حذر أطباء من استخدام «حبة زيت الخروع» في منع الحمل، وطالبوا النساء بعدم الانجرار وراء المعلومات المتداولة، والتي تنصح الراغبات في عدم الإنجاب بتناولها، لما فيها من أضرار جانبية، تصل حد التسمم المؤدي إلى الموت. ولاقت «حبة زيت الخروع» اهتماماً متزايداً في مواقع «انترنت» وبين مجالس النساء.
وتبادل نساء أخيراً نصائح باستخدام «حبة زيت الخروع»، مستشهدات بأن بعضهن «لم يحملن طوال عام كامل بعد تناولهن حبة واحدة من الخروع»، وأضفن أن «من تتناول حبتين لن تحمل مدة عامين». وتلقى هذه النصيحة صدى كبيراً بين النساء، خصوصاً وسط بحثهن عن طرق آمنة لمنع الحمل.
ونفى استشاري أمراض النساء والولادة في مستشفى «سعد التخصصي» في الخبر الدكتور محمد عبدالهادي أن «يؤثر حب الخروع في منع الحمل»، مشيراً إلى أن «عدم وجود ما يؤكد صحة منع الحمل عاماً كاملاً لمن تناولت حبة واحدة أو عامين في حال تناول حبتين». مؤكداً أن «ما يتردد بين النساء حول استخدام هذه الحبوب لا صحة له»، مقترحاً أن «يلجأن إلى الطبيب المختص واستشارته في ما يتعلق بوسائل منع الحمل». وعلى رغم عدم تأثير الحبوب في منع الحمل، إلا أنها تحوي فوائد أخرى، وأوضح عبدالهادي أنها تساعد في «علاج حالات الإمساك وآلام المفاصل والكلف الناتج عن الحمل، فضلاً عن فاعليته كمضاد للفطريات»، إلا أن هذه الفوائد يجب أن «تستخدم تحت إشراف الطبيب أو المختص». وحذر من أن «قشرة حبة زيت الخروع تحوي أحد أهم أنواع السموم القاتلة»، مشيراً إلى: «تسجيل حالات وفاة بسبب التسمم نتيجة لذلك».
وستصاب النساء المعتقدات بجدوى الأعشاب الطبية في منع الحمل بصدمة، نتيجة نفي عبدالهادي وجود «أي منتج عشبي لمنع الحمل وبشكل آمن»، موضحاً أن «المنتجات العشبية غير معلومة المصدر، إلى جانب ضعف درجة سلامتها، من حيث المرور بالاختبارات الخاصة بمعايير الجودة والسلامة، والتي تؤدي إلى معرفة جدواها وفاعليتها»، مضيفاً أن «كثيراً منها لا يخرج عن نطاق ما يسمى بالشعوذة والسحر، وما تؤدي إليه من آثار جانبية يصعب علاجها في ما بعد».
وأوضح أن «وسائل منع الحمل تتنوع بين طبيعية هرمونية وغيرها»، مضيفاً أن «الطرق الطبيعية تخلو من العقاقير، وتتمثل في الفترة الآمنة بطريقة الحساب»، أو «القذف الخارجي، والتي يقدر نجاح عدم الحمل فيها بـ 60 في المئة، إلا أن هذه الطريقة ربما تؤدي إلى أثر سلبي، عبر حدوث قذف عكسي يزيد من الالتهابات لدى الرجل، فضلاً عن عدم فائدتها بالنسبة للرجال المصابين بالقذف السريع». وأشار إلى أن الطريق الأخرى تشمل: «حبوب منع الحمل، التي قدر نجاحها بنحو 99 في المئة، إلا أن لها آثاراً جانبية تتمثل في زيادة التخثرات الدموية، خصوصاً إذا كان عمر السيدة أكثر من 35 عاماً، ولذلك لا ينصح الأطباء بها في الفترة ما بين 35 و39 عاماً، أما مميزاتها فتتمثل في انخفاض احتمالية حدوث أورام المبيض السرطانية، وسرطان الرحم وعنق الرحم». وذكر أن من «اللولب الرحمي أحد موانع الحمل، وتصل نسبة المنع إلى 97 في المئة، فيما يمنع الواقي الذكري والأنثوي 80 في المئة.