الحصول على عمال وعاملات لتنظيف المدارس بالمنطقة الشرقية أصبح من " رابع المستحيلات " هذه الحقيقة فرضت نفسها بقوة مع بدء العام الدراسي الجديد حيث اصبحت هذه المشكلة على رأس المشاكل التى تواجه مديري ومديرات المدارس وفرضت نفسها على جدول اعمال المسئولين فى كافة المدارس ،
حيث لا زال بعض مدراء ومديرات المدارس في المنطقة يعانون التعب والمشقة للحصول على عمال النظافة الذين يقومون بتنظيف المدارس سواء أثناء الدوام الرسمي بالنسبة للبنين أو بعد نهاية الدوام الرسمي بالنسبة لمدارس البنات ، وكانت المعاناة قد بدأت قبل بدء الدراسة في رحلة البحث عن هذه العمالة لتهيئة المدارس وتنظيفها من الغبار والأتربة التي تحاصرها أثناء الإجازة الصيفية وذلك من أجل استقبال التلاميذ والتلميذات في أحسن صورة ولكن بقيت بعض المدارس دون تنظيف حتى عانى التلاميذ الويلات من استنشاق الغبار الذي أضر بهم كما اضطر عدد من أولياء الأمور للتبرع بوقته بتنظيف مدارس للبنات لعدم وجود عمالة .
العمل الحر
قال احد اولياء الامور عبدالمحسن الناصر من النادر اليوم الحصول على العمالة الوافدة التي تقوم بتنظيف المدارس سواء قبل بدئها أو أثناء الدوام الرسمي فهذه العمالة فضلت العمل الحر وعدم التقيد بالعمل في المدارس حيث اعتبرت ذلك أجدى لها فرواتب المدارس في أحسن الأحوال 800 ريال في مدة شهر كامل بينما لو زاولت العمالة بعض الأعمال وخاصة في المقاولات فهي تخرج في اليوم براتب 60 ريالا على أقل تقدير وتعتبر العمالة هذا الأمر أفضل لها فأصبح بذلك من الصعب وجودها وقبولها بتنظيف المدارس ،
وأكد الناصر أنه قام مع بعض أولياء الأمور بتنظيف إحدى مدارس البنات ورفع الغبار والتراب الذي انتشر في المدرسة وتنظيف دورات المياه قبل بدء الدراسة حيث لم تجد مديرة المدرسة من يقوم بذلك من العمالة ، واضاف عبدالمحسن في السابق كانت هناك مؤسسات وشركات تقوم بذلك بالنسبة لمدارس البنات وكان تعليم البنات يوفر هذه العمالة ولكن بعد صدور القرار في 18/9/1428 هجري أصبحت مديرات المدارس في عناء في البحث عن العمالة لتنظيف المدارس بعد انتهاء الدوام الرسمي وخروج التلميذات من المدرسة ، ونتعجب إن كان البحث عن العمالة يصعب على الرجال فكيف بالنساء من المسئولات في المدارس بالتعليم فيجب على إدارة تعليم البنات حل هذا الأمر لمدارس البنات .
طاقم متكامل
ويقول حسين عبدالله أحد أولياء الأمور وزوج لإحدى المعلمات إن زوجتي معلمة وتخبرني أن مديرة المدرسة منذ بدء عودة المعلمات للمدارس وهي تسأل وتبحث عن عمالة لتنظيف المدرسة ولم تجد حتى الآن ، وهذه المعاناة تعتبر شبه عامة في المدارس الحكومية وبدأت بالتعميم الوارد لمدارس البنات برقم " 2/27649/ د " والذي نص بإيجاد من يقوم بذلك في المدارس وأكد أن المعلمات أنفسهن من يقمن بتنظيف الفصول والمدرسة بعد خروج الطالبات من المدرسة . وأكمل حسين قوله أما المدارس التي تتكفل بها شركة أرامكو فهذه المعاناة لاتتواجد بهاسواء للبنين أو البنات بسبب وجود طاقم متكامل من النظافة والصيانة تتواجد على الفور في المدرسة بعد خروج الطلاب والطالبات والكادر التعليمي من المدرسة .
معاناة مستمرة
وأشارت معلمة في إحدى المدارس الحكومية فضلت عدم ذكر اسمها الى أن المعلمات في المدرسة هن من ينظفن المدرسة صباحاً عند قدومهن للمدرسة حيث يلتزم على المدرسة ان تأتي مبكراً بعض الشيء لتقوم بذلك في بعض أجزاء المدرسة وهذا لعدم وجود عمالة تقوم بذلك وقد قامت مديرة المدرسة بتوظيف إحدى النساء من نفس المنطقة ولكن لم تقم بما هو مطلوب منها بالصورة المطلوبة فاضطرت المديرة لاعفائها من هذه المهمة وبقيت المعاناة معلقة على كاهلنا ونتمنى التخلص من ذلك .
وطالب علي الخلف أحد أولياء الأمور أن تكون المدارس نظيفة وخالية من الغبار والتراب والأوساخ لتكون بيئة تعليمية مناسبة فالمدارس كثير منها تتكون من أعداد كبيرة يتجاوز 300 طالب مما يحتاج ذلك لتوفير عاملين نظافة للمدرسة وأضاف الخلف بقوله ابني مريض بالربو ويحتاج لعناية ونظافة دائمة وأحمل المسئولين في التعليم أي عناء يصيبه .
وأكد مدير مكتب التربية والتعليم بصفوى عبدالله الزهراني قيام بعض مدراء المدارس برفع خطابات حول مشكلة عمال النظافة ، وبين بأن هناك بعض المدارس تبحث عن عمالة منتظمة عبر مؤسسات و لم يتوصلوا لحلول ، وقال إنه خلال الأسبوع الماضي تمت مناقشة هذا الأمر مع مدير التعليم وسوف يتم حل المشكلة قريبا ولفت الزهراني أنه سوف يكون هناك استقراء من قبل المكتب حول الحراس والمستخدمين في المدارس هذا الأسبوع وسيتم توزيع هؤلاء حسب حاجة المدارس وهذا من صلاحيات المكتب لإيجاد حلول لذلك وأشار الى أن إدارة التربية والتعليم تمنح المدارس 1000 ريال لعامل النظافة وهناك بعض المدارس يخصص لها أكثر من عامل وقد يصل إلى عاملين وثلاثة وحسب احتياجات المدرسة ويجب على مدراء المدارس التصرف بأي حال ولو بشكل مؤقت لإبقاء المدارس نظيفة وبيئة مناسبة للدراسة لحين حل الأمر.