أهلا وسهلا بك إلى منتديات حوامل النسائية. |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا |
|
المـنـتـدى الـعـام لطرح المواضيع العامه التي ليس لها قسم معين |
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
المـنـتـدى الـعـام
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
Wteen
المنتدى :
المـنـتـدى الـعـام
![]() ماذا نعني بالنقد؟
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
Wteen
المنتدى :
المـنـتـدى الـعـام
![]() الأصل الشرعي للنقد
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
Wteen
المنتدى :
المـنـتـدى الـعـام
![]()
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
Wteen
المنتدى :
المـنـتـدى الـعـام
![]() للرساله بقيه ساكملها لاحقاا
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
Wteen
المنتدى :
المـنـتـدى الـعـام
![]() الفصل الرابع أهمية النقد النقد مطلب إنساني لمواجهة الانحرافات والأخطاء التي تتسلل إلى حياة الأمم والشعوب، والأفراد والجماعات، وغياب النقد معناه تراكم الأخطاء وتماديها، حتى يستحيل التصحيح بعد ذلك. إن النقد هو الكشف الطبي المتواصل الذي يكتشف المرض بسرعة، وبالتالي يعالج قبل أن يستفحل، ويصل إلى مرحلة الخطر أو فقدان الأمل في العلاج؛ ولذلك لابد من النقد. .ثانيًا: النقد مشاركة من الجميع في الإصلاح: النقد مشاركة حقيقية من الجميع في عملية الإصلاح، بحيث يصبح كل فرد في المجتمع له دوره ومجاله، ولا يغدو الناس مجرد قطعان تساق، وهي لا تفكر ولا تعي. .ثالثًا: النقد احتفاظ بإنسانية الإنسان: حيث يتأمل وينظر ويعمل عقله، ويراجع ما يعرفه من نصوص الشرع، ومن نصوص الكتاب والسنة، فإذا وجد أمرًا لا يليق من الناحية الشرعية، أو من الناحية العقلية، أو من ناحية المصلحة، فإنه لا يتوانى عن النقد الصحيح البناء؛ وذلك لأنه يعلم أنه إن سكت فإنه يكون شريكًا في الإثم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم "الساكت عن الحق شيطان أخرس"([i]). لقد صنع الإسلام رجالاً كان أقلهم يرى أنه قوي في تغيير المنكر وإنكاره، وفي إقرار الحق والأمر به. ونضرب مثالاً يدلنا على الفرق البعيد بيننا وبين الأجيال الأولى. فهذا بلال بن رباح رضي الله عنه، كان عبدًا أسود حبشيًّا في مكة، يباع بالدرهم والدينار، فلما أسلم سرت فيه روح العزة والكرامة والقوة والرجولة، فشعر أنه هو شخصيًّا ممن يقومون بتثبيت دعائم الإسلام، والدعوة إليه، والصبر، والمقاومة من أجل الدفاع عنه؛ ولذلك كان يعذَّب بمكة ويؤذى، وهو يقول:"أحد أحد، أحد أحد!"(1) وكان يقول: "والله لو أعلم كلمة هي أغيظ لكم منها لقلتها"!(2). فوقف في وجه الظالمين والمتسلطين، والذين يفتنون الناس عن دينهم، حتى فرّج الله تعالى عنه، ولم يقل: أنا عبد مسكين كيف أقف أمام أبي جهل، وأبي لهب، وعتبة، وشيبة، وفلان، وفلان، من علية القوم وزعمائهم ورؤسائهم؛ بل ثبت بصبره وإيمانه حتى جعل الله العاقبة له. إذن تأتي أهمية النقد من حيث إنه يعيد للإنسان اعتباره من جهة أنه مكلَّف ومسلم، ومطالب بأن يقوم هو بعملية التصحيح، والمشاركة في الإصلاح، والمصارحة والنقد، والنصيحة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، بالطريقة التي تناسبه، لكن لا يجوز أبدًا أن يتخلى عن دوره ويقول: المسؤول غيري!! وما أصيب المسلمون بما أصيبوا به إلا يوم أن تخلوا عن مسؤولياتهم، وصاروا على الحال التي وصفناها. .رابعًا: النقد مرآة تكشف عيوب النفس: كما أن من جوانب أهمية النقد أنه يجلي للإنسان وللأمة، وللجماعة وللدولة صفة نفسها وصورتها، فهو مرآة حقيقية لا زيف فيها ولا تزيُّد ولا نقصان. وربما لا يستطيع الكثير من الناس أن يعرفوا عيوب أنفسهم؛ وذلك لأن الإنسـان يمـارس عيبه أحيانًا بشكل طبعي، وربما يعتقد أحيانًا صوابه ولا يرى أنه خطأ، فكم من إنسـان يقع في الخطأ وهو يظن أنه صـواب، فيحتاج إلى من يبصِّره بهذا الخطـأ، ويقول له: أخطأت والصواب كذا وكذا. وقل مثل ذلك بالنسبة للدول والجماعات والأمم، فهي تحتاج دائمًا وأبدًا إلى أفراد من غير صانعي القرار، يستدركون ويصححون وإلا غرقت السفينة، فالذي اتخذ القرار بهذا الأمر اتخذه باجتهاد، يرى أنه صواب، وليس بالضرورة أن يكون اتخذه عن تعمد الخطأ، وبناء على هذا فليس من الصعب أن يصحح لنفسه؛ لكن الآخرين قد يملكون التصحيح، وقد يكون لديهم وجهات نظر تستحق التقدير والاحترام. .خطورة غياب النقد: إذا غاب النقد فإن البديل عن النقد الصحيح هو المديح! وكثيرون يكيلون المديح بلا حساب، وهذا الإطراء يغر الإنسان ويغريه بأن يصر على الخطأ، كما أنه يخدع الأمة ويزوِّر الحقائق. وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن المبالغة في المديح، ولما مدحوه وقالوا: أنت سيدنا، قال صلى الله عليه وسلم: "السيد الله تبارك وتعالى" قالوا: "وأفضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً" فقال: "قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان"([i])، وفي حديث آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم: "احثوا في وجوه المداحين التراب"([ii])، رأى رجلاً يمدح أخاه، فقال صلى الله عليه وسلم: "ويلك قطعت عنق أخيك "([iii]). فنهى عن المبالغة في المديح والإطراء؛ لأن الإطراء لا يزيد الإنسان إلا إصرارًا على ما هو عليه، ولكن يُمدح الإنسانُ بقدر، تشجيعًا له على صواب صدر منه، واعترافًا بفضل له؛ لكن لا ينبغي أن يكون هذا دأبًا وديدنًا، كما هو الواقع اليوم في عالم الإسلام: إن المديح أصبح فنًّا يمارس، وأصبحت أجهزته المخصصة للإعلام لا همَّ لها إلا إزجاء المديح بالحق والباطل، ومهما كان الشخص الممدوح، فإنها لابد أن تمدحه بكل شيء، حتى لو أخطأ فإنها تحول الخطأ إلى صواب، ثم تمدحه بهذا الإنجاز العظيم في زعمهم. .أنواع المديح: - أولاً: مدح الأشخاص: سواء أكان عالمـًا، أو حاكمًا، أو أميرًا، أو داعية، وقد حفظ لنا التاريخ صورًا كالحة عن هؤلاء المنافقين الذين لا همَّ لهم إلا إزجاء المديح، ومن المشهور تلك الأبيات التي قالها ابن هانئ يمدح فيها أحد الأمراء العبيديين فيقول: ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ فاحكمْ فأنتَ الواحدُ القهارُ وكأنـَّما أنتَ النبيُّ محمدٌ وكأنَّما أنصارُك الأنصـارُ وهذا الصنف من الناس من المرتزقة -لا كثرهم الله- موجودون في كل زمان ومكان، وليست القضية أو المشكلة أن يقوم شاعر نبطي مثلاً فيمدح -لأن هذا شأنه وعمله-، وليست القضية أو المشكلة أن يقوم صحفي مرتزق فيمدح -لأن هذا عمله وهذه وظيفته-؛ لكن المشكلة أن يقع هذا من عالم، أو من رجل من رجال الفكر أو الأدب، الذين يشار إليهم بالبنان، وتعقد عليهم الخناصر، ويعدّون نموذجًا حيًّا لما يجب أن تكون عليه الأمة، فإذا به يقع في زلات وورطات عظيمة، قد كثرت اليوم حتى ما عاد الإنسان يحصيها. - ثانيًا: مدح المكاسب والمنجزات: هذا لون آخر من ألوان المديح، وهو مدح المنجزات والانتصارات والمكاسب، حتى لو كانت مكاسب وهمية؛ بل حتى لو كانت خسائر فإننا نحولها إلى مكاسب، وقد توضع الأعياد في بعض الدول بمناسبة أو بأخرى، ويدندن حولها الإعلام، وكأننا بذلك نعوض عن العجز الموجود عندنا، عن تحصيل مكاسب جديدة، أو نتستر على ألوان من الفشل القائم الدائم الذي نحاول أن نصرف وجوه الناس عنه، بالحديث عن مكاسب مضت وانتهت، وقد تكون مكاسب حقيقية أحيانًا، وقد تكون مكاسب وهمية في كثير من الأحيان. - ثالثًا: مدح الأعمال: وقد لا يكـون المدح - أحيـانًا - مدحًا لشخص، ولا لمكاسب أو منجزات؛ بل يكون مدحًا لعمل، كنشاط دعوي مثلاً، أو نشاط جهادي في بلد من البلاد، أو نشاط علمي، بحيث تسري روح التزكية والثناء والإطراء، وتختفي روح النقد والتصحيـح، ولا يملك الناس القدرة على اكتشاف الخطأ. وهذا - مع الأسف - داء موجود في كل المسلمين، لا نعني في أفرادهم بالضرورة، كلا، فإن من المسلمين من لا يكون كذلك، لكننا نعني أنه موجود على كافة المستويات. فأنت حين تنتقل إلى عالم الدعوة، وعالم الجهاد، وعالم الشرع؛ تجد هذا الداء موجودًا، وروح التزكية تسري، وروح النقد ضعيفة، فالذي يمدح ويثني ويطري محبوب؛ أما الذي ينتقد فإنه يعدّ مخذلاً ومشاغباً وحوله علاماتاستفهام، وقد لا يكون مرغوبًا فيه، فسرت عدوى التسلط والطغيان والاستبداد إلى الجميـع، ولفتهم في عباءتها الثقيلة. . .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
Wteen
المنتدى :
المـنـتـدى الـعـام
![]() الفصل الخامس الهروب من الأخطاء .الطريقة الأولى: أن نحيل إلى الصدفة، ونتجاهل السنن الكونية، فإذا وقعت الأمة في خطأ، أو هزيمة عسكرية، أو اقتصادية، أو سياسية، أو غير ذلك؛ أحالت الأمة ذلك على الصدفة، أو على ظروف طارئة! ونسينا دورنا نحن في هذا الخطأ، ونسينا قول الله تعالى: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ)[فصلت:46]، ونسينا قول الله عز وجل في الحديث القدسي: "إني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرمًا"([i])، ونسينا قول الله تعالى: (فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)[الشورى:30]،وقول الله عز وجل:(قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)[آلعمران: 165]. .الطريقة الثانية: تجاهل الخطأ والتقليل من شأنه وتبريره، أو حتى اعتباره صوابًا، فلا نعترف أن هذا خطأ؛ بل نقول إنه صواب ونصرّ عليه. .الطريقة الثالثة: هي الإحالة إلى القضاء والقدر، ونحن نعرف أن القضاء والقدر والاحتجاج به لم يُعفِ أبانا آدم عليه السلام من الاعتراف بخطئه: (قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الأعراف:23] ومع ذلك احتج آدم على موسى عليهما الصلاة والسلام في القضاء والقدر، وقال: "أتلومني على أمر كتبه الله عليّ قبل أن يخلقني؟!"، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فحجَّ آدم موسى"([i])، لكن هذه الحجة لا تعني أنه لم يعترف بالخطأ ولم يتب منه، كلا؛ لكن الذنب إذا مضى واعترف به العبد وتاب منه فإن له أن يحتج بما قضاه الله عليه وقدَّره. .الطريقة الرابعة: هي أن نلقي باللوم على الآخرين، ونخرج نحن من دائرة المسؤولية. فمثلاً على مستوى الأمة يقولون: الأخطاء الموجودة الآن في الأمة هي من صنع الجيل السابق ومن آثاره، وسوف يقوم بحلها الجيل اللاحق! أو أن نحيل الخطأ على العدو، أو على المستعمر، أو على الصهيونية، أو على الحكام، فكثير من الناس يكتفي بأن يقول: إن الحكام هم المسؤولون، وكأنه خرج من دائرة المسؤولية بمثل هذا الأسلوب. .الطريقة الخامسة: تفسير الخطأ تفسيرًا هروبيًّا، وذلك كمن يفسر الفشل بأنه ابتلاء من الله تعالى، ويسوق الآيات الواردة في الابتلاء والاختبار، ولا يقول: ما سبب ما حصل؟! هل سببه خطأ مني، أم تقصير في اتخاذ الأسباب مثلاً؟ وكمن يفسر العجز بأنه نوع من الصبر، وكمن يفسر الجبن مثلاً بأنه نوع من الحكمة، وهكذا. .الطريقة السادسة: الإحالة إلى المنهج، فهناك من لا يفرقون بين الإسلام الذي هو دين منـزل من الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم، والناس كلهم مطالبون بأن يدينوا الله تعالى به؛ وبين فئة تنتسب إلى الإسلام -أمة، أو دولة، أو جماعة، أو شخص- فيعطون العصمة التي للمنهج -وهو الإسلام- لدولة تنتسب إلى الإسلام، أو يعطون العصمة لجماعة من الجماعات الدعوية التي تدعو إلى الله تعالى، وهي وإن كانت جماعة إسلامية لكنها غير معصومة، ومن الممكن أن تخطئ في فهمها للإسلام أو تطبيقها له، وقد يكون اجتهادها في غير محله؛ بل ربما يكون بعض ما نحن فيه، هو بسبب تقصير الدعاة في معرفة الوسائل النافعة في الدعوة، والتي يجيزها الشارع.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 8 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
Wteen
المنتدى :
المـنـتـدى الـعـام
![]() الفصل السادس أنواع النقد .التقسيم الأول: تقسيم النقد إلى: نقد عام، ونقد خاص: - النقد العام:هو نقد المظاهر المنحرفة دون تخصيص، ودون أن نسمي أحدًا. فتقول - مثلاً-: من الناس من يفعل كذا، ما بال أقوام يفعلون كذا؟، وفي القرآن كثير من هذا، ومن ذلك قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)[البقرة:204]وقوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ)[الحج:11] وقوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ)[البقرة:8] وقد ورد كثير من هذا في سورة التوبة: كقوله تعالى:(وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي)[التوبة:49]،كقوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ)[التوبة: 58]،كقوله تعالى:(وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ)[التوبة:76]، وجاء الحديث في القرآن الكريم مستفيضًا عن هؤلاء. فهذا نقد عام: نقد المظـاهر المنحرفة أو الأخطاء دون تحديد أصحابها. - النقد الخاص: وهو نقد الأشخاص، ولسنا نعني بالأشخاص الأفراد، فقد يكون الشخص المراد عبارة عن شخص معنوي -دولة، أو جماعة، أو مؤسسة-، وقد يكون فردًا بعينه. وثمة كثيرون يهتمون بالنقد العام، ولا يهتمون بالنقد الخاص، ويقولون لا داعي له، والواقع أنه لابد من الاثنين معًا؛ لأننا حين نتحدث عن مظاهر الانحراف عند الناس بصفة العموم، فإن كثيرًا منهم قد يظن أنه ليس المقصود بهذا النقد، وبالتالي فإنه لا يسعى إلى تغيير ما به من أخطاء. وخير مثال على ذلك، أننا إذا استمعنا إلى محاضرة أو خطبة فيها نقد لبعض الأخطاء، وكان هذا النقد عامًّا، فإننا قد نظن أن المخاطب غيرنا؛ ولذلك لابد - في كثير من الأحيان - من النقد التشخيصي المباشر، دون حاجة -بطبيعة الحال- إلى ذكر أسماء إلا بقدر الحاجة إلى ذلك، وهذا النقد لابد منه؛ لأنه أقرب إلى تحصيل المصلحة، وإزالة الخطأ وتحقيق المقصود. وعلى النقيض من ذلك، فإن بعض الناس حسَّاس جدًّا، وإذا سمع نقدًا -ولو كان مجملاً- ظن أنه المقصود؛ لأنه يسمع بحساسية فيقول: لماذا ينتقدني فلان؟! فهذا الإنسان ينبغي أن يتنبه لأمرين: أولاً: ما الذي جعلك تظن أن فلانًا يقصدك إلا وجود الخطأ عندك؟ إذا تنبه لهذا الخطأ. ثانيًا: أنه كـان يجب أن تقول لو لم ينتقـدك: لمـاذا لم ينتقدني؟! لأنه كرامة لك أن يهدي إليك أخوك المسلم عيبًا، سواء أهداه بطريقة صحيحة أو غير صحيحة، فالمسلمون ناصحون، والمنافقون غشاشون .التقسيم الثاني: تقسيم النقد إلى: نقد الذات، ونقد الغير: - نقد الذات: هناك من ينتقد نفسه، وهذا ما يسمى بالنقد الذاتي، فيكتشف خطأه بنفسه، ويحاسب نفسه بنفسه، بكثرة المراجعة والتحري واكتشاف الخطأ، ومن ثم إشهار الرجوع عن هذا الخطأ والاعتذار عنه، خاصة إذا كان خطأ معلنًا كفتوى شرعية، أو اجتهاد، أو منكر معلن وقع فيه هذا الإنسان، سواء وقع في هذا فرد أو جماعة أو دولة، فيكتشفون الخطأ بأنفسهم ويصححونه. والنقد الذاتي مهم جدًّا؛ لأنه دليل على شجاعة الإنسان، وتحرره من عبوديته لنفسه، واستعداده للتغيير والإصلاح، أما النقد من الآخرين فإنك قد تقبله أو لا تقبله، وقد تصر على ما أنت عليه وتقول: هذا أمر هين ونحو ذلك، وأما ما كان من نفسك فلديك استعداد أصلي للقبول. أهمية النقد الذاتي: تكمن أهميته في عدة أمور: أولاً:أنه دلالة على شجاعة الإنسان، وقدرته على التصحيح. ثانيًا: أن الإنسان في بعض الأحيان أقدر على ملاحظة نفسه، وربما يكون هناك أمور لا يستطيع الآخرون أن يدركوها؛ ولكن أنت تدركها. وعلى سبيل المثال: مقاصدك الداخلية، ونياتك، وأسرارك، وخواطرك لا يدركها الآخرون، وذلك أن في النفس جوانب لا يملك الناس أن ينتقدوك فيها؛ ولكنك أنت تملك أن تكتشفها بنفسك وتصححها. ثالثًا: كما أن نقد الإنسـان لذاتـه، أو نقد الأمـة أو الجماعة أو الدولة لذاتها، يوجه طاقة الإنسان وجهة سليمة، بحيث يشغله عيبه عن عيوب الناس، وكما روي: "طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس"([i])، أما أن يشتغل بعيب الناس وينسى عيبه، فهذا دليل على مرض مستتر موجود في ذاته. - نقد الغير: يعني أن يكون النقد من جهة أخرى، سواء أكان النقد سرًّا أم علانية. ويجب على الجميع تهيئة الفرص للنقد، وتأمين الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم؛ ليتمكنوا من النقد، لأن النقد مهم جدًّا لصلاح الأمة والفرد والجماعة والدولة. ولذلك ينبغي أن نحرض الجميع على تهيئة الفرص للنقد؛ حتى لا يغيب النقد، أو يستحي منه الآخرون، ينبغي أن تتاح الفرصة للنقد البناء الصحيح الهادف بالوسيلة الصحيحة، وبالأسلوب المناسب، وبعيدًا عن أساليب الجرح، أو التنقص، أو سوء الظن، أو غير ذلك. لكن لو فرض أن النقد كان بأسلوب غير مناسب، فإن هذا لا يمنع أبدًا من قبول النصيحة؛ فليس الجميع قادرين على إتقان قواعد النقد وأساليبه وطرائقه. وإذا كنا نعرف أن المسلم للمسلم كاليدين تغسل إحداهما الأخرى؛ فنحن نعرف أن اليد قد يكون فيها أحيانًا نوع من الخشونة، فلا يمنع هذا من أن تغسل اليد الأخرى وفيها نوع من الخشونة، وكذلك أخوك المسلم ينتقدك، أو يصحح خطأك -ولو كان فيه شيء من الخشونة- فلا ينبغي أن تتردد في قبول هذا النقد
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 9 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
Wteen
المنتدى :
المـنـتـدى الـعـام
![]() الفصل السابع صور من النقد المذموم - أولاً: النقد الذي يستهدف حياة الإنسان الخاصة: وشخصيته، وأموره الذاتية الخاصة، التي لا يطلع الناس على جوانبها وغوامضها، مثل فضائح لفلان أو علان، وهذا قد يتم أحيانًا باسم الإثارة الصحفية، فقد يتكلمون كثيرًا عن الجوانب الشخصية في حياة البعض، أو يتعرضون لأمور خاصة مما لا يتعلق بحياة الأمة، ولا يؤثر في مصالحها، وربما كانوا أشخاصًا مغمورين، حتى إننا نجد اليوم بعض الصحف تضع حلقات بعنوان "فضائح"..! وهذه الفضائح تتعلق بحياة أشخاص بأعيانهم، وقد يكونون موجودين يعيشون على ظهر الأرض، فتنشر خزيهم وفضائحهم، وربما يكون في ذلك -أحيانًا- إغراء للآخرين بالوقوع في مثل هذه الفضائح، من حيث يشعرون أو لا يشعرون فباسم الإثارة الصحفية يتم كشف بعض الجوانب الشخصية من حياة الناس، التي لا تستفيد الأمة من ظهورها. وأحيانًا يتم كشفها باسم التجسس والمخابرة التي حرمها الإسلام كما قال الله عز وجل: (وَلا تَجَسَّسُوا)[الحجرات:12]، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "ولا تجسسوا"([i])، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تتبع الإنسان لعورة أخيه المسلم: "من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله"([ii]). وكم رأينا مَن همهم حفظ الزلات على بعض الشخصياتالمرموقة بواسطة أجهزة ووسائل، ثم يتم نشرها وإشاعتها عند الحاجة لغرض أو لآخر؛ بل رأينا - مع الأسف الشديد - أجهزة متخصصة في صناعة الأكاذيب، وتلفيق التهم، وأحيانًا دبلجة الصور والأصوات لتشويه صورة عالم أو داعية أو زعيم أو خصم أيًّا كان، وهذا معروف في طول بلاد العالم الإسلامي وعرضها، وهذا بلا شك مما لا يبيحه الإسلام بحال. - ثانيًا: النقد المفتقد للعدل: لقد فقد المسلمون العدل في النقد، فصاروا إذا خالفوا شخصًا في موقف أو مواقف أجلبوا عليه بخيلهم ورجلهم، وحولوه إلى شيطان رجيم كأنه لا حسنة له قط، ولو كان من أهل لا إله إلا الله، ولو كان من الدعاة المجاهدين في سبيل الله! وإذا جاملوا شخصًا لموقف مصلحي تستروا على كل أخطائه وحولوه إلى قديس، وإلى بطل عظيم، ففقد الناس الثقة بالإعلام جملة وتفصيلاً!. صرنا نجد داعية تختلف معه أجهزة الإعلام في رأي أو موقف فتحوله إلى شيطان رجيم ، وتجلب عليه، وتعدّه عميلاً للمخابرات العالمية ، وطالب حكم، وأنه تسبب في ردة الناس عن دينهم، وأنه وأنه...، كما أنه إذا أثنى على شخص فإنه يتحول إلى قديس لا يسمح بنقده أو الاختلاف معه وجعل له من الفضائل والمناقب ما ليس في أمة من الناس مجتمعين. وصرنا نكذب بلا حساب، ونأخذ بقاعدة اكذب واكذب واكذب عسى أن يصدقك الناس! ونسينا أن الناس -مهما كانوا أغبياء في نظرنا- لهم عقول، ويعرفون هذه الأكاذيب الملفقة، ولا يمكن أن تنطلي عليهم، وإذا كذبت على الناس اليوم، فإنك لا تستطيع أن تكذب عليهم غدًا. أين العدل الذي يتطلب منك أن تعترف لخصمك بالحق الذي عنده، وحتى أقرب الناس إليك ينبغي أن تعترف بالخطأ الموجود لديه، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" [المائدة:8] فهذا هو المنهج العلمي الموضوعي الشرعي، الذي يحفظ للإنسان كرامته ومكانته وعقله، ويجعله يثق بهذه الأجهزة الإعلامية التي من المفروض أن همَّها وهدفها هو بناء الإنسان، بناء عقله، وتكوين شخصيته، وبناء الإنسان المعتدل المستقيم المنضبط، لكن -مع الأسف- لم تفلح إلا في صناعة الإنسان المزدوج المتناقض، الذي ينتقل من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال، ومن أقصى الشمال إلى أقصى اليمين. لقد أصبح الناس عندنا - في كثير من الأحيان- أحد صنفين: إما ضدنا فهذا نكيل له الذم بلا حساب، وإما معنا فهذا يُمدح أيضًا بلا حساب، أما أن يكون عندنا صديق أو متعاطـف أو حتى إنسـان محايد، فهذا لا وجود له في حياة كثير منا اليوم، فضلاً عن عدو تداريه، أو تقلل من عداوته بقدر ما تستطيع، فضلاً عن أن نتخذ مبدأ الإنصاف -وهو مبدأ شرعي- بغير نظر إلى المصالح الذاتية أو المصالح الشخصية. - ثالثًا: جمع مثالب الإنسان للتشهير به: من صور النقد المذموم، النقد الذي يستهدف جمع مثالب الإنسان، وإحصاء أخطائه؛ ليشهر به، فيكون بعض الناس -والعياذ بالله- مثل الذباب لا يقع إلا على الجرح، فيجمع عيوب الآخرين، ويتكلم عنهم في المجالس، وكأنه لا حسنة لهم قط، ولا سيئة له قط حالات استثنائية: هناك حالات يجوز فيها تناول الأوضاع الشخصية، كما أشرنا إلى شيء من ذلك قبل قليل، ومن هذه الحالات النماذج الآتية: - النموذج الأول: شخص مجاهر بالفسق والمعصية، ويسعى إلى إفساد المجتمع، توجهات غير محمودة، وبعض الناس ذوي النفوذ الذين ثبت تواطؤهم واشتراكهم في بعض المؤسسات، وبعض الأجهزة، وبعض المعاهد التي تحارب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فهؤلاء ينبغي بيان حالهم والتحذير منهم والكلام عنهم بأعيانهم؛ حتى يحذرهم الناس ويتجنبوهم، وقد جاء في ذلك أدلة سبق أن ذكرنا شيئًا منها. - النموذج الثاني: قد يوجد شخص يُخشى أن يغتر الناس به؛ لأنه يتظاهر بالخير والصلاح، وله أهداف ومآرب أخرى، مثل المشعوذين والرقاة الذين يتضح انحرافهم ولكنهم يتسترون ببعض المظاهر التعبدية؛ ليخدع بها العامة، فهذا لابد من ذكره. النموذج الثالث: أيضًا هناك شخص لا يُنظر إليه باعتباره فلان بن فلان؛ بل ينظر إليه بالاعتبار العام، أي أنه صار مُلْكًا للأمة وللتاريخ، وصاحب نفوذ، أو شخصية علمية، أو شخصية اجتماعية، أو شخصية تاريخية، يعني أن قراراته وآراءه ومواقفه وشخصيته أصبحت منطبعة على الأمة كلها، وله تأثير قريب وبعيد وفي الحاضر والمستقبل، وهؤلاء لم يعودوا ملكًا لأنفسهم؛ بل عادوا ملكًا للأمة وملكًا للتاريخ، فلابد من تناول هؤلاء الأشخاص. وما زال العلماء يكتبون عن تراجم هؤلاء بل عن غيرهم، يكتبون عن تراجمهم ويتحدثون عنهم، وقد يذكرون الحجاج بن يوسف مثلاً فيذكـرون ما فعله من الجرائم والمنكرات والمظالم، وربما تكلموا فيه، وربما دعوا عليه، وقد يذكرون رجلاً آخر بعكس ذلك، كما يتكلمون عن الرجال الفضلاء الكبراء الأجلاء العدول، كعمر بن عبد العزيز، وصلاح الدين أو غيرهم - النموذج الرابع: كذلك الأشخاص الذين يجاهرون بجرائمهم، فماذا عساك أن تتستر على أديب كبير شعره يبين عنه، ويتكلم عن كل صور الفجور والفساد والانحلال؟ فماذا عساك أن تتستر على مثل هذا الإنسان أو غيره ممن يجاهرون بمعاصيهم؛ بل ينشرون ألوان فسقهم وخزيهم على الأمة؟!.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 10 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
Wteen
المنتدى :
المـنـتـدى الـعـام
![]() كما اشرت سابقا الرساله لدكتور العوده وبهم العالم تحدث الدكتور عن امر يهمنا
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
![]() |
|
|