إنْ كانَ عيْسَى بَرَا الأَعْمَى بدَعوتِه
فكمْ براحَتِه قدْ ردَّ مِنْ بَصَرِ
رَوى البُخاريُّ ومُسْلمٌ من حَديثِ جَابرٍ أيضًا
"عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الحدَيْبِيَةِ وكانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بينَ يدَيْه رَكْوةٌ يتَوضَّأُ مِنْها فَجَهَشَ النّاسُ فَقالَ "مَا لَكُمْ"؟ فَقالوا يَا رسُولَ الله ليسَ عندَنا ما نتَوضَّأُ بهِ ولا ما نَشْرَبُه إِلا ما بَيْنَ يَدَيْكَ، فَوضَع يدَهُ في الرَّكْوةِ فَجعلَ الماءُ يَفُورُ مِنْ بَيْنِ أصَابِعِهِ كأمْثالِ العيُونِ، فشَرِبْنا وتَوضَّأْنا، فَقيْلَ كَمْ كُنْتُم؟ قالَ لَو كُنّا مائةَ ألفٍ لكَفَانا كُنّا خَمْسَ عشْرَة مائةً".
ومن مُعجزاتِه ردُّ عَينِ قتادَةَ بعدَ انقِلاعِهَا، فقَد روى البَيهقيُّ في الدّلائلِ عن قَتادَةَ بنِ النُّعمانِ
أنّه أُصيبَت عَيْنُه يَومَ بَدرٍ فسَالَت حَدَقَتُه على وجْنَتِه فأرادُوا أنْ يقْطَعُوها فسَألُوا رسُول الله فَقالَ "لا"، فدَعَا بهِ فغَمزَ حدَقَتَهُ براحَتِه، فكَانَ لا يَدْرِي أيَّ عيْنَيهِ أُصِيْبَت. اهـ.
وفي هَاتينِ المعجِزَتينِ قالَ بَعضُ المادِحينَ شِعْرًا من البَسِيطِ:
إنْ كانَ مُوسَى سَقَى الأَسْباطَ من حَجَرٍ
فإنَّ في الكفّ مَعْنًى ليسَ في الحجَرِ
إنْ كانَ عيْسَى بَرَا الأَعْمَى بدَعوتِه
فكمْ براحَتِه قدْ ردَّ مِنْ بَصَرِ