بعد عدة سنوات من زواجهما أصبحت حاملاً
وكانت السنوات السابقة قد مرت بتفاهم وحب وسعادة حقيقية
فهو مزَّاح و ( قرقة ) وخفيف دمِ ونكتة تمشي على قدمين
وهي تهيم حباً به وبصفاته هذه وتفتخر وتفاخر بها
ـــــ
وبدأت تجربة الحمل الأولى
بطنها بدأت تتكور
وبدأت علامات الوحم تظهر ببعض النفور من كلامه ومزاحه وسواليفه
وكانت تتحمل وتضغط على نفسها كي لا تبين له هذا الشعور
وهو على طبيعته
يمازحها ويروي لها النكات وأحداث يومه بطرافته المعهودة والتي يشهد بها كل من يعرفه
اشتد عليها الوحم فصار الأمر أقسى من أن تتحمله
وذات ظهيرة كان كعادته (يقرق) وينكت
فصرخت فيه بقوة : اسكت !!
خلاص !!!
يكفي !!!!
ماتتعب ؟!!!!!
ماتمل ؟!!!!!!
ماترجهن ؟!!!!!!!
...
صدم بعنف من طريقتها هذه
فهو مذ كان طفلاً كان يتحمل كل شيء إلا (الفشيلة ) أو ( الكسحة )
خرج من البيت وهو متأثر وحزين
ذهب لاستراحته وهو يفكر بألم وانكسار
ما الذي حل بها ؟؟
ولماذا ؟؟
ـــ
بعد صلاة العصر ذهب لبيت والدته
وجلس عند أمه وهو يحاول أن يخفي حزنه وصدمته
ولكن قلب الأم لا يغفل عن ملامح الابن
سألته ما به ؟
فحاول أن لا يبوح بشيء
لم تتركه وأصرت على معرفة مابه
فباح لها بكل شيء
ضحكت الأم وعرفت بخبرتها الأمر
وشرحت له كل شيء عن الوحم وغرائبه وعجائبه
ــــ
عاد لبيته وهو شبه مقتنع بكلام أمه
وإن لم يكن مقتنعاً تماماً
عند الباب استقبلته
وهي متأففة ونادمة
قالت : آسفة
والله العظيم آسفة
وربي الكريم آسفة
السالفة وحم !!!
والوحم جاء على خفة طينتك وسواليفك
وصرت كأني ماشفت بحياتي أثقل منك طينة ولا أشين منك صوت
بس أحبك وخلك حولي !!!!!
لا تطلع من البيت
بس اسكت ولا تهرج لين الله يفرجه
قال : يعني أقعد بجنبك وآكل تبن !!
قالت بحياء : إن حصل !!
ابتسم وقال : سمي .