خلال فترات الحمل المبكرة، تعد شهور الحمل التسعة هي الشغل الشاغل للمرأة الحامل التي يتخللها لحظات سعادة، وغيرها من الأعراض التي يجب التعامل معها، وبعيدًا عن مضاعفات الحمل التقليدية مثل الغثيان، وحرقة الصدر، والاستقساء وآلام الظهر، هناك بعض المضاعفات الأخرى التي ربما تحدث بشكلٍ فجائي، وقد تكون هذه الأعراض ثانوية يمكنكِ التغلب عليها بسهولة عبر العلاج الطبي، أو قد تتحول لتكون بمثابة مخاطرة على صحة الأم والجنين.
والسؤال هو: ما هي أنواع الحمل التي تستحق المراقبة خلال شهور الحمل؟
يعتبر الحمل (خارج الرحم ectopic pregnancy) حالة الحمل التي تستحق المراقبة القصوى؛ لأن الحمل خارج الرحم أو الحمل "الأنبوبي" يُعد حالة استثنائية تحدث عندما تزرع البويضة المخصبة نفسها خارج الرحم، وغالبًا في أنبوب قناة فالوب، وإذا رغبتي وقتها في إجراء إجهاض مبكر ستحتاجين قبلها لعمل أشعة الموجات فوق الصوتية، إبان فترة الحمل المبكر لمعرفة عما إذا كان حملك خارج الرحم أم لا، وإذا اكتشفتِ أعراض هذا الحمل في الوقت المناسب أثناء الستة أسابيع الأولى من الحمل، ستستطيعين وقتها إنقاذ الجنين إما بتناول بعض الأدوية أو عبر الجراحة.
ويعتبر الحمل المرتبط بـ (مرض الذئبة lupus pregnancy) بشكلٍ إجمالي حالة طبيعية، إلا أن ذلك لا يعني سهولته، حيث يصيب المرأة أحيانًا مشاكل صحية تتعلق بتجلط الدم، وخطر الولادة قبل الأوان، ويؤثر هذا النوع من الحمل على جهاز المناعة والأعضاء الحيوية، ورغم ذلك معظم حالات الحمل من هذا النوع تمر بسلام.
وبما أن فهم أي مشكلة يؤدي إلى إمكانية الوصول للحل، لذا لو افترضنا أنكِ أنتِ التي تمر بهذا الحمل، فمن الضروري المتابعة الدائمة مع متخصص في الأمراض الرئوية، وطبيب نساء إبان فترة الحمل، وبشكلٍ عام لا تخاطري بالحمل قبل أن تخف وطأة مرض الذئبة لمدة ستة أشهر على الأقل؛ لأن الدواء الذي تتناولينه ربما يضر جنينك، وبالتالي يؤدي إلى الضرر أو ولادة جنين ميت.
وسواءً كان ذلك حملك الأول أو الثاني ، ستختلف ردة فعلك في كل مرة من مرات الحمل، حيث ستشعرين بالنشوة التامة مشوبة ببعض القلق، مع خوفٍ صامت من إمكانية ألا تسير الأمور على ما يرام، وعلاوة على ذلك تتسم الأيام الأولى للحمل الأول بمشاعر عدم الراحة، حيث يمر جسدك بتغييرات جوهرية ليتكيف مع فترة الشهور التسعة، وإبان الحمل الثاني ستشعرين براحة أكبر من الحمل الأول ناتجة من تعودكِ النسبي على آلام الحمل خلال تجربتك الأولى.
وعلى الجانب الآخر، يتسم (الحمل التوأمي) ببعض الخطورة، وتزداد احتمالية تضاعف المضاعفات الخطيرة ،وعمومًا يجب الأخذ في الاعتبار أن الحمل في جنينٍ واحد يقترن ببعض الخطورة، وبالتالي فإن الحمل في توأمين يضاعف تلك الخطورة، فاحرصي على مداومة زيارتك الطبيب بانتظام، واعتني بنفسك ووزنك ونظامك الغذائي.
ويُعد (حمل المراهقات) الذي ارتفع معدله خلال تلك الفترة أكثر خطورة من حمل النساء البالغات، ربما لأن جسد المراهقة لا يزال في مرحلة التغييرات الفسيولوجية، مما يحدث مضاعفات عديدة إبان الحمل، إذا لم تؤخذ الاحتياطات اللازمة، كما تزداد فرصة الولادة قبل الأوان، وتتعاظم نسبة إنجاب الأطفال تحت الوزن الطبيعي، ومن الضروري على المراهقة الحامل أن تهتم بالرعاية الطبية المناسبة خصوصًا في الفترات المبكرة من الحمل.
ومهما كان نوع الحمل الذي تمرين به، فمن الحكمة أن تراقبي جيدًا تطورات حملك؛ حتى يمكن معالجة المضاعفات في الوقت السليم.