى التخلّف العقلي.
وهذا الوليد يحمل كروموسوم جنسي (X) واحد، وعدد الكروموسومات في خلاياهم الجسمية هو (45) بدلاً من (46) كروموسوماً، وقد أوضحت الدراسات الوراثية انّه لا علاقة لسنّ الأم في هذه الظاهرة، وانّ المسؤول في عدم الانفصال هو الأب.
ومعدّل ظهور هذه الظاهرة منخفض، وذلك بسبب ارتفاع معدّل الوفيات في الأجنّة( ).
وقد أكّدت بعض الروايات على أنّ الولد إذا سلم من السقط - أي الموت قبل أوانه- فإنّه سيصاب بالخبل و الجنون في حالات المباشرة أثناء بعض الأوقات.
خامساً: دور الحواسّ السمعيّة والبصريّة
قال رسول الله (ص): «لا تتكلّم عند الجماع، فإنه إن قضي بينكما ولد لا يؤمن أن يكون أخرس».
وقال (ص): «ولا ينظرن أحد في فرج امرأته، وليغضّ بصره عند الإجماع، فإنّ النظر الى الفرج يورث العمى - يعني في الولد-»( ).
فالكلام والنظر يؤثّر على الجينات المسئولة عن الخصائص الوراثية ويبطل عمل بعضها بعد اتّحاد الخلايا ثم انقسامها وتمايزها، فبعد تخصّص الخلايا تتكوّن ثلاث طبقات: أحدها الطبقة الخارجية ectoderm، وتكون الجهاز العصبي والحواسّ والجلد والشعر والأظافر والأسنان.
ويحدث الخلل في تكوين حاسّة السمع والنظر، فيؤدّي الى إصابة الوليد بالخرس والعُمى، وقد يسلم من العُمى ليظهر في نسله في الجيل الثاني.
وهذه الحقيقة تستحقّ الدراسة من قبل علماء الوراثة عن طريق متابعة ظواهر الخرس والعمى والتعرّف على أسبابها.
وقال الامام محمد الباقر (ع): «إيّاك والجماع حيث يراك صبيّ يحسن أن يصف حالك ... فإنّك إن رزقت ولداً كان شهرة علماً في الفسق والفجور»( ).
فنظر الصبي الى المباشرة الجنسية يؤثر على استعدادات الوليد - الناجم عن المباشرة- من ناحية الاتصاف بالانحراف.
سادساً: دور الظروف البدنيّة
قال رسول الله (ص): «لا تجامع امرأتك من قيام، فإنّ ذلك من فعل الحمير، فإنّه إن قضي بينكما ولد يخاف أن يكون بوّالاً في الفراش كالحمير البوّالة تبول في كل مكان»( ).
بعد انقسام الخلايا وتخصّصها، تتكوّن ثلاث طبقات، ومنها الطبقة الوسطى mesoderm، وتكوّن بدورها الجهاز العضلي والعظمي والدوري، والجهاز البولي.
والجهاز البولي يخضع في تكوّنه لظروف اتّحاد الكروموسومات والجينات ثم انقسامها، ولدقّة الخلايا فإنّها تتأثّر بالحالات غير الطبيعية كالمباشرة الجنسية من قيام، والتي تؤدي في النهاية الى حدوث خلل في جهاز السيطرة على البول، فيتبوّل الوليد تبوّلاً لا إرادياً.
ومن الظروف المؤثرة في خصائص الوليد هي الاختضاب؛ قال الامام جعفر الصادق (ع): «لا تجامع أهلك وأنت مختضب، فإنّك إن رزقت ولداً كان مخنّثاً»( ).
ومن الظروف المؤثرة هي ظروف السفر، حيث تؤثر أوضاع البدن وما يرافقها من استعدادات بدنية ونفسية على الاستعدادات النفسية والسلوكية للوليد.
قال رسول الله (ص): «إذا خرجت في سفر، فلا تجامع أهلك تلك الليلة، فإنّه إن قضي بينكما ولد ينفق ماله في غير حقّ».
وقال (ص): «لا تجامع أهلك إذا خرجت الى سفر مسيرة ثلاثة أيام ولياليهنّ، فإنه إن قضي بينكما ولد يكون عوناً لكلّ ظالم».
سابعاً: دور الظروف المكانيّة
قال رسول الله (ص): «لا تجامع امرأتك تحت شجرة مثمرة، فإنّه إن قضي بينكما ولد يكون جلاّداً أو قتّالاً».
وقال (ص): «لا تجامع امرأتك في وجه الشمس وشعاعها إلاّ أن يرخى ستر فيستركما، فانّه إن قضي بينكما ولد لا يزال في بؤس وفقر حتى يموت».
وقال (ص): «لا تجامع أهلك على سقوف البنيان، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون منافقاً مرائياً مبتدعاً».
ثامناً: تأثير الظروف الذهنيّة
قال رسول الله (ص): «لا تجامع أهلك بشهوة امرأة غيرك، فإن قضي بينكما ولد يكون مخنّثاً، مؤنّثاً، مخبلاً»( ).
حذّر رسول الله (ص) من تخيّل امرأة ثانية أثناء المباشرة الجنسية مع الزوجة، وهذه الحالة المرضية منتشرة في أوساط بعض أو كثير من الأزواج الذين يتعرّضون لإثارات وقتية أو دائمة بمحظ إرادتهم فيلتجئون الى زوجاتهم ويباشروهنّ جسدياً أمّا أذهانهم فتتخيّل امرأة أخرى، وهذه الظاهرة لها تأثير على تفاعل الكروموسومات حيث يحدث الخلل في عملية الانقسام الاختزالي ممّا يؤدّي الى عدم انفصال كروموسومات الجنس وخصوصاً XY فحينما تتّحد مع الكروموسوم X ينتج XXY.
ويكون مظهر الفرد ذكراً (ذا سمات أنثوية، ويكون الدافع الجنسي لديه ضعيفاً، ويظهر لديهم أحياناً بعض التخلّف العقلي، ويعاني كثير من المصابين بهذا المرض من مشكلات التكيّف ... ويبدو إنّ انتشار هذا المرض واسع نوعاً ما إذ يقدّر بواحد لكلّ 400 شخص طبيعي)( ).
وقد اثبت علماء الوراثة هذه الظاهرة إلاّ أنهم لم يستطيعوا تحديد السبب، والأحرى بهم أن يجعلوا هذا الحديث الشريف نصب أعينهم، ليطوّروا آراءهم وفقه؛ لعجزهم عن إجراء التجارب على الجنس البشري، ويا حبّذا أن يجعلوا هذا الحديث محلّ احتمال أو نظرية كسائر النظريّات ليتابعوا صحّتها من خلال الظواهر الواقعية، ولتكن النظرية بهذه الصياغة: أن تخيّل امرأة أخرى أثناء المباشرة يؤدي الى تكوين وليد يحمل الرمز XXY.
ومن الظروف الذهنية المؤثرة في خصائص الوليد هي المباشرة الجنسية بعد الاحتلام.
قال رسول الله (ص) : «يكره أن يغشى الرجل المرأة وقد احتلم حتى يغتسل من احتلامه الذي رأى، فان فعل ذلك فخرج الولد مجنوناً فلا يلومنَّ إلاّ نفسه»( ).
فالذهن قبل الغسل يبقى مشغولاً بالحلم الذي رآه، أمّا بعد الاغتسال فإنّ الطاقة الجسدية والذهنية ستتبدّل وتكون أكثر فعّالية وحيويّة، ليباشر الزوج زوجته بلا انشغال ذهني مسبق
المقالة جزء من كتابي "العلاقات الجنسية في الاسلام مظاهر النمو ومقومات التربية" الكاتب : سعيد العذاري منقول
01-30-2011, 11:09 AM
قبل ان تحملين طفلا الطفرات الوراثية بين العلم واحاديث اامت المسلمين
وردة الرمال 
رد: قبل ان تحملين طفلا الطفرات الوراثية بين العلم واحاديث اامت المسلمين
جديد منتدى المنتدى الاسلامي العام
العرض المتطور
