الساعة الثالثة فجرا0000
وقت له هيبة ووحشة000
سمعت رنين الهاتف عن بعد00فقفزت لالتقطت السماعة واضعها على اذني000
مرحبا؟
جاءني صوت وقور 000السلام عليكم ورحمة الله وبركاته00
قلت بلا مبالاه00 وعليكم؟
اين والدتك؟
من انت؟
اخبريهابانني مشرفة مغسلة المهاجرات للاموات00هنالك حالاتان بالمغسلة نحتاج لتعاونها000
اجبتهابدون تفكير 000ساحضر مع امي؟ممكن؟
اجابتني00هل تستطيعين التحمل؟
شعرت باحساس عجيب ليس له تفسير00ولكنني اجبت بنعم00واقفلت الخط
كانت المغسلة ملاصقة لمنزلنا00كنت اتمنى ان احضر فيها غسلا ولكن لشخص لااعرفه00وشاء الله بذلك
ماهي الادقائق الا وكنت امام بابها000
يالله000رائحة السدر والكافور والطيب تفوح هنا وهناك000
وصوت البكاء والونين يقطع نياط القلوب000
وبرودة المكان تكاد تجمد اطرافي 00
دخلت بخطى متثاقلة000
رايت امي تخلع عبائتها000وترتدي القفازات00وتضع المريلة00والكمامة00ففعلت مافعلت000لادخل معها لغرفة التغسيل000كانت عبارة عن اربعه احواض يفصل بينها ساتر000وجثة مسجاة فوق احدالاحواض000بدات امي بتجهيز السدر والكافورووضعتهم جانبا000ثم بدات بفك الغطاء عن الميته00بدات ارتعد خوفا فانا لم ارى جثمانا من قبل000كانت الجثمان لسيدة كبيرة في العمر000لااله الاالله000هذه السيدة زارهاملك الموت قبل قليل000كانت يداها مشدودتان من اثر سكرات الموت00وكان اصبع الشهادة مرفوعا000وكانت اسنانها تضغط على لسانا بشكل مرعب000عندما سالت امي عن سبب ضغطها على لسانها قالت لااله الاالله00ان للموت لسكرات000انتهو من التغسيل وبداو بالتكفين000 وجائت اصعب اللحظات00لحظة اقفال الكفن من ناحية الوجه..هنااجهشت بناتها بالبكاء000والمغسلة تذكرهم بفضل الصبرواجره000
رجعت للمنزل قبل امي00وانا افكر00الموت الموت الموت000مخيف هذا الاسم
ياترى كيف كان شباب تلك السيدة التي غسلت قبل قليل00وماذا كان حالها قبل زيارة ملك الموت لها00ومااخر ماراته قبل موتها000الجنة او النار0000
اخذت وعدا على نفسي ان اتطوع بالعمل في المغسلة مهم كانت الظروف وانا الان ولله الحمد اعمل منذ اكثر من ثلاثة اعوام بها000(اذااردتم ان اقص عليكم بعض القصص فلدي الكثيرمماشاهدته عيناي على احواض المغسلة00وانتظر ردودكم)